الحسين الطهر حيا وميتا
المرحلة الثالثة ( الدولة العباسية ) بقلم السيد طه الديباج الحسيني
لم يدم حكم المنتصرالعباسي كثيرا ولم يتجاوز ال(٦) أشهر وكان رحمه الله وافر العقل راغباً في الخير قليل الظلم محسناً الى العلويين وأزال عن آل أبي طالب ما كانوا فيه من الخوف والمحنة بمنعهم زيارة قبر الحسين الطهر وكانت توجهاته بفتح القيود عن الزيارة وإطلاقه للاوقاف ومنها الخاصة بآل أبي طالب الامر الذي ساعد بني أسد و الموكلين للخدمة من عهد أم موسى والنقباء من الطالبيين لبناء العمارة الخاصة بالمرقد المطهر وكانت الزيارة في عهده وما بعده مستمرة .
وأهم الذين ذكر المؤرخين زيارتهم للمرقد المطهر هو الثائر يحيى بن عمر بن الحسين ذو الدمعة بن زيد الشهيد بن علي السجاد سنة ٢٥٠ هـ والذي اخبر من حضر من الزوار بأنه يريد الثورة على المستعين العباسي المتوفي سنة ٢٥٢هـ وفعلا اجتمع اليه جماعة من الاعراب وثار في السنة ذاتها وقُتل في الكوفة وحُمل رأسه وطيف به في بغداد وسامراء ،وأهم احداث تلك المرحلة بإيجاز:-


١-في سنة ٢٨٢هـ أرسل محمد بن زيد الحسني حاكم طبرستان ٣٢٠٠٠ألف دينار ليفرقها على القاطنين بالحرمين والكوفة وعلى من في بغداد كذلك.
٢- في سنة ٣٦٧هـ زار ابن حوقل النصيبي صاحب كتاب (صورة الارض )كربلاء وذكر أن قبر الحسين الطهر له مشهد عظيم وخُطب في اوقات من السنة بزيارته وقصده جسيم.


3- في سنة ٣٦٩هـ قام ضبة بن محمد الاسدي بنهب مشهد الحسين وأرسل له عضد الدولة البويهي سرية لمقاتلته في عين التمر الامر الذي دعا ضبه للهروب والنجاة بنفسه وترك أهله وخاصته فأسر اكثرهم وملك البلد.
٤- في سنة ٣٦٩هـ قام عضد الدولة البويهي بأعمال عمرانية كبيرة وأعمال خيرية وإدارية وتنظيمية وخاصة في المدن المشرفة كمكة والمدينة والغري وكربلاء وبغداد،وبهذا فعمارة البويهي أوسع العمارات التي سبقتها على الاطلاق في بلد الحسين.
٥- الرحالة المقدسي المتوفي سنة٣٨٠هـ يذكر في العراق مشاهد كثيرة منها آثارات علي وقبره وقبر الحسين ومقتله.


٦- في السنوات ٤٠٢هـ و٤٠٧هـ و٤٧٩هـ واصل الملوك البويهيين والسلاجقة هداياهم للساكنين من الضعفاء في مشاهد قريش والحائر والكوفة وبُني سور بمشهد الحسين بعد احتراق القبة الشريفة سنة٤٠٧هـ .
الذي أريد أن أصله أن القبر المطهر يزار على مدى الأيام وعمارته تتجدد يوما فيوما ولافرق في الأعمار الذي يقوم به السلطان الشيعي المذهب أو الملك السني المذهب ٠غدا بأذن الله ما بقي من الدولة العباسية ومن ثم سلطة المغول والديولات التي خلفها