أكد وزير الخارجية العراقى هوشيار زيبارى تطابق مواقف العراق والصين تجاه القضية السورية، وعلى تجنب الحل العسكرى، كما أنهما متفقان على ضرورة إيجاد حل للملف النووى الإيرانى عبر المفاوضات مع دول مجموعة 5+ 1 وتجنب المنطقة المزيد من التوتر، لاسيما وأن العراق سيكون أكثر البلدان تضررا بحكم تجاوره مع إيران.

جاء ذلك فى مؤتمر صحفى مشترك عقده وزير الخارجية العراقى هوشيار زيبارى اليوم الأحد، مع نظيره الصينى وانج لى بمقر الوزارة فى بغداد، وقال زيبارى إننا بحثنا أوضاع الأزمة السورية والملف النووى الإيرانى والقضية الفلسطينية، بالإضافة إلى العلاقات الثنائية الاقتصادية والتجارية المتنامية بين العراق والصين.

وعن مدى تطابق مواقف البلدين تجاه القضية السورية، أكد وزير الخارجية العراقى هوشيار زيبارى على أن موقف العراق هو فى إيجاد تسوية سياسية تضمن حق الشعب السورى، وأن موقف العراق والصين متفقان على تجنب الحل العسكرى، وكذلك متفقان بشأن الملف النووى الإيرانى على إيجاد حل عبر المفاوضات مع دول المجموعة الدولية 5+1، وتجنب المنطقة لمزيد من التوتر لاسيما وأن العراق سيكون أكثر البلدان تضررا بحكم تجاوره مع إيران.

وفيما يتعلق بتبنى مجلس الأمن الدولى قرارا حول الوضع الإنسانى فى سوريا، ومطالبته بوقف الغارات على المدنيين ورفع الحصار عن المدن، بالإضافة إلى تضمنه تهديدا باتخاذ خطوات إضافية فى حالة عدم الالتزام بما ورد به.. وعلق وزير الخارجية الصينى بالقول "بداية إن العراق والصين بلدان عزيزان وشقيقان ومواقفهما متطابقة فى العديد من القضايا، وإن قرار مجلس الأمن الدولى يدل على عزيمة وتوافق المجتمع الدولى، ويرمز إلى تقدم مهم فى تشخيص الأوضاع فى سوريا".

وأضاف أن هناك علاقات صداقة تربط بين الصين وسوريا وحرصنا على تقديم الدعم للاجئيين السوريين عبر قنوات الأمم المتحدة، ولذلك نحن من البداية ندعم صدور قرار يحظى بتوافق المجتمع الدولى وقمنا بدور الوساطة والعمل فى صدور هذا القرار الذى يساهم فى الحفاظ على وحدة المجلس الدولى وهيبته، ويؤكد أن للأمم المتحدة دور مهم فى حل الأزمة السورية، داعيا جميع أطراف الصراع فى سوريا الالتفات لهذا القرار وإيقاف العنف وإطلاق النار ورعاية الجانب الإنسانى بما يحقق التقدم فى الوصول إلى حل يحقق طموحات شعبهم.

وردا على سؤال عن موقف الصين من الأزمة السورية وتأثيرها على العراق، وهل تنوى بلاده بيع أسلحة إلى العراق قال الوزير الصينى، إن الجانب الصينى يدعو إلى حل سلمى للأزمة السورية وهذه الرؤية متطابقة مع العراق، وأن الهدف الأساسى لموقف الصين ليس تجاه الأزمة السورية فقط، وإنما تدعو جميع الأطراف إلى الحفاظ على المبادئ الأساسية التى تحكم العلاقات الدولية بعدم التدخل فى الشئون الداخلية والحفاظ على أمن المنطقة وهذا تتصداه الأمم المتحدة.

وأضاف أن الأزمة السورية معقدة للغاية، وأن الحل السياسى لن يكون فى ليلة وضحاها وتعترضه الكثير من الصعوبات لكى يتحقق، ولكن بفضل الجهود المشتركة للمجتمع الدولى بما فيه الدور العراقى ونرى من الضرورة بإمكان بأن تستمر الجهود الدولية عبر مؤتمر جنيف2 مهما كانت صعوباتها من أجل التوصل إلى حل، ويجب أن يشارك جميع الأطراف السورية فى هذه الجهود.

وتابع وزير الخارجية الصينى، أنه من المعروف أن العراق يتأثر بالأزمة السورية أمنيا وفى الاستقرار والتنمية وحريصون على بذل جهود مشتركة لإيحاد حل دائم وتسوية للأزمة السورية، ولا أرى من الضرورى أن نوقع اتفاقية مع العراق بخصوص سوريا لأن البلدين متفقان على النظرة السياسية للأزمة.

فيما قال زيبارى، إن الصين لديها موقف متميز ولها إمكانية تأثير على الأطراف السورية، مشيرا إلى أن بكين تقف مع الحكومة العراقية فى جهودها بمكافحة الإرهاب، وأنها ستشارك فى المؤتمر الدولى لمكافحة الإرهاب الذى سيعقد فى بغداد الشهر المقبل.

وأضاف وزير الخارجية العراقى إلى أن المباحثات شملت أيضا جانب التسليح، ولكن لم يأت وزير الخارجية الصينى لهذا الموضوع فقط، وكانت مسألة التسليح إحدى جوانب مباحثاتنا.



أكثر...