بقلم : اثير شنان لوفي الحساني

النخع هي من القبائل العربية العريقة ولها مأثر وبصمات ومواقع مهمة في الفتوحات الاسلامية وتراثا ضخما في الاسلام وقبل الكلام عن هذه القبيلة يجب معرفة معنى كلمة نخع وتاتي معناه في اللغة (هو الخيط الابيض في جوف الرقبة يقال ذبحه الى النخاع ) وكذلك تاتي بمعنى (انتخع عن قومه اي بعد عنهم ) هذا المعنى اللغوي اما الدلالة النسبية فالنخع اسم اطلق على جد قبيلة النخع واسمه جسر وهو جد قبيلة النخع المذحجية ومنهم مالك الاشتر . وقد عرفت هذه القبيلة بنسبها الى مذحج حيث قال السيوطي موافقا القلقشقندي يقول النخع وأسمه جسر بن عمر بن علة بن جلد بن مالك بن ادد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ وهم بتفاخرون بنسبهم الى مذحج وهم يسكنون بيشه اعالي اليمن لكن هناك من يقول ان جسر وهو النخع قد انتخع من قومه وسكن بيشه في اليمن واستقروا هناك وتكاثروا وهم انتسبوا الى مذحج بالخولة وليس بالاعمام . حيث يقول البلاذري
النخع من عدنان من نسل اياد بن معد بن نزار بن عدنان
وذلك في قصة اوردها في انساب الاشراف لابن عباس بقوله ((كان النخع وثقيف ابني اياد بن نزار بن مثقف بن قسى بن منبه بن التبت بن افصى بن دعمي بن اياد )) ويضيف البلاذري يقول خرج ثقيف والنخع ومعهما عنز لبون يشربان لبنها فعرض لهما مصدق ملك اليمن فأراد أخذها فقالا انما نعيش بدرها فرمى احدهما المصدق فقتله فقال احدهما لصاحبه انه لا تحملني واياك ارض فأما النخع فمضى الى بيشه فأقام بها ونزل وأما ثقيف فنزل موضع قريب الطائف .
وبهذا وبحسب البلاذري فإن النخع من اياد اصالة وإنما ورد اليمن حسب ما اورد اعلاه .
كذلك أورد الاصفهاني في كتاب الاغاني من قصة فيها ان النخع وثقيف من اياد حيث ان النخع هو (النخع بن عمرو بن الطمثان بن عبد مناة بن يقدم بن افصي بن دعمي بن اياد ) وهو بذلك يتفق مع البلاذري
وكذلك اورد الطبري في رواية هو ان النخع من مذحج ولكنه ياتي في رواية اخرى ينسبهم الى اياد حسب ماذكر من رواية التقاء مالك الاشتر في معركة اليرموك مع العلج الرومي في مبارزته وقال له خذها وانا الغلام الايادي . وعودة للأصفهاني فهو من المؤيدين وبقوة الى ان النخع اسمه جسر لكنه سمي باالنخع لانتخاعه عن قومه اياد والتحاقه باليمن في بيشه
اما المبرد في نسب عدنان وقحطان كذلك ناقض نفسه مثل الطبري حيث نسب النخع الى سعد العشيرة من مذج واورد نسبه (النخع هو جسر بن عمرو بن علة من بطون سعد العشيرة ) ثم يعود فيقول في كتابه الكامل يذكر شعر لأخت مالك الاشتر تذكر فيه بأن قبيلتها النخع من اياد بن نزار بن معد بن عدنان ... تقول فيه

ونصحب مذحجا بأخا صدق وإن ننسب فنحن ذرى اياد

وكذلك في ابيات شعر ليحيى بن نوفل يهجو فيها العريان

أعريان مايدري امرء سل عنكموا
أمن مذحج تدعون ام لاياد
فإن قلتموه من مذحج ان مذحجا
لبيض الوجوه غير جد جعاد
وانهم صغار الهام حدل كأنما
وجوهكموا مطلية بسواد
فإن قلتم الحي اليمانيون اصلنا
وناصرنا في كل يوم جلاد

وقد ساق الحموي هذه الرواية في معجم البلدان وأكد هجرة النخع والذي اسمه جسر الى بيشه في اليمن
وبالعودة الى روايات النسابة واختلافهم واستشهادهم بالاشعار لايمكننا اغفال نفي مالك الاشتر نسبته الى اياد في ارجوزته في صفين ونسب نفسه الى مذحج

اني انا الاشتر معروف السير
اني انا الافعى العراقي الذكر
لست من الحي ربيع او مضر
لكنني من مذحج البيض الغرر

ومثل مالك تلميذ امير المؤمنين علي بن ابي طالب لايمكن ان ينسب نفسه الى غير ابيه وهو العالم بحرمة هذا الشيء شرعا وحاشا له ذلك
والحمد لله رب العالمين

__________________________
المصادر
١ _ الرازي مختار الصحاح ص ٦٥١
٢_ نهاية الارب في انساب العرب
٣_البلاذري انساب الاشراف ج١ ص٥٢٧
٤_ المبرد لابي العباس محمد بن يزيد ص ٣٩ الكامل ج٤ ص٢٠٣
٥_ الحموي معجم البلدان ج٦ ص٢١٠
٦_ الميرزار حبيب الله الهاشمي الخوئي كتاب منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة ص ٢٥٩
٧_ بحث مقدم من قبل الطالب نجاح عبيد حسون بعنوان مالك الاشتر سيرته والحضارة الاسلامية في عصرة