فضيلة الشيخ/ راشد الزهراني

ما يحدث في فلسطين أمر متوقع؛ فإن اليهود قتلوا الأنبياء والمرسلين، واعتدوا على الأولياء والصالحين، فلن يضيرهم أن يعتدو على قافلة الحرية.

إنَّ تلك الدماء الزكية التي تناثرت، والأرواح البريئة التي أزهقت، والأجساد الكريمة التي سقطت في قافلة الحرية .. النصر ينتظرها والأجر الكبير من رب العالمين.

ولكن يجب أن تكون هناك وقفة ممن بيدهم القرار؛ لفك هذا الحصار الجائر على إخواننا في فلسطين.

إن ظاهرة الشجب والاستنكار والامتعاض سببت لنا الامتعاض والألام، لابد من تغيير المواقف فإن الاستكانة تجر المهانة.

كما يجب أن تبقى قضية فلسطين حية في قلوب الأجيال؛ فإن المسجد الأقصى قطعة منا، وإخواننا في فلسطين جزء منا، فإن ضعفنا عن نصرتهم ماديًا فلا أقل من الوقوف معهم معنويًا. ولاتنسو الدعاء فإنه الباب العظيم للنصر، فإن تخاذل البشر فإن الله يرى ويسمع وكفى بالله حسيبا.

أسال الله أن يفرج همهم، وأن ينفس كربهم ويفك حصارهم، وإنّا لنعلم أن العاقبة للمتقين والنصر لعباد الله المؤمنين.

وأرجو أن يلتفت العالم بأسره للمأساة التي يعيشها إخواننا في فلسطين، وخاصة في غزة بسبب الحصار الجائر الذي أطبقه اليهود الغاصبين عليهم من الله ما يستحقون.

وينبغي أن نقرأ ما حدث في ضوء قوله تعالى: (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) [البقرة:216].

فالله وحده يعلم، والإنسان لا يعلم، فماذا على الإنسان لو يستلم وتذكروا أن الفرج مع الشدة، وكل ما ضاقت الأمور اتسعت.

فمن رحم الظلام يخرج النور، وتنفس الصباح لا يكون الابعد عسعسة الليل البهيم، وإني والله لأبصر النصر قادم، والفرج قريب، ومن كان مع الله كان الله معه.