يَرْضى وَيَرْضى ثُمَّ يَرْضى في رِضاها
والسُّخْطُ فيهِ على الّذي عادى خُطاها !
وإذا بِقَلْبٍ غاضِبٍ أبْدَتْ بِغَيْظٍ
فاللهُ يَغْضَبُ غَضْبَةً يَعْلو مَداها !
يَدْري (فُلانٌ) ما يكونُ بِشَأنِها
و(فُلانُ) شَدَّ بِهَجْمَةٍ يَبْغي أذاها !
عُشْرونَ عاماً والحَديثُ بِشَأنِها
حتّى ثَلاثٌ فوقَها تَرْوي سَناها !
قَدْ قالَ عنْها خَيرُ مَنْ حَمَل الثَّرى
(فوقَ النِّساءِ جَميعُها ربّي حَباها) !
لِلطُّهْرِ كانَتْ تَرْتدي بِحَياتِها
والطُّهْرُ مِنْها لِلّذي كانَ اعْتَناها !
فأُصولُها تُفّاحَةٌ قُدْسِيَّةٌ
نِصْفَينِ كانَتْ ثُمَّ كانَتْ إذْ رَماها !
في بَطْنِ أمِّ المؤمنينَ وبَطْنِهِ
فَخْرُ الوجودِ مُحمّدٍ كانَ احْتَواها !
زَهْراءُ يَنْكَشِفُ الظلامُ بِنورِها
والنّورُ فيها مِنْ إلهٍ قَدْ أتاها !
أمُّ الأئِمَّةِ والقُرونِ وما حَوَتْ
دُنْيا الوجودِ بِما نرى أو لا نراها !
لكنَّما بَعْضُ النُّفوسِ لَئيمَةٌ
قَلَبَ الأمورَ لِباطِلٍ ثُمَّ اشْتَراها !
جَحَدوا وصيّةَ ربِّهِمْ ونبيِّهِمْ
ما كانَ فيهِمْ مُؤمِنٌ حَقَّاً رَعاها !
واللهُ قَدْ كَشَفَ السِّتارَ بِآيَةٍ
الوَعْدُ فيها والوعيدُ لِمَنْ وَعاها !
أفَإنْ أمَرْنا الموتَ يَأخُذُ أحْمَداً
أو قدْ يَكونُ بِنَفْسِهِ قَتْلٌ سَقاها !
صِرْتُمْ لِمُنْقَلِبِ الأمورِ بِحالِكُمْ
وسَقَفْتُمو أمْراً بِجُرْمٍ قَدْ حَواها !
كنتُمْ كما كانتْ ثمودُ بِحالِها
كانوا كعاقِرِ ناقَةٍ عَقْراً قَضاها !
فأتيتُمو الجُرْمَ العظيمَ بِزُهْرَتي
وجَحَدْتُمو فيها الحُقوقَ وما عَداها !
فكَسَرْتُمو الضِّلْعَ الرّقيقَ بِهَجْمَةٍ
وعَصَرْتُموها خَلْفَ بابٍ في ضَناها !
حتى تَساقَطَ حَمْلُها في أنَّةٍ
ماجَتْ لِأنَّتِها السّماءُ بِما أتاها !
فالنّارُ مَثْوى المُجْرِمينَ بِما جَنَوا
والخُلْدُ فيها قائِمٌ فيمَنْ يَراها !
واللهُ يَجْزي الشّاكِرينَ بِصَبْرِهِمْ
والشُّكْرُ مِنْهُ لِجَنَّةٍ فَضْلاً بَناها !
ماذا أقولُ بِقِصَّةٍ في خاطِري
فالحُزْنُ عِندَ مُتَيَّمٍ عِشْقاً هَواها !