فاتنتي الجميلة بقلم الاب علي
احبُّ الكتابةَ اليكِ ، ما تفتأُ ذاكرتي تحملُكِ رمزاً وحناناً وفرحاً ، وانا الهاربُ من افكاري ، ومن نزفِ المُتنمرينَ الباحثينَ في ثراكِ ، واللاهثينَ طمعاً فيكِ ، لا حباً بك ، إذْ يتحاورُ الذئابُ والثعالبُ من اجلِ جداركِ الذي امسى واهناً ، وكأنَّهُ جدارٌ شُيّد وقتَ - الضحى - في يومٍ صيفي ، فالضحى الصيفي يديرُ عقاربَ الساعةِ نحو العبثِ ، والضحى الصيفي يُشيدُ بيتاً تدورُ حولَهُ الفئران ، حتى تغدينَ كسرةَ خبزٍ يرومُ الفأر مضغها .
انت - يا بغداد - أخذتْكِ نشوةُ الانبهارِ ، بجمالِكِ ، وتناسيتِ أُغنيةَ الاشجارِ العملاقةِ ، ذاتِ الجذورِ المتأصلةِ ، والثمارِ الناضجةِ ، اشجارٌ غطتْ الارضَ بظلالِها وظلِّها .
بغداد ، لا تتغيري ، لا اطمحُ سوى ان تبقينَ بغداد ، سواءٌ - سكنتُكِ ام ابتعدتُ عنكِ - اريدُ ان تبقينَ كما انتِ ، لا تفقدي صدقَكِ ، وجبروتَكِ ، ووعدَكِ .
أ تذكرينَ حين كنتُ اقرأُ قصائدي ، او ابعثُها اليكِ ، كنتِ تتراقصين طرباً مع كلماتي مثلَ عصفورٍ حازَ بعشٍ ذهبي ، اجعلي حدائقَكِ خضراء دائماً ، تسُرُ الناظرين مُحتفظةٍ بشموخِها .. . . اتذكريني يا بغداد وانا اروي حدائقك بمائي ومطر سمائي ، وأخطُّ على جذعِ اشجارِكِ اسمي ، أتذكرين حبي مع تناولِ الشاي ، في ليلةٍ باردةٍ ، تبهرُكِ كلماتي ، وتطربين لها مثلَ اغنيةٍ جميلةٍ ، حتى تدمعَ عيناكِ حزناً وشوقاً واشتياقاً وانتماءً .
لا يغرّنّكِ اولاءِ المهوسينَ بارتجالِ الكذبِ ، لا تدعيهم يمتصوا رحيقَ عطرِكِ ، فوجوهُهُم ملائكيةُ اللونِ ، وأحشاؤُهُم مكيدةٌ .
بغدادُ ، لا تجعليهم يجلسونَ على الشرفةِ ، يراقبونَ زهرةَ البنفسجِ وقد فقدتْ روعتُها ، وبهتَ لونُها وذهبتْ نظارتُها ، ومالتْ نحوَ مياهٍ اسنةٍ ، بغدادُ ، أبقي ملاكاً ، وحذارِ ان تكوني اشواكاً ، سأظلُّ اكتبُ اليكِ ، واحنُّ اليكِ ، ولا اريدُ ان يؤلمني حزني عليكِ ، أًريدُكِ دائماً : (بغداد) كما رسمتُها وكما هي .
المصدر: منتديات عراق الخير والمحبة - من قسم: منتدى الخواطر وبحر الاحساس
التعديل الأخير تم بواسطة ميس الريم ; 05-16-2022 الساعة 08:18 PM
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
جميع آلمشآركآت آلمكتوبه تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكل من الاشكال عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى
المفضلات