الفتنة بين بطون الأسلم
عرف الشيخ رحمة بن بقار بالكرم والجود ، ولم يؤثر عنه أنه كان ظالما أو مستبدا بالحكم .. ثم أنه في تلك الفترة كان أبن بقار شيخا قبليا ولم يكن أميرا للجبل، لكنه هو الشيخ المتنفذ في شمر، حيث تذكر لنا تواريخ تولي أمراء الجبل أنه في فترة تولي رحمة بن بقار المشيخة (1765-1789) كان أمراء الجبل هم : عبدالمحسن بن فايز آل علي، ومحمد بن عبد المحسن آل علي الذين حكما في الفترة بين سنة 1755م والى سنة 1816م.
لكن يبدوا أن كيان الأسلم بدأ بالتضعضع حين بدأت بعض قبائلهم بالنزوح عن جبل سلمى الى نجد، بل بعض هذه القبائل ابتعدت كثيرا حين تركت نجد متوجهة إلى العراق .. وهذه الهجرات لها أسبابها فبعضها سعيا وراء المراعي .. وبعضها بسبب الحروب بين العشائر، لكن هناك هجرات جائت لأسباب سياسية حيث عمد أمراء الجبل من العلي وبعدهم الرشيد الى توزيع بعض عشائر شمر على الأراضي البعيدة عن مركز الحكم في الجبل لضمان عائدية تلك الأراضي لهم فبدأوا يتطلعون نحو البادية الشمالية، في بادية السماوة وبادية نجف وما حولهما .. فكانت هناك هجرات متتالية لمجاميع من شمر يلاحظ في أغلبها أن قيادة تلك المجاميع بيد أفراد أو أسر من آل جعفر مما يدلل على سياسية هذه الهجرات إذ نلاحظ فيها أن قادة هذه الهجرات هم من ذوي قرابة البيت الحاكم ..
ولعل أقدم هذه الهجرات هي لمجموعة من الأسر والعشائر من شتى بطون شمر توجهت من بادية نجد الى العراق عن طريق عرعر فالنخيب فكربلاء فالمدحتية حيث جاوروا قبيلة زبيد وهناك حصلت حروب ومناوشات بين القبيلتين ادت في النهاية الى عبور شمر الى شرق نهر دجلة ليسكنوا بين ديالى وواسط وهم الذين عرفوا فيما بعد بشمر طوكة وهم من بطون شتى :
- فمنهم من عبدة وهم من ال جعفر ومن الدغيرات.
- ومنهم من سنجارة وهم الثوابت ..
- والبقية وهم اغلب شمر طوكة من الاسلم وهؤلاء من :
1) المنيع، من بعض فروعهم الآتي ذكرها.
2) الوهب وهم الصدعان والدعية وطليحة ..
3) الصلتة وهم
1. عشيرة الدلابحة من المعاضيد .
2. المناصير ...
3. من الغرير وهم : النفافشة، والصبر، والحميان (المجابلة)، والشويفي ، والحمود ، والكفيفان ، والبنوة ، والهذيل.
ثم تلتها موجة نزوح أخرى لبعض العشائر الشمرية كانت أيضا بقيادة جماعة من ال جعفر من أسرة الاحيمر الى بادية النجف ومنها تحولوا الى الديوانية ليكونوا فيما بعد عشيرتي الاكرع وعفك .. هذا في حدود سنة (1000ه – الموافق لسنة 1591م).
وكانت هناك هجرة أخرى مقاربة لتاريخ هذه الهجرة وهي هجرة عشائر المسعود الى أواسط العراق حيث تركز ثقلهم بين كربلاء وبغداد.
وهناك هجرة أسلمية خالصة لم تبين دوافعها إن كانت بسبب خلاف داخلي في عشائر الاسلم أم بسبب آخر .. كما أنه اختلف في تحديد تاريخها إن كان سابق على تلك الهجرات أم لاحق لها .. وربما يكون هذا الانشقاق هو أول الخلاف في داخل البيت الأسلمي .. وهذه الهجرة هي هجرة إبن حسان.

غازي النفاشي