البعضُ منا ....
يهاجرُ برغبتهِ الشديدةِ
والملحة ....
للبلادِ الغريبةِ ...
للبلادِ التي تقبع
خلف اكوام الزمنِ
المترهل .....
كي يستمتع بجمالِ
شوارعها
ومقاهيها الفارهة
بالضجرِ المدقع ...
يستقل المترو تارةً
ويحتسي كوباً من القهوةِ
في بلكونةِ الفلا
المشحونة بنسائمِ الصباحِ
تارةً أُخرى
واضعاً قدميهِ على بعضهما
ككماشةِ حبلِ غسيل مكسورة
يدندنَ بصوتهِ .....
المملوء بالصدأ الباذخ
متناسياً بلادهِ وأهلهِ
وارضهُ الثكلى.....
متانسياً انه غريب
حتى وان مات هنالك
لا قبرهِ يزار ...
ولا نائحة ترثيهِ
بصوتها الشرقي
المبلل بالوجعِ الفطري
وبعد مدةٍ ..ليست بالبعيدةِ
يندبُ حظهُ العاثر ويبدأُ
بالبكاءِ المُهترئ
امام أقرانهِ العابثون
بمشاعرهِ الفوضوية
ماذا فعلتَ بنفسي
كيف لي أنّْ أترك
الارض التي أنجبتني؟
سأرجعُ واقبل
جميع اسطوانات جدي
العتيقة ...
سأرجعُ ....وأحتضنُ
جميع ازقتها بنظرات
عيني الدامعتين
سأعانقُ ظل
النخيلِ
حتى اشعر بأنني
جزءٌ من هذا الوقوف
المقدس ......
الموتُ في بلادي فقيراً
اهون عليَّ من العيشِ
في الغربةِ المتخمةِ
بالوجعِ والحنين غنياً
سأصرخُ بأعلى صوتي
يا ايها المغتربونَ
بإرادتكم .......
عودوا لِإمهاتكم
اللواتي صارت
عباءاتهنَّ بلونِ الحمرةِ
المشرقية ....
وذلك بسببِ
انتظارهنَّ لكم
على قارعةِ العودةِ
اسعدوهنَّ بضمِ
رؤوسكم في احضانهنَّ
وتوضئوا .....
بعطرِ ضفائرهنَّ ......
عودا لابائكم
الذين حلموا
بصعودهم فوق
اكتافكم مدللين
عودوا الى حبيباتكم
اللواتي شحبت
وجوههنَّ من الانتظار
عودوا .....
الى مدنكم
الى اصدقائكم
الى ذكرياتكم
فأن الغربةَ أفعىً
تسلعكم حينما
تتحرك مشاعركم
شوقاً الى الاوطانِ
......................
سلام الكريزي
العراق
١٢/نيسان/٢٠٢٠