محاصصة = شراكة = تقاسم = = نهب وكوارث
ما جرى بعد سقوط بغداد عام 2003 كشف الكثير من عورات الوضع العراقي ....فنحن شعب غير قادرين على تقديم التضحيات من اجل إسقاط الظالم الذي سامنا سوء العذاب ...والذي يقول بأننا قدمنا تضحيات ...فكل هذه التضحيات هي بسبب عدم وجود التماسك الشعبي لا بل بسبب تملق الكثير من أعضاء المجتمع لظالمهم ...
اليوم نرى بأم أعيننا استهانة السياسيين بالشعب , لعلمهم ان هذا الشعب لا يمكن ان يثور ليضع الأمور في نصابها ...هذا واقع لا يمكننا التغاضي عنه وهو حقيقة واقعة...كما ان الإنسان العراق هو أداة القمع للمواطن العراقي ...ولا زالت الدولة العراقية هي أداة القمع للإنسان العراقي...
الوضع الحالي يدل دلالة واضحة على خلو سياسينا من الإحساس بانتمائهم الى العراق ..لذا لم يضعوه في أي من حساباتهم ... والدليل انهم وضعوا دستورا يخدم تطلعاتهم ومصالحهم ...ووضعوا قانون انتخابات محصلته هو أن يعودوا أنفسهم الى سدة الحكم....وهذا ما يرضي سياسة الولايات المتحدة الساعية الى خراب العراق منذ عام 1991 ان لم يكن منذ عام 1980 ...فهي لن تجد من يخرب العراق أفضل من هؤلاء خدمة لأغراض طفلها المدلل إسرائيل حاكمة الولايات المتحدة ...فحملة الخراب الأولى قادها صدام حسين واليوم يقودها وجوه تغيرها على الشاشة بين الحين والآخر..
من دراستنا لسيناريو الاستيلاء على كرسي الحكم ...نستنتج ان جميع الكتل السياسية ترفض ترشيح المالكي لولاية ثانية فالائتلاف صرح في بيان له ان على دولة القانون ان ترشح اسماء اخرى مع المالكي واللبيب بالاشارة يفهم ...كما ان مقتدى الصدر رفض استقبال وفد دولة القانون عند زيارته لطهران.
أما القائمة العراقية فمتمسكة بحقها الدستوري في تشكيل الحكومة ومتمسكة ايضا بمرشحها الوحيد أياد علاوي ..ولا اعرف لم هذا الاصرار على تشكيل الحكومة ونحن نعرف انهم لايملكون النصاب للفوز بمنصب رئيس الوزراء فهم يحتاجون الى 94 صوتا اضافة لأصواتهم لكي يفوزوا بمنصب رئيس الوزراء....
ان تشكيلة الائتلاف الوطني الحالية تشكيلة قلقة , فالتيار الصدري الذي ائتلف مع عدو الأمس , يترصد اليوم الثغرات ويناور على كل الخطوط من أجل الفوز بمناصب سيادية ...فهم مع من يؤمن لهم مصالحهم ...وكذلك الحال مع حزب الفضيلة مع الفارق بعدد المقاعد...
أما الأكراد فهم الرابح الوحيد في هذه المرحلة ...وهو تخطيط أمريكي صهيوني بدأ عام 1991 عندما أمرت إسرائيل الولايات المتحدة بالعمل على تقسيم العراق ووعد أعطته الى الأكراد بالاستقلال عندما أجبرتهم على النزوح من محافظاتهم الى تركيا في مسرحية متقنة , وهكذا تدفع الولايات المتحدة باتجاه تقسيم العراق بشكل جرعات ....معتمدة على غباء السياسيين العراقيين العرب المشهور... وهي تحمي دولة كردستان الجديدة من كل تدخل من جانب حكومة بغداد...وتطلق اسم المناطق المتنازع عليها دلالة على انفصال الأكراد عن العراق ...وما بقاءهم المحدود مع الحكومة المركزية الا بسبب الوضع المالي الذي ينتظر الحصول على كركوك قدس الأقداس الكردية كما يسميها جلال الطالباني ليعلن انفصال شمال العراق تحت الحماية الدولية الخاضعة للوبي الصهيوني المتمثل بقوة الولايات المتحدة برغم تركمانية كركوك واربيل لولا حملة التكريد الشوفينية التي طالت هاتين المحافظتين ,والشعب العراقي يعتبر تنازل المسؤول عن (.......) أشرف له من التنازل عن كركوك ومناطق العراق الأخرى.
ان الشعوب لا تنظر الى من سوف يستلم الحكم ويتسنم المناصب ...بل الى من سوف يتسلم المعارضة ليطالب بحقوق الشعب ويقوم بتصحيح مسار الحكومة...والغريب من أمر هذه الكتل السياسية هي انها كلها لا ترغب ان تكون حامي الشعب بل كلها ترغب بمسك زمام الأمور للتسلط على هذا الشعب العاجز.
المالكي يريد المنصب لنفسه واياد علاوي يريد المنصب والاكراد يريدون منصب ورثوه...هذه هي العقدة الكبرى في الوضع السياسي الحالي في العراق ...أما اعضاء هذه القوائم فعلى ما يبدو ان ليس لهم لا حول ولا قوة وما هم سوى تابعين يطأطؤن رؤوسهم أمام رئيس القائمة... والا فأين هم البرلمانيون الذين يمثلون الشعب ....اننا لا نرى واحد منهم سوى انهم يكيلون المدح لقائدهم الملهم ومنذ الآن اثبت البرلمانيون الجدد أن لا فائدة منهم وبذلك يجب على الشعب أن ينسى وجود برلمان.
ما يطرح من شعار المشاركة ما هم سوى تعبير جديد للمحاصصة وسيصبح لكل وزارة ستة وكلاء معينين على أساس الطائفة او القومية ...وستوزع الوزارت بين المتشاركين في هذه المقاولة....وسيصبح على المواطن الزاما عند مراجعته لدوائر الدولة أن يملي استمارة الانتساب لحزب الوزارة لكي تمشي معاملته أو يحصل على وظيفة يعتاش بها .
ان الإرادات الإقليمية تتصارع من خلال الكتل السياسية ...وليس من غريب الأمر ان وزير خارجيتنا يصرح بأن على الدول العربية أن تتدخل تدخلا مباشرا في العملية السياسية لأن انسحاب الولايات المتحدة من العراق سيترك الساحة مفتوحة للتدخل الايراني - التركي ...فهو لا يريد دورا لهذه الدول التي ترفض وجود دولة كردية في شمال العراق ...وعلى ما يبدو ان الولايات المتحدة حولت الدور الى آل السعود للقيام بمهام إنشاء الدولة الكردية ...وما منح الملك السعودي أعلى وسام في الى جلال الطالباني ومسعود البارزاني والشعب العراقي يعرف ماهية هذا الوسام ومصدره , الا دليل على الدور الصهيوني التي أصبحت تقوم به الدولة السعودية من اجل تقسيم العراق ...إننا لا نبرر لإيران او تركيا تدخلهما في العراق بل نرفضه رفضا قاطعا , ولكننا ننبه الى خطر قادم من الغرب سيكون طعنة خنجر في خاصرة العراق آجلا أو عاجلا
العراق يسير نحو الكارثة اذا لم يصحوا الساسة الجدد وينسوا عيشتهم المذلة بالخارج ..ويكفوا عن التقاتل من اجل الامتيازات....الشعب العراقي يبحث عن معارضة قوية أولا وحكومة مؤسسات قوية ثانيا وبغير ذلك سوف نعود الى محاصصة تقودها الميليشيات والعصابات
فأين الشرفاء اللذين سيشكلون المعارضة ...هل هم موجودون فعلا أم هم من محض الخيال ...قولوا لي بربكم
مع تقديري