كتاب العشائر والسياسة
بين الأحوال الأجتماعية والسياسية للعشائر
العراقية وعلاقتها بالادارة البريطانية
قام بترجمتها ونشرها الدكتور عبدالجليل الطاهر

الخزاعل بيت مشيخة مهمة وهم ابناء جد واحد
وليس احلاف كباقي العشائر المتكونة من
عدة اقوام وخاصة في الفرات الاوسط.
يظهر جليا ان الخزاعل قد انصهرت تمام الانصهار في العراق واتصلت بأهله اتصال وثيقا ويكون الخزاعل مع حلفائهم
وعصبتهم التي يسطرون عليها قوة عظيمة وكانت الأحلاف العشائرية الثلاثة, الخزاعل-السعدون-زبيد تعتبر من اكثر الأحلاف قوة ومنعة في العراق
وكان الخزاعل حكاما على كل المنطقة من حدود زبيد حتا حدود المنتفك شمال السماوة قبل ان تأسس الحكومة العثمانية سلطة فعالة في المنطقة ولكن منذ 60 سنة تقريبا اخذ الاتراك يولون اهتمامهم
الى الخزاعل حيث جلبوا بعض العشائر من مناطق اخرى واسكنوهم في المشخاب وسيطروا بالتدريج على العشائر المحلية وهذا مما اضعف القادة ولأرتباط بين جماعات المنطقة
وشيوخ الخزاعل
وتوقفت عشائر الحميدات وال ابراهيم وال زياد عن تبعيتهم وبقي نفوذهم على ال شبل والغزالات تلك العشائر التي
لم ينجح الأتراك في اخضاعهم الى النظام والقانون, كانت السياسة العثمانية في ال 50 سنة الأخيرة موجهة توجيها اكيدا لأضعاف الخزاعل وتقليل نفوذهم
ومنهم الشيخ ذرب الذي مات مسموما في بستان سيد صكر على شاطئ بحر النجف بأمر من السلطات العثمانية في 19 محرم عام 1850 م.. حيث كان على خلاف دائم مع الاتراك وشيخ زبيد وادي الشفلح وقد قيل في ذرب
قد لبست خزاعة ثوب عزاً غداة غدى ابـن شلال أميرا
طويل مـا به قـــصر ولكن غدى عن كل منقصة قصيرا
كذلك عمدت القوات التركية الى قتل البعض ونفي البعض الاخر حيث نفت كل من مطلك ال كريدي وعبعوب ال محيسن وصفوك ال كريدي وحجي منير وشخصان من ال شبل وغيرهم الى القسطنطينية
ثم عاد صفوك بعد فترة من الزمن وبقي اخيه مطلك واجبر على الجهاد ضد روسيا وقتل في احدا المعارك, بينما سجن الأتراك ذياب ابن غانم ال مغامس وابنه سماوي ثم مات مسمومأ كذلك, كما قتل متعب ابن مطلك بالموصل. ولم يكن انحطاط عشيرة الخزاعل نتيجة للسياسة العثمانية فقط
بل كذالك الى جفاف المياه في شط الحلة الذي تقع عليه اكثر اراضيهم الزراعية
والذي زاد في فقرهم وبؤسهم والى تفرق
افراد العشيرة وبعثرتهم ثم ان قسم
لا يستهان به من الخزاعل بدو رحل الذي
تأثروا بتقلبات النهر فصاروا رعاة أبل واغنام
بينما البعض الأخر لا يزال هناك عندما ضعف شأن الخزاعل وقل عددهم استطاع عدد اخر من العشائر والمزارعين والأقوياء ان يحتلوا الأراضي
الزراعية على ضفاف الأنهار وعندما
عادت المياه الى شط الحلة وجد الخزاعل
اراضيهم قد سلبتها العشائر واتهموا الحكومة
العثمانية بأنها عملت على تسجيل اراضيهم كأراضي حكومية في سنة 1910 وجلب العشائر لزراعتها اما في الوقت الحاضر فألاراضي التي تزرعها الخزاعل
تقع في هور بن نجم والوريجي على طول البازول ( المهناوية ) وقناة الشافعية وابو تبن الخرم (غماس) ويدخل بني خالد والجواسم وجبور الهور وكعب الشافعية تحت
سطيرتهم ولكن سلطتهم على الخزاعل اسمية وتشير الظروف والأحوال الحاضرة على نهر الحلة الى تاريخ الخزاعل فعلى ضفاف نهر الحلة ينتشرون بني عارض
وبني زريج والمجاوير بينما لاتزال قلاع الخزاعل البعيدة عن الانهر تشهد على خصب تلك الأراضي وزراعتها وبالرغم من تقلص سلطة شيوخ الخزاعل الا انهم لا يزالون المتنفذين بشكل عام وشيوخ الخزاعل الداء واعداء للأتراك وليسوا على وئام مع ال فتلة وقام الخزاعل سنة 1916 بعمليات فعالة ضد ال فتلة لأن سيد هادي البومكوطر وضابط تركي
قد اقنع الشيخ مبدر ان يسمح بمرور الجيوش التركية الى عجيمي السعدون الا أن عبد النور ابن اخ مبدر اقنع المجتهد سيد محمد كاظم يزدي للقدوم الى الجعارة ( الحيرة القريبة من ابو صخير الحالي )
وعقد صلح بين ال فتلة والخزاعل على اساس ان الطرفين لا يساعدان الجيوش المحاربة واذا هاجم الأتراك الخزاعل فمن الضروري ان تهب ال فتلة لمساعدتهم, والخزاعل الحقيقيون ما عدا العشائر ذات الأصول المختلفة
التي تعتبر جزءا من التحالف العشائري كلهم من جد واحد اما الشيوخ الابرز من ال شلال فيعتبرون في الوقت الحاضر رؤساء
التحالف العشائري وهم صحن ال شعلان و جساب ال حمادي وسلمان ال ظاهر ومحمد ال عبطان
وصحن الشعلان شيخ القسم البدوي من الخزاعل على ال ذرب والبوكريدي وعلى ساعده العشيرة البدوية التي لا يرجع اصلها للخزاعل..وبالرغم من أن صحن وأفراد عشيرته بدوا رحل رعاة ابل وأغنام
الا ان جزء منهم كان له اهتمام في اعمار الأراضي الواقعة في منطقة الخرم ( غماس حاليا ) وفي الوقت الحاضر يكرون قناة ابو صجم لجلب الماء الى منطقة الرفيع
محمد العبطان مع اخيه سلمان وارضهم ابى تبن والطويله وهور ابن نجم وتمتد اراضيهم حتا جبور الجربوعية ولهم الكثير من الخيول
والاغنام وكانت تنتقل في الربيع الى حدود سوريا

كذالك جساب ال حمادي بالقرب من رأس قناة البازول ( المهناوية ) ويزرعون القناة ويسمى القسم الأسفل المهناوية او هور الوريجي قسم من هور ابن نجم
وكان هناك محل نزاع بينه وبين ال فتلة وكان نفوذه على اتباعه المباشرون هم عشيرته ال محيسن
وجبور الهور وكعب الشافعية كذلك يملك الخيل وبعض الاغنام
والجدير بالذكر ان فرسان الخزاعل يملكون
اصايل الخيل حيث كانت ( الشمالية ) وهي فرس اصيلة من فروع نجدية يملكها احد شيوخ الخزاعل

غاية المراد في الخيل الجياد ص 61

بحث ونشر
خالد كطران الخزاعي