اتباع التحالف القرشي من الانقلابيين هم من قتلوا الامام الحسين ع
هنالك شبهه روّج اليها البعض ممّن في قلبه مرض ، طعناً منه بالفكرالشيعي والشيعه ج ، من أن الشيعة هم الذين قتلوا الإمام الحسين ( عليه السلام ) ، والواقع خلاف ذلك ، فإن الذين قتلوا الإمام الحسين ( عليه السلام ) هم شيعة آل أبي سفيان ، بدليل خطاب الإمام الحسين ( عليه السلام ) إليهم يوم عاشوراء :
(( ويلكم يا شيعة آل أبي سفيان ، إن لم يكن لكم دين ، وكنتم لا تخافون يوم المعاد ، فكونوا احراراً في دنياكم هذه ، وارجعوا إلى احسابكم ، إن كنتم عرباً كما تزعمون )) أعيان الشيعة للسيد الأمين 1 / 609 .
ثم لم نجد أحداً من علماء الرجال أدرج اسماء هؤلاء الذين قتلوا الإمام الحسين ( عليه السلام ) ـ كأمثال عمر بن سعد ، وشبث بن ربعي ، وحصين بن نمير ، و … ـ ضمن قوائم رجال الشيعة ، بل النصوص تدل على أنهم من جمهور المسلمين .
وكونهم محكومين بأنّهم كانوا تحت إمرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) لا يدل على أنهم شيعته ( عليه السلام ) ، كما أنّه ليس كلّ من صلّى خلف الإمام علي ( عليه السلام ) أو قاتل في جيشه ، هو شيعي بالضرورة ، لأنّ الإمام علي ( عليه السلام ) يعتبر الخليفة الرابع للمسلمين ، فالكلّ يقبله بهذا الإعتبار ، لا باعتبار أنّه معصوم ، وأنّه الخليفة بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) مباشرة .
مضافاً إلى هذا ، مواقفهم من الإمام الحسين ( عليه السلام ) ، ومن معه يوم عاشوراء ، تدل على أنهم ليسوا بشيعة له ، من قبيل منعهم الماء عليه ، فيخاطبهم برير الهمداني بقوله :
(( … وهذا ماء الفرات ، تقع فيه خنازير السواد وكلابه ، قد حيل بينه وبين ابن رسول الله )).
فقالوا :
(( يا برير قد اكثرت الكلام فاكفف ، والله ليعطش الحسين كما عطش من كان قبله)) يقصد: عثمان بن عفّان .
فهل هذا جواب شيعي ؟!!
ثم أن الشيعة في الكوفة يمثّلون سبع سكّانها ، وهم تقريبا (15) الف شخص ، كما نقل لنا التاريخ ، وكثير منهم زجّوا في السجون ، وقسم منهم أعدموا ، وقسم منهم سفّروا إلى الموصل وخراسان ، وقسم منهم شرّدوا ، وقسم منهم حيل بينهم وبين الإمام الحسين ( عليه السلام ) ، مثل بني غاضرة ، وقسم منهم استطاعوا أن يصلوا إليه ( عليه السلام ) ويقاتلوا معه .وقسم منهم قتلوا مع مسلم بن عقيل ع في نهضته
إذن , شيعة الكوفة لم تقتل الإمام الحسين ( عليه السلام ) ، وإنّما أهل الكوفة ـ من غير الشيعة ـ قتلوه ( عليه السلام ) بمختلف قومياتهم ومذاهبهم .
صحيح أن أكثر الشيعة كانوا في الكوفة ، لكن هذا لا يعني ان اكثر اهل الكوفة الكوفة من الشيعة .
والدليل على أن الشيعة كانوا أقليّة في الكوفة ، هو عدّة قضايا :
منها : ماذكرته جميع التواريخ ، من أن علياً ( عليه السلام ) لما تولّى الخلافة ، أراد أن يغيّر التراويح ، فضجّ الناس بوجهه في المسجد ، وقالوا : وا سنّة عمراه .
ومنها : في الفقه الإسلامي إذا قيل : هذا رأي كوفي ، فهو رأي حنفي ، لا رأي جعفري
.
وللمزيد من الفائدة ، نذكر لكم نص كلام السيد الأمين في كتابه أعيان الشيعة 1 / 585 :
(( حاش لله أن يكون الذين قتلوه هم شيعته ، بل الذين قتلوه بعضهم أهل طمع لا يرجع إلى دين ، وبعضهم أجلاف أشرار ، وبعضهم اتبعوا رؤساءهم الذين قادهم حب الدنيا إلى قتاله ، ولم يكن فيهم من شيعته ومحبيه أحد ، أما شيعته المخلصون فكانوا له أنصاراً ، وما برحوا حتى قتلوا دونه ، ونصروه بكل ما في جهدهم ، إلى آخر ساعة من حياتهم ، وكثير منهم لم يتمكن من نصرته ، أو لم يكن عالماً بأن الأمر سينتهي إلى ما انتهى إليه ، وبعضهم خاطر بنفسه ، وخرق الحصار الذي ضربه ابن زياد على الكوفة ، وجاء لنصرته حتى قتل معه ، أما ان أحداً من شيعته ومحبيه قاتله فذلك لم يكن ، وهل يعتقد أحد إن شيعته الخلص كانت لهم كثرة مفرطة ؟ كلا ، فما زال أتباع الحق في كل زمان أقل قليل ، ويعلم
ذلك بالعيان ، وبقوله تعالى : (( وقليل من عبادي الشكور )) .
بقلم الشيخ عقيل الحمداني