اللهازم do.php?img=14808

حلف اللهازم هو حلف بين مجموعة من القبائل . يضم حلف اللهازم : قيس بن ثعلبه، وتيم الله بن ثعلبه بن عكابه، وعجل بن لجيم، وعنزة بن أسد بن ربيعة بن نزار وكل هذه القبائل هي من بكر بن وائل باستثناء عنزة بن أسد فهي تلتقي مع بكر في أسد بن ربيعة بن نزار، ثم انضمت ذهل بن ثعلبه وذهل بن شيبان للحلف وأصبحت كل قبائل بكر في الحلف.

عُرف الحلف من أيام الجاهلية وهو مصطلح معروف في المجتمع الجاهلي عموما حتى جاء الإسلام، فقد ذكر الأمام أبي سعد عبد الكريم السمعاني المتوفى سنة 562 هـ:

«ورد في المسند عن عكرمة، عن عبد الله بن عباس، حدثني علي بن ابي طالب رضي الله عنه قال: لما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن يعرض نفسه على القبائل من العرب، خرج وأنا معه وأبو بكر رضي الله عنه، فدفعنا إلى مجلس من مجالس العرب، فتقدم أبو بكر، وكان رجلا نسابه، فسلم، فردوا عليه، فقال: ممن القوم ؟ قالوا: من ربيعة، قال: من هامتها أم من لهازمها ؟ قالوا: بل من هامتها العظمى»
اللهازم do.php?img=14807


ويقول الأصفهاني صاحب كتاب الأغاني: «بكر حيين: اللهازم والذهلين»

الجدير بالذكر أن قبيلة عنزة بن أسد كانت قبيلة صغيرة في ذلك الوقت ولذلك تلهزمت ودخلت في بكر وفي يوم ذي قار الشهير وبعد انتصار بني شيبان وحلفائهم من بكر بن وائل والعرب إياد والعباد وطئ وتميم على الفرس وعندما مدح الأعشى بني شيبان خاصة في قوله:

فِدىً لِبَني ذُهلِ اِبنِ شَيبانَ ناقَتي
وَراكِبُها يَومَ اللِقاءِ وَقَلَّتِ
هُمُ ضَرَبوا بِالحِنوِ حِنوِ قُراقِرٍ
مُقَدِّمَةَ الهامَرزِ حَتّى تَوَلَّتِ
فَلِلَّهِ عَينا مَن رَأى مِن عِصابَةٍ
أَشَدَّ عَلى أَيدي السُقاةِ مِنَ الَّتي
أَتَتهُم مِنَ البَطحاءِ يَبرُقُ بَيضُها
وَقَد رُفِعَت راياتُها فَاِستَقَلَّتِ
فَثاروا وَثُرنا وَالمَنِيَّةُ بَينَنا
وَهاجَت عَلَينا غَمرَةٌ فَتَجَلَّتِ
وَقَد شَمَّرَت بِالناسِ شَمطاءُ لاقِحٌ
عَوانٌ شَديدٌ هَمزُها فَأَضَلَّتِ
كَفَوا إِذ أَتى الهامَرزُ تَخفِقُ فَوقَهُ
كَظِلِّ العُقابِ إِذ هَوَت فَتَدَلَّتِ
وَأَحمَوا حِمى ما يَمنَعونَ فَأَصبَحَت
لَنا ظُعُنٌ كانَت وُقوفاً فَحَلَّتِ
أَذاقوهُمُ كَأساً مِنَ المَوتِ مُرَّةً
وَقَد بَذَخَت فُرسانُهُم وَأَذَلَّتِ
سَوابِغُهُم بيضٌ خِفافٌ وَفَوقَهُم
مِنَ البيضِ أَمثالُ النُجومِ اِستَقَلَّتِ
وَلَم يَبقَ إِلّا ذاتُ رَيعٍ مُفاضَةٌ
وَأَسهَلَ مِنهُم عُصبَةٌ فَأَطَلَّتِ
فَصَبَّحَهُم بِالحِنوِ حِنوِ قُراقِرٍ
وَذي قارِها مِنها الجُنودُ فَفُلَّتِ
عَلى كُلِّ مَحبوكِ السَراةِ كَأَنَّهُ
عُقابٌ هَوَت مِن مَرقَبٍ إِذ تَعَلَّتِ
فَجادَت عَلى الهامَرزِ وَسطَ بُيوتِهِم
شَآبيبُ مَوتٍ أَسبَلَت وَاِستَهَلَّتِ
تَناهَت بَنو الأَحرارِ إِذ صَبَرَت لَهُم
فَوارِسُ مِن شَيبانَ غُلبٌ فَوَلَّتِ
وَأَفلَتَهُم قَيسٌ فَقُلتُ لَعَلَّهُ
يَبِلُّ لَئِن كانَت بِهِ النَعلُ زَلَّتِ
فَما بَرِحوا حَتّى اِستُحِثَّت نِساؤُهُم
وَأَجرَوا عَلَيها بِالسِهامِ فَذَلَّتِ
لَعَمرُكَ ما شَفَّ الفَتى مِثلُ هَمِّهِ
إِذا حاجَةٌ بَينَ الحَيازيمِ جَلَّتِ

فلما مدح الأعشى بني شيبان خاصة غضبت اللهازم، فقال أبو كلبة، أحد بني قيس بن ثعلبه يؤنب الأعشى والأصم :

جدعتما شاعري قوم ذوي حسب
حزت أنوفكما حزا بمنشار
أعني الأصم وأعشانا إذا فلا
استعانا على سمع وأبصار
لولا فوارس لا ميل ولا عزل
من اللهازم ماقاظوا بذي قار
نحن أتيناهما من عند أشملهم
كما تلبس وراد بصدار

فلما بلغ الأعشى قول أبي كلبة قال: صدق. وقال الأعشى معتذرا مما قال:

متى تقرن أصم بحبل أعشى
يتيها في الظلال وفي الخسار
فلست بمبصر ماقد يراه
وليس بسامع أبدا حواري

وفي يوم الوقيط وهو يوم لبكر بن وائل على تميم كان للهازم دور فعال وأغلب حروب بكر بن وائل كانت مع تميم وذلك بسبب الجوار في المسكن حيث تمتد ديار تميم وبكر من أواسط نجد حتى أطراف العراق. وحتى في الأيام التي هزمت فيها بكر من تميم كان اللهازم شركاءها أيضا في الهزيمة ففي يوم النباج وثيتل كانت الدائرة على بكر واللهازم وفي ذلك يقول ربيعة بن طريف يرثي قيسا من تميم:
وأنت الذي حربت بكر بن وائل
وقد عضلت منها النباح وثيتل

وقال قرة بن قيس بن عاصم المنقري التميمي :
يفخر بهزيمة بكر واللهازم وانتصار تميم:

أنادي الذي شق المزاد وقد رأى
بثيتل أحياء اللهازم حضرا
وصبحهم بالجيش قيس بن عاصم
فلم يجدوا إلا الأسنة مصدرا

وفي يوم السلي وهو يوم انتصرت فيه تميم أيضا على بكر واللهازم وفيه كانت الغارة على بني يشكر خاصة وفي هذا اليوم يقول: حاجب بن ذبيان المازني ثم التميمي:

سلي يشكرا عني وأبناء وائل
لهازمها طرا وجمع الأراقم
ألم تعلمي أنا إذا الحرب شمرت
سمام على أعدائنا في الحلاقم
هموا أنزلوا يوم السلي عزيزها
بسمر العوالي والسيوف الصوارم

وفي يوم الشيطين لبكر على تميم وكان قبيل الإسلام عندما أجمعت بكر على غزو تميم قالوا: إن في دين عبد المطلب أن من قتل نفسا قتل بها، فنغير هذه الغارة ثم نسلم عليها. فهزموا تميم فقال رشيد بن رميض العنزي من بني يقدم بن عنزة:

وما كان بين الشيطين ولعلع
لنسوتنا إلا مناقل أربع
فجئنا بجمع لم ير الناس مثله
وكاد له ظهر الوديقة يضلع
بأرعن دهم تنشد البلق وسطه
له عارض فيه المنية تلمع
إذا حان منه منزل القوم أوقدت
لأخراه أولاه سنا وتيفعوا

والقصيدة طويلة يذكر فيها تفاصيل الهزيمة. فأجابه محرز المكعبر الضبي التميمي فقال:

فخرتم بيوم الشيطين وغيركم
يضر بيوم الشيطين وينفع
وجئتم بها مذمومة عنزية
تكاد من اللوم المبين تطلع
فأن يك أقوام أصيبوا بغرة
فأنتم من الغارات أخزى وأوجع

فقالوا: أن بكرا أتاهم كتاب النبي صلى الله عليه وسلم فأسلموا على مافي أيديهم. وقال أبو الحسناء العنبري: قتل من تميم يوم الشيطين ولعلع ستمائة رجل، قال: فوفد وفد بني تميم على النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: أدع الله على بكر بن وائل. فأبى رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفي يوم زبالة وهو يوم لبكر أيضا على تميم وفيه أغارت تميم بقيادة الأقرع بن حابس، فهزمت تميم وأسرت بكر الأقرع وكان عند بني تيم الله بن ثعلبه وأسر خلق كثير من تميم وكانت بكر بقيادة قائدها بسطام بن قيس. وكان في الأسرى إنسان من بني يربوع، فسمعه بسطام في الليل يقول:

فدى بوالدة علي شفيقة
فكأنها حرض على الأسقام
لو أنها علمت فيسكن جأشها
أني سقطت على الفتى المنعام
إن الذي ترجين ثم إيابه
سقط العشاء به على بسطام
سقط العشاء به على متنعم
سمح اليدين معاود الأقدام

وكان بسطام يسمعه، فقال: والله لا يخبر أمك عنك غيرك. فأطلقه. فقال رشيد العنزي:

جاءت هدايا من الرحمن مرسلة
حتى أنيخت لدى أبيات سطام
جيش الهذيل وجيش الأقرعين معا
وكبة الخيل والأذواد في عام
مسوم خيله تعدوا مناقبه
على الذوائب من أولا د همام

( وهمام هو همام بن مرة بن ذهل بن شيبان قتل في حرب البسوس وبسطام بن قيس الشيباني من نسله )

وقال اوس بن حجر من شعراء تميم يثني على بسطام:

وإن أبا الصهباء في حومة الوغى
إذا ازورت الأبطال ليث مجرب

وأبو الصهباء هو بسطام بن قيس الشيباني

وأغار حاتم الطائي بجيشه من قومه طيء على بكر بن وائل فقاتلوهم وانهزمت طيء ،وقتل منهم جماعة، وأسر منهم جماعة، فكان في الأسرى حاتم الطائي.أسرته عنزة بن أسد، وبقي عندها موثقا وقال رشيد بن رميض العنزي:

ونحن أسرنا حاتما وابن ظالم
فكل ثوى في قيدنا وهو يخشع
وكعب إياد قد أسرنا وبعده
أسرنا أبا حسان والخيل تطمع
وريان غادرنا بوج كأنه
وأشياعه فيها صريم مصوع

وبعد الإسلام قَوِيَ حلف اللهازم واشتد عوده وبقي على مسماه وقد اشترك حلف اللهازم وكل ربيعة مع علي بن أبي طالب في معركة الجمل. وكان شيخ اللهازم (مسلم بن عبد الله العجلي) فارسا من فرسان تلك المعركة وقُتل فيها.

المصادر :

المعركة وقُتل فيها.

المصادر
عدل
"حلف اللهازم الشهير و قبيلة عنزة الحالية"، مركز الدراسات الوائلية، 08 يونيو 2019، مؤرشف من الأصل في 02 أبريل 2021، اطلع عليه بتاريخ 02 أبريل 2021.
خير الدين الزركلي،الأعلامج2،ص95
تاريخ الطبري/الجزء الثاني
ديوان الأعشى
كتاب الدرة الثانية في أيام العرب ووقائعهم
العقد الفريد/الجزء الرابع/17
أنساب الأشراف
الكامل في التاريخ - ذكر أيام العرب في الجاهلية
البرصان والعرجان - الجاحظ
انظر ديوان أوس بن حجر
الكامل - ابن الأثير
احمد عبدالله فرج