متى تصبح قضيتكم وطنية غير طائفية ؟??


منذ أن استشهد الإمام علي (ع) في محراب صلاته منذ ذلك الفجر الدموي , لم تشرق شمس العراق إلا على صباحات مصبوغة بالدم. منذ كربلاء والدم والعراق تؤمان . منذ كربلاء والخارجون منا سمتهم نزف جراحهم , والداخلون ألينا يغرزون سيوفهم وسكاكينهم فينا , أو ينثرون الملح فوق جراحنا . مررنا بكل تواريخ الأغراب والأعراب , فلم نجد من أثارهم إلا بقايا أشلاء لقتلانا , وسيوف غادرة غمدت في ظهورنا, وبقيا دم ختمت وجه التاريخ العراقي نامت جروحنا ملفوفة بألمها , وشلالات الدم تنزل






نامت جروحنا ملفوفة بألمها , وشلالات الدم تنزل , كأن سماءنا تمطر دما , أو كأن دماءنا غطت وجه الشمس .منذ كربلاء والتاريخ يزّيف حسب ما يشتهون .

حين وجد الأغراب لنزفنا التبريرات .قالوا: عن خيانتنا للحسين (ع), وتخاذلنا عن نصرة علي (ع), والتحاق بعضنا بمعسكر معاوية .قالوا:عن شقاقنا ونفاقنا و تشرذمنا وحدة طبعنا .قالوا:عن تقديسنا للطغاة , وسيرنا وراء الحجاج . أقاموا الندوات لختم جباهنا بسواد الخيانة والغدر . قالوا: أن لا مفر ولا مهرب لقدر العراقيين و"لا احد يقدر عليهم إلا واحد من اثنين أما رجل مثل الحجاج أو صدام حسين " .لقد قالها من يسمونه مفكرا عربيا, قالها وزير النفط السعودي السابق احمد زكي يماني . لقد استعانوا بصفحات سوداء كتبها الغزاة والمنافقون والحاكمون عنا . حكوا عن تخاذل رجالنا أمام جبروت صدام , وانكسارنا أمام جيوش بوش ومصر وسورية والعرب , وهم يدخلون أراضي العراق فاتحين يسابقون جيش القائد الأمريكي شوارتسكوف في معركة تحرير الكويت , مقتفين اثر جيش صدام المهزوم .لم يكتبوا عن ثوراتنا , لم تذكر كتبهم عن بطولة هاني بن عروة وعشيرته , ولا عن المختار الثقفي وعزيمته , ولا عن الحر الرياحي ونبله . لم يذكروا بطولات أهل العراق وهم يقاومون الطغاة والمحتلين عبر التاريخ . أنهن صفحات معزولات لا احد من العرب راغب في المرور فيهن .إنهن صفحات مشرقات في تاريخنا منسيات عمدا في تواريخهم !!.



]



يا سيدي يا دم العراق , يا سيدي يا دم إمام العدل علي (ع) , يا سيدي يا فخر ارض العراق يا دم الحسين (ع), يا سيدي يا غيرة أهل العراق يا دم العباس , يا سيدي يا طوفان دم الشهداء.

كم غزوة وانتصار بائس سجل على أجساد شعبك الحر ؟.

ليتوقف طوفانك هاهنا سيدي , فلقد أكلت حيتان البحار ووحوش الأرض من أجسادنا, لقد قتل من قتل , وغرق من غرق , واحترق من احترق , وهرب من هرب , ونام الباقون في انتظار اجلهم !.

للتوحد صيحتنا واحدة بوجه موتهم كفي .

يا دماء تنتظر اجلها في سجون السعودية .

متى تصبح قضيتكم وطنية غير طائفية ؟.

متى يهب الكرد والتركمان وباقي القوميات قبل العرب ويقولوا كفاكم قتلا ؟.

متى يدافع عنكم السنة قبل الشيعة ؟ .

متى يقف المسيحيون والصابئة والايزديون قبل المسلمين ليدافعوا عن مظلوميتكم؟

متى يرفع الجميع صوتا عراقيا واحد إننا ضد ذبح هؤلاء أو مقايضتهم بمجرمين سعوديين؟ .

هل يعقل ان توحد كرة القدم العراقيين -عندما فاز منتخبنا ببطولة آسيا - ولا توحدهم الدماء .

هل يعقل ان يجتمع كل العراقيين خلف المطربة شذى حسون لتنال المركز الأول بفضل أصواتهم , ولا يقف العراقيون وقفة عز يطالبون فيها بحرمة الدماء العراقية ؟.

هل يعقل ان يملأ بعضا من ساسة العراق الفضائيات صراخا , وهم يناصرون سكان مخيم اشرف ؟ ويلتزم نفس الساسة - أصحاب العلاقات المميزة مع ال سعود- الصمت في قضية السجناء العراقيين المهددين بقطع رؤوسهم في السعودية !.

هل يعقل ان تتناول وسائل إعلام عراقية محدودة قضية السجناء في السعودية ؟, وتبقى وسائل إعلام عراقية أخرى , ألهبت حماس الشارع العراقي قبل حين على قضايا شخصية وأكاذيب , اعتبروها قضايا تمس شرف العراقيين والعراقيات مثلما عملوا من قضية المومس صابرين الجنابي قضية شرف العراقيات .





اذا يقول موفق الربيعي الآن ؟.


كم سجين عراقي أطلق سراحه بدل الإرهابيين الذين أخذهم بطائرة خاصة وسلمهم للسعودية ؟ .

حذف لمخالفة شروط الموقع

هي قضية طائفية يريد ساسة السعودية من خلالها ان يقولوا لنا: ان حكومتكم المنتخبة, التي تشكلت بمعزل عن إرادتنا عاجزة عن حماية من نريد البطش بهم .

لنتوحد ونرد كيدهم إلى نحورهم .

قادة العراقية معنيون قبل غيرهم في إنقاذ السجناء العراقيين من مصير الموت الذي ينتظرهم , لان علاقاتهم مع ال سعود امتن وأقوى من علاقات غيرهم من الساسة .

لقد قال الكاتب الفرنسي لوي فردينان سيلين ذات يوم:"بالنسبة للفقراء هناك طريقان للموت , أما الموت باللامبالاة المطلقة في زمن السلم ,أو بالقتل في زمن الحرب".



"الحكمة والطيبة تبدوان حقيرتين في نظر من تكون نفوسهم حقيرة" شكسبير