في فعالية إحياء ذكرى شهادة الإمام زيد بن علي بن الحسين عليه السلام
بقلم الشاعر // طه الظاهري
وقد كان زيدٌ عالما
أيا صاح قل لي هل وقفت بيثربٍ
وكُلّكَ شوقٌ للقاء بهُداتي
وساءلت عن دار النبي وصنوهِ
وسبطيه والأخيار سُبُل نجاتي
ألم تكُ دوراً ملؤها الذكرُ والهدى
ويغمرها الرحمن بالبركاتِ
فصرت تُسائل عنَّها ثم لا ترى
سوى طللٍ من دارسِ الأبياتِ
فإن تكُ تعجب والعجيب لأمةٍ
تبدلتِ النعماءُ بالنقماتِ
تولت من الطلقاءِ قوماً وقد نهى
نبيُ الهدى أن نَرضهم كولاةِ
فبعد افتقاد المؤمنين لحيدرٍ
شهيدا لدى المحراب في الصلواتِ
تولى ابن هندٍ بعد صلحٍ أمورَهم
مع الحسن الهادي الزكي الذاتِ
فنكثت أمية الصلح بغياً وإنهم
لعمري لقومٌ أشربوا الغدراتِ
وجاءوا بسكيرٍ وقالوا خليفة
فأسرف في الطغيان والنزوات
أباح دماءَ المؤمنين وفيهمُ
حسينٌ وباقي الآل ذووا النجداتِ
بناتُ رسول الله سيقت لقصره
سبايا ولم يُبقي لهنَّ حماتِ
وتابعه أبناء مروان نهجه
وكم بدلّوا في الدينِ من أياتِ
فكم ظلموا السجاد والباقر ابنه
وزيداً أخاه كامل الدرجات
تجبّر هشامٌ واستطالت شرورهُ
على الخلق لا يرجع عن النزواتِ
وقد كان زيدٌ عالماً لا معلماً
تقياً نقياً دائم الصلواتِ
قرين كتاب الله أعلم بما بِهِ
عليمٌ بما أُحكم من الأياتِ
رأى من هشامٍ كل سوءٍ ومنكرٍ
فأنكر عليه تِلْكُم النكراتِ
فنادى هشامً اتق الله وارتدع
وأمسك عن جورٍ وعن ظلماتِ
أتظلم عباد الله والله ربهم
عليمٌ بما تفعله في الخلواتِ
ورد هشامٌ بالوعيد مهدداً
أموعضةً يا زيد ؟؟؟ بالكلماتِ
فقال بلى أُعذر إلى الله فيكم
ومن بعدها أمضي على عزماتي
فسار على درب الجهادِ بهمةٍ
وفي أمةٍ أقرب إلى الأمواتِ
دعاهم إلى الشرف الرفيعِ ينالهم
إذا جالدوا الطغيان بالغزواتِ
ليخبرهم أن الجهادَ يُعزهم
ويرفعهم في عالي الدرجاتِ
ومن هاب حد السيف لا عز عندهُ
ويلبسه ثوب الذلِ بالغمراتِ
مضى في جهاد الظالمين بعزةٍ
مع ثلةٍ من خيرةِ الخيراتِ
فقدم بين يديه للناس مصحفا
وذكرهم بالزجر والوعضاتِ
يقول لهم إني عليمٌ بما بهِ
ومحكمهِ والفصلُ في الشبهاتِ
فإن تنصروني تنصروا الله ربكم
ليخرجكم من وطأةِ الظلماتِ
فقاتل جيوشَ هشام حتى أزاحهم
فلجأوا إلى المكرِ وللغدراتِ
فبعثوا بجمعٍ من شرارِ رماتهم
فتعساً لهم من عسكرٍ ورماتِ
أُصيب بسهمٍ غادرٍ من سهامِهم
وقد كان أبعد أن يُنَلْ بقناةِ
وقد زين الشيطان أفعالهم لهم
فقالوا اصلبوه عدة السنواتِ
فوالله ما زادوهُ إلا كرامةً
وباءوا بسخطِ الله واللعناتِ
ففي كل عصرٍ ألف زيدٍ وثائرٍ
وطالب حقٍ من أياد عصاةِ
فيا زيد إنا اليومُ نمضي بدربكَ
لتلهمنا الإقدام في الغزواتِ
نجاهد هشامَ العصر مثل هشامكَ
نلاقي العدا يوم الوغى بثباتِ
أمية عادت في سعودٍ ببغيها
فكان لزاماً من جهاد طغاةِ
نصرنا أبا جبريل هو زيد عصرنا
نجاهد طغاةَ العصرِ دونَ هِناتِ
بنا فامض حتى النصر يا خير قائدٍ
وإنا لجندُ الله في العُسراتِ
سنكسر قرن الشر مادام نهجنا
جهادٌ كزيد لا نلن لطغاةِ
....................