طبقات النسب عند العرب
_____________________
لقد رتب خبراء الأنساب القبائل العربية على النحو الاتي :-
1. شعب
2. قبيلة
3. عمارة
4. بطن
5. فخذ
6. فصيلة
وكمثال على هذا الترتيب يختص كل عنوان من هذه العناوين بمعنــى معين وكما مبين في أدناه:-
الشعب :- هو النسب الابعد مثال عدنان وقحطان .
القبيلة :- مثال مضر وربيعة .
العمارة :- مثال قريش وكنانه .
البطن :- مثال بني مناف وبني هاشم وبني مخزوم .
الفصيلة :- مثال بني العباس وبني أبي طالب
وقد زاد أبن الكلبي في جمهرة النسب الى مرتبة بين الفخذ والفصيلة وهي رهط الرجل([1]).
ويلاحظ أن أكثر خبراء النسب يقدمون الشعب على القبيلة ويبدو أن هذه الفكرة قد اختمرت في رؤوس العرب الذين عاشوا في الجاهلية القريبة زمنياً من الإسلام حيث ظهرت عندهم الفكرة القومية بمعنى واسع ، وبذلك نجد عندهم الكلمات التي تشير الى هذا المعنى ، مثل أطلاقهم العرب على العرب جميعاً اصطلاحاً ، وهذا بدوره يشير الى تبلور الحس القومي الذي أخذ يظهر بين القبائل بوجوب التكتل لمكافحة الغرباء .. ؟ كالذي حدث في معركة اليمن مع الاحباش وفي معارك العراق مع الفرس ، وقد ورد في الذكر الحكيم تقديم الشعوب على القبائل (َجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا)([2]).
فالشعوب هنا فوق القبائل وتعبر عن هذا المعنى الواسع الــذي نتحدث عنه .
وزاد بعض الخبراء ( الجذم ) بأن وضعوها قبل الشعب ووضعوا الفصيلة بعد العشيرة ومنهم من أضاف بعد العشيرة الاسرة ثم العترة ، ورتبها وقالوا .. الجذم ثم الجمهور ثم الشعب ثم القبيلة ثم العمارة ثم البطن ثم الفخذ ثم العشيرة ثم الفصيلة ثم الرهط ثم الأسرة ثم العترة ثم الذرية وأضــاف غيرهم وقال : البيت ، الحي ، الجماع (أي الجماعة).
ويرى النويري بأن مراتب القبائل على عشر طبقات هي :-
1. الجذم
2. الجماهير
3. الشعوب
4. القبائل
5. العمائر
6. البطون
7. الافخاذ
8. العشائر
9. الفصائل
10. الارهاط
والقبيلة هي المجتمع الاكبر بالنسبة الى أهل البادية فليس فوقها مجتمع عندهم وهي في معنى ( شعب ) في مصطلحنا اليوم وتتفرع من القبيلة فروع وأغصان هي دون القبيلة لانها في منزلة الفروع من الشجرة ثم اختلفوا في عدد الفروع المتفرعه من القبيلة فجعل بعضهم العمارة بعد القبيلة ثم البطن ثم الفخذ ثم الفصيلة ، وجعل بعض آخر ما دون القبيلة العمارة ثم البطن ثم الفخذ ثم الفصيلة .
والواقع أن المعنى العلمي للقبيلة هو أنها جماعة تنتمي الى نسب واحد ويرجع ذلك النسب الى جد أعلى أو الى جدّة وهو في الأقل .. وما زال العرب يستعملون هذا النسب في كل مكان .
ويدل تباين أراء النسابين في ضبط ما فوق القبيلة أو ما تحتها ، واضطرابهم في الترتيب على أن هذا الترتيب لم يكن ترتيباً جاهلياً أجمع عليه الجاهليون وألا لما تباينوا هذا التباين فيه ، ولما اختلفوا هذا الاختلاف في سرده .
أنما هو ترتيب جاء في أطار اجتهادات شخصية اعتمده النسابون بناء على معلومات الرواة ومن الأوضاع القبلية التي كانت سائدة في أيامهم ، فرتبوها على وفق ذلك الطرح .
وأكثر هذه الاصطلاحات لم ترد لا في الكتابات الجاهلية ولا في الشعر المنسوب للجاهليين لذلك يصعب على الباحث أن يبدي رأياً علمياً مقبولاً فيها .
واعتقد أن خير ما يمكن فعله في هذا الباب هو استنطاق الكتابات الجاهلية وسبر أغوارها كما الشَعَر الجاهلي للبحث عما فيها من مصطلحات تتعلق بالنظم القبلية ، وعندئذ يتمكن الباحثون من تكوين رأي قريب على جانب من الصواب في هذا الموضوع .
وفي هذا السياق يقول الدكتور جواد علي في موسوعته المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام ( أن البطن والحي همـا أساس أقـدم أشكال المجتمعات السياسية عند الساميين ).
قال الماوردي([3]) إذا تباعدت الانساب صارت القبائل شعوباً والعمائر قبائل ، والبطون عمائر ، والافخاذ بطوناً ، والفصائل أفخاذاً ، والحادث من النسب بعد ذلك فصائل.
قال الجوهري([4]) أن القبائل هي بنو أب واحد.
وقال أبن حزم جميع قبائل العرب راجعة الى أب واحد سوى ثلاث قبائل هي (تنوخ والعتق وغسان).
فأن كل قبيلة منها مجتمعه من عدة بطون([5]) أقول : نعم الاب الواحد قد يكون أباً لعدة بطون ثم أن ابو القبيلة قد يكون له عدّة أولاد فنشأ عن بعضهم قبيلة أو قبائل فتنسب اليه كل قبيلة تحدث عنه وتترك النسبة الى القبيلة الاولى .
وكمثال على ذلك حنظلة بن تميم فينسب الى حنظلة ويترك تميم.
ويبقى بعضهم بلا ولد أو يولد له ولم يشتهر ولده ، قينسب الى القبيلة الاولى.
وإذا أشتمل النسب على طبقتين فأكثر مثل هاشم وقريش ومضر وعدنان جاز لمن في الدرجة الاخيرة من النسب أن ينتسب الى الجميع.
فيقال في أحدهم الهاشمي أو القرشي أو المضري أو العدناني بل أكد الجوهري على أن النسبة الى الاسفل تغني عن النسبة الى الاعلى.
فمثلاً إذا قلت في النسبة الى كلب بن وبرة ... الكلبي ... استغنيت عن أن تنسبه الى شيء من أصوله.
وذكر غيره أنه يجوز الجمع في النسب بين الطبقة العليا والطبقة السفلى وبعضهم يرى العكس.
مثل إن يقال الاموي العثماني أو العثماني الاموي ، وقد ينضم الرجل الى غير قبيلته بالحلف والموالاة فينتسب اليهم فيقال فلان حليف بني فلان أو مولاهم .
كما ورد في البخاري ... الجُعفى مولاهم وغير ذلك .
وإذا كان الرجل من قبيلة ثم دخل قبيلة أخرى جاز أن ينتسب الى قبيلته الاولى وأن ينتسب الى القبيلة التي دخل فيها .
أو إن ينتسب الى القبيلتين معاً مثلاً أن يقال الوائلي الزبيدي أو العزاوي الطائي وهكذا.
وعند العرب فأن القبائل عموماً تسمى بأسم أب القبيلة كربيعة وخرزج وشمّر وتغلب وبكر .
وقد تسمى القبيلة بأسم أم القبيلة مثل خندف وبجيلة وباهلة وربما تنسب القبيلة الى أسم مكان نزلت به مثل غسان حين نزلوا على ماء يسمى غسان فسموا به .
وفي الغالب يطلق على القبيلة لفظ الاب كما ورد في القرآن الكريم في عدة مواضع كقوله تعالى : (وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ أَفَلاَ تَتَّقُونَ) و (وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ هَـذِهِ نَاقَةُ اللّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوَءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) و (وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ فَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) ([6]).
ويراد بذلك بني عاد وبني ثمود وبني مدين ، واكثر مايكون ذلك في الشعوب والقبائل العظام لا سيماء في الازمان المتقدمة .
وقد يطلق على القبيلة لفظ البنوة فيقال بنو فلان وأكثر ما يكون ذلك في العشائر والافخاذ وبعض البطون الصغار وخصوصاً في الازمان الاخيرة .
ويمكن أن ترد القبيلة بلفظ الجمع مع الالف واللام كقولنا الطالبيين والجعافرة ونحو ذلك ما يكون في المتأخرين دون غيرهم .
وقد يعبر عنها بال فلان كقولنا آل فضل وآل ربيعة وآل علي وآل الرشيد وأكثر ذلك في الازمنة المتأخرة لاسيما في عرب الشام ، والمراد بالآل هنا الاهل .
أما إذ ورد في القبيلة أسمان متوافقان كالحارث والحارث والخزرج والخزرج وما أشبه ذلك واكثره،وكان أحدهما من ولد الاخر أو بعده في الوجود مثل علي بن الحسين بن علي (u) .
عبروا عن الوالد والسابق منهما بالاكبر وعن الولد والمتأخر منهما بالاصغر .
وربما وقع ذلك في الاخوين أنفسهم إذا كان أحدهما أكبر من الاخر .. مثال فيقال على الاكبر وعلي الاصغر ، وهكذا .
ولاجل تسليط الضوء على القبيلة وتعريفها أكثر فأكثر نورد الامثلة الاتية :-
فنقول : ( الاسباط (أولاد اسحاق(u)) والسبط الجماعة التي تجري في الامور بسهولة لاتفاقهم في الكلمة والسبط مأخوذة من السبوطة وقيل مأخوذه من السبط وهو ضرب من الشجر .
فجعل الاب الذي يجمعهم كالشجر الذي يتفرع عنه الاغصان الكثيرة ... ولذلك ينقش شكل الشجرة في الانساب.
وإذا أدركنا مثلاً أن القبائل أولاد اسماعيل (u) .
- فأن جماعة الناس الاخرين إذا كانوا ابناء اب واحد فهم قبيلة.
- إذا كانوا من أب واحد وأم واحدة فيطلق عليهم بنو الاعيان .
- إذا كانوا من أب واحد وأمهات شتى فيطلق عليهم بنو العلات .
- إذا كانوا من أم واحدة وآباء شتى فيطلق عليهم بنو الاحناف
والقبيلة تعم أبناء الاعيان وأبناء العلات ولا تعم أبناء الاحناف.
وأعلم أخي وعزيزي الباحث والقارئ والمهتم بعلم الانساب أن العرب كلها ترجع الى أصلين هم عدنان وقحطان ولقد كان الملك في الجاهلية لقحطان وفي عهد الاسلام نقل الملك الى عدنان، وان جميع ما بنت عليه العرب أركانها ووضعت عليه أساسها في النسب هي الطبقات العشرة والتي سنورد تعريفها هنا للزيادة في الفائدة أن شاء الله.
- الرهط : وهم دون العشرة من قرابة الرجل .
- الاسرة : وهم العشرة فما فوق من قرابة الرجل.
- الفصيلة : وهم ما فوق العشرة وتجمع ثلاث ظهور وثلاث أرهاط.
- العشيرة : ما يجمع أربعة ظهور فتكون أربعة وسائط (وعندنا في العراق هي الفخذ لان الفخذ أكبر من العشيرة عند أهل النسب)
- الفخذ : وتجمع العشائر في خمسة ظهور.
- البطن : وتجمع الافخاذ بواسطتين (الافخاذ عندنا هنا في العراق أي العشائر).
- العمارة : وتجمع البطون بواسطة واحدة.
- القبيلة : وتجمع العمائر بواسطة واحدة أيضاً .
- الشعب : وتجمع العشائر بلا واسطة .
- الجمهور : وتجمع الشعوب بلا واسطة أيضاً .
هذا وقد جعل بعضهم جذم النسب طبقة أخرى ولا ينبغي أن يكون كذلك .
فأن الجذم معناه الحد وليس داخلاً في الطبقات ، بل أنه ينهي الطبقات ، وجذم النسب النبوي عدنان لقوله (r) (إذا أنتهيتوا الى عدنان فأمسكوا) وذلك لعدم الاطمئنان بصحة المنقول أبعد من ذلك وكمثال على ذلك النسب النبوي الطاهر وكما مبين في التسلسل الطبقي أدناه:-
محمد رسول الله (ص)
بن عبد الله
بن عبد المطلب .............الرهط
بن هاشم .................. الاسرة
بن عبد مناف ............... الفصيلة
بن قصي ................. العشيرة
بن كلاب
بن مرة
بن كعب
بن لؤي
بن غالب
بن فهر (وهو قريش)........الفخذ
بن مالك
بن النضر
بن كنانة ..................... البطن
بن مدركه (وهوخندف).....العمارة
بن الياس
بن مضر .................... القبيلة
بن نزار ......................الشعب
بن معد .................... الجمهور
بن عدنان ................... الجذم
اللمصادر
_________
([1]) العقد الفريد ج3 ، ص283.
([2]) سورة الحجرات الاية 13.
([3]) أنظر طبقات السبكي ج3 ص285 ، تواريخ آل سلجوق ص24، مفتاح السعادة ج2 ص190وقاموس الاعلام ج4 ص327 – (فيها سيرته وآثاره).
([4]) أنظر فهرست الطوسي ص33 ومنهج المقال ص45.
([5]) أنظر نفع الطيب ج1 ص364 ، قاموس الاعلام ج4 ص254-255 ، وفيات الاعيان ج1 ص340، لسان الميزان ج4 ص198.
([6]) سورة الاعراف الاية 65 ، 73 ، 85 .

منقوووووووووول