(مجاراة مع قصيدة الشاعر (اسماعيل الحَمْيَري)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يا خَيلُ أبْديتِ القساوةَ في الرزيّة ْ
وَجَريتِ طَحْناً بالضّلوعِ اللؤلؤيَّة ْ !
وحَمَلْتِ وَزْناً مِنْ حديدٍ ثاقِلٍ
يا خيلُ سَمَّوكِ ابْتهاجاً ، أعْوَجيّة ْ !
أَوَ ما رَجَفْتِ بِقائِمٍ عنْ خَشْيَةٍ
أوَ ما دَريتِ بأنَّها حقّاً زكيّة ْ !
دُسْتِ الضّلوعَ الطاهِراتِ بِعِصْمةٍ
والكلُّ فيها جاءَ مِنْ خيرِ البريَّة ْ !
يا خيلُ ماذا قدْ دهاكِ وما جرى
فعظامُهُ ، هِيَ للضلوعِ الأحْمديّة ْ !
هل كان أمراً مِنْ عدوٍّ حاقِدٍ
أمْ عنْ أُذونٍ مِنْ إلهٍ في القضيَّة ْ !
والأمْرُ تمَّ بِعاشِرٍ مُتَجَهِّمٍ
ماذا جَنيتِ ، وهلْ حَصَلْتِ على السَّنيَّة ْ !
يا خزيَ ما فَعَلَ الزُّناةُ بِكربلا
فالويلُ يجْمَعَهُمْ بِقَعْرٍ في الرديَّة ْ !
يا قلبَ زينَبَ إذْ يلوذُ بِصَبْرِها
يا قلبَ سجّادِ المُطاوِعِ للبليَّة ْ !
يا صَرْخةَ الأطفالِ حين خيامُهُمْ
حُرِقَتْ وما مِنْ ساتِرٍ عند العشيَّة ْ !
يا شَهْقَةً صَعَدَتْ بروحٍ للعُلى
كالنّورِ فيها طفْلةٌ تُدْعى رُقيَّة ْ !
يا وَيْحَ مَنْ كتَبَ الرّسائلَ داعياً
سِبْطَ الرّسولِ لِثورةٍ فيها الرّعيّة ْ !
فتقوقعوا تحت البيوتِ بِصَمْتِهِمْ
خوفاً مِنَ السُّلطانِ حُبّاً للدَنيَّةِ !
تَرَكوا الحُسينَ بِقِلَّةٍ مِنْ صَحْبِهِ
وصِحابُهُ عَشَقوا السُّيوفَ القُرْمُزيّة ْ !
شَبَكوا الأكُفَّ بِبَعْضِها في وَقْفَةٍ
ورَموا طلاقاً للحياةِ المَخْمَليّة ْ !
فقلوبُهُمْ فيها اليقينُ بِربِّها
ويقينُهُمْ فيهِ الحُسينُ بِلا رَويَّة ْ !