الأخت فاهيتا !! تم نشره على وكالة الصحافة المستقلة - اخبار العراق.

محمد رفعت الدومي ربما كانت رغبتي في حجز مقعد قبل فوات الأوان بين المواطنين الشرفاء الذين امتلأت بهم مصر مؤخراً هو أحد أسباب كتابة هذا المقال ، أو بدقة أكثر ، كتابة هذا البلاغ ، من الأسباب الحاثة أيضاً أن أري المواطن “أحمد فتحي سرور” ، برغم شيخوخته وضمور مخارج الألفاظ في حنجرته ، قد خرج من عزلته مؤخراً ، وله الحمد ، ليحرض المصريين علي الجهاد في غزوة الصناديق القادمة ، كأن الرجل يعتذر عن كونه أنفق عقوداً من عمره في قلب المشهد السياسي ، بل أحد أهم كارتيلات السياسة المصرية ، ولم يهتدي إلي صياغة ٍ لهكذا دستور مؤهل لانتشال مصر من العالم الثالث ، والصعود بها مباشرة إلي الكواكب !! “مفيد شهاب ” أيضاً ، وله السابقات ، خرج من عزلته ، مزدحماً بأشياء الشيخوخة ، ليدق طبول الغارة ، ويشجع المواطنين الشرفاء علي جهاد منتصف يناير ،، وبما أنني لست أقل وطنية ، ولا يعنيني في الوقت نفسه ، صوَّت المواطنون الشرفاء علي الدستور الجديد بـ “نعم” أو بـ “لا” ، ربما لأن القضية التي أنا بصددها تتجاوز قضية الدستور ، وربما لأنني حصلت كالآخرين ، منذ أسبوعين ، علي النتيجة من كنترول جريدة “الجمهورية” التي أثق في تقديرها لاتجاه الريح ، ورائحة الزمن القديم ، كما أنها الجريدة التي تنتمي إلي عهد “جمال عبدالناصر” ، حبيب الملايين ، والرمح الذي أرسلته السماء ليطعن الظاهرة الإمبريالية العالمية المتعفنة في الصميم ، وسيدنا وابن سيد العرب ، وشجرة الكريسماس ، وأنور وجدي ، والذي كان ” مبارك ” إحدى هداياه للمصريين ، ربما يغفر له كلُّ هذا كونه لم يترك الدنيا إلا بعد أن حسم من الوطن خمس مساحته تقريباً ،، لذلك سأتجاوز الكتابة عن التحريض علي التصويت بـ “نعم” ، وسأحكي في هذا البلاغ ش**** حول الإرهابية ، تركية الجذور ، ” الأبلة فاهيتا ” !! قد يوقظ بلاغي هذا في النفوس شدواً مريباً ، ما لم يكن مضاءً بأسباب قوية ، لذلك سأبدأ من عند “محمد علي ” ، ذلك الألبانيِّ الذي كان لديه أثر لطموح جعله يقفز مباشرة ،  وعلي زنود المصريين أنفسهم ، خارج تاجر التبغ الذي كانه لامتلاك مصر خالصة له ، ولموقده الأسريِّ من بعده !! لقد حكم الأتراك مصر غابة من الأعوام ورحلوا ، ولم يكن رحيلهم تعقيباً علي انفعال “23″ يوليو “1952″ الشهير كما علمنا مؤرخو البلاط ، بل لأن قوة اللحظة عقب الحرب الثانية كانت كافية لتعصف بالمقدمات ، وتدهم عن عمدٍ كلَّ قديم ، بالإضافة إلي هذا فإن ” أمريكا ” المنتصرة ، التي لا أرتاب في أنها تفعلها ، كانت في ذلك الوقت  ،  وبالتأكيد الزائد عن الحد ،عاقدة العزم علي تغيير لوحة الشرق التراثية إلي لوحة أكثر حداثة ، ظلت مع الصعود في درجات الزمن والحداثة تتبدل ألوانها ، وتفقد وضوحها ، ويتبعثر الظلام حول حوافها ، حتي وصلت في النهاية إلي ذروة السريالية !! رحل الأتراك ، وبالرغم من رحيلهم ، ولأنَّ شيئاً رقيقاً للغاية ، ودقيقاً للغاية ، يتركه الراحلون فينا دائماً عند الوداع ، فلقد احتفظت لهجاتنا  ببعض المفردات التركية كذكري لهذه المرحلة ، وبعض الأسماء التي صارت مثاراً للسخرية ، كما صارت تخسر لياقتها تدريجياً ، مع ذلك فهي تنبه علي الفور في البال ذكراهم ، مثل ، “ميرفت” ، وما “ميرفت” إلا تحريف لاسم “مروة” العربي ، وهناك أيضاً “رأفت” ، “عصمت” ، ورباعية الفنان “عبد المنعم ابراهيم” الشهيرة في شخصية “لمعي” فيلم “آه من حواء” ، حلمي فهمي نظمي رسمي … ، “قصدي” ، “الدمرداش” .. وكما يليق بصديق وفيٍّ علي أن أتوقف هنا لأطلب الصفح من صديق يحمل أحد هذه الأسماء ، وكلنا في الهم شرق ، كما أطلب منه أن يتذكر أنَّ للإسرائيلين أحاسيس مثلنا وكرامة ، مع ذلك لم يمنعهم الذوق السليم من انتخاب السيد “نتنياهو” ليدير شئونهم مرتين ، بالرغم من أن معني اسمه في العبرية يوازي في العربية اسم ” عطية ” !! ومن المفردات القليلة جداً التي ، لسبب غير مفهوم ، احتفظت بلياقتها حتي الآن ، حين أصبح غيرها من المفردات مهجوراً ، مثل : فلد ، خرسيس ، خنزؤور ، تشكرات ، أدب سيس ، يوك ،، أقول ، من المفردات التي تحتفظ حتي الآن بلياقتها ، ولعلَّ المصريين قد ادخروها في الذاكرة الكلية لمثل هذه اللحظة الرخيصة ، مفردة ” أبلة ” وتعني في التركية ” أخت ” !! ومن المفارقات الغريبة أن هذه المفردة كانت تحظي برواج كبير في شارع “محمد علي ” تحديداً ، يتنادي بها راقصات القاع في احترام مبتذل !! - من المفارقات الموحية أيضاً أن يكون العام التالي لحادث رابعة هو تحديداً “2014″ ليمنح جماعة الإخوان الإرهابية فرصة ذهبية للترويج بطقس بسيط لـ “شعار رابعة” الذي أرسله أردوغان للخلود، لقد وضعوا فقط هذا الشعار ” مكان الرقم “4″ ، في لفتة مبدعة تستحق التقدير ؟ - أعود لأستأنف : لقد أصبحت واضحة الآن  أكثر مما ينبغي ذريعتي للشك في ” الأخت فاهيتا ” وهو دليل لا يقبل القسمة علي اثنين ، ولا الجدل ، علي إخوانيتها وولائها التام للمرشد ، وضلوعها ، في مخطط ” أردوغان ” لتهديد الأمن القومي المصري ، وكونها ، وهذا هو الأهم ، وكما يبدو للعاقلين مثلي ، ومثل النظام ، أكبر من مجرد شخصية كرتونية !! إذن ، لقد برهنت ، وبالمستندات ، علي أن ” الأخت فاهيتا ” ما هي إلا أحد أعضاء الجماعة الإرهابية التي فازت ، لا أدري كيف ، بخمس أو ست استحقاقات انتخابية متعاقبة ، أو خمس أو ست غزوات متعاقبة ، وفي انتخابات نزيهة أيضاً !! لكن الغريب في الأمر أن يأخذ النظام علي محمل الجد روايةً عن مؤامرة من الماسونية العالمية تواترت عن طريق ” أحمد سبايدر ” ، النسخة الأخيرة من ثوار الزمن الخنزؤور ، والذي لا يمنعني الحقد أن أعترف […]

الأخت فاهيتا !! تم نشره على وكالة الصحافة المستقلة - اخبار العراق.



أكثر...