الزواج ارتباط (¯`·._)

ينبغي أن يدوم مدى الحياة ويستمر،

ويزدهر مع الأيام ،

واستخدام آداب الحوار بين الزوجين

من الدعائم الأساسية

التي تبقى هذه الاستمرارية ،




لذا فإهمال هذه الآداب كارثة .

إن الالتزام بأدب الحوار

هو طريق لوجود الاسرة السعيدة الهانئة

التى تتحقق فيها المودة والرحمة

وتكون سكنا لكل افراد الاسرة دون استثناء




فينبغي على الرجل

أن يقدر ما تعانيه المرأة طوال النهار

من عنت في البيت ،

ومع الأبناء ،

ويتسع صدره لحديثها ،

ويدرك أنها تنتظره طول اليوم

حتى تفضي له بمكنون نفسها ،

ويحسن الاستماع إليها ،

ويبدى اهتمامه لما تهتم به ،




فإذا أدرك الزوج طبيعة النساء

علم أن الكلام عندهن شهوة ،

فضلاً عن أن يكون هناك شيء

يتصل بالحياة بينه وبينها ،

وهى مع ذلك

غسالة لثيابه ،

طاهية لطعامه ،

مربية لولده ،

مطفئة لشهوته .

وقدوته في ذلك رسول الله

( صلى الله عليه وسلم )

الذي أوصى بالنساء خيرًا في مواضع كثيرة ،

حتى في خطبة الوداع ،

وهى آخر ما ألقاه النبي ( صلى الله عليه وسلم )

من نصح لأمته ،

فكأن الذي يفرط في ذلك

يكون قد فرط في آخر وصايا رسول الله .








وقد ضرب لنا المثل


حينما جلس إلى السيدة عائشة


( رضى الله عنها )


وهى تحكى على مسامعه حديث أم زرع


الذي يحتوى على حال إحدى عشرة امرأة


مع أزواجهن ،


وقد استغرق الحديث في صحيح مسلم


ست صفحات كاملات .


وقال لها في النهاية


وكأني به يتبسم ( صلى الله عليه وسلم )


" كنت لك كأبى زرع لأم زرع "،


ومع طول الحديث ،


وجزالة ألفاظه لم يمل الرسول


(عليه الصلاة والسلام ) من الحديث ،


بل قال في النهاية ما يسعد زوجته ،


ويدخل السرور عليها ،


وهو ما يدل أن الرسول لا يتكلف هذا الخلق


إنما هو من سجاياه .




{ وعاشروهن بالمعروف }


" والإسلام الذي ينظر إلى البيت بوصفه سكنًا ،


وأمنًا، وسلامًا ،


وينظر إلى العلاقة بين الزوجين


بوصفها مودة ورحمة وأنسًا ،


ويقيم كل هذا على الاختيار المطلق ،


كي تقوم على التجاوب والتعاطف والتحاب ،


هو الإسلام ذاته الذي يقول للأزواج


{ فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئًا


ويجعل الله فيه خيرًا كثيرًا }


كي يستأنى بعقدة الزوجية ،


فلا تفصم لأول خاطرة ،


وكي يستمسك بعقدة الزوجية


فلا تنفك لأول نزوة ،


وكي يحفظ لهذه المؤسسة الإنسانية الكبرى


جديتها ،


فلا يجعلها عرضة لنزوة العاطفة المتقلبة ،


وحماقة الميل الطائر هنا وهناك ".










فعندما يتوافر التفاهم بين الزوجين ،


والاتفاق على طريقة معينة لهذا التفاهم ،


ويحسن كل طرف منهما الاستماع للآخر ،


ويبدى اهتمامه لما يهتم به صاحبه


عندها فقط تسير الحياة هادئة هانئة ،


تغشاها الرحمة ،


وتتنزل عليها السكينة ،


وتحيط بها المودة ،


ويلمؤها الحب والوفاق .








فقد توجه صحابي لبيت عمر بن الخطاب ،


ليشكو له زوجته ،

وطرق الباب ،

وإذا بالصوت يصله من الداخل ،

إنه صوت زوجة عمر ،

في خلاف ما بين الزوجين

فتح عمر الباب ليرى الصحابي يولي مبتعدا ..

فناداه : يا هذا ماذا تريد ؟

عاد الصحابي يقول :

جئتك أشكو زوجتي

فوجدتك تعاني مما أعاني منه ،

فما أردت أن أشغلك بحالي

فيكفيك حالك

فابتسم أمير المؤمنين وقال :

يا هذا إنهن زوجاتنا ؛

إن كرهنا منهن سلوكا قبلنا غيره ،

إنهن يربين أولادنا ،

ويقمن على شأننا ،

إني سمعت الرسول الكريم يقول :

" إن المرأة قد خلقت من ضلع أعوج ،

وإن أعوج ما في الضلع أعلاه ؛

فإن أردت أن تستمتع بها

فاستمتع بها على عوجها ،

وإنك إن ذهبت تقومه كسرته ،

وإن كسر المرأة طلاقها ،

فاستوصوا بالنساء خيرا ".









فالنساء لم يعدن كنساء الأمس ..


لكن الأولى بالرجل عماد البيت

وصاحب القوامة أن يكون هو القدوة لأهل بيته

وصاحب الصدر الرحب ..