بقلم طارق شناوي
أخيراً تحاول نقابة الموسيقيين المصرية التدخل لحسم الخلاف الذي صار مستحكماً بين الموسيقار "حلمي بكر" والمطربة "أصالة".. يحاول النقيب "منير الوسيمي" أن يرأب هذا الصدع بعد أن اتسع الخرق على الراتق.. التراشق بالكلمات الجارحة حيناً والخارجة دائماً أصبح وعلى مدى 10 سنوات عنوان علاقة الموسيقار الكبير بالمطربة الكبيرة.. "حلمي بكر" يهاجمها في برامجه التي يحل ضيفاً عليها ولا تسلم أبداً من لسانه حتى في تلك البرامج التي يقدمها في الإذاعات المحلية مثل برنامجه عبر الإذاعة المصرية "صوتين وغنوة" حيث أنه كثيراً ما يسخر منها في كل البرامج ويواصل الهجوم عليها في كل ما تيسر أمامه من المقابلات الصحفية.. وهي على المقابل لا تتوانى وترد له الصاع صاعين عندما يقذفها بالماء ترميه بالنار وتسخر أحياناً من ألحانه بل ومن ملابسة!!

الساحة الوحيدة التي كانت مهيأة لكي يلتقي فيها الخصمين هي القضاء طالما يشعر كل منهما أن الآخر قد أهانه وتجاوز في حقه ولكن لا بأس بالطبع من تلك المبادرة التي أعلنها نقيب الموسيقيين بأن يلتقيا في ساحة النقابة باعتبارها المكان الذي يحتوي الجميع بدون تفرقة لأنه قبل ذلك كان يلوح بمعاقبة "أصالة" بمنعها من الغناء لمجرد أنها ردت على تجاوزات "حلمي" بتجاوزات أخرى أراه سلاح لا يجوز أن نشهره في وجه أي فنان مصري أو عربي خاصة وأنه أقرب إلى تهديد ووعيد من "حلمي" إلى "أصالة".. اعتذري وإلا.. بحجة أن "حلمي بكر" صار من الرموز ولا يجوز مهاجمة الرموز!!

لو تصفحنا التاريخ في العلاقة بين "حلمي" و "أصالة" سوف نجد أنها شهدت مراحل عديدة من الشد والجذب هو يعتقد أنه قد خلقها فنياً بعد أن انطلقت في مساحات غنائية أبعد مما بدأه "حلمي" صحيح أنه منحها واحدة من أشهر الأغنيات العربية "ع اللي جرى" حتى أن جمهور هذا الجيل ينسبون "ع اللي جرى" إلى "أصالة" متجاهلين أن مطربتها الأولى هي الراحلة "عليا".. "حلمي" كان أحد الملحنين الذين دعموا بدايات "أصالة" بمصر والتي انطلقت وهي طفلة في سوريا من خلال والدها المطرب " مصطفى نصري"..

كثيراً ما يشير "حلمي" إلى أنه احتضن "أصالة" وساعدها في بداية مشوارها بالقاهرة مادياً وليس فقط أدبياً وقد يكون هذا صحيحاً ولكن لا يحتاج "حلمي" بأن يذكر على الملأ إياديه البيضاء في هذا المجال وكما لحن لها "حلمي" كان لمحمد سلطان و "سيد مكاوي" و "محمد الموجي" ألحاناً ناجحة بل إن نصيب "سلطان" مثلاً كان أكبر والحقيقة أن لقاءها مع "محمد ضياء الدين" وهو من ملحني التسعينيات هو الذي صنع لها الجماهيرية الطاغية في مصر والعالم العربي حيث حدث نوع من الكيميائية بين النغم والصوت مثل "لما جت عينك في عيني" ، "يا مجنون مش أنا ليلى" ، "يمين الله" ، "ما ابقاش أنا".. الغريب أن "نهاية المشوار مع "محمد ضياء الدين" جاءت بعد زواجه القصير من شقيقتها وأيضاً تصدعت علاقتها مع "حلمي" بعد طلاقه السريع من ابنة خالتها إلا أن المأزق الحقيقي بينهما اشتعل عندما غنت قصيدة "اغضب" لنزار قباني.. "حلمي" لديه هاجس قهري بأن "أصالة" لم تمنح القصيدة ما تستحقه من عناية ولهذا لم تحقق النجاح المرتقب بينما "أصالة" لديها قناعة أن اللحن لم يصل إلى المستوى المطلوب ولهذا خفت تواجده عند الجمهور!!
[align=center]حلمي و أصالة؟.. هل تنجح محاولات الصلح؟! aslla.jpg[/align]




التراشق بالكلمات التي لها مذاق اللكمات سمة في الحياة الفنية.. "جمال سلامة" كان يردد و "عبد الوهاب" على قيد الحياة أن الريس "متقال" أكثر ثقافة موسيقية من "عبد الوهاب" و "محمود الشريف" قال و "أم كلثوم" على قيد الحياة أنها والحشيش السبب في هزيمة 67.. نعم كثيراً ما رأينا تجاوزات عند إعلان الغضب بين الفنانين حتى الكبار منهم وأتمنى أن تنجح مساعي الصلح حتى لو لم يسفر الصلح الشخصي عن تعاون فني ولكن يكفي أن يكف كل منهما عن السخرية من الآخر والتفرغ فقط لفنه أنا أعلم أن حلمي لديه قناعة بأنه صانع نجومية "أصالة" وكأنه يعيد أسطورة "بيجماليون" ولن تنجح أي محاولات للصلح إلا بعد أن يدرك "حلمي بكر" أن " أصالة" ليست من صناعة "حلمي" ولكنه واحد من الذين دعموها بإخلاص في بداية مشوارها في مصر وعلى "أصالة" أيضاً أن تقر بهذه الحقيقة!!