سيطرة فكرة إصلاح السياسة فى الحضارة الإسلامية عبر تطوير علم أصول الفقه وما أطلق عليه «الجوينى»، غياث الأمم فى التياث الظلم، وإعطاء معنى للعلم بتجاوز الجزئيات ذات المعنى الظنى إلى تحقيق الكليات والمقاصد ذات الطابع اليقينى، كانت جهدا واضحا للعديد من العلماء كان على رأسهم كما أشرنا «أبوالمعالى الجوينى»، وقد عاش فى القرن الخامس الهجرى، وشهد حالة انهيار السلطة وفسادها، وهنا بدأ يفترض خلو الزمان من سلطة سياسية عادلة، بل ومن فروع الشريعة ذاتها وجزئياتها، وهنا فإنه يطرح أن الأمة هى وعاء القيام بمهام السلطة السياسية، التى لا يجوز تركها لحاكم لا يملك مقومات ولا شروط السلطة، وفى الوقت نفسه على المستوى ...

أكثر...