[align=justify]قراءة في كتاب الله عز وجل يضحك
الكتاب جمع وترتيب بهجت فاضل بهجت وهو يدور حول أن الله يضحك والضحك هو تعجب واستغراب فأى نكتة أو أى شىء يضحك لابد أن يكون فيها شىء غير متوقع من الضاحك ومن ثم لا يصلح هذا المعنى مع الله تعالى لأنه يتنافى مع علمه السابق بكل شىء
كما أن الضحك هو فتح الفم واصدار أصوات قهقهة أو حتى ابتسام وهذا يعنى حاجته عز وجل لوجه به اعضاء وهذا يتنافى مع أنه ايس متجسد وليس له أعضاء لكونه واحد لا يشبه مخلوقاته كما قال تعالى :
"ليس كمثله شىء"
كما أن الله هو خالق الضحك وخالق البكاء كما قال تعالى :
"وأنه هو أضحك وأبكى"
ومن ثم لا يمكن أن يكون الله يضحك سواء بمعنى المستغرب المتعجب أو بمعنى المبتسم أو الذى يقهقه
وبهجت في الكتاب ينقل روايات لا أصل لها وهى مخالفة لكتاب الله ومتناقضة مع بعضها إلا أن يكون الضحك في بعضها بمعنى الرحمة وقد استهل كتابه بالقول أن الضحك من صفات الله فقال :
"الضحك من صفات الله:
الضحك صفة لله عز وجل نثبتها له تعالى كما يليق بجلاله وعظمته، ولانحرفها ولا نؤولها، ولا نقول يعني هو الرضى نعم إن الله إذا ضحك من شيء فهو يدل على رضاه سبحانه وتعالى، لكن ليس الضحك هو الرضى فهما صفتان كل واحدة منهما لها معنى وإن دل الضحك على الرضى، فإذا رأيت في كلام بعض المؤلفين تفسير ضحك الله عز وجل بأنه رضاه فأعلم أنه تأويل منبوذ، وأنه تحريف في الصفات وقد جاء في الحديث الصحيح أيضا : (أن الله سبحانه وتعالى ينشئ السحاب فينطق أحسن النطق، ويضحك أحسن الضحك)
وقد فسره ابن كثير في تفسيره لما عرض لهذا الحديث الذي رواه أحمد بأن نطق السحاب وضحكه هو البرق والرعد"
والرجل نفى ن يكون الضحك معناه رضا الله ولكنه لم يأتنا بالمعنى الصحيح وأورد حديثا لا علاقة له بموضوعنا وهو أن السحاب يضحك مع أن الكتاب يتكلم عن ضحك الله وليس ضحك المخلوقات
ثم ذكر أحاديث الضحك المنسوب لله فقال :
"أحاديث الضحك:
عن أسماء بنت يزيد بن السكن الأنصارية رضي الله عنها قال : : (لما مات سعد بن معاذ صاحت أمه فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا يرقأ دمعك و يذهب حزنك فإن ابنك أول من ضحك الله إليه واهتز له العرش صحيح الإسناد و لم يخرجاه .). ( رواه الحاكم )
الخطأ الأول في الحديث هو حدوث معجزة أى آية إهتزاز العرش لموت سعد وهو ما يخالف أن الله منع الآيات المعجزات فى عهد النبى (ص)وبعده فقال "وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون "
والخطأ الثانى أن أول من ضحك له الله هو سعد بن معاذ وهو يناقض عدة أحاديث تتحدث عن ضحك الله قبل موت سعد كما في الحديث يوم بدر : عن عاصم بن عمر بن قتادة قال : : ( لما التقى الناس يوم بدر قال عوف ابن عفراء بن الحارث رضي الله عنه : يا رسول الله ما يضحك الرب تبارك و تعالى من عبده ، قال : أن يراه قد غمس يده في القتال يقاتل حاسرا ، فنزع عوف درعه ، ثم تقدم فقاتل حتى قتل .)( رواه البيهقى )
فكيف يكون أول من ضحك الله له سعد وقد مات بعد غزوة الخندق كما يقال ؟
عن أبي هريرة : (عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن الله عز وجل يضحك من رجلين يقتل أحدهما الآخر فيدخلهما الله عز وجل الجنة ، قيل : كيف يكون ذلك قال : يكون أحدهما كافرا فيقتل الآخر ، ثم يسلم فيغزو في سبيل الله فيقتل).( رواه أحمد )
عن أبي الزبير أنه سأل جابرا عن الورود ؟ قال : : ( سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : نحن يوم القيامة على كوم فوق الناس ، فيدعى بالأمم بأوثانها وما كانت تعبد الأول فالأول ، ثم يأتينا ربنا عز وجل بعد ذلك فيقول : ما تنتظرون ؟ فيقولون : ننتظر ربنا عز و جل ، فيقول : أنا ربكم ، فيقولون ، حتى ننظر إليه ، قال : فيتجلى لهم عز وجل و هو يضحك ، و يعطي كل إنسان منهم منافق ومؤمن نورا وتغشاه ظلمة ، ثم يتبعونه معهم المنافقون على جسر جهنم ، فيه كلاليب و حسك يأخذون من شاء ، ثم يطفأ نور المنافقين و ينجو المؤمنون ، فتنجو أول زمرة وجوههم كالقمر ليلة البدر ، سبعون ألفا لا يحاسبون ، ثم الذين يلونهم كأضوأ نجم في السماء ، ثم ذلك ، حتى تحل الشفاعة فيشفعون حتى يخرج من قال : لا إله إلا الله ممن في قلبه ميزان شعيرة ، فيجعل بفناء الجنة ، و يجعل أهل الجنة يهريقون عليهم من الماء حتى ينبتون نبات الشيء في السيل ، و يذهب حرقهم ، ثم يسأل الله عز و جل حتى يجعل له الدنيا و عشرة أمثالها .). ( رواه أحمد )
الخطأ الأول حلول الله في المكان دون أن يعرف المؤمنون وهو قول القائل"ثم يأتينا ربنا عز وجل بعد ذلك فيقول : ما تنتظرون ؟ فيقولون : ننتظر ربنا عز وجل فيقول : أنا ربكم "ثم يعرفهم بنفسه وهو كلام تخريفى فهو يجسد الله ويجعله في المكان والأهم أنه شاهدوه بتعريفه لهم أنه هو ومع هذا لم يكونوا شاهدوه في الكلام السابق لأنه يتجلى لهم بعد ذلك كما قال القائل "فيتجلى لهم عز وجل و هو يضحك"
الثالث دخول المنافقين والكفار النار بالسقوط من على جسر جهنم وهو ما يناقض أنهم يدخلونها من أبوابها كما قال تعالى:
"وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها"
الرابع خروج بعض أهل النار منها للجنة وهو ما يناقض أن من دخل النار لا يخرج منها أبدا كما قال تعالى :
"وما هم بخارجين من النار"
الخامس أن الخارج من النار بالشفاعة يعطى الدنيا وعشر أمثالها وهو ما يعنى أنه يعطى الكون عشر مرات وهو ما يناقض أن الجنة مساحتها مساحة الكون وهو السموات والأرض مرة واحدة فقط كما قال تعالى :
" وجنة عرضها كعرض السماء والأرض"
والحديث الذى أعطى الرجل الدنيا وعشر أمثالها يناقض أن الله أدخله الجنة في الحديث التالى الذى ذكره بهجت:
عن أبى هريرة رضى الله عنه قال : ( فذكر قول الرجل الذي هو آخر من يدخل الجنة فيقول يا رب لا أكون أشقى خلقك فلا يزال يدعو و يسأله حتى يضحك الله منه فيدخله الجنة)( حديث حسن صحيح فى كتاب السنة)
ثم قال :
عن إبراهيم بن سعد أخبرني أبي قال : ( كنت جالسا إلى جنب حميد بن عبد الرحمن في المسجد ، فمر شيخ جميل من بني غفار ، و في أذنيه صمم ، أو قال : و قد أرسل إليه حميد ، فلما أقبل قال : يا ابن أخي ، أوسع له فيما بيني و بينك فإنه قد صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجاء حتى جلس فيما بيني و بينه ، فقال له حميد : هذا الحديث الذي حدثتني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال الشيخ : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن الله عز و جل ينشئ السحاب ، فينطق أحسن المنطق ، و يضحك أحسن الضحك .)( رواه أحمد )"
الحديث ليس قيه ضحك من الله وإنما الضحك من السحاب ومن ثصم لا يصح الاستدلال به والخبل فيه أنهم شاهدوا شيخ يمر فعلموا أن به صمم والصمم لا يعلم من الرؤية وإنما يعلم من الكلام معه وعدم رده عدة مرات
ثم قال :
عن نعيم بن همار : : (أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم، أي الشهداء أفضل ؟ قال : الذين إن يلقوا في الصف يلفتون وجوههم حتى يقتلوا ، أولئك ينطلقون في الغرف العلى من الجنة ، و يضحك إليهم ربهم ، و إذا ضحك ربك إلى عبد في الدنيا فلا حساب عليه ). ( رواه أحمد )"
عن أبى سعيد الخدري قال أفضل الجهاد عند الله يوم القيامة الذين يلفتون في الصف الأول فلا يلتفون وجوههم حتى يقتلوا ، أولئك يتلبطون في الغرف من الجنة ، يضحك إليهم ربك ، وإذا ضحك ربك إلى قوم فلا حساب عليهم) .(حديث صحيح فى صحيح الترغيب)
عن نعيم بن همار الغطفاني قال : (الشهداء الذين يقاتلون في سبيل الله في الصف الأول ، و لا يلتفتون بوجوههم حتى يقتلوا ؛ فأولئك يلقون في الغرف العلا من الجنة يضحك إليهم ربك ، إن الله تعالى إذا ضحك إلى عبده المؤمن فلا حساب عليه)(حديث صحيح فى صحيح الجامع)
والخطأ المشترك بين الأحاديث الثلاثة أن الشهداء لهم درجات مختلفة وهو ما يناقض كون الجنة درجتين فقط واحدة للمجاهدين ومنهم الشهداء وواحدة للقاعدين وفى هذا قال تعالى :
"فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة "
ثم قال :
"عن أبي موسى الأشعري قال : ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يجمع الله عز و جل الأمم في صعيد يوم القيامة فإذا بدا لله عز وجل أن يصدع بين خلقه مثل لكل قوم ما كانوا يعبدون ، فيتبعونهم حتى يقحمونهم النار ، ثم يأتينا ربنا عز و جل و نحن على مكان رفيع ، فيقول : من أنتم ؟ فنقول : نحن المسلمون ، فيقول : ما تنتظرون ؟ فيقولون : ربنا عز و جل ، قال : فيقول : و هل تعرفونه إن رأيتموه ؟ فيقولون : نعم ، فيقول : كيف تعرفونه و لم تروه ، فيقولون : نعم إنه لا عدل له ، فيتجلى لنا ضاحكا ، فيقول : أبشروا أيها المسلمون فإنه ليس منكم أحد إلا جعلت مكانه في النار يهوديا أو نصرانيا .)( رواه أحمد )
والأخطاء في الرواية هى الأول التناقض بين رؤية المؤمنين لله ومع ذلك لم يعرفوه حتى يتجلى لهم بعد ذلك والثانى اتهام المؤمنين بالكذب فهم رأوا الله ومع ذلك لم يعرفوه ولكنهم يكذبون بأنهم يعرفونه بأنه لا مثل له
ثم قال :
عن أبي الوداك : (عن أبي سعيد ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ثلاثة يضحك الله يوم القيامة إليهم : الرجل إذا قام من الليل يصلي ، والقوم إذا صفوا للصلاة ، والقوم إذا صفوا لقتال العدو .). ( رواه أبى يعلى الموصلى فى مسنده )
هنا الثلاثة قائم الليل للصلاة والمصلون والمجاهدون عند تصافهم وهو ما يناقض كونهم المقاتل خلف الفارين وقائم الليل ولم يذكر الثلاثة في الحديث التالى:
عن أبى الدرداء رضى الله عنه قال : (ثلاثة يحبهم الله ، و يضحك إليهم ، و يستبشر بهم : الذي إذا انكشفت فئة قاتل وراءها بنفسه لله عز و جل ، فإما أن يقتل ، و إما أن ينصره الله و يكفيه ، فيقول : انظروا إلى عبدي هذا كيف صبر لي بنفسه . والذي له امرأة حسنة و فراش لين حسن ، فيقوم من الليل ، فيقول : يذر شهوته و يذكرني ، و لو شاء رقد و الذي إذا كان في سفر ، و كان معه ركب ، فسهروا ، ثم هجعوا ، فقام من السحر في ضراء و سراء )(حديث حسن فى صحيح الترغيب)
وهنا من يضحك الله لهم ثلاثة وهو ما يناقض كونهم اثنين في الحديث التالى:
"أخبرنا معمر عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن ابن مسعود قال : : (رجلان يضحك الله إليهما ، رجل تحته فرس من أمثل خيل أصحابه فلقوا العدو فانهزموا ، وثبت إلى أن قتل شهيدا ، فذلك يضحك الله منه ، فيقول : انظروا إلى عبدي لا يراه أحد غيري )( رواه عبد الرازق فى مصنفه )
ثم كرر حديث سابق برواية أخرى فيه نفس الأخطاء فقال :
"حدثنا روح بن عبادة حدثنا ابن جريج أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يسأل عن الورود قال نحن يوم القيامة على كذا وكذا انظر أي ذلك فوق الناس قال فتدعى الأمم بأوثانها وما كانت تعبد الأول فالأول ثم يأتينا ربنا بعد ذلك فيقول من تنتظرون فيقولون ننتظر ربنا عز وجل فيقول أنا ربكم يقولون حتى ننظر إليك فيتجلى لهم يضحك قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قال فينطلق بهم ويتبعونه ويعطى كل إنسان منافق أو مؤمن نورا ثم يتبعونه على جسر جهنم كلاليب وحسك تأخذ من شاء الله ثم يطفأ نور المنافق ثم ينجو المؤمنون فتنجو أول زمرة وجوههم كالقمر ليلة البدر سبعون ألفا لا يحاسبون ثم الذين يلونهم كأضوإ نجم في السماء ثم كذلك تحل الشفاعة حتى يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن شعيرة فيجعلون بفناء أهل الجنة ويجعل أهل الجنة يرشون عليهم الماء حتى ينبتون نبات الشيء في السيل ثم يسأل حتى يجعل له الدنيا وعشرة أمثالها معها )( رواه أحمد )
والرواية التى تعطى الرجل الدنيا وعشرة أمثالها تناقض أنه يعطيه الدنيا ومثلها في الحديث التالى:
"عن أنس عن بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (آخر من يدخل الجنة رجل فهو يمشي مرة ويكبو مرة وتسفعه النار مرة فإذا ما جاوزها التفت إليها
فقال : تبارك الذي نجاني منك لقد أعطاني الله شيئا ما أعطاه أحدا من الأولين والآخرين فترفع له شجرة
فيقول :أي رب أدنني من هذه الشجرة فلأستظل بظلها وأشرب من مائها
فيقول الله : يا بن آدم لعلي إن أعطيتكها سألتني غيرها
فيقول : لا يا رب
ويعاهده أن لا يسأله غيرها وربه يعذره لأنه يرى مالا صبر له عليه فيدنيه منها فيستظل بظلها ويشرب من مائها ثم ترفع له شجرة هي أحسن من الأولى
فيقول : أي رب أدنني من هذه لأشرب من مائها وأستظل بظلها لا أسألك غيرها فيقول: يا بن آدم ألم تعاهدني أن لا تسألني غيرها؟
فيقول: لعلي إن أدنيتك منها تسألني غيرها
فيعاهده أن لا يسأله غيرها وربه يعذره لأنه يرى مالا صبر له عليه فيدنيه منها فيستظل بظلها ويشرب من مائها ثم ترفع له شجرة عند باب الجنة هي أحسن من الأوليين
فيقول : أي رب أدنني من هذه لأستظل بظلها وأشرب من مائها لا أسألك غيرها فيقول: يا بن آدم ألم تعاهدني أن لا تسألني غيرها ؟
قال : بلى يا رب هذه لا أسألك غيرها وربه يعذره لأنه يرى مالا صبر له عليها فيدنيه منها فإذا أدناه منها فيسمع أصوات أهل الجنة
فيقول : أي رب أدخلنيها
فيقول : يا بن آدم ما يصريني منك أيرضيك أن أعطيك الدنيا ومثلها معها
قال: يا رب أتستهزئ مني وأنت رب العالمين ؟
فضحك بن مسعود
فقال : ألا تسألوني مم أضحك ؟ فقالوا مم تضحك ؟
قال : هكذا ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقالوا : مم تضحك يا رسول الله ؟
قال : من ضحك رب العالمين حين قال أتستهزئ مني وأنت رب العالمين؟
فيقول: إني لا أستهزئ منك ولكني على ما أشاء قادر).(رواه مسلم)
وكرر مقاطع من روايات أخرى من نفس الحديث فقال :
عن أبى هريرة رضى الله عنه قال : ( إذا كان يوم القيامة جمع الله الأولين و الأخرين فيجىء الله تبارك و تعالى و المؤمنين على قوم فيقف عليهم فيقول هل تعرفون ربكم فيقولون إن عرفنا نفسه عرفناه و يرد عليهم ثلاثا و يردون عليه ثلاثا إن عرفنا نفسه عرفناه فيتجلى لهم يضحك) ( حديث حسن صحيح فى كتاب السنة (
عن أبى موسى الأشعرى قال : (يتجلى لنا ربنا عز وجل يوم القيامة ضاحكا)( حديث صحيح فى السلسلة الصحيحة )
عن عاصم بن عمر بن قتادة قال : : ( لما التقى الناس يوم بدر قال عوف ابن عفراء بن الحارث رضي الله عنه : يا رسول الله ما يضحك الرب تبارك و تعالى من عبده ، قال : أن يراه قد غمس يده في القتال يقاتل حاسرا ، فنزع عوف درعه ، ثم تقدم فقاتل حتى قتل .)( رواه البيهقى )"
قطعا الخطأ بين وهو جعل المجاهد يقاتل حاسرا قالعا درعه مع أنه امر داود(ص) بصناعة الدروع للمجاهدين حماية لهم وفى هذا قال تعالى :
" أن اعمل سابغات وقدر في السرد"
وقال :
"وعلمناه صنعة لبوس لكم"
ثم قال :
"عن يعلى بن عطاء عن وكيع بن حدس عن عمه أبي رزين قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ضحك ربنا من قنوط عباده وقرب غيره
قال : قلت يا رسول الله أو يضحك الرب ؟
قال: نعم
قلت : لن نعدم من رب يضحك خيرا( رواه ابن ماجة)"
والسؤال كيف يضحك الله أى يستغرب من شىء علم به من قبل ؟
ثم قال :
عن أبي حازم عن أبي هريرة ( : (أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فبعث إلى نسائه فقلن: ما معنا إلا الماء
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من يضم أو يضيف هذا ؟
فقال رجل من الأنصار: أنا
فانطلق به إلى امرأته فقال : أكرمي ضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقالت : ما عندنا إلا قوت صبياني
فقال : هيئي طعامك وأصبحي سراجك ونومي صبيانك إذا أرادوا عشاء
فهيأت طعامها وأصبحت سراجها ونومت صبيانها ثم قامت كأنها تصلح سراجها فأطفأته فجعلا يريانه أنهما يأكلان فباتا طاويين فلما أصبح غدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ضحك الله الليلة أو عجب من فعالكما
فأنزل الله ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون )( رواه البخاري )"
والخطأ أن قوله " ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة" نزل في المرأة والرجل وهو يتناقض مع نزوله في ألأنصار كلهم كما قال تعالى:
"والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون فى صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة[/align]