الدكتور الرائع الاعجوبه الاجتماعيه الذي لم يلتفت اليه مع الاسف الشديد كثير من الباحثين بل لم يلتفت لكتاب ارض الرافدين ربما اخذوا موقف من صدام حسين ابان حرب الخليج الثانيه وظنوا ان العراق لا يخرج منها اناس مثل صدام حسين وعلي حسين المجيد وحسين كامل حسن وطارق عزيز متناسين ان جامعات العراق اخرجت الكثير من العلماء في جميع الاختصاصات والكتاب العراقيين يتمزيون عن غيرهم بالدقه والصراحة والموضوعيه والصراحة اللامتناهية ..


وعلي رأسهم علي الوردي الذي عرفته بواسطة احد الاخوة عن طريق الصدفة وكان اول كتاب قرأت له هو منطق ابن خلدون وافضل معلومه اعجبتني هي ان الدولة العثمانيه اهتمت كثيرا بمقدمة ابن خلدون لسبب وجيه ورئيسي انه يرى ان الخلافة تصلح للعرب وغيرهم واصل لهذه الفكرة واؤل حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الخلافه في قريش بما يتناسب مع اهواء الدوله العثمانية

نعود للكتاب ويبدوا ان المؤلف بذل جهدا طويلا فلم اعرف عن الدكتور علي رحمه الله انه الف كتاب من اجزاء الا هذا الكتاب الذي مكون ستة اجزاء وملحق للجزء السادس والحقيقه ان لم استفد فائدة اجتماعيه ونظره عامه للحياه اكثر مما استفدت من الدكتور علي الوردي ..

الناشر - انتشارات الشريف الرضي - مطبعة امير قم - ايران عام 1413 يوافق 1993 يعني طبع في حياته

مقطتفات من الجزء الاول وهو من بداية العهد العثماني وحتى منتصف القرن التاسع عشر وسيكون كلام الدكتور بين قوسين وعند التعليق اقول قلت لكن تعليقاتي نادرة الا لم تكن معدومة

(( اخلاق اهل العراق كان العراقيون في العهد العثماني اقرب الى اخلاق البدواة الى اخلاق الاسلام وذلك يعود لسيطرة المد البدوي عليهم كان الكثير من الناس يمجدونها ،لم يكن من النادر ان نراهم يفخرون بالرجل الذي يهز الارض بأقدامه اذا مشى ويكسر عيون الناس دون ان يتمكن احد من كسر عينه ويسطو علي البيوت ليلا بدافع الرجوله وهم عندئذ يصفونه بأنه سبع او رجل ليل او فخر العشيره ))


وقال (( الواقع ان المد البدوي طالما راود المجتمع البدوي مرة بعد مرة والسبب يرجع الي الصحراء التي تتاخم العراق هي من اعظم منابع البدواة في العالم ان لم تكن اعظمها علي الاطلاق
وذكر ايضا اضف الي ذلك ان الاراضي الزراعيه في العراق كثيرا ما تتضاءل في قدرتها الانتاجية وهذا يدفع العشائر الريفيه في عهود ضعف الحكومه ان تتنازع علي الاراضي الزراعيه فتعود لحياة البدواة ولا تجد انها غير قادرة علي البقاء في معركة الحياه الا بحد السيف وقوة العصبيه ) ..

قلت سبحان الله البيئة التي تكلم عنها هي نفس البيئة التي افرزت حكام العراق بعد العهد الملكي وظهر ذلك في شخصية صدام حسين فهو اكثر رئيس قرب عشيرته واصبح يتصرف مع الجميع بنظرية موجود او غير موجود يعني لا مجال للتعايش

ثم ذكر اسباب قوة المد البدوي في الحقبه الاخيره وعزى ذلك الى عدة اسباب وهي باختصار :

الاول - ان الحكم العثماني جاء بعد الغزو المغولي التتري فلم تتوفر حكومه حضاريه بل كانت توصف هذه الحقبه من عصور العراق المظلمة وايضا ان الدوله العثمانيه لم تهتم الا بالجبايه مما جعل اهل المدن للالتجاء للعصبيه القبليه واتحاد العشائر الصغيره في تكتلات كبيره ذات منعه وقوه .

الثاني - ان العراق عندما ضم للدوله العثمانيه لم تكن الدوله في اوج قوتها بل في بدايه انحطاطها وضعها مما ادى الي تفسخ الحكومه وانحطاطها وسيطرة العشائر علي زمام الامور في العراق .

الثالث - ان الدوله العثمانيه كانت مشغوله بصراعها مع ايران لمدة ثلاث قرون وكانت الدوله تستعين في صراعها بالعشائر التي لم تكن تحارب بدافع وطني بل للغنيمه ولمزيد من الامتيازات وبهذا تقع مناطق واسعة تحت سيطرة شيوخ العشائر ،

الرابع - الاوبئه حيث يري الدكتور ان حصة العراق اكثر من غيره في الاوبئة لاسباب منها المراقد التي يقدسها الشيعه والسنه وهذه الاوبئه يكون ضررها علي سكان المدن اكثر من الباديه مما ادي الي كثره الباديه وذكر ان نسبة الباديه تساوي ثلاثة ارباع سكان المدن