تسعة أ عوام من التحرير والمشهد العراقي يكاد أن يقول كلمته حيال تلك المواقف الوطنية والشريفة التي أبت إلا أن تذيق أعداء الوطن والوطنية الموت الزؤام وهي إذ تتحلى بعناوين الصبر والإباء وترفض كل المحاولات اليائسة والمزايدات الخجلة على مستقبل العراق ومستقبل أبناءه حيث يحدوهم أمل كبير على أن يعود العراق قويا معافى ونحن إذا نستذكر ثلة قليلة من أولئك النخبة الذين استطاعوا بفترة قياسية من تجنيب العراق المآسي والويلات وهم دولة رئيس الوزراء الأستاذ نوري المالكي ونخبة خيرة من السادة أعضاء مجلس النواب وهم الدكتورة مها الدوري والسيد بهاء الاْعرجي ، وبعض الشخصيات الوطنية أمثال ا لسيد مقتدى الصدر و السيد أحمد الصافي والسيد محمد حميد الموسوي وعدد من أعمدة القوم مثل الشيخ علي حاتم السليمان أمير عشائر الدليم والشيخ أحمد أبو ريشة رئيس صحوة الاْنبار وبعض من الكفاءات الخيرة في عراق العروبة والأمجاد. ..
فكان أول المتحدثين الصحفي علي النواب :ً يشعرني بالفخر وأنا أرى ما لهذه النخبة ألخيره من مواقف قيادية ووطنية في توجيه المجتمع حيث أنها القادرة على تعبئة طاقات المجتمع و توجيهها إلى الخير والفضيلة والبناء ، ومن هنا قد تتضح لنا معايير الوطنية الحقة ومحاولة الربط بين القول والفعل وليس كما يفهم البعض بان الوطنية مجرد شعارات وعناوين براقة.
وربما هناك ثمة مقاييس ثابتة هي من تفرز ملامح القيادة الصحيحة في المرحلة القادمة ومن بينها :
الأول : تعبئة طاقات المجتمع العراقي بما فيه من نخب مثقفة وكفاءات معطلة حرمت على مدى سنوات من قيادة العراق وفرز الصالح من الطالح شريطة ان تتبنى سبل تحقيق العدالة الاجتماعية وتوفير الرفاه والحرية والعيش الرغيد للمواطن العراقي وبالتالي إدارة العراق وتوزيع ألأدوار والفرص بحالة متكافاءه بعيدا عن المصالح الحزبية والفئوية.
الثاني : إزالة أسباب العجز والتخلف في الدوائر والمؤسسات كشرط أساسي لبعث روح الأمل وتخطيط البرامج التنموية ومحاربة الفساد الذي يستشري في كل مفاصلها البلد.
وتحدث أيضا الكاتب الأستاذ جاسم الجميلي ويرى بقوله لا يمكن في واقعنا الحاضر أن نكتفي بقيادة تدير الشعب بإمكاناته الحالية بل يجب أن تضيف إليه إمكانات جديدة من خلال الدعوى إلى تفجير طاقاته المدفونة ويبدو أن هذه المسألة ليست خاصة بالعراق فحتى الدول المتقدمة قد دخلت اليوم في سباق عنيف للمحافظة على مراكزها أمام المنافسة الحادة بين بعضها والبعض الآخر ، حيث تعمل قيادة المجتمعات أيضا من أجل المحافظة على مراكز مجتمعاتها المتقدمة ومحاولة الإسراع في نموها وتقدمها حتى تستطيع أن تسبق المنافسين الآخرين ، أو أن لا تتخلف عنهم على أقل تقدير .
ويعرج الشيخ عبد علي الحميري شيخ عشائر حمير في كربلاء قائلا ً : نحن بحاجة ماسة إلى قيادة قوية قادرة على الصمود أمام الأهواء والميول الذاتية والرغبات وأمام تحديات مراكز القوى الداخلية وتهديدات القوى الخارجية من دون أن تذوي هذه القيادة في التيارات الداخلية الفاسدة كما حدث من مآسي و ويلات من قبل الميليشيات التي أدخلت العراق في فوضى عارمة وقوضت المشروع العراقي النهضوي للقيادة السياسية ولولا الإسراع في خطة فرض القانون التي قادها دولة رئيس الوزراء الأستاذ نوري المالكي وأنتخاء أبناء العراق الغيارى وموقفهم المشرف ضد الخارجين عن القانون لأصبح العراق في خبر كان ، علما بان أن القيادة السياسية الموجودة لم تكن كلها فاسدة كما يتصور البعض بل يقينا هناك من هم جيدين وهناك من سعى الى السلطة بهدف تحقيق حاجة في نفس يعقوب أي بتعبير أدق من أجل إنجاز ما وعد به نفسه من امتلاك عقارات وأرصدة في الخارج والداخل، .
وأضاف قائلا: والبعض الآخر وبالأخص دولة رئيس الوزراء الأستاذ نوري المالكي الذي أنجز طموحات الشعب وأبى أن يقع في زوبعة الضغوط المختلفة الآتية من الداخل من قبل مراكز القوى المنافسة " أو ما يسمى بجماعات الضغط الداخلي حسب التعبير السياسي " وكذلك أبى أن يستسلم وينهار كما استسلم الكثيرين ممن سبقوه في قيادة العراق الذين تحولوا الى تابع يدور في فلك الآخرين ، إن السبب يعود الى عدم رسوخهم في التقوى وعدم إيمانهم الكامل بالله و توكلهم عليه وعدم تسلحهم الكافي بقوة الحق والفضيلة.
وتحدث بنفس الاتجاه الأستاذ ذ كاظم اّل مسير / رئيس تحرير صحيفة الرأي العراقية قائلا ً : الذين يدعون إلى التفكير الجدي في أن تعطى قيادة العراق في المرحلة المقبلة للذين لم يراهنوا أو يزايدوا عليه في الخارج مع العلم بان من كانوا في الداخل هم اقل من أن يحرصوا على بلد الأنبياء والأوصياء والصالحين وبلد علي والحسين (ع) وبلد الكرامة والإباء وبلد الرافدين والذي خصه الله بهذه المنزلة العظيمة ، ونحن جميعا كمواطنين وكنخب مثقفة و سياسيين وإعلاميين فنحن نرجح أن نعطي القيادة إلى أشخاص ذات خبره وكفاءة أو كما يقال تكنوا قراط أي مختصين في مجالات السياسة الحديثة والاقتصاد والعلاقات الدولية حتى يتمكنوا من التعرف على جوهر الإشكاليات التي يعاني منها المواطن العراقي ويضعوا لها الحلول المناسبة استنادا إلى معطيات العلوم الحديثة وبذلك يمسي الرهان حالة حضارية وموفقة وهي تعني التحول الى شاطئ الأمان والرفاه والتقدم بأذن الله

الخلاصة :
ومن هنا قد تتضح التصورات بان الوضع القائم بحاجة إلى نهضة تغييريه شاملة تبدأ من أنفسنا ولكافة المسئولين وان يكون معيار التسابق هو ديدن العراقيين وان لا نتجاهل حقيقة الانصهار بالتدرج الطبيعي وان ندرك مسيرة التغيير ربما تجابه بالكثير من العراقيل وقد تتأخر رغم وجود الجهود المخلصة لتبديل الوضع الفاسد في العراق لأن شمعة صغيرة واحدة لا تستطيع تبديد أمواج متلاطمة من الظلام التي ينفذ من خلالها أعداء الديمقراطية و نعود لنذكر القارئ العزيز في إننا نعول على قيادة المرحلة المقبلة وتلك النخبة التي ذكرناها بكونها تستطيع من خلال قراءتها للصورة القائمة للعراق إلى وضع شعبها أمام شمس الحقيقة الساطعة ، وهذا لا يعني بأن أبناء الشعب العراقي لا تنطلي عليهم تلك الوجوه الكالحة من جديد ، إلا إن العراقيين اليوم مدعوون أكثر من أي وقت مضى إلى التفكير الجدي بحجم القضية التي يعيشونها حتى ينعكس ذلك على إستراتيجيتهم .
وأخيرا تحية إكبارا وإجلال لكل الأنامل التي تساهم ببناء العراق عراق الأنبياء والأوصياء .