رقم (88)
مقام السيدة رقية
مسجد الرأس أو مشهد الحسين
أو مشهد الرأس وضريح السيدة رقية
يقع هذا المقام الشريف داخل أسوار دمشق القديمة في حي العمارة الجوانية
ويحده من الشمال شارع نقيب الأشراف ومن الغرب شارع سوق العمارة
ومن الجنوب شارع حمام سامي ومفترق طريق زقاق السبع طوالع
وقريب من باب الفراديس الجواني
وهو يقع شمال الجامع الأموي ويبعد عنه حوالي 100م
عن طريق نهاية شارع الكلاسة ومدخل زقاق الغزي.
ويقال إن هذا المكان يضم رفات السيدة رقية بنت الأمام الحسين
من زوجته أم أسحاق بن طلحة
والتي شهدت واقعة الطف والسبي
وتوفيت في دمشق الشام ودفنت في دار خربة قرب قصر يزيد بن معاوية
والذي يقع شرق الجامع الأموي وملاصق له
وفي إحدى الليالي رأت السيدة رقية والدها في منامها
(يقال هي أصغر بنات الأمام الحسين)
فاستيقظت وهي تطلبه وتبكي وعلى أثر بكائها ضجت الخربة بالبكاء
ووصلت أصوات البكاء وعويل النساء
الى مسمع يزيد بن معاوية فأمر أن يحضروا إليها رأس أبيها
وحين رأته أخذت بالبكاء حتى فارقت الحياة.
ولكن في قائمة السبايا توجد السيدة رقية بنت الأمام علي
وزينب الكبرى وأم كلثوم وصفية وفاطمة الكبرى وأم هاني بنات الأمام علي
وفاطمة الصغرى وسكينة بنات الأمام الحسين
وقيل أن سكينة هي التي دفنت في هذه الخربة
وأم محسن زوجة الأمام الحسين
وهو الطفل الذي أسقط على طريق الشام
والرباب زوجة الأمام الحسين وشاه زنان زوجة الأمام السجاد
وبنت مسلم بن عقيل وفضة وأم وهب بن عبد الله
وأحدى جواري الأمام الحسين
وفي كل المصادر التاريخية لم يتفق الكل على أسماء
من كانوا في السبي من عدمه!!!؟.
هذا الضريح أو المقام كان معروف وموجود من سنة 61هـ
وظل موجود في نفس المكان طوال أكثر من 700 سنة
وربما هو المكان نفسه الذي دفن فيه رأس الأمام الحسين
ولهذا يسمى المكان قديما جدا
وقبل وضع أول قبة عليه (مشهد الحسين)
أو (مشهد الرأس وضريح السيدة رقية).
ففي كتاب (تاريخ مدينة دمشق) لـ علي بن الحسن أبن عساكر الدمشقي
والذي يقع في 80 مجلد وأتمه في سنة 565هـ الموافق 1163م
ذكر المكان أو المقام في تاريخه
وذكره أيضا أبن طولون الدمشقي الصالحي
(ولد سنة 880هـ وتوفي سنة 953هـ) وقال يعرف بـ (مسجد الرأس)
نسبة الى رأس الأمام الحسين والذي يعتقد أنه مدفون في هذا المكان
وكتب ما نصه: ((مسجد الرأس داخل باب الفراديس
في حي العمارة ويدعى أيضا مشهد الحسين وهو المعروف في عصرنا بالسيدة رقية
ولما استولى التتر على ميافارقين سنة 658 (الموافق 1260م)
قطعوا رأس ملكها الكامل محمد بن المظفر غازي بن العادل
باني مدرسة العادلية بدمشق
وحملوا الرأس على رمح وطافوا به البلاد
فمروا على حلب وحماة ووصلوا الى دمشق
ووضعوا الرأس في شبكة وعلقوها على باب الفراديس
ولما انهزم التتر دفن (الرأس) في مشهد الرأس))
ويذكر الكاتب والمفكر السوري محمد أسعد طلس
(ولد سنة 1913م وتوفي سنة 1959م وكان عمره 46 سنة)
أنه زار المكان (مقام ومسجد السيدة رقية أو مشهد الرأس) سنة 1940م
ووثق المكان ووجد ثلاث لوحات حجرية بالقرب من المحراب
وكان النص الأول بعد البسملة
( قد صار التوفيق لجناب الميرزا بابا المستوفي الكيلاني
في عمارة البقعة المشهورة بمقام ستنا رقية بنت سيدنا علي وموضع رأس الحسين.
ووقف الدكان .. بين النطاعين من الحاج محمد بن الحبوب العصيري الجلالاتي
في سوق الجابرية بصف بعضهم لتصرف نفقتها في هذه البقعة الأهم
لعن الله من بدله بعدما سمعه
حرره المئلا احمد القراجداعي سنة 1125هـ)
وهذا التاريخ يوافق سنة 1713م من العهد العثماني.
وفي النص الحجري الثاني كتب:
(هذا المكان المبارك مدفون فيه كامل السلطان الشهيد الغازي
المجاهد المرابط في سبيل الله الملك الكامل
ناصر الدين محمد بن جمال الدين صاحب ساقان قنبر قدس الله روحه
ونور حديثه دفن في هذا المشهد الحسيني بباب الفراديس
في يوم الأحد السابع والعشرين من شهر رمضان سنة ثمان وثمانمائة)
وهذا التاريخ يوافق سنة 1405م في العهد المملوكي.
واللوحة الحجرية الثالثة كانت فيها أربعة أبيات شعرية لم يستطع قراتها.
أول بناء على الضريح كان سنة 526هـ
وفي سنة 768هـ شيدت قبة صغيرة على الضريح
وتوالت على المكان تجديد وتوسيع واضافات شكلت كلها وضعها الحالي
ومع الترميم الذي انتهى سنة 1994م
فأن المجدد للمكان وهو إيراني
رفع وطمس بقصد أو بدون قصد القيمة الاعتبارية للمكان
واختفت اللوحات الحجرية الثلاث!!!؟
تبلغ المساحة الكلية للمقام حاليا 4000م2
تاريخ الصورة سنة 2010م
أنتهى
المفضلات