شبكة عراق الخير
صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 21

الموضوع: القضية الشائكة في العراق ماهي حقائقها

Share/Bookmark
  1. #1

    افتراضي القضية الشائكة في العراق ماهي حقائقها

    القضية الشائكة في العراق

    [frame="6 75"][align=justify]
    ان قضية الشيعة والسنة قضية شائكة الى اقصى حد – سيما في العراق – هذا البلد الذي يصح ان يسمى " بلد الجلآوزة " . حيث كان العراق موئل هذه القضية من اول امرها ولايزال يعاني منها مايعاني . ولم ينهمك بلد من البلاد الاسلامية في شئ بمثل ماانهمك العراق في هذه القضية ... وعندما اتحدث عن هذا الموضوع لم اعني انه مخصص للجيل القديم من ابناء العراق ... فهؤلاء سوف لايفهمون منه شيئا , اذ ان كل فريق منهم واثق بأن الحق بجانبه وحده وان الباطل كله من نصيب غيره , وهو قد ورث هذا الاعتقاد الجازم من آبائه . فهو لايفهم الا مانشأ عليه من تقاليد وعقائد وطقوس . شأنه في ذلك شأن اي مجتمع جامد – دأبه ان يقول : " انا وجدنا آبائنا على ذلك وإنا على اثارهم مقتدون " انما اكتب من اجل الجيل الجديد – هذا الجيل الذي سئم من هذه التقاليد البالية وادرك بأنها مصدر بلآئه وأساس ضعفه . وأن الملاحظ اننا نجد في هذا الجيل الكثير من المدركين الواعين يلاحظون هذا النزاع الطائفي ومافيه من سخف وتخابث فتتقزز نفوسهم منه .. فالمجتمع رازح تحت اعبائه الثقيلة بينما اهلوه قد انهمكوا فيما لاطائل وراءه من جدل عقيم ... حيث ان المنطق الاجتماعي يستسخف هذا الجدل ويضحك على ذقون اصحابه فهو يعتبره جدلا قبليا اكثر منه جدلا مبدئيا .
    كان المنطق القديم يعد الحق والباطل صنفين متضادين فأذا كان امر من الامور حقا فلابد ان يكون نقيضه باطلا . وهذا هو مايدعي بالتصنيف الثنائي وهو تصنيف لايستسيغه المنطق الحديث ... حيث ان الحق والباطل في نظر المنطق الحديث امران اعتباريان والنزاع فيهما هو في اساسه نزاع على المقاييس اكثر منه نزاعا على الحقائق كما ان المنطق الحديث قد قلب الافكار رأسا على عقب ومن شديد الاسف ان نرى مفكرينا المعاصرين لايزالون يعيشون في خيالات التفكير القديم..
    تحدثنا الاساطير ان غرابا رأى زميلا له من نوعه فهاله ماوجد في وجه زميله المحترم من سواد كالح انه امتعض مما وجدفي وجه زميله من سواد وهو لو نظر الى وجهه في المرآة لرآه لايقل سوادا وقبحا عن وجه زميله .. والمشكلة آتية من كون الغراب لايملك مرآة ليرى وجهه فيها ... وهذه هي مشكلة البشر جميعا .. فكل فريق يرى مساوئ غيره ولا يدري انه مبتلي بمثل تلك المساوئ على وجه من الوجوده
    اننا عندما نتحدث عن هذه المشكلة الاجتماعية المستأصلة في مجتمعنا حيث لاتجد من يقف حائلا دون استمرارها على الرغم من تفاهتها لا ابغي من خلالها اقناع من لايرغب ان يقتنع بل اريد منها اقناع من اراد ان يقتنع حيث من لايريد ان يقتنع فلاحيلة لنا من امرنا حياله فأن من نشأ في بيئة اجتماعية معينة وقد تربى على تقاليدها وماييسها الفكرية يصعب عليه ان ينظر في الامور نظرة مجردة لكون ان المقاييس الفكرية الخاصة بمجتمعه قد انغرزت في عقله الباطن واصبحت توجه تفكيره من حيث لايدري فتفكيره محاط بهالة من الشرود لايفهم غيرها ضانا بانه حر في تفكيره يعيش حالة من الوهم حيث انه لايختلف في قيوده الفكرية عن غيره من الناس لكونه يرى قيود غيره ولايتمكن من رؤية قيوده الخاصة به فهو يقول لغيره يااسود الوجه ويغفل سواد وجهه مع الاسف الشديد
    ان من ما يزعج البعض ان بعضا من رجال الدين حين تراهم يكتبون ويخطبون معلنيين للناس انهم يطلبون الحقيقة المجردة – غير انهم يطلبون الحقيقة كما يشتهونها والانسان لايفهم من الحقيقة الا ذلك الوجه الذي لايلائم عقده النفسية وقيمه الاجتماعية ومصالحه الاقتصادية . اما الوجوه الاخرى من الحقيقة فهو يهملها باعتبار انها مكذوبة او من بنات افكار الزنادقة – لعنة الله عليهم فهو لايتمكن من الوصول الى الحقيقة الكامله الا ذلك المشكك الذي ينظر في كل رأي نظرة الحياد حيث ان الشك هو طريق البحث العلمي ولم يتمكن العلماء المحدثون ان يقتفوا اسلافهم في البحث الا بعد ان اتبعوا طريق الشك ... اما اولئك المتحذلقون الذين آمنوا بتقاليد آبائهم ثم جاؤونا مطالبين بالحقيقه المجردة وهم اساسا يرفضون ما سيصل الهم منها فهم لايستحقون في نظر العلم الحديث غير البصاق في وجوههم ... نحن لانضع اللوم على رجال الدين على ايمانهم الذي يتمسكون به ولكننا نلومهم على التطفل في البحث العلمي وهم غير جديرين به حيث ان الايمان والبحث على طرفي نقيض ولا يستطيع المؤمن ان يكون باحثا ومن يريد ان يخلط بينهما فهو بلاشك سيضيع المشيتين
    ان رجال الدين من الشيعة واهل السنة يتنازعون على اساس قبلي كما يتنازع البدو في الصحراء .. فكل فريق ينظر الى مساوئ خصمه وكل حزب بما لديهم فرحونحيث قد يستغري القارئ ان كلتا الطائفتين كانتا في اول الامر من حزب واحد وان الذين فرقوا بينهما هم الحكام ومن كان يعظهم ففي عهد الدولة الاموية كان الشيعة واهل السنة يؤلفون حزب الثورة حيث كان الشيعة يثورون على الدولة بسيوفهم بينما كان اهل السنة يثورون عليهم بأحاديثهم النبوية – هؤلاء كانوا ينهون عن المنكر بالسنتهم واولئك كانوا ينهون عنه بايديهم .. ومما تجدر الاشارة اليه ان مصطلح اهل السنة ( اهل السنة والجماعة ) لم يظهر في التاريخ الا في ايام المتوكل وكانوا قبل ذلك يدهون ( اهل الحديث ) و( الحديث ) و ( السنة ) لفظتان مترادفتان من بعض الوجوه ومن يدرس سيرة اهل الحديث اثناء الحكم الاموي يجدهم كانوا على عداء مستحكم ضد ذلك الحكم الطاغي.. وما لايخفى مرت اثناء الحكم الاموي فترة قصيرة امدها سنتان تقرب فيها اهل الحديث من الدولة وايدوها – هي تلك الفترة التي حكم فيها عمر بن عبد العزيز .. وعمر هذا لم يكن في اعماق نفسه امويا انما كان راشديا متأثرا بسيرة جده من امه عمر بن الخطاب حيث دخلت عليه عمته ترجوه ان يتبع سنة بني امية وينزع عن سنة جده عمر بن الخطاب فأبى فلما خرجت من عنده قالت لقومها من بني امية " تزوجون ابنكم عبد العزيز من آل عمر بن الخطاب فإذا نزعوا الى الشبه جزعتم ؟ اصبروا له وذوقوا مغبة امركم " ولتكونوا على ثقة اذا قلنا بأن اهل الحديث لم يكونوا اقل من الشيعة عداء للآموييين يجمعونه ويصقلونه ليحاربوا الظلم والترف والطغيان الذي كان سائدا في ذلك العهد .
    ان الثورة بوجه عام تحتاج الى نوعين من السلاح هما السيف وسلاح القلم .. ولم تنجح ثورة في التاريخ من غير اقلام قوية او السنة تدعوا اليها وتنشر مبادئها بين الناس .. فالسيف وحده لايكفي لتدعيم مبدأ من المبادئ الثورية فإذا لم تتبدل القيم الفكرية ويخلع الناس عن عقولهم طابع الخضوع والجمود عجز السيف عن القيام بثورة ناجحة.
    ان العباسيين لم يكونوا يختلفون عن اسلافهم الامويون من حيث الترف والطغيان او من حيث السفك والنهب .. انما اختلفوا عنهم بالمظهر فقط حيث ان اولئك كانوا ينفرون من اهل الحديث ويضطهدونهم وهؤلاء يبجلونهم ويذرفون الدموع الغزيرة عند حضورهم .. وإن مايلفت النظر ان كبار الفقهاء واهل الحديث لم ينخدعوا بهذا المظهر الخلاب فقد كانوا اذكى من ان تنطلي عليهم الحيلة حيث بقى هؤلاء على دأبهم الاول يدعون للثورة ويؤيدون اصحابها .. ووجدناهم ينشرون فضائل علي بن ابي طالب بين الناس ويبثون مبادئه الاجتماعية التي ثار من اجلها هو واولاده من بعده.. ولو درسنا سيرة الائمة الكبار الذين عاشوا في اواخر العهد الاموي وأوائل العهد العباسي لوجدناهم يتشيعون لعلي ولمبادئه الثورية تشيعا عجيبا رغم الظروف المثبطة التي كانت تحيط بهم .....

    يتبــــــــــــع

    [/align][/frame]

    التعديل الأخير تم بواسطة عامر العمار ; 01-12-2012 الساعة 11:40 AM

  2. #2

    افتراضي

    -2-

    [frame="6 75"]


    فابو حنيفة الذي يلقب ( بالامام الاعظم ) كان علوي الهوى ثوريا من طراز فذ حيث يقول الزمخشري (( وكان ابو حنيفة يفتي سرا بوجوب نصرة زيد بن علي وحمل اليه الاموال والخروج معه على اللص المتغلب المتسمي بالامام والخليفة )) ويقول بن حجر العسقلاني (( وكان ابو حنيفة رضي الله عنه يعظم اهل البيت كثيرا ويتقرب بالانفاق على المتسترين منهم والظاهرين حتى قيل انه يبعث الى متستر منهم بأثني عشر الف درهم وكان يحض اصحابه على ذلك )) ولما ثار محمد بن عبد الله الحسني في المدينة ضد المنصور بايعه ابو حنيفة وظل على تلك البيعة بعد مقتله اذ كان يعتقد بموالاة اهل البيت . وكتب ابو حنيفة الى ابراهيم اخي محمد يشير اليه ان يقصد الكوفة سرا ويعلمه بأن في الكوفة من الشيعة من يستطيع بعث علي بن ابي طالب روح الثورة في المجتمع الاسلامي فتولى امر تلك الروح بعد موته طائفتان من الناس هما : طائفة الشيعة من جانب وطائفة اهل الحديث من الجانب الاخر اولئك ثاروا بسيوفهم وهؤلاء ثاروا باقلامهم واستطاعت الطائفتان اخيرا ان تقضي على الدولة الاموية قضاءا كاد ان يكون مبرما اذا تكاتف السيف والقلم على امر فلا بد ان يتم ذلك الامر عاجلا او آجلآ حيث دعمت الدولة الاموية حكمها بالسيف وحده وأهملت جانب القلم وكان ذلك سببا كبيرا من اسباب سقوطها الذريع وكان الامويون اولي نزعة بدوية قوية . ولذا ساروا على طريقة اهل البادية حيث اعتقدوا (( ان الحق بالسيف والعاجز يريد شهودا )) ومادروا ان الشهود في الحياة الحضرية لهم اهمية كأهمية السيف ولقد اهمل الامويون اهل الحديث واهتموا بالشعراء كما يفعل البدو تماما . زنسوا أن شعراء الحضارة غير شعراء البادية , فشاعر القبيلة البدوية جزء لايتجزأ منها اما شاعر الحضر فهو يطلب بشعره المكافأة وهو لايتردد ان يشتم اليوم من كان يمتدحه بالامس اذ يتبع في ذلك حيثما وجد المال ولهذا نجد الامويين حين يسقطون تسقط معهم جميع مدائحهم ومحاسنهم ... فقد سجل اهل الحديث مثالب الامويين وفضائل اعدائهم فبقي هذا التسجيل خالدا يقرؤه الناس جيلا بعد جيل ويؤمنون بما فيه اما الشعر الذي قيل في مدح الامويين فقد قرأه الناس بعد ذلك على اساس أن اكذبه اعذبه وذهبت الملآيين التي انفقت في سبيل ادراج الرياح وبذا صار التاريخ الاسلامي مملوءا بمثالب الامويين حيث لم يذكر المؤرخون والمحدثون فيه من محاسنهم الا قليلا .

    جاء العباسيون اخيرا فأخذوا يهتمون بأهل الحديث اهتماما بالغا ويقول الخطيب البغدادي ان ابا حنيفة افتى بالخروج مع ابراهيم بن عبد الله الحسني لحرب المنصور فظفر المنصور بكتاب ابي حنيفة فبعث عليه واشخصه عنده ثم سقاه شربة فمات منها منها وكان سبب سمه هو الفتوى حيث كان ابو حنيفة يجهر بالكلام ضد حكومة المنصور جهارا شديدا ويدعوا الى تأييد ثورة العلويين فقال له صاحب زفر بن هذيل (( والله ماأنت بمنته حتى توضع الحبال في اعناقنا )) وكان ابو حنيفة يعتقد بأن محمدا الحسني اولى بالخلافة من المنصور .

    واذا جئنا الى الشافعي وجدناه اشد من سلفه ابي حنيفة تشيعا للعلويين وحبا لهم وأتهم الشافعي بانه رافضي لشدة تشيعه وقد قال في ذلك شعرا :
    [align=center]قالوا ترفضت فقلت كلا ... ماالررفض ديني ولا اعتقادي
    لكن توليت غير شك .... خير امام وخير هادي
    ان كان حب الولي رفضا ... فانني ارفض العباد
    [/align]
    ورويت للشافعي اشعارا كثيرة بهذا المعنى لامجال لذكرها وإن شئت فأنظر ابن حجر ص79 و88و398 .

    اما مالك بن انس إمام المدينة المعروف فكان من تلاميذ الامام العلوي جعفر الصادق وقد ساعد محمدا الحسني في ثورته على المنصور اذ افتى بصحة بيعته فعاقبه المنصور على ذلك ضربا بالسياط .... وحين نأتي الى الامام الرابع احمد بن حنبل نجده لايقل عن اسلافه في التشييع لعلي وفي الاشادة بفضله . ومن يقرأ مسند احمد بن حنبل يجد فيه من فضائل علي عددا يفوق ماجاء في غيره من الصحابة وهو القائل (( ماجاء لاحد من الصحابة من الفضائل ماجاء لعلي ))

    كان العباسيون على اي حال لايستحبون ماوجدوا في رجال الدين من ميل للعلويين وتأييد لثورتهم وأن العباسيين كانوا من الشيعة لامراء في ذلك ولكن تشيعهم كان ينحو منحى خاصا بهم فهم يريدون التشيع لاهل البيت ويقصدون بأهل البيت : العباس واولاده فالعباس في نظرهم اولى من علي وفاطمة بوراثة النبي -

    كتب محمد بن عبد الله الحسني الى المنصور يقول له (( ان الحق حقنا وانكم انما طلبتموه منا ونهضتم فيه بشيعتنا ... وأن ابانا عليا كان الوصي والامام فكيف ورثتموه دوننا ونحن احياء , وقد علمت ان ليس احد من بني هاشم يمت بمثل فضلنا ولا يفخر بمثل قديمنا وحديثنا ونسبنا وسببنا ... )) فأجابه المنصور بكتاب طويل يرد عليه . ومما قال له (( إن امر جدك علي بن ابي طالب افضى الى ابيك الحسن فباع الحسن الامر الى معاوية بخرق ودراهم وأسلم شيعته في يديه " فأن كان لكم فيها شئ فقد بعتموه " ثم قال المنصور " فقتلكم بنو امية وحرقوكم بالنار وصلبوكم على جذوع النخل حتى خرجنا عليهم فأدركنا بثاركم اذ لم تدركوه ورفعنا اقداركم واورثناكم ارضهم وديارهم ... ))

    ويأتي المنصور بعد ذلك على ذكر جده العباس فيقول (( ولقد علمت ان توفي رسول الله وليس من عمومته احد الا العباس فكان وارثه دون بني عبد المطلب . وطلب الخلافة غير واحد من بني هاشم فلم ينلها الا ولده فاجتمع للعباس انه ابو رسول الله خاتم الانبياء وبنوه القادة الخلفاء , فقد ذهب بفضل القديم والحديث ...))

    وخطب المنصور اثناء ذلك في اهل خراسان خطبة شديدة خرج بها عن اتزانه حيث اخذ يعدد مثالب العلويين واحدا واحدا : فعلي بن ابي طالب على قوله , افترقت عنه الامة واختلفت عليه الكلمة ورضي بالتحكيم في امره . اما الحسن فقد عرض عليه معاوية الاموال وتقبلها وخدعه معاوية فانخدع وأقبل بعد ذلك على النساء يتزوج في كل يوم واحدة ويطلقها غدا والحسين خدعه اهل الكوفة فخذلوه واسلموه حتى قتل وزيد بن علي خدعه اهل الكوفة ايضا وغروه فلما اخرجوه واظهروه اسلموه .... وبعد ذكر هذه المعائب اخذ المنصور يمدح الخرسانيين وذكر كيف ان الله ارسلهم الى بني العباس فاحيى بهم شرفهم ودفع بحقهم اهل الباطل وأظهر بهم حقهم واصار اليهم ميراث النبي . ثم قال يذم العلويين:(( فلما استقرت الامور فينا على قرارها من فضل الله فيها وحكمه العادل لنا وثبوا علينا ظلما وحسدا منهم لنا وبغيا لما فضلنا الله به عليهم واكرمنا به من خلافته وميراث نبيه ...

    ان هذا الجدل الذي ثار بين المنصور ومحمد الحسني كان ايذانا ببدأ الانشقاق بين اسرتي هاشم : آل علي وآل عباس وقد اعقب نزاع الكلام نزاع السيف وتوترت العلاقات بينهما توترا كان يزداد على مرور الايام ويتراكم ومن المؤسف ان نرى هذا النزاع العائلي يتخذ لونا دينيا ويدخل في صميم العقائد المذهبيةولا يستطيع الباحث ان يدرس منشأ النزاع بين الشيعة والسنة دون ان يعرج على هذا التنافس العائلي ويبحث في ملابساته الفكرية والاجتماعية وقد اشتد هذا العداء في ايام الرشيد اذ كان هذا الرجل شديد الكره للعلويين ولاشياعهم معروفا به قبل ان يتولى الخلافة ويروى ان احد الشعراء جاء الى البرامكة يرجوهم ان يقربوه الى الرشيد ليحظى منه بما حظى به غيره من الشعراء فقالوا له اتبع في شعرك مذهب الهجاء لآل ابي طالب وذمهم ففعل مااشاروا اليه ونال ماتمنى ... ولعل المأمون كان يحاول ان يصلح بين الاسرتين فلم يوفق أسند ولاية عهده لاحد من العلويين هو علي بن موسى فثار عليه العباسيون فاضطر بتأثير هذه الثورة ان يتخلص من علي بن موسى بكل صورة ويقال انه اوعز بسمه فمات علي بن موسى ومات بموته مشروع الصلح بين الاسرتين الى الابد... والظاهر ان المأمون كان رغم ميله للبيت العلوي يعتقد بأن العباس اولى من علي بالوراثة فقد ناقش علي بن موسى في هذه المسألة ومما قال له : اذا كنتم تدعون هذا الامر بقرابة فاطمة من رسول الله فإن الحق بعد فاطمة للحسن والحسين وليس لعلي بن ابي طالب في هذا الامر حق وهما حيان واذا كان الامر على ذلك فأن عليا قد ابتزهما حقهما وهما حيان واستولى على مالايجب له .....!!!


    [/frame]


    يتبــــــــع
    التعديل الأخير تم بواسطة عامر العمار ; 01-12-2012 الساعة 11:39 AM

  3. #3

    افتراضي

    -3-

    [frame="6 75"]

    [align=justify] وبلغ العداء بين العباسيين والعلويين اشده على عهد المتوكل . وكان المتوكل شديد البغض لعلي بن ابي طالب ... يحكى انه كان له نديما اسمه عبادة المخنث كان يشد على بطنه مخدة ويكشف عن رأسه الاصلع ثم يرقص ويقول :(( قد اقبل الاصلع البطين - خليفة المسلمين )) يقصد بذلك عليا وكان المتوكل يشرب على هذا المنظر ويضحك وأمر المتوكل بهدم قبر الحسين وهدم ماحوله من المنازل ومنع الناس من زيارته وأمر بسل لسان ابن الكيت اللغوي المعروف حين سمعه يمدح الحسن والحسين ... وقد لانبتعد عن الصواب اذا قلنا بأن الفقهاء وأهل الحديث قد ساءهم هذا العداء الناشب بين اسرتي اهل البيت وهم كانوا في اعماق قلوبهم يميلون نحو العلويين ولم تفد فيهم الجهود التي كان يبذلها بنو العباس للتقرب منهم وكان رجال الدين بوجه عام يفضلون العلويين على العباسيين ولم يكن تفضيلهم هذا بدافع من التعصب القبلي او الطائفي إنما كانوا يرون العباسيين لايختلفون عن اسلافهم الامويين الا بالمظاهر وإقامة الشعائر . اما العلويون فكانوا ثوارا والثائر اقرب الى روح الاسلام من الخاضع .... قال عبد الرحمن بن زياد : كنت اطلب العلم مع ابي جعفر المنصور قبل الخلافة فلما تولى وفدت اليه فقال : (( كيف سلطاني من سلطان بني امية ؟؟ فقلت : مارأيت في سلطانهم من الجور شيئا الا رأيته في سلطانك )) وجاء الى المنصور عمرو بن عبيد فقال له (( انه ماعمل وراء بابك بشئ من كتاب الله ولا سنة نبيه ؟؟؟ فقال المنصور : فما اصنع ... قد قلت لك : خاتمي في يدك فتعال واصحابك فاكفني )) عند هذا اجابه عمرو (( ادعني بعدلك تسخ انفسنا بعونك .. ببابك الف مظلمة . اردد منها شيئا نعلم انك صادق )) وجاء فقيه آخر الى المنصور يقول له :(( ان الله استرعاك المسلمين واموالهم فاغفلت امورهم وجعلت بينك وبينهم حجابا من الحصى وابوابا من الحديد وحجبة معهم سلاح ثم سجنت نفسك فيها عنهم وبعثت عمالك في جباية الاموال وجمعها وقويتهم بالرجال والسلاح والكراع وامرت بأن لايدخل عليك من الناس الا فلان وفلان نفر سميتهم ولم تأمر بايصال المظلوم ولا الملهوف ولا الجائع العاري ولا الضعيف الفقير ولا احد الا وله في هذا المال حق ... وصار هؤلاء القوم شركاءك في سلطانك وانت غافل .. فأن جاءك متظلم حيل بينه وبين دخول مدينتك فإن اراد رفع قصته اليك وجدك قد نهيت عن ذلك واوقفت للناس رجلا ينظر في مظالمهم فإن جاء ذلك الرجل فبلغ بطانتك خبره سألوا اصحاب المظالم الايرفع مظلمته اليك ... فإن المتظلم منه له بهم حرمة - فاجلبهم خوفا منهم - فلا يزال المظلوم يختلف اليه يلوذ به ويشكو ويستغيث وهو يدفعه ويعتل عليه فإذا اجهد وأخرج وظهرت صرخ بين يديك فضرب ضربا مبرحا ليكون نكالا لغيره وأنت تنظر فلا تنكر فما بقاء الاسلام بعد هذا ))

    يتبين من هذا ان رجال الدين الاولين لم تنطل عليهم حيلة الطقوس والمظاهر فكانوا يريدون عدلا لاحبا ولايبالون فيما سوى ذلك من قشور زائفة ... فقد استطاع الرشيد في فلتة من فلتات القدر ان يجذب اليه ابا يوسف صاحب ابي حنيفة فعينه قاضيا لبغداد وقاضي بغداد في ذلك العهد كان بمثابة ماندعوه اليوم بوزير العدلية ... وتقع على عاتق ابي يوسف هذا مسؤولية انجراف الدين بالسياسة فقد كان الرجل من كبار العلماء وكان وافر الذكاء نزيه القصد ولا احد يشك في ان قبوله الوظيفة كان عن حسن نية وهو في الواقع قد نفع القضاء بانتمائه اليه ولكنه افتتح بتعاونه مع الرشيد عهدا جديدا في تاريخ الاسلام لم يسبق اليه سابق حيث كانت وظيفة القضاء مكروهة في نظر الفقهاء اذ كانوا يعدونها تأييدا للظلم وكانت العامة تحتقرها ايضا فلما تولى ابو يوسف وظيفة قاضي القضاة تغيرت نظرة العامة نحو هذه الوظيفة وصارت لديهم مطمح الانظار ... ان هذا الحادث له اهميته الاجتماعية اذ خسر به الدين وربحت الدولة وابتدأ عهد من التعاون بينهما لايزال المسلمون يعانون من جراءه مايعانون وكان كثيرا من المحدثين لايقبلون رواية من تقرب الى السلطان فهم يرون الموظف يغضب الله اذا ارضى السلطان ويرضي الله اذا اغضبه ولهذا السبب عابوا ابا يوسف من اجل توليه القضاء ... والمعروف عن ابي حنيفة استاذ ابي يوسف انه اريد على القضاء مرتين فامتنع إحداهما في عهد ابن هبيرة فضرب من اجل ذلك بالسوط واراده المنصور بعد ذلك فأبى فحبسه المنصور وفي بعض الروايات انه مات في الحبس... وفي رواية ان اباحنيفة قال للمنصور :(( لوهددتني ان تغرقني في الفرات او ان ألي الحكم لاخترت ان اغرق فلك حاشية يحتاجون الى من يكرمهم لك فلآ اصلح لك .

    حدث بعد ابي يوسف حادث آخر كان له شأنه في تقريب الدين من الدولة - هو الحادث الذي سماه المؤرخون " المحنة " . وحادث المجنة كان في الواقع من اهم الحوادث الاجتماعية التي طبعت الفكر الاسلامي بطابعه الحاضر ومن المؤسف ان نرى المؤرخين لايهتمون بهذا الحادث الا من حيث مساسه بامور السياسة وهذا هو ديدنهم في كل حادث من حوادث التاريخ ينظرون فيه من ناحيته السياسية ويهملون ناحيته الاجتماعية والفكرية وبهذا اصبح تاريخ الاسلام عبارة عن تاريخ ملوك وقواد وانتفت عنه تلك الروح المبدأية التي جاء من اجلها الاسلام ... فقد كانت المحنة بمثابة امتحان امتحن به المأمون والمعتصم والواثق من بعده الفقهاء في مسألة خلق القرآن ومسألة خلق القرآن لااهمية لها في ذاتها انما صارت ذات اهمية كبيرة في عهد هؤلاء الخلفاء الثلاثة حيث كانت محور السؤال والجواب وامست بمثابة الشعار يستدل به على عقيدة الممتحن...

    كان المأمون متفلسفا شديد الولع بمذهب المعتزلة والمعتزلة قوم يريدون ان يقيموا العقيدة الدينية على اساس العقل والتفكير المنطقي وقد استخدموا المأمون في نشر مذهبهم هذا بين الناس وبذلوا في ذلك جهودا طائلة ومالوا الى اضطهاد من كان يخالفهم في الرأي ... اخذ المتوكل يضطهد المعتزلة اضطهادا مزريا وصار يتبعهم فردا فردا ويقصيهم عن مناصبهم التي كانوا فيها على عهد اسلافه الثلاثة ومن جملة مافعل في هذا السبيل انه امر عامله في مصر ان يحلق لحية قاضي القضاة هنالك اذ كان معتزليا شديدا وأن يضربه ويطوف به على حمار في الاسواق واستقدم المتوكل المحدثين والفقهاء واجزل عطاءهم وأمرهم بأن يحدثوا الناس بالاحاديث المأثورة حيث يقول المسعودي :(( لما افضت الخلافة للمتوكل امر بترك النظر والمباحثة في الجدل والترك لما كان عليه الناس في ايام المعتصم والواثق وامر الناس بالتسليم والتقليد وأمر الشيوخ المحدثين بالتحديث وإظهار السنة والجماعة )) وجاء الشعراء مبتهجين بهذا النصر الذي انتصرت به السنة على البدعة والجماعة على الفرقة وأخذوا ينضمون القصائد الرنانة في ذلك ... قال ابن الخبازة في مدح المتوكل :
    [align=center]
    وبعد فأن السنة اليوم اصبحت ... معززة حتى كأن لم تذلل
    وولى اخو الابداع في الدين هاربا ... الى النار يهوى مدبرا غير مقبل
    شقى الله فهم بالخليفـــــة جعفر ...خليفته ذي السنة المتوكل

    [/align]

    لست اماري ان قلت بأن المتوكل كان من اظلم الخلفاء ومن اكثرهم عربدة ودناءة وسفكا وقد سماه بعض المستشرقين ( نيرون الشرق ) ولكن فعله ثاك في ( احياء السنة ) واماتة ( البدعة ) جعل الفقهاء يمجدونه ويغتفرون له سوء فعله ورأى كثير من المحدثين رؤى فلي المنام تذكر بأن الله غفر له ذنوبه

    كان خلفاء بني العباس قبل المتوكل يبذلون جهودا طائلة في سبيل جذب الفقهاء وائمة الدين اليهم فلم يفلحوا - كما رأينا جاء المتوكل فاستطاع بضربة واحدة ان ينجز مالم يقدر الدهاة قبله على انجازه ... حيث افتتح عهدا جديدا في تاريخ الاسلام حيث صار الدين والدولة نظهبط الدين ولم ترتفع الدولة اما واحدا واخذ الدين يؤيد الدولة بقلمه بينما اخذت الدولة بسيفها ورفع الناس ايديهم بالدعاء هاتفين ( اللهم انصر الدين والدولة ) والحقيقة هي ان هبط الدين ولم ترتفع الدولة .

    وحدث بعد المحنة حادث اجتماعي آخر كان له اهمية لايستهاب بها في تطوير الفكر الاسلامي وفي ايغاله في الاتجاه الذي سار عليه منذ عهد الرشيد والمتوكل وهذا الحادث لم يلتفت اليه المؤرخون ولم يدرسوا اثره الفكري والاجتماعي الا في حدود ضيقة جدا ... فقد دخل خلفاء الاندلس في مذهب ( اهل السنة والجماعة ) واخذوا يتنافسون في تشجيع الفقهاء والمؤلفين تنافسا شديدا ... والظاهر ان الامويين في الاندلسشعروا بخطأ اسلافهم الشاميين في الابتعاد عن الفقهاء والمحدثين فراحوا يتلافون هذا الخطأ ويبذلون في سبيل ذلك جهودا طكبيرة واخذوا يقربون اليهم المؤلفين والمحدثين ويشترون كتبهم بأغلى الاثمان ويستدعون بعض من اشتهر منهم في المشرق الى الاندلس وصار العلماء الذين يضيق بهم الشرق من الفاقة يرحلون الى الاندلس ليجدوا فيه الغني والتوقير والمكانة ... ومماتجدر الاشارة اليه ان الاندلسيين لم يسيروا في البحث الديني على طريقة الاجتهاد التي سار عليها ائمة المشرق من امثال ابي حنيفة وجعفر بن محمد والشافعي .. انهم ساروا بالاحرى على طريقة التسليم والتقليد التي اتصف بها فقهاء الشرق منذ عهد المتوكل واوغلوا فيها ايغالا شديدا حيث يروي البروفيسور نيكلسون عن المقدسي (( ان الاندلسيين لم يعترفوا الا بالقرآن وبموطأ مالك فأذا وجدوا احدا من اتباع ابي حنيفة او الشافعي طردوه من بلادهم وإذا لقوا معتزليا او شيعيا قتلوه ))
    [/align]
    [/frame]

    يتبــــــــــع
    التعديل الأخير تم بواسطة عامر العمار ; 01-12-2012 الساعة 11:38 AM

  4. #4

    افتراضي

    -4-

    [frame="6 75"]

    [align=justify]واتخذ البحث الديني في الاندلس وجهة اخرى - هي تمجيد الاسرة الاموية وذكر فضائل السلف الاول منها . وهذه نتيجة طبيعية للظروف السياسية التي كانت سائدة هنالك , حيث كان الخلفاء ينتسبون للبيت الاموي ويتعصبون له ... وإن ذم الامويين صار سنة عند الفقهاء الاولين في المشرق - كما رأينا . اما لدى الفقهاء في الاندلس فقد انقلبت القيم إذ ارتفع ذكر الامويين عندهم وهبطت قيمة العلويين ولو درسنا مؤلفات ابن حزم وابي بكر بن العربي اللذين يعدان اعظم فقهاء الاندلس في ذلك العهد لوجدناهما يميلان ميلا ظاهرا نحو الامويين وينفران من علي واولاده ... فأبن حزم مثلا , يعد الغدير الذي جاء في فضل علي غير صحيح ومن مخترعات الرافضة بينما ائمة المشرق يعتبرون هذا الحديث صحيحا لامرية فيه ويقول الامام احمد بن حنبل ان ثلاثين صحابيا شهدوا به لعلي ايام خلافته ... وكان من الاقوال الشائعة في الاندلس آنذاك (( ان قلم ابن حزم كسيف الحجاج , كلاهما ماض وحاد )) والظاهر ان ابن حزم كان يدافع عن الامويين بقلمه كما دافع الحجاج عنهم بسيفه ولا عجب في ذلك فهو قد كان معروفا بميله السياسي الى الامويين ويقال ان جده كان مولى ليزيد بن ابي سفيان.
    اما ابو بكر بن العربي امام الاندلس الثاني فكان اكثر من ابن حزم حبا للآمويين وجنفا عن العلويين فبينما نجد ابو حنيفة يسمي الخليفة الاموي باللص المتغلب نجد ابن العربي يمدح خلفاء الشام وينزههم ويدافع عن يزيد بن معاوية دفاعا حارا ... يعتقد ابن العربي ان يزيد كان من الزهاد والاخيار الذي يقتدى بقولهم ويرعوي من وعظهم ويقول (( فأين هذا من ذكر المؤرخين له في الخمر وانواع الفجور الا يستحيون واذا سلبهم الله المروءة والحياء الا ترعوون انتم وتزدجرون ..؟)) ويتهم ابن العربي الذين يذمون يزيد بالالحاد والمجون ... ويرى ابن العربي : ان بدعة المأمون في مسألة خلق القرآن ابشع من برودات اصحاب التواريخ من ان فلانا الخليفة شرب الخمر او غنى او فسق او زنى .

    من هنا نرى ان هذا الاتجاه الجديد الذي اتصف فه فقهاء الاندلس في حب الامويين اخذ يدخل شيئا فشيئا في اوساط المشرق العلمية فإن التلاقح الفكري الذي جرى بين المشرق والمغرب لابد ان ينتهي الى هذه النتيجة عاجلا ام اجلا ... ولعل هذا كان من الاسباب التي جعلت ذكر معاوية يعلو تدريجيا في قلوب اهل السنة والجماعة في المشرق اذ اصبح في نظرهم من اصحاب رسول الله وكاتب وحيه وخال المؤمنين .

    يقول البروفيسور متز ان اهالي اصفهان كانوا يغالون في حب معاوية في القرن الرابع الهجري ويحكي المقدسي ان رجلا من اهالي اصفهان وصف له بالزهد والتعبد فقصده ليسائله فرآه يقول (( ان معاوية نبي مرسل )) فلما انكر المقدسي عليه ذلك اصبح يشيع عليه , فثار عليه اهالي اصفهان وكادوا يبطشون به لو لم يلحق بالقافلة على عجل ويترك البلدة ... ويحكي المقدسي ايضا : انه رأى في جامع واسط رجلا يروي حديثا عن النبي هو : (( ان الله يدني معاوية يوم القيامة فيجلسه الى جنبه ويغلفه بيده ثم يجلوه على الناس كالعروس )) فسأله المقدسي : (( بماذا )) اجاب الرجل : " بمحاربته عليا " فقال المقدسي : " كذبت ياضال " فهتف الرجل " خذوا الرافضي " فأقبل الناس عليه ... فعرفه بعض الكتبة ودفعهم عنه ومن مفارقات التاريخ ان يجتمع في بغداد في ذلك العهد اناس من هؤلاء واناس من اولئك وتصبح بغداد بذلك اكبر مباءة للفتنة بين اهل السنة والشيعة واخذت الفتنة تزداد وتتراكم على مرور الايام ولا يكاد يمر عام على بغداد من غير حادث من حوادث الشغب والملاحاة بين تينك الطائفتين .

    والظاهر ان هذه الملاحات بين اهل السنة والشيعة اتخذت طريق التطرف من كلا الجانبين وهذا امر طبيعي فأذا تنازع فريقان على فكرة اخذ كل فريق يتطرف من ناحيته ويغالي في معاكسة الفريق الاخر .... ولعلنا لانبعد عن الصواب اذا قلنا بأن النزاع بين السيعة واهل السنة اتخذ شكل التعصب لآل النبي من جهة ولاصحاب النبي من جهة اخرى فأهل السنة تعصبوا للآصحاب بينما تعصب الشيعة للآل واخذ كل فريق يغالي في تمجيد من تعصب لهم .. وإن التزام اهل السنة بالحديث النبوي القائل (( ... ان اصحابي بمنزلة النجوم في السماء فأيهما اخذتم به اهتديتم , واختلاف اصحابي رحة )) والتزام الشيعة من الجانب الاخر بالحديث القائل (( انما مثل اهل بيتي مثل سفينة نوح ’ من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق )) فأولئك جعلوا مقياس الفضيلة في الصحبة النبوية وهؤلاء جعلوه في النسب العلوي . وبهذا اصبح احد المقياسين افقيا والاخر شاقوليا وأيما رجل قرب من خط المقياس كان في نظر الصحابة فاضلا - مهما كان مبدأه او جهاده . اختفى مقياس المبدأ وظهر مكانه مقياس التقديس الافقي والشاقولي .

    اخذ اهل السنة يطلقون على الشيعة لقب " الروافض " باعتبار انهم رفضوا الصحابة . هذا بينما اطلق الشيعة على اهل السنة لقب " النواصب " باعتبار انهم نصبوا العدجاء لاهل البيت وحالفوا اعداءهم الامويين . وبهذا تمادى الغلو من كلا الجانبين واصبح داءا اجتماعيا وبيلا .

    لم يكن الشيعة " روافض " في اول امرهم وكذلك لم يكن اهل السنة " نواصب " انما هو التطرف او ما سميناه بالتراكم الفكري الذي ادى بهما الى هذه النتيجة المحزنة وأذا اراد الشيعة وأهل السنة في هذا العصر ان يتحدوا فليرجعوا الى شعارهم القديم الذي اتخذه زيد بن علي وابو حنيفة , اي شعار الثورة على الظلم في شتى صوره ... لافرق في ذلك بين ظالم شيعي والظالم السني.. حيث ان هدف الدين هو العدل الاجتماعي .. وما الرجال فيه الا وسائل لذلك الهدف العظيم .

    جاء البويهيون الى بغداد في القرن الرابع فأضافوا بمجيئهم على الطنبور نغمة جديده حيث كان البويهيون من الشيعة اما خلفاء بني العباس فكانوا من اهل السنة وبهذا اجتمع في بغداد طائفتان من السلاطين : خلفاء سنيون وامراء شيعه فأصبح البلاء بهذا الحكم مزدوج عظيما وكان اشراف بغداد في ذلك الحين على نوعين : علويين وعباسيين فأخذ كل شريف يتعصب للطائفة التي ينتمي اليها . ولذا كثرت الفتن في بغداد وسالت الدماء وانتهكت الحرمات .

    كان اهل السنة يؤمنون بالخلافة ولهذا ايدوا العباسيين واعتبروهم ظل الله في ارضه اما الشيعة فقد آمنوا بالامامة وجعلوها في آل علي لاتخرج عنهم واعتبروا الخلافة العباسية مغصوبة وباطلة . وصار اشراف العلويين والعباسيين يستغلون تعصب الجمهور البغدادي لهم فيهيجونه في سبيل اغراضهم الشخصية .

    سكر ذات يوم من عام 350 هجرية عباسي وعلوي فتنازعا على الشرب وقتل العلوي فثارت العامة وعظمت الفتنة وتحيز الشرفاء كل فريق نحو الجانب الذي ينتمي اليه . فاضطر مدير الشرطة ان يعاقب المهيجين من كلا الجانبين , وامر بأن يقرن العلوي بالعباسي ويغرقا في نهر دجلة نهارا ... فهدأت الفتنة ... يتضح من هذه الحادثة ان القضية خرجت عن كونها نزاعا حول المبادئ العامة وصارت نزاعا على الرئاسة

    ظهر رؤفي اواخر القرن الرابع رجل من الشرفاء يدعي المهدوية فتطلعت اليه نفوس العامة وصار دعاته يأخذون له البيعة من الناس ... ومن المفارقات المضحكة ان دعاته كانوا يقولون لاهل السنة انه عباسي ويقولون للشيعة انه علوي وجاء اليه احد رؤساء الشيعة يريد نصره فلما تبين له انه عباسي لاعلوي تغيرت نيته عليه وتركه ... اتخذ النزاع الطائفي بين الشيعة والسنة شكلا صارخا اثناء التنافس بين العثمانيين والصفوييين على العراق.. ومن مفارقات التاريخ ان يكون العراق منبع هذا النزاع في اول امره ثم يكون في آخر امره موضع تشاد وتنافس بين دولة سنية واخرى شيعية وبهذا وقع المجتمع العراق بين حجري الرحى ... قام الصفويون بدور كبير في تاريخ التشيع وقد يصح ان نقول بأن الصفويين خدروا مذهب التشيع وروضوه فأزالوا عنه النزعة الثورية التي كانت لاصقة به في العهود السابقة وجعلوه مذهبا رسميا لايختلف عن غيره من المذاهب الدينية الاخرى ... وبهذا دخل التشييع في طاحونة السلاطين فاختفت منه تلك الروح الوثابة التي بعثها فيه علي واولاده على توالي الاجيال وكان علي بن ابي طالب انشودة الثورة في تاريخ الاسلام كله , فأمسى على يد الصفويين العوبة تمثل في المسارح....[/align]

    [/frame]


    يتبــــــــــع
    التعديل الأخير تم بواسطة عامر العمار ; 01-13-2012 الساعة 06:13 AM

  5. #5

    افتراضي

    -5-

    [frame="6 75"]

    [align=justify] كان الفرس قبل ظهور الصفويين من اهل السنة والجماعة في الغالي . فالحركة العباسية نشأت بين الفرس وترعرعت تحت رعايتهم وكان معظم فقهاء السنة وائمة الحديث من الفرس في ذلك العهد . ولو قرأنا تراجم المحدثين والفقهاء الاولين لوجدنا فيها اسماء النيسابوري والبخاري والترمذي والرازي والطبري والغزالي والخراساني والشهرستاني والكيلاني والاستربادي والخوارزمي والجرجاني والآمدي والاصفهاني والتستري ... وغيرهم من المنتسبين للبلدان الايرانية المختلفة وقد ظل الفرس يحملون راية التسنن في الاسلام حتى ظهر الصفويون وقد اتخذ الصفويون شتى الوسائل لاكراه الفرس على دخول مذهب التشيع ولجأوا الى الاضطهاد والقتل والتعذيب في هذا السبيل .. وكان شعارهم في ذلك " ياعلي " ... وقد يشبه هذا الاضطهاد المذهبي الذي قام الصفويون في ايران ماقام به الايوبيون قبل ذلك في مصر من اضطهاد للتشيع اثر قضائهم على دولة الفاطميين هناك ... عندها صار التشيع منذ عهد الصفويين مذهبا قوميا في ايران واصطبغ من جراء ذلك بصبغة الغرور القومي وامسى عقيدة سلطانية خامدة - لاتختلف عن اية عقيدة اخرى من عقائد السلاطين وأخذ الصفويون يستخدمون في دعايتهم المذهبية هذه دعاة من طراز الدراويش وارسلوهم في شتى الانحاء يمدحون عليا بقصائد رنانة ويتغنون باسمه ويرتفعون بذكره الى عنان السماء وانتشر هؤلاء الدراويش المداحون في كل ناحية وهم يعلقون على ايديهم الكشكول الخاص بهم ويسيرون في الطرقات بخطى بطيئة هاتفين: (( ياعلي )) وعلى هذا المنوال صار اسم علي سلاحا بيد السلاطين يست يستخدمونه في اغراضهم السياسية - كما استخدموا اسم محمد واسم الله من قبل .... وكان السلاطين الصفويين لايختلفون اختلافا اساسيا عن سلاطين العثمانيين - كلهم كانوا يعبدون الله وينهبون عباد الله . ولم يكن الفرق بينهم الا ظاهريا . اذ كان جل همهم منصبا على تشييد المساجد وعلى زخرفة جدرانها وتذهيب منائرها....

    حدثت المفارقة الكبرى على ضفتي دجلة شمالي بغداد ’ حيث كان الامام الاعظم مدفونا على الضفة اليسرى والامام الكاظم مدفونا على الضفة اليمنى وهنالك عبر هذا النهر نجد اهالي الاعظمية واهالي الكاظمية يتبادلون الشتيمة والبغضاء وقد نسي هؤلاء المغفلون ان اماميهم كانا من حزب واحد - اذ كانا من اعداء السلاطين .

    عارض ابو حنيفة المنصور بنفس الشدة التي عارض بها موسى الكاظم حفيده الرشيد وقد مات كلاهما في سجن هذين السلطانين الظالمين ... وقد فرق السلاطين بينهما بعد الموت اذ لم يستطيعوا ان يفرقوا بينهما في الحياة - والله في خلقه شؤون .... زار ناصر الدين شاه ملك ايران الاسبق قبر الحسين في عام 1870 وأخذ يتبرك به ويتمسح ويبكي حوله ويتضرع وحيث ان سادنا من سدنة الامام الحسين القى بين يدي الشاه آنذاك كلمة قال فيها يخاطب الحسين : (( السلام عليك ياابا عبد الله ... لقد كنت في يوم كربلاء تنادي : هل من ناصر . فلم يأت لنصرك احد . ابشر اليوم فقد جاءك الناصر )) وكان هذا السادن يقصد بذلك ناصر الدين شاه طبعا . فبكى الشاه بكاءا مرا حتى اغمي عليه .... ان بكاء الشاه هذا لايختلف عن بكاء زميله هرون الرشيد . فكلاهما كان دنيئا مترفا سفاكا - وكلاهما كان يبكي من خشية الله حتى يغمى عليه ورحم الله من قال (( ان السياسة لاتدخل في شئ الا افسدته )) فهي ان دخلت مذهب التشيع فافسدته كما افسدت مختلف المذاهب والاديان ...

    وقد آن لابناء الجيل الجديد ان يتعظوا بعبر الماضي وأن يسلكوا من جديد مسلك قادتهم في ثورتهم على الظلم بشتى صوره .

    ذكرت ان الصفوييين خدروا مذهب التشيع وروضوه كما يروض السبع الضاري فاصبح التشيع بهذا الاعتبار كأنه ( ثورة خامدة ) ولعلنا لانبعد عن الصواب اذا شبهنا التشيع في وضعه الحاضر بالبركان الخامد - يخرج منه دخان ضئيل اشارة الى ماكان عليه في العهود الغابرة من انفجار هدام ... ومما تجدر الاشارة اليه ان التشيع لايزال يحمل في طياته بقايا اثرية من طبيعته الثورية القديمة وهذه البقايا صارت فيه كأنها زوائد دودية اذ بطلت وظيفتها الاولى وصار من جراء ذلك ضارة غير نافعة وكثيرا ماتكون مصدر خطر ’ وقد تنذر بالانفجار احيانا ... ومن يدرس التشيع الحاضر دراسة موضوعية يجد فيه عادات اجتماعية غامضة تستدعي الدهشة والتأمل... وقد يعجب البعض من وجود هذه العادات الغامضة في التشيع او يستبشع مافيها من خرافة او غلو .

    اننا على اي حال لايمكن ان نعلل هذه العادات الشيعية الا بكونها زوائد اثرية بقيت من العهود الغابرة حين كان التشيع موئل الثورة في العالم الاسلامي ... وهذه الزوائد الاثرية يمكن ان نلخصها كالتالي :
    1- الزائدة الاولى هي عقيدة الامامة : فالشيعة اليوم ينظرون الى ائمتهم القدامى من ابناء علي نظرة تقديسية شديدة فهم يعدون اولئك الائمة معصومين من الخطأ ويصعدون بهم الى مستوى فوق مستوى البشر ويلجؤون الى فبورهم يتشفعون بهم في كل ملمة تقع عليهم .
    ان هذا الغلو في تقديس ائمة العلويين كان في الاصل مبدأ ثوريا ثم انتفت عنه صفة الثورة اخيرا واصبح عقيدة لاروح فيها ... ان مبدأ العصمة له مغزى اجتماعي فهو عبارة عن انتقاد غير مباشر لما كان عليه سلاطين الاسلامتسفل وتفسخ ... فالشيعة الاولون منحين كانوا يؤمنون بعصمة الامام من الذنوب انما كانوا يعارضون بذلك ذنوب السلطان وينتقدونها ويضعون ازاءها مثلا اعلى خاليا منها ..وهذا يشبه مافعل افلاطون والفارابي وغيرهم من الفلاسفة حين وضعوا خططهم الطوبائية لاصلاح المجتمع .. ففي نظر افلاطون والفارابي ان اصلاح المجتمع لايتم الا اذا تولى امره فيلسوف مخلص نزيه القصد سامي الخلق.... انتقد موسى جار الله نظرية الشيعة في العصمة قال :(( اني اعتقد في الامة عقيدة الشيعة في الائمة )) وهو يعني بذلك ان الامة الاسلامية معصومة عن الخطأ فكل امر يجمع عليه المسلمون هو صحيح لامرية فيه والظاهر ان الشيعة لايفهمون هذا القول ولايستسيغونه فهم قد ثاروا على ما اجتمعت عليه الامة ومزقوا شملها ولعلهم يعتبرون الامة على ضلال اذ هي قد اطاعت السلاطين الغاصبين ..

    يقول البروفيسور ادواردس : إن الثوار دائما يعتقدون بأن فساد المجتمع ناشئ عن فساد حكامه ولهذا فهم يظنون بأن الاصلاح الاجتماعي لايتم الا بتولي اناس صالحين مكانهم الامر الذي يبدوا ان هذه النظرية تنطبق على ماكان قدماء الشيعة يؤمنون به من عصمة الامام حيث كانوا يرون فساد الاوضاع الاجتماعية ناتجا من تحكم الملوك الفاسدين فيها يروي احد ائمة الشيعة ان الله قال :(( لأعذبن كل رعية في الاسلام دانت بولاية إمام جائر ليس من الله ’ وإن كانت الرعية في اعمالها برة تقية . ولأعفون عن كل رعية في الاسلام دانت بولاية امام عادل من الله ’ وإن كانت الرعية في انفسها ظالمة مسيئة(1) وهذا القول يشير الى التشيع كان كأي حزب ثوري آخر يضع اللوم في فساد النظام الاجتماعي على عاتق الحكومة ويرفعه عن عاتق الرعية ... وهذا رأي لايخلو من تطرف ومبالغة ولكنه على اي حال رأي ينبعث من نزعة الثورة ويلائم طبيعتها

    2- الزائدة الثانية : هي عقيدة المهدي :: وهذه العقيدة هي الاساس الذي قام عليه كثير من الثورات في العهود الغابرة فالمهدي في معناه الاجتماعي هو الثائر .. وكثير من زعماء الثورات اطلق عليهم لقب المهدي رغم انهم لم يدعوا المهدية طيلة حياتهم . فعندما ثار زيد بن علي على الامويين فقتلوه وصلبوه قال شاعرهم :

    صلبنا لكم زيدا على جذع نخلة ... ولم نر مهديا على الجذع يصلب

    ان زيدا لم يدع المهدية في يوم من الايام ولكنه رغم ذلك لقب من قبل الامويين بالمهدي وفي هذا دلالة على ان المهدية والثورة لفظتين مترادفتين في نظر الناس آنذاك .... بينما احتار الباحثون حول منشأ هذه اللفظة من قال بها لاول مرة في تاريخ الاسلام ولم يكن لهذه الحيرة من داع ... فلفظة المهدي هي في الواقع تعريب للفظة المسيح الموجودة في التوراة فالمسيح معناه الممسوح : اي انه ذلك البطل الذي يمسحه الاله ... والمسح في التوراة يعني الهداية والارسال والتأييد الرباني حيث يقول اشعياء في اسفاره (( .... الرب مسحني لأبشر المساكين ’ ارسلني لأعصب منكسري القلب ’ لانادي للمسبين بالعتق والمأسورين بالاطلاق ’ لانادي بسنة مقبولة للرب وبيوم انتقام لألهنا لأعزي كل النائحين .... )) وتصف التوراة هذا الممسوح الذي يرسله الرب ليبشر المساكين فتقول ((... ويحل عليه روح الرب ’ روح الحكمة والفهم ’ روح المشورة والقوة ’ روح المعرفة ومخافة الرب . فلا يقضي بحسب نظر عينيه ولا يحكم بحسب سمع اذنيه . بل يقضي للمساكين ويحكم بالانصاف لبائسي الارض ... فيسكن الذئب مع الخروف ’ ويربض النمر مع الجدي ...))) ومن يقرأ سفر اشعياء في التوراة يجد تشابها غريبا بينه وبين ماتؤمن به الشيعة في شأن الامام المهدي والظاهر ان آمال الطبقات المضطهدة واحلامها واحدة في كل مكان وزمان . فالمظلوم الذي لايستطيع ان ينتقم من ظالمه فعلا يلجأ الى الانتقام منه بافكاره واحلامه وعند ذلك يشيد لنفسه قصورا باذخة من الامال ... والاهم من ذلك فأن ظهور المهدي لايظهر من اجل الشيعة فحسب وانما ظهوره من اجل البشرية جمعاء ليملأ الارض عدلا وسلاما بعد ماكنت جورا وظلما...

    يعتقد الدكتور احمد امين : ان عقيدة المهدي ادت الى تضليل الناس وخضوعهم للآوهام من ناحية وإلى تسبب الثورات المتتالية بين المسلمين من الناحية الاخرى ... وهذا رأي لايخلو من صواب فكل فكرة اجتماعية تنتج نوعين من التأثير : حسن وسئ . وهذا مايؤيد ماذهب اليه الفيلسوف هيجل من ان كل فكرة تحمل نقيضها معها .. ومن العلماء الذين بحثوا في تاريخ الثورات من قال ان الطبقات المضطهدة كثيرا ماتلجأ الى اعتناق بعض الخرافات لتحارب بها الحكام الظالمين ويطلق عليها العلماء بالخرافات تحت اسم الاساطير الاجتماعية ولهذا فقد يكون التشيع الحاضر فقد الاثر الاجتماعي من عقيدة المهدي وبقي لديه منها اثر فكري لايخلو من الخرافة .

    3- الزائدة الثالثة هي سنة التقية : والتقية ظاهرة اجتماعية تلازم حركة الثورة في بدء امرها وكان الشيعة القدماء يلجأرن الى التقية ليأمنوا بها من مطاردة الدولة لهم .... يقول موسى جار الله : ان التقية هي نفاق في الدين . وهو يصف تقية الشيعة بأن روحها النفاق وثمرتها كفر التهود .. والظاهر ان الاستاذ جار الله لم يذق طعم الاضطهاد السياسي في اول حياته فهو يقول عن التقية انها نفاق ونسي ان عمار بن ياسر كان بهذا الاعتبار اول منافق في الاسلام ... يقول مجاهد ان التقية كانت جائزة في بدء الاسلام حيث كانت قريش تضطهد المسلمين الاولين اما بعد قوة الدولة الاسلامية فهي غير جائزة ... يبدو من هذا القول كان يؤيد الدولة الاسلامية ونظرة المؤيد تختلف عادة عن نظرة المعارض والثائر - كل ينظر من خلال اطاره الفكري الملائم لميوله السياسية ... ومهما يكن الحال فقد فقدت التقية صفتها الثورية في هذا العصر . فالشيعة لايعرفون عن مفهوم الثورة شيئا كثيرا ولعلهم لايختلفون عن غيرهم في اتجاههم السياسي . انما بقيت التقية عندهم اثرا من آثار تراثهم الغابر .
    ----------
    (1) انظر الاصحاح الحادي والستين من سفر اشعياء في التوراة
    [/align]
    [/frame]
    يتبــــــــع

  6. #6

    افتراضي

    -6-


    [frame="6 75"]-

    4[align=justify]-الزائدة الرابعة في التشيع الحاضر هو مايطلق عليه اليوم (( عزاء الحسين )) وعزاء الحسين كان في بدء امره شعارا للنقمة على الدولة ودعاية ضدها وقد تطور هذا العزاء بمرور الزمن حتى صار مجموعة من الطقوس لامعنى لها .
    كان الشيعة قديما يجتمعون في السراديب ليذكروا فيها مأساة الحسين وماجرى عليه من الظلم الشنيع وبهذا كانوا يستعرضون ضمنيا مظالم الدولة في شتى مراحلها وهم يشابهون في هذا مايفعله ثوار العصر الحديث حيث هم يجتمعون في الخفاء او يذهبون تحت الارض كما يقال عنهم في هذه الايام اما الشيعة المعاصرون فهم قد نسوا المبدأ الذي ثار في سبيله الحسين واهتموا باللطم والبكاء كأن ذلك هو الهدف الاكبر الذي قتل من اجله امامهم الثائر فيزور الشيعة قبر الحسين بمئات الالاف كل عام ثم يرجعون من الزيارة كما ذهبوا - لم يفعلوا شيئا غير النواح واللطم ..... انهم اليوم ثوار خامدون فقد خدرهم السلاطين وحولوا السيوف التي كانوا يقاتلون بها الحكام قديما الى سلاسل يضربون بها ظهورهم وحراب يجرحون بها رؤوسهم ومن يدري فقد يأتي عليهم يوم تتحول فيه هذه السلاسل والحراب الى سيوف صارمة من جديد ... انهم لايحتاجون في ذلك الا الى فرد مشاغب من طراز اللعين ابن سبأ ان كان موجودا
    ان موسم الزيارة في كربلاء يمكن تشبيهه بموسم الحج لكثرة الوافدين اليه ولكن الزيارة الشيعية تختلف من بعض الوجوه عن الحج اذ هي تحمل في باطنها بذرة من الثورة الخامدة ومن يشهد هرج الزوار في كربلاء يدرك ان وراء ذلك خطرا دفينا .... فقد حاول المتوكل ان يقضي على هذا الخطر في مهده فهدم قبر الحسين ثم حرث ارضه وغمره بالمياه ولكنه لم يوفق في القضاء عليه قضاءا نهائيا فالزوار اخذوا ينثالون على كربلآء سرا ويبذلون في ذلك النفس والنفيس وبقي قبر الحسين رغم ذلك يناطح الايام والليالي دون ان يخمد له اوار .

    عندما نقول ان التشيع في وضعه الراهن كالبركان الخامد فهو قد كان في يوم من الايام بركانا ثائرا ثم خمد على مرور الايام واصبح لايختلف عن غيره من الجبال الراسية الا بفوهته والدخان المتصاعد منها والبركان الخامد لايخلو من خطر رغم هدوءه الظاهر . انه يمتاز على الجبل الاصم بكونه يحتوي في باطنه على نار متأججة ولا يدري احد متى تنفجر هذه النار مرة اخرى .

    ان التشيع الحاضر مملوء بالخرافات وهنا مكمن الخطر والخرافات الشيعية هي من ذلك النوع الذي يطلق عليه علماء الاجتماع ( الاساطير الاجتماعية ) فهي خرافات كان لها دور فعال في اثارة الفتن والثورات في العهود الغابرة ... وأن التفكير المنطقي امين لاخطر منه فهو بارد لايثير الاشجان ولايحرك القلوب ... كما ان الخطر كل الخطر من الخرافة التي يؤمن بها المجتمع ويبذل جهده في سبيل تحقيقها والمنطق الحديث يدرس العقيدة الدينية بوجه عام ظواهر نفسية اجتماعية اكثر مما هي عقلية منطقية.

    ان عقيدة الامامة التي آمن بها الشيعة جعلتهم لايفترون عن انتقاد الحكام وعلى معارضتهم والشغب عليهم في كل مرحلة من مراحل تاريخهم فهم يرون الحكومة غاصبة ظالمة مهما كان نوعها وهم لايرضون الا اذا تولى امرها امام معصوم من آل علي حيث انهم وضعوا لنظام الحكم نموذجا عاليا جدا هو اقرب الى الخيال منه الى الواقع ولهذا كانوا في ثورة متصلة لايهدؤون ولا يفترون فهم يقيسون كل حاكم بما عندهم من مقاييس الامامة المعصومة فيرونه ناقصا غاصبا وعلى هذا استمروا ثائرين في السر او العلن على توالي الاجيال وقد ادت هذه العقيدة الى استفحال العداء بين الشيعة والفئات الحاكمة في معظم الاحيان واتهم الشيعة بانهم زنادقة وملحدون لهذا السبب واصبح ( الترفض ) يؤدي ضمنيا معنى الرفض للدين والدولة معا ومر على المسلمين زمان كانوا يفضلون فيه ان يقال لاحدهم زنديق او كافر ولا يقال له انه شيعي او رافضي ولا تزال آثار هذا الوضع باقية ليومنا هذا .

    يفتخر فقهاء الشيعة بأن باب الاجتهاد لايزال مفتوحا عندهم وهم في الواقع لم يستفيدوا من هذا الباب كثيرا فهم يعتمدون على العامة والعامة بوجه عام لاتحب التجديد فيما ورثته في الاباء من تقاليد وعقائد .. ان المجتهد الشيعي مخول نظريا ان يجدد في كثير من الامور الشرعية ولكنه لايقوم بذلك عمليا خشية ان تثور العامة عليه فتقطع رزقه وكثيرا يبطن المجتهد الشيعي شيئا ويظهر خلافه من جراء ذلك.

    ان الشيعة هم ورثة المعتزلة في نزعة التفلسف وحرية التفكير فالمعتزلة ذابوا في التشيع بعد مطاردة المتوكل لهم وصبوا معظم تراثهم الفكري فيه ومن يقرأ كتب الشيعة في الاصول يجد التفلسف المعتزلي ظاهرا فيها ... ومن مشاكل الشيعة ان فقهائها يتفلسفون فيما بينهم ولايظهرون تفلسفهم امام العامة فهم مجتهدون في الباطن مقلدون في الظاهر وقلما نجد مجتهدا شيعيا يعلن اراءه الحرة على الناس ومن يجرأ منهم على ذلك يناله من العامة اذى كبير واصبحوا بذلك كمن يستجير من الرمضاء بالنار . ومما تجدر الاشارة اليه ان هذه العبودية الفكرية التي كبلت عقول المجتهدين تجاه العامة جعلتهم في الوقت ذاته يلتزمون جانب العامة في ثوراتها على الحكام حيث عاضد فقهاء الشيعة مختلف الثورات التي حدثت في ايران والعراق وسوريا في العهود الاخيرة والغريب ان نرى حركة الدستور الى قامت في ايران في اواخر القرن الماضي واوائل القرن الحاضر كانت مدعومة من قبل رجال الدين وقائمة على اساس فتاويهم الثورية ففي الوقت الذي نجد فيه رجال الدين في الدولة العثمانية يناهضون حركة الدستور ويفتون بكفرها او تفرنجها نجد رجال الدين في ايران والعراق يرفعون راية تلك الحركة ويهيجون العامة في سبيلها .. ولو مررنا على حركة التجديد التي قام بها الشيخ محمد عبده في مصر نجد ان الذي بذر بذرتها ورعاها فقيه شيعي هو السيد جمال الدين الافغاني والافغاني سيد علوي من ايران ولايزال اقاربه يعيشون في قرية أسد آباد في ايران حتى يومنا هذا وقد تلقى الافغاني علومه الدينية والفلسفية في النجف وكان يزامله في دراسته هناك محمد سعيد الحبوبي الشاعر المعروف ..وعندما ذهب السيد جمال الدين الى مصر اطلق على نفسه لقب الافغاني من باب التقية ولولا ذلك لما استطاع ان يحدث تلك الثورة الفكرية الكبرى في مصر .

    وفي سنة 1890 كانت حكومة فارس قد اعطت حق احتكار الدخان لشركة انكليزية فاغتنمها السيد جمال الدين فرصة وكتب كتابا للميرزا حسن الشيرازي كبير مجتهدي الشيعة في ذلك العهد يعيب فيه على الحكومة الفارسية هذا العمل الضار بثروة البلاد والذي سيمكن المستعمرين من ترسيخ اقدامهم فيها وكان من اثر هذا الخطاب ان المجتهد الشيرازي اصدر فتوى حرم فيها على كل مؤمن تدخين التنباك وكان من جراء هذه الفتوى ان فسخت الحكومة العقد مع الشركة ودفعت لها تعويضا عظيما .

    شوهد مجئ السيد جمال الدين الافغاني الى الميرزا الشيرازي في سامراء وانهما اجتمعا عند ذلك اجتماعا سريا وظلآ يتناجيان مدة طويلة ولا يدري احد ماذا قرر هذان المجتهدان في ذلك الاجتماع ... يبدو ان البركان الخامد كان يتململ بحوافز الخطر في تلك الساعة الرهيبة .
    [/align]
    [/frame]
    يتبـــــــع
    التعديل الأخير تم بواسطة عامر العمار ; 01-13-2012 الساعة 03:39 PM

  7. #7

    افتراضي

    - وصلنا الى الجزء الاخير


    [frame="6 75"]

    [align=justify]بعد احتلال الانكليز للعراق قي الحرب العالمية الاولى رفع فقهاء الشيعة راية الثورة عليهم وكان يرأسهم في ذلك الميرزا محمد تقي الشيرازي الذي خلف الميرزا حسن الشيرازي على زعامة الاجتهاد الشيعي في ذلك الحين واصدر هذا المجتهد فتواه بوجوب الثورة على المستعمرين وفرض على المؤمنين انفاق زكاة اموالهم في تسليح الثوار واطعامهم وقد لعب فقهاء النجف وكربلاء والكاظمية دورا كبيرا في ثور 1920 وظلوا بعدها يثيرون الشعب على الحكومة حتى انتهى الامر الى تسفيرهم الى ايران كما هو معروف .... تقول المس بيل : ان رجال الدين كانوا من اكبر دعاة الثورة في العراق خلال الحرب العالمية الاولى وبعدها وهذا مما دعا رجال الحكم الى انشاء المدارس الحديثة لكي يضعفوا بها الدين في نفوس الجيل الجديد ويقتلعوا بذلك جذور الثورة من اساسها ... ان هذا القول الذي فاهت به المس بيل يدعوا الى التأمل حقا ولا ندري هل استطاعت سلطات الاحتلال ان تحقق خطتها تلك في اضعاف الشعور الديني في العراق ام لا .

    ان نزعة التدين في شباب العراق الحديث ضعيفة من غير مراء وهذه الظاهرة اجتماعية لاحظها كثير من ابناء الاقطار المجاورة عند زيارتهم العراق والظاهر ان المدارس الحديثة التي بدأ بتأسيسها المحتلون كانت من جملة الاسباب التي ادت الى هذه النتيجة فالمحتلون رأوا فقهاء الشيعة لايفتأون يحرضون العامة ضد الحكم القائم لايهدأون في ذلك ولا يفترون ولعل المحتلين ارادوا ان يبثوا في عقول الطلاب النزعة العلمانية التي يكافحوا بها نفوذ اولئك الفقهاء ... يبدوا ان الفقهاء احسوا بمغزى هذه الفذلكة فاخذوا يحرمون المدارس على اتباعهم ولكن هذا التحريم صار سببا آخر من اسباب تقلص نفوذهم الديني فالناس شرعوا يدخلون ابناءهم في المدارس رغم التحريم وذلك حينما رأوها تؤدي بهم الى الحصول على الوظائف الخلابة والمرتبات المغرية ... حرم الفقهاء الوظائف اليضا فأزداد البلاء عليهم زيادة اخرى .. حيث ان اكثر الناس لايتركون دنياهم في سبيل ارضاء رجال الدين فهم يلتزمون الدين عادة حين يرونه ملائما لمصالحهم الدنيوية فإذا وجدوه مناقضا لها انفضوا عنه وتركوه وراءهم ظهريا .

    يقول الحسين بن علي : " الناس عبيد الدنيا والدين لعق على السنتهم يحوطونه مادرت معائشهم فإذا محصوا بالبلاء قل الديانون "

    انثال الناس على المدارس الحديثة وهم يهتفون " طلب العلم فريضة على كل مؤمن " والواقع انهم انثالوا على المدارس في سبيل المعاش ثم اخذوا يبررون عملهم بأنه فريضة غاية احدهم ان ينال الشهادة ويحصل على الوظيفة ولو خسفت الارض بسكانها ......

    * وهنا بدأت الطائفية في العراق تأخذ شكلا جديدا فبعدما كانت الطائفية نزاعا مذهبيا اصبحت الان نزاعا على الوظائف ... ضعفت نزعة الدين في اهل العراق وبقيت فيهم الطائفية حيث صاروا لادينيين وطائفيين في آن واحد وهنا موضع العجب ومن الممكن القول على اي حال ان الطائفية في العراق هي في طريق الزوال فهي لاتستطيع ان تبقى في المجتمع مدة طويلة بعد ذهاب ابيها الدين .. انها الان في مرحلة الانتقال الى رحمة الله تعالى وهي ستلحق بابيها المرحوم عاجلا او آجلآ ... وأن الذي ابقى الطائفية في العراق هو حب الوظيفة الحكومية وهذه الوظيفة سوف لاتبقي مطمح الانظار طويلا . فلق غصت باب الوظائف بطلابها واخذ الناس يطلبون الرزق من ابواب اخرى فقد قرب ذلك اليوم الذي يفهم الناس فيه حقائق الحياة على نمط آخر فقافلة المجتمع لابد ان تصل الى نهاية مطافها في يوم من الايام ومما تجدر الاشارة اليه في هذا الصدد : ان ضعف التدين في العراق ادى الى تضخيم نزعة الثورة فيه بدلا من تقليصها . اراد الحكام ان ينشؤروا في العراق النزعة العلمانية ليكافحوا بها الثورة فانعكست في ايديهم الآية وانقلب عليهم ظهر المجن . فالجيل الجديد حين ترك التعصب الديني التزم مكانه تعصبا آخر اشد منه وطأة واخذ يتحمس للمبادئ المستحدثة تحمسا غريبا لايضاهيه فيه أي قطر من الاقطار العربية الاخرى فبعدما كانت في العراق طائفة واحدة تنزع الى الثورة صارت جميع الطوائف في ثورة واختلط فيها الحابل بالنابل.....

    (((( إن النفس البشرية تهوى الايمان بدين ... فأذا فقدت دينا جاءها من السماء التمست لها دينا يأتيها من الارض ))))


    اما فيما يدور اليوم في ساحة العراق من نزاعات فأنها نزاعات سلطوية لاتكاد ان تظهر حقيقتها نتيجة حالات الصحوة عند الشباب سيما وهم لم يحصلوا لا على دينهم ولا على طائفتهم ولا على حقهم في المجتمع .... يقول المثل الانكليزي : (( اذا اردت ان تعرف حقيقة الانسان فأعطه مالا او سلطة )) وأن صلاح الحكم على كل حال امر نسبي فما يرضى عنه قوم قد لايرضى عنه آخرون والحاكم مهما يكن صالحا فأنه لايدري ماذا يقوم به الاصهار والاعوان والاحباء حوله من مكايدات ومؤامرات في سبيل الاستغلال والترف ... فهؤولاء ينهبون الناس من وراءه وهو لايشعر ... انه يرى مظهرهم الوديع وابتسامتهم العذبة فلآ يدري ماذا يختفي وراء ذلك من كوارث ومظالم حيث كل حاكم محاط بحاشية تحجب الناس عنه وهو قد يخادع نفسه فيخرج الى الناس يستمع الى شكواهم .. ولكنه لايستطيع رغم ذلك ان يفهم عن الحقائق التي يطلبها المجتمع اكثر ممايستسيغه اطاره الفكري الضيق الذي صنعته له حاشيته والحافون به حيث ان الحاشية التي تحيط بالحاكم تستطيع ان تجعل الاسود في عين الحاكم الذي ليس له صلة بالسياسة كما يحدث اليوم ابيضا فأذا هاج الناس يريدون خبزا قالت له الحاشية انهم يريدون بقلاوه واذا جاءه المتظلم يشكو قالت عنه انه زنديق او بعثي او ارهابي يريد ان يهدم الديمقراطية التي بنيناها ومن وراءها يريد هدم الدين والاسلام ويعم البلاء حين يحف بالحاكم مرتزقة من رجال الدين فهؤلاء يجعلونه ظل الله في ارضه ويأتون بالملائكة والانبياء ليؤيده في حكمه الخبيث وبهذا يمسي الحاكم ذئبا في صورة حمل وديع ........
    [/align]
    [/frame]

    انتهى الموضوع

  8. #8

    افتراضي

    متابع ومشخص الداء بارك الله فيك
    لك مني كل حب واحترام

  9. #9

    افتراضي

    شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

  10. #10

    افتراضي

    كاظم المسعودي

    ولك مني كل الحب والتقدير شكرا لمرورك

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. مخاوف من اعصار تيج في العراق والسعودية ماهي الدول التي يضربها
    بواسطة rss_net في المنتدى منتدى اخر مواضيع شبكة عراق الخير
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 10-22-2023, 10:10 AM
  2. ماهي حقيقة نقل “خليجي 25” من العراق إلى الكويت
    بواسطة rss_net في المنتدى منتدى اخر مواضيع شبكة عراق الخير
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 03-16-2022, 07:33 PM
  3. ماهي القنوات الناقلة لمباريات العراق في مونديال كاس العالم 2022؟
    بواسطة rss_net في المنتدى منتدى اخر مواضيع شبكة عراق الخير
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 05-06-2021, 11:50 PM
  4. المحاضر التي ادهشت امريكا و اوروبا ماهي النفس و ماهي الشخصية علي منصور كيالي
    بواسطة عامر العمار في المنتدى مكتبة الفلمية والوثائقية
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 07-09-2016, 04:10 PM
  5. العراق والصين يؤكدان تطابق مواقفهما نحو القضية السورية والملف الإيرانى
    بواسطة حسام علي في المنتدى منتدى أخر خبر ودلالاته
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 02-23-2014, 05:21 PM

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

جميع آلمشآركآت آلمكتوبه تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكل من الاشكال عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى