أنا و الرجل الشرقي

أحترت معك أيها الرجل الشرقي ؛ فمرة تدللني , و تجعلني ملكة , و مرة تجعلني نكرة لاجود لي , أو حتى قيمة ,
فمرة تشعرني بالأمان , و بالحب , و الحنان , و الأمتنان ,و مرة تجعلني أشعر بالذعر , و اشعر بالألم ,و أشعر بالحزن ,
و مرة تبني لي قصور وردية , و تجعلني أنا القوية , و العظيمة , و مرة تهدم لي كل القصور ,و تقتل كل الأزهار,
ومرة تهبني الحياة التي لا يهبها الا خالقها ,و مرة تهبني الموت الحارق ,
و مرة تتقن في أسعادي , و في تقدير دوري , و مرة تتفن في جلدي ,و في عقابي لأنني ولدت أنثي ,
ومرة اشعر بالفعل أنك شخص رائع لا بل أروع من رائع ,
ومرة أشعر أنك بالفعل أسواء من أسواء مخلوقات هذه الأرض ,
و مرة تعاملني برقة بالغة ,و تستغل الثانية كي تقترب مني , وكي يقوى التواصل ,
و مرة تصبحني ,و تمسني بكلمات جارحة ,
و تستغل كل فرصة حتى تثبت فيها أنني مخطئة , و سيئة , و أنك أنت الكامل الذي لا يخطأ ,
و كأنك نبي مرسل , و أنا شيطان أخرس يريد ان يغويك عن طريق الهداية , والصواب ,
حيرتني أيها الرجل الشرقي .. بالله عليك قل لي كيف تريدني أن أتعامل معك ؟
ما المطلوب مني بالتحديد ؟جاوبني انا بالفعل أحترت معك ؟ وحيرتي في ازياد ,
أعلم أن التسامح , والصفح هما أعظم قوة , وسلاح ,
هذه ليست سذاجة بل منتهى الحكمة ؛
لأننا نسامح , ونصفح عن أنفسنا , و للأجل أنفسنا ؛ حتي ترتاح قلوبنا ,
كي نقتلع جذور الحقد ,و الحسد , و الغل قبل أن تنمو في داخلنا,
و ليس لأنني أنثى فقط , و المطلوب مني دائما هو السكوت , و الصفح , والتسامح ؛
لا بل لأنني مؤمنة , و المؤمن قلبه أبيض , و الحقد لونه أسود ؛
فهل يختلط الابيض بالأسود ؟ لأنه دائما يكفيك فيمن يؤذيك أنه قد عصى الله فيك ,
فماذا بعد ذلك؟