هم أبناء عثمان بن مانع بن سالم بن بركات بن محمد الجربا ، وكان عثمان شيخ مشايخ شمر وكذلك بنيه من بعده ، وفيهم يقول الشاعر :
الحكم ما دام لبني عثمان الحكم للخالق يـــقــيــف
ويطلق على العثمان لقب الصلال نسبة الى صلال بن محمد بن عثمان بن مانع، وفي ذلك يقول الشاعر عايد الزميلي الشمري :
يـــــقــــول الـزمــيلــي والــزمــيــلــي عايد ســهــرت انــا وكــل الــعــبــاد ارقـود
خريصات مقوى صبركم يابليتوا خريصات ومعكم سربة لعمود
تـــتـــــلون ابن صلال ولد مـحــمــد الـمانــعــي بــعــسر اللــيـالي يـجــود
من أولاد سيف عزوته من قبـيلة
فـــازوا حــــمــــاد وداسوا الــــنــــفـــود
ومــعكم من يــنــحـــون الـضد عنا ولد الفواري والـحــشّاش حـمود
- قوله (خريصات) أراد بذلك عشيرة الخرصا، أبناء سيف بن زايد.
- وقوله (ومعكم سربة العمود) اراد عشيرة العامود أخوة الخرصا.
- وقوله (ابن صلال) ابن صلال هنا الوطيفي بن مشحن بن صلال شيخ مشايخ شمر، وهو آخر شيخ لعموم شمر من العثمان، وقوله بعد ذلك (ولد محمد المانعي) ، لأن صلال بن محمد وينسب المانعي الى جده مانع بن سالم، فهو صلال بن محمد بن عثمان بن مانع بن سالم.
- وقوله (من أولاد سيف عزوته من قبـيلة) يقصد الخرصا اولاد سيف بن زايد، وعزوتهم (سيافا) نسبة إليه.
- أما بيته الأخير (ومــعكم من يــنــحـــون الـضد عنا) فيها إشارة الى عقداء شمر وفرسانها،
والذين ذكرهم في عجز البيت بقوله (ولد الفواري والـحــشّاش حـمود) .. فأولاد الفواري هؤلاء بيت من العامود فارسهم فهيد بن هضيب بن منوخ بن دندح الفواري من الخلف من العامود عاش سبعين سنة، ولد في حدود سنة 1750م، وكانت وفاته سنة 1820م.
- أما أولاد الحشاش حمود، هم أسرة الحشاش اولاد حمود الحشاش بن صلال، وفارسهم في ذلك الوقت فهيد الحشاش، وفهيد الفواري من العامود، وفهيد الحشاش من الخرصا، هما أبناء خالة وفرسان شمر في حينها .. وهما الفهيدين الذين كان يضرب بهما المثل فيقال ( عسا ما هو حدا الفهيدين ) بمعنى كل من يقابلك سهل الا اذا كان احد الفهيدين لشجاعتهما .. وقد ذكرنا ان فهيد الفواري مات سنة 1820م .. أما ابن خالته فهيد الحشاش فقد قتل قبله بـــ22 سنة .. وذلك في معركة الاخوان التي قتل فيها شيخ مشايخ شمر مطلك الجربا .. وكان من خبرها أن ابن سعود بعد ان دانت له قبائل نجد اراد مطلك الجربا مهادنته .. لكنه فرض عليهم أن يدفعوا له الزكاة ..فأبى مسلط بن مطلق دفعها إليه ووافقه على ذلك أبيه، فجمع لهم سعود بن عبدالعزيز قبائل نجد وغزاهم بها فتلاقوا في العدوة، سنة 1791م الموافق سنة 1205هـ، فقتل مسلط ولم يغنم ابن سعود منهم شيء، ثم في سنة 1797م، غزا ثويني بن محمد المانع الشبيب أمير المنتفق بلاد نجد قاصدا ابن سعود، اغتاله طعيس وهو من عبيد بني خالد كان له ميل الى ابن سعود ودعوته، فتفرقت جموع المنتفق وطمع بهم ابن سعود فجهز جيشا لغزوا بادية العراق فبدأ بالبادية الجنوبية للمنتفق، ثم مال الى البادية الغربية، وكان فيها مطلك الجربا ومعه جمع من شمر فلما فاجئهم ابن سعود فر من فر وثبت من ثبت فكان من ضمن الثابتين له : الشيخ مطلك الجربا والشيخ كرينيص الجربا، والشيخ عيادة الكعيط، والفارس فهيد الحشاش فقتلوا جميعا وذلك سنة 1798م بعد سبع سنين من العدوة، وبعد سنة من غزوة ثويني الشبيب، وتفاصيل هذه الوقائع في كتاب مطالع السعود وغيره من الكتب التي أرخت تلك الفترة.
فانطوت بذلك صفحة من صفحات تاريخ شمر بمقتل نخبة من مشايخهم وفرسانهم لتفتح صفحة جديدة وعهد جديد استقرت فيه شمر في الجزيرة الفراتية.
وممن ذكر هؤلاء المشايخ والفرسان الشاعر عقاب بن سعدون العواجي بقصيدته التي يقول فيها :
انا جــنــبــهــا يــم شحــوا السـناعيس أجنب لها عن الـحــــدب والفواري
على جــواد ما غــيـــاها الـهــلابــيــس من ساس خيل مدوسين ألمحـــــاري
تهوي هواي امشوهقات القرانيس إن طالعن عن بعد جول الحباري
عابـيـنـهـا لــعــدوان وفــهــيــد وجريس فــريـــــس يــــرمـون الــعــشــا للــضــواري
- ففي بيته الأول في قوله (الحدب) اراد الاحدب شيخ الثابت، والفواري هو فهيد الفواري من العامود ابن خالة فهيد الحشاش.
- وفي البيت الأخير ذكر (عدوان) وهو عدوان بن طوالة، و (فهيد) وهو فهيد الحشاش، و (جريس) وهو جريس التمياط شيخ التومان
نعود إلى ما تناسل عن عثمان بن مانع بن سالم .. فعثمان بن مانع أعقب ثلاثة أولاد هم :
1: عجرش بن عثمان ، جد العجرش.
2: مخيليل بن عثمان جد المخيليل.
3: محمد بن عثمان، شيخ مشايخ شمر بعد أبيه عثمان، أعقب ثلاثة أولاد هم :
1- نايل بن محمد بن عثمان ، جد النايل.
2- ضمن بن محمد بن عثمان جد الضمن.
3- صلال بن محمد بن عثمان، وهو كذلك كان شيخ مشايخ شمر، وقد أعقب ثلاثة أولاد هم :
1) مشحن بن صلال شيخ مشايخ شمر، ومنهم الوطيفي ، وفي زمانه جرت حادثة الغشم فانتقلت الرئاسة من الصلال الى المشعل، وترأس القبيلة جعيري بن مجرن بن مشعل بن مانع الجربا .. وكان من خبرها، أن اولاد حمود بن علي بن سيف نزلوا على حمى الشيوخ فغضب الوطيفي، فامر بقتالهم وحدثت مذبحة الغشم، وفي تلك الحادثة وقف المشعل بوجه ابناء عمومتهم العثمان ولم يرتضوا منهم هذا الفعل ومن حينها مالت قبيلة شمر الى المشعل وانتقلت الرئاسة من العثمان الى المشعل.
2) محمد بن صلال شيخ مشايخ شمر، وأعقابه يختصون بأسم الصلال.
3) حمود بن صلال الملقب بالحشاش، وهو من فرسان شمر .. وقد أعقب أولادا ظهرت منهم أسرة الحشاش من الفروع الرئيسية للجربا، وهم اليوم يتبعون الخرصا في شمال العراق، أما الذين في الجنوب فمتفرقين بين حائل والكويت والبحرين وجنوب العراق .. ومن أولاد حمود الحشاش : عبدالله بن حمود، أعقب ولدين هما:
1. فهيد بن عبدالله بن حمود الحشاش.
2. فهد بن عبدالله بن حمود الحشاش، والعقب من حفيده : صالح بن إبراهيم بن فهد الحشاش الذي انتقل الى الكويت، بعد معركة شمر وابن سعود سنة 1798م، والتي قتل فيها عم أبيه فهيد الحشاش، في زمن الشيخ فارس بن حميدي الجربا شيخ مشايخ شمر ..
فصالح بن إبراهيم بن حمود الحشاش أعقب ثلاثة أولاد هم : عبدالله، وأحمد، وإبراهيم.. ومنهم تفرعت أسرة الحشاش الشمرية في الكويت.
الشيخ غازي النفاشي