بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله اللهم انفعنا بما علمتنا وعلمنا ماينفعنا وزدنا علما إخواني وبينما أنا اطلع واتحقق في نسب الصحابي الجليل تميم الداري اذ وجدته ورد هكذا تميم بن أوس بن خارجة بن سود بن خزيمة، وقيل: سواد بن خزيمة بن ذراع بن عدي بن الدار بن هانئ بن حبيب بن أنمار بن لخم بن عدي بن عمرو بن سبأ، كذا نسبه ابن منده وأبو نعيم، يكنى: أبا رقية بابنته رقية، لم يولد له غيرها، وقال أبو عمر: خارجة بن سواد، ولم ينقل غيره، وقال هشام بن محمد: تميم بن أوس بن جارية بن سود بن جذيمة بن ذراع بن عدي بن الدار بن هانئ بن حبيب بن نمارة بن لخم بن عدي بن الحارث بن مرة بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان. وهو من بني الدار ذلك البطن المشهور من عشيرة أنمار (بنو نمارة) من قبيلة لخم من بني مرة من قوم كهلان السبأيين القحطانيين من ذرية إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام. أما نسبته (الداري) فهي نسبة إلى جده السابع الدار (من عبد الدار) ويعني خادم البيت المقدس لأنه كان مقيما في أرض إبراهيم عليه السلام، وكان قيما على مقامه (المصدر ويكيبيديا الموسوعة الحرة) وبما ان تميم الداري من قبيلة لخم من سبأ القحطانية قطعا وقد ورد في هذا الحديث المرفوع : أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْوَاسِطِيُّ ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْعَبَّاسِ النِّعَالِيُّ ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ الْجَبَلِيُّ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي الأَذَنِيُّ ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ زِيَادِ بْنِ فَايِدِ بْنِ زِيَادِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ الدَّارِيُّ ، حَدَّثَنِي زِيَادُ بْنُ فَايِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ فَايِدِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ جَدِّهِ زِيَادِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ ، عَنْ أَبِي هِنْدٍ الدَّارِيِّ ، قَالَ : قَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ سِتَّةُ نَفَرٍ : تَمِيمُ بْنُ أَوْسٍ ، وَنُعَيْمُ بْنُ أَوْسٍ أَخُوهُ ، وَيَزِيدُ بْنُ قَيْسٍ ، وَأَبُو هِنْدِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَهُوَ صَاحِبُ الْحَدِيثِ ، وَأَخُوهُ الطَّيِّبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، " فَسَمَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ " ، وَفَاكِهُ بْنُ النُّعْمَانِ ، فَأَسْلَمْنَا وَسَأَلْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُقْطِعَنَا مِنْ أَرْضِ الشَّامِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " سَلُو حَيْثُ شِئْتُمْ " . فَقَالَ تَمِيمٌ : أَرَى أَنْ نَسْأَلَهُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ ، وَكُوَرَهَا ، فَقَالَ أَبُو هِنْدٍ : وَكَذَلِكَ يَكُونُ فِيهَا مُلُكُ الْعَرَبِ ، وَأَخَافُ أَنْ لا يَتِمَّ لَنَا هَذَا ، فَقَالَ تَمِيمٌ : فَنَسْأَلُهُ بَيْتَ حَبْرِينَ وَكُوَرَتَهَا ، فَقَالَ أَبُو هِنْدٍ : هَذَا أَكْبَرُ وَأَكْبَرُ ، فَقَالَ : فَأَيْنَ ؟ . فَقَالَ : أَرَى أَنْ نَسْأَلَهُ الْقُرَى الَّتِي يَقَعُ فِيهَا حِصْنُ تَلٍّ مَعَ آثَارِ إِبْرَاهِيمَ ، فَقَالَ تَمِيمٌ : أَصَبْتَ وَوُفِّقْتَ ، قَالَ : فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " تَمِيمُ ، أَتُحِبُّ تُخْبِرُنِي مَا كُنْتُمْ فِيهِ ، أَوْ أُخْبِرُكَ " ؟ . فَقَالَ تَمِيمٌ : بَلْ تُخْبِرُنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ، نَزْدَدْ إِيمَانًا ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهِ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَرَدْتُمْ أَمْرًا ، وَأَرَادَ هَذَا غَيْرَهُ ، وَنِعْمَ الرَّأْيُ رَأَى " . قَالَ : فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقِطْعَةِ جِلْدٍ مِنْ أَدَمٍ فَكَتَبَ لَنَا فِيهَا كِتَابًا نُسْخَتُهُ : " بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ . هَذَا ذِكْرُ مَا وَهَبَ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ لِلدَّارِيِّينَ إِذْ أَعْطَاهُ اللَّهُ الأَرْضَ ، وَهَبَ لَهُمْ بَيْنَ عَيْنِ حَبْرُونَ وَبَيْتِ إِبْرَاهِيمَ بِمَنْ فِيهِنَّ لَهُمْ أَبَدًا ، شَهِدَ عَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَلِبِ ، وَجَهْمُ بْنُ قَيْسٍ ، وَشُرَحْبِيلُ بْنُ حَسَنَةَ وَكَتَبَ " . قَالَ : ثُمَّ دَخَلَ بِالْكِتَابِ إِلَى مَنْزِلِهِ ، فَعَالَجَ فِي زَاوِيَّةٍ الرُّقْعَةَ ، وَعَسَاهُ شَيْءٌ لا يَعْرِفُ ، وَعَقَدَهُ مِنْ خَارِجِ الرُّقْعَةِ بِسَيْرٍ عَقْدَيْنِ ، وَخَرَجَ إِلَيْنَا بِهِ مَطْوِيًّا وَهُوَ يَقُولُ : إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ سورة آل عمران آية 68 ، ثُمَّ قَالَ : " انْصَرِفُوا حَتَّى تَسْمَعُوا بِي قَدْ هَاجَرْتُ " . قَالَ أَبُو هِنْدٍ : فَانْصَرَفْنَا ، فَلَمَّا هَاجَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم إِلَى الْمَدِينَةِ قَدِمْنَا عَلَيْهِ فَسَأَلْنَاهُ أَنْ يُجَدِّدَ لَنَا كِتَابًا ، فَكَتَبَ لَنَا كِتَابًا نُسْخَتُهُ : " بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ . هَذَا مَا أَنْطَى مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ لِتَمِيمٍ الدَّارِيِّ وَأَصْحَابِهِ ، إِنِّي أَنْطَيْتُكُمْ عَيْنَ حَبْرُونَ وَالرَّطُومَ ، وَبَيْتَ إِبْرَاهِيمَ بِدِمَنِهِمْ ، وَجَمِيعَ مَا فِيهِمْ نَطِيَّةً بَتَةً وَنَفَّذْتُ ، وَسَلَّمْتُ ذَلِكَ لَهُمْ وَلأَعْقَابِهِمْ مِنْ بَعْدِهِمْ أَبَدَ الأَبَدِ . فَمَنْ آذَاهُمْ فِيهَا آذَاهُ اللَّهُ . شَهِدَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي قُحَافَةَ ، وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ، وَعُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ ، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، وُمُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ ، وَكَتَبَ " . فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَوَلِيَ أَبُو بَكْرٍ ، وَجَّهَ الْجُنُودَ إِلَى الشَّامِ فَكَتَبَ لَنَا كِتَابًا نُسْخَتُهُ : بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مِنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ إِلَى أَبِي عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ ، سَلامٌ عَلَيْكَ ، فَإِنِّي أَحْمَدُ إِلَيْكَ اللَّهَ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ ، أَمَّا بَعْدُ : امْنَعْ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ مِنَ الْفَسَادِ فِي قُرَى الدَّارِيِّينَ ، وَإِنْ كَانَ أَهْلُهَا قَدْ جَلَوْا عَنْهَا ، وَأَرَادَ الدَّارِيُّونَ أَنْ يَزْرَعُوهَا ، فَإِذَا رَجَعَ أَهْلُهَا إِلَيْهَا فَهِيَ لَهُمْ وَأَحَقُّ بِهِمْ ، وَالسَّلامُ عَلَيْكَ " . انتهى

وهذا الوقف النبوي لتميم الداري قد جدد في عهد الدولة العثمانية بما يسمى الطابو وأترككم مع المقال


وقف نبوي في فلسطين

وثيقة تعرض لوقف نبوي في فلسطين و مفهوم الطابو و مسح الأراضي في الدولة العثمانية


أحمد آق گوندوز

ترجمة: عامر الهنيني


إن التلاحم بين الدولة العثمانية و المؤسسة الوقفية و الفن الكامن في تخريج سجلات الأملاك (الطابو) و مسح الأراضي المادية و المعنوية لأراضيها بالهيئة و الكيفية التي كانا عليها لحقيقة لا يمكن إنكارها.
سارت أعمال تحرير الطابو التي بدأت في زمن السلطان سليم الأول و ابنه سليمان القانوني وفق آلية تفوق نظيراتها في يومنا هذا تقدّما ً و تنوعا ً. ومازالت أعمال تحرير الطابو الخاصة بأراضي أكثر من ثلاثين دولة محفوظة أرشيفيا ً إلى اليوم تحت اسم " القيود الخاقانية" في سجلات أو دفاتر في الأرشيف العثماني تربو على الألف وثيقة. ومن هنا سنبحث في وثيقة مهمة تفصح عن مدى محافظة الدولة العلية على مؤسسة الأوقاف بعناية فائقة و احترامها لها:

وفد صحابي يدعى " تميم الداري" على رسول الله- صلى الله عليه و سلم- في العام التاسع أو العاشر من الهجرة (1)، و استقطعه أراض بعينها في فلسطين ، فأمر النبي – صلى الله عليه و سلم- و كأنه يرى فلسطين بأم عينيه تحت سيطرة المسلمين بكتابة وثيقة على رقعة من أدم تتضمن إعطاء تلك الأراضي لتميم الداري جاء فيها (2):

" هذا كتاب ذكر فيه ما وهب رسول الله للداريين إذا أعطاه الله الأرض، وهب لهم بيت عينون و حبرون و بيت إبراهيم، بمن فيهن أبدا ً.

شهد العباس بن عبد المطلب، و (أبو بكر الصديق)، و (عمر بن الخطاب) و (عثمان بن عفان) و (علي بن أبي طالب) "

لقد عمل الخليفة الراشد عمر بن الخطاب - رضي الله عنه- بمقتضى هذا الأمر النبوي أو " الإنطاء الشريف" حينما فتح المسلمون أرض فلسطين، و ذكر المؤرخون المسلمون أن هذه الوثيقة عينها ما زالت بحوزة آل تميم الداري فآل حالها إلى وقف لأنها أساسا ً عبارة عن إقطاع تمليكي.

في سنة 922 هـ/1517م دخلت فلسطين تحت سيطرة آل عثمان و التحقت إداريا ً بولاية الشام و مدنها بألويتها، و في عام 1527م بدأ العمل بنظام لسجلات الطابو و مسح الأراضي يفوق الوصف، فقد تضمنت السجلات (الدفاتر) لكل مكان معين أسماء المكلفين بأداء الضرائب و المعفين عنها، و اسم كل مالك أرض و نوعيتها: ملكا ً أو وقفا ً، و سبب إعفاء أشخاص معينين أو أراض بعينها عن الضريبة، و قيد الفرمان الخاص بهذه الشؤون، كما كان كل قانون نامة متعلق بعنوان كل سجل للطابو أو خاص بلواء أو ولاية يدرج متنه في هذه الدفاتر.

جرى مسح للأراضي الوقفية المذكورة في بداية العهد العثماني في فلسطين فوجدت من الحرمة و الخصوصية التي راعتها فرمانات سلاطين آل عثمان ما فاق سواها من الأوقاف، و تم اعتبارها وقفا ً نبويا ً في دفاتر تحرير الطابو بعد أخذ رقعة الإنطاء النبوي و السجلات الأخرى الخاصة بعين الاعتبار.

و ما زال القيد المتعلق بها موجودا ً في دائرة الأرشيف العثماني إلى اليوم بين دفتي الدفتر رقم 522 المؤرخ في عام 980 هـ/ 1572م في عهد الخليفة سليمان القانوني. و ينص على ما يلي:


" وقف سيد المرسلين و حبيب رب العالمين سيد العرب و العجم إمام المكة و الحرم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن عبد مناف بن هاشم عليه أفضل الصلوة و أكمل التحيات على تميم الداري الأنصاري رضي الله عنه و أولاده و أولادهم و ذريتهم و أنسابهم و أعقابهم بموجب الإنطاي الشريف و بموجب دفتر أوقاف علي بك:

قرية بيت عينون تابع خليل الرحمن تماما ً.
أرض (مدينة) خليل الرحمن تعرف بحبرون وصرا و بيت إبراهيم تماما ً.
مزرعة مرطون الآن تعرف (بالرامة) تابع خليل الرحمن تماما .ً
دكاكين في سوق مدينة خليل الرحمن تعرف بوقف تميم في أرض عليه (الآن) 65 بابا ً" (3)

إن هذه الوثيقة التي قدمناها كنموذج تسجيل الأملاك (الطابو) و سجلات مسح الأراضي في الدولة العثمانية تعرب لنا بجلاء عن مبلغ الأهمية التي أولته الدولة لمؤسسة الأوقاف و مدى الدقة و الكمال المنجز في أعمال تحرير الطابو و مسح الأراضي. و قد احتضنت دفاتر و سجلات الطابو العثمانية هذه الأوقاف كأراض إسلامية ينتفع بها الجميع من مسلمين و غير مسلمين ؛ مقيمين و وافدين. إن الأوقاف مؤسسة تستمد دفقها من معين حب الله و الإنسان، و موقف الدولة العثمانية منها أثار تقدير و اهتمام المسلمين الآخرين، و لنستمع إلى كلمات العالم الحنفي " الحموي " في هذا الشأن: " لقد وصفت كتب أهل الكشف و العرفان بني عثمان على أنهم أعدل من أمسك زمام دولة بعد الصحابة الكرام" (4).


الرابط:
http://www.osmanli.org.tr/dosyaara.php?bolum=2&id=369


مراجع الكاتب



1- صبح الأعشى لأبي العباس أحمد القلقشندي (13/ 118-122)، طبعة 1915، القاهرة.
2- آصاف نامة، لطفي باشا (ص 24-25)، طبعة 1326، استانبول.
3- دفتر طابو رقم 522 (ص 166)، الأرشيف العثماني.
4- الأجوبة لأحمد الحموي، مخطوطة رقم 1152 (ص 129)،مكتبة السليمانية، أسعد أفندي.



مراجع المترجم


تميم بن أوس الداري رضي الله عنه: راهب أهل عصره، و عابد أهل فلسطين. تأليف: محمد محمد حسن شراب. سلسلة أعلام المسلمين. دار القلم-دمشق. الطبعة الأولى (1410هـ / 1990م)

ملاحظات



(1) تشيرالمصادر الإسلامية بالتواتر إلى أن تميما ً الداري قدم إلى المدينة في عام الوفود (9هـ) مع وفد عشيرته " الداريين " و هم من قبيلة " لخم " القحطانية التي سكنت فلسطين و بلاد الشام و العراق بعد انهيار سد مأرب و هناك روايات أن وفد الداريين اللخميين قد وفد على النبي قبل الهجرة و قد أعطوا عهد إقطاع من النبي - صلى الله عليه و سلم- ثم أكده - صلى الله عليه و سلم - بالإنطاء المشهور- الذي ورد بأكثر من صيغة في المصادر- في عام الوفود وإن كان الأستاذ محمد شراب قد ضعف رواية الإسلام المبكر للداريين في مكة و بيّنه.

(2) لقد خلط الكاتب - سامحه الله- بين شهود الوثيقتين مستندا ً إلى كتاب صبح الأعشى حيث لم يقرأ النص جيدا ً فينقله بالشكل الصحيح. و سأورد صيغة الإقطاع للداريين في مكة و المدينة حسب كتاب صبح الأعشى ،أوردهما و استشهد بهما الأستاذ محمد شراب كذلك:


نص الإقطاع النبوي للداريين نقلا ً من طرق ابن عساكر:



بسم الله الرحمن الرحيم



هذا كتاب ذكر فيه ما وهب رسول الله للداريين إذا أعطاه الله الأرض، وهب لهم بيت عينون و حبرون و بيت إبراهيم، بمن فيهنّ أبدا ً. شهد عباس بن عبد المطلب، وابن قيس، وشرحبيل بن حسنة و كتب..



نص الإقطاع النبوي لتميم الداري في المدينة الذي اطّلع عليه القلقشندي في مدينة الخليل (نص الإنطاء):


بسم الله الرحمن الرحيم


هذا ما أنطى محمد رسول الله لتميم الداري و إخوته حبرون و المرطوم و بيت عينون و بيت إبراهيم و ما فيهن نطية بت بذمتهم و نفذت و سلمت ذلك لهم و لأعقابهم فمن آذاهم آذاه الله، فمن آذاهم لعنه الله.

شهد عتيق بن أبو قحافة، و عمر بن الخطاب، و عثمان بن عفان و كتب علي بن أبو طالب و شهد.

(3) لي على هذا القيد عدة ملاحظات:

- في نسب النبي - صلى الله عليه و سلم- جاء: محمد.... بن عبد مناف بن هاشم و الصواب محمد.... بن هاشم بن عبد مناف.

- لا أدري هل تنطبق كلمة " الأنصاري" على تميم -رضي الله عنه- أم لا فهو لم يكن من الأوس و الخزرج رغم أنه من القحطانية كما أن إسلامه كان متأخرا ً(9هـ).

- أي كلمة بين علامتي تنصيص تعني أني أظنها هكذا من سياق الوثيقة لأن الكاتب أورد صورتها إلكترونيا ً و ليس الخط واضحا ً.

- وردت كلمة مرطون و الصواب المرطوم، كما وردت كلمة صرا و لعل الصواب سارة أو عين سارة في الخليل.


(4) هذه ترجمة العبارة من اللغة التركية إلى العربية، و لا أدري كيف هي العبارة الأصلية للحموي . انتهى


ما أريد الوصول إليه هو أن هذا الإقطاع النبوي أو الوقف النبوي من قبل الرسول لتميم الداري اللخمي القحطاني مؤكد انه حق لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- لاينطق عن الهوى إذاَ ما نصته هذه الأدمه في أملاك إبراهيم وآلت

إلى تميم الداري وعدم نزعها منهم وأنها لأبناءه كابرا عن كابر هو بلاشك دليل على أن الصواب في أملاك إبراهيم أن تكون أولا لمؤمن في الدليل "‏ إن أولى الناس بابراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين امنوا والله ولي المؤمنين ‏"

كما فسرها الحافظ ابن عساكر في (تاريخ دمشق) في سنده على أنها تعود للصحابي تميم الداري وفي هذا دليل على أن الله أعطى الحق لما لإبراهيم لمن تبعه ومن الذين تبعوه الرسول الكريم محمد خير البشر وثانيا أن يكون هذا الوقف

حق لذرية من خلف ابراهيم كما نصه الشارع الحكيم اي من سلالة إبراهيم وهذا دليل صريح على أحقية تميم الداري في أملاك إبراهيم عليه السلام وبمعنى آخر هذا يعني أن قبيلة لخم القحطانية من نسل اسماعيل ابن إبراهيم عليهما

السلام أرجو من الجميع المشاركة وإبداء الرأي وإن كنت على غير الصواب فأقبل من الجميع التصحيح والخروج بنقاش هادف وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .