مَلِكٌ ولا كُلَّ المُلوكِ كَمِثْلِهِ
فَملوكُها فوقَ التُّرابِ كَنَعْلِهِ !
وَرْدٌ ولا تَرْقى الورودُ لِعِطْرِهِ
فالعِطْرُ فيهِ مُقَدَّسٌ في شَتْلِهِ !
ماءٌ ويَجري بالزُّلالِ لِطالِبٍ
يَبْغي النَّجاةَ بِغَرْفَةٍ مِنْ سَيْلِهِ !
نورٌ وكُلُّ ضِيائِهِ مِنْ نورِهِ
والنّورُ في دنْيا الوجودِ بِظِلِّهِ !
فَيْضٌ ويَمْشي في الأنامِ لِخَيْرِها
والفيضُ مِنْ عِنْدِ الإلهِ وفَضْلِهِ !
جَذْرٌ بِطُهْرٍ في الجذورِ لِآدَمٍ
أصْلٌ ولا يَرقى الأصيلُ لِأصْلِهِ !
فِكْرٌ بِعِلْمٍ والعُلومُ بِصَدْرِهِ
وعُلومُ كُلِّ العارِفينَ بِعَقْلِهِ !
كَرَمٌ وجودٌ يَنْتَهي لِمَكارِمٍ
وسَنامُ كُلِّ كريمَةٍ مِنْ حَقْلِهِ !
طُهْرٌ ففيهِ طهارَةٌ مِنْ ربِّهِ
والطُّهْرُ مِنْ عِنْدِ الإلهِ وجَعْلِهِ !
سَمِحٌ بَشوشٌ لِلأنامِ جميعِها
مِثْلُ النَّبيِّ مُحمَّدٍ في أهْلِهِ !
عالٍ بِأخْلاقِ الكِرامِ ولَمْ يَكُنْ
إلاّ وفوقَ كريمِها في كُلِّهِ !
إسْمٌ ويَبْدو كالشّبيهِ بِجَدِّهِ
بَلْ بالصِّفاتِ جميعِها في شِكْلِهِ !
وعليُّ يُدْعى والمُلَقَّبُ بالرِّضا
هو ذا إمامي في الصِّفاتِ بِحِمْلِهِ !
مَنْ ذا يُداني في الصِّفاتِ عَلِيَّنا
غيرُ النّبيِّ مُحمَّدٍ في ثُقْلِهِ !
مَنْ ذا يُداني في الوجودِ صِفاتُهُ
غيرُ الوصيِّ أبوهُمو في بَذْلِهِ !
ولِأنَّ هذا في الإمامِ بِمَجْمَعٍ
جاءَ (اللئيمُ) بِفِكْرَةٍ في قَتْلِهِ !
لِيُزيحَ هَمّاً رابِضاً في صَدْرِهِ
مِثُلُ اليَزيدِ وما جَنى في غَزْلِهِ !
ذَبَحَ الحُسينَ بِوَقْعَةٍ في طَفِّها
وجَرى يُقَتِّلُ في الصِّحابِ بِنَبْلِهِ !
مِثْلُ الّذينَ تَجبَّروا في ظُلْمِهِمْ
بَعْدَ (اللئيمِ) بِفَتْرَةٍ أو قَبْلِهِ !
قَتَلوا الأئِمَّةَ كُلُّهُمْ بضَغينَةٍ
إلاّ الأخيرَ لِغيْبَةٍ مِنْ عَدْلِهِ !
فهوَ المُؤمِّلُ للنّجاةِ لِمُؤمِنٍ
في يومِ عَدْلٍ قادِمٍ في مَهْلِهِ !