• د.كاظم المقدادي


المـتن والهـامش kadhmalmqdadi.JPGفي الحياة هناك دائمآ...الاصل والمستنسخ..المعلوم والمجهول..المتن والهامش.

لكن..إنعطافات التاريخ المؤلمة تجعل من المتن هامشاً والهامش متناً..!؟

في الحضارات ايضاً.. هناك الحضارات الاصيلة (المتن) والحضارات الطفيلية (الهامش).. على سبيل المثال ..الحضارة السومرية البابلية حضارة اصيلة.. لكن سقوط بابل عام539 قبل الميلاد على يد القائد الفارسي كورش الاول سمح لقيام حضارة طفيلية اعتاشت على الموروث الحضاري البابلي .

الامبراطورية العثمانية هي الاخرى وبطفيلية تاريخية غير مسبوقة مهد لها السلاجقة استولت على الموروث الحضاري للدولة العباسية ..ومتحف اسطنبول شاهد على ذلك .

هاتان الانعطافتان التاريخيتان ..جعلت من ارض الرافدين مشروعاً للغزوات والاحتلال وبشكل ملفت للنظر..

انتهت بأحتلال امريكي همجي مرفوض .

الان يجرى الحديث مجدداً عن تمدد صفوي (نسبة الى الدولة الصفوية) والى نفوذ عثماني (نسبة الى الدولة العثمانية)

وانقسم العراقيون الى فريقين..الاول مرتاح لهيمنة ايرانية يديرها فيلق القدس والسفارة الايرانية ..والثاني نفوذ اقتصادي سياسي يشرف عليه وزير الخارجية التركي داود اوغلو.

العراق تحول من متن الى هامش ..ويعني ببساطة وحسب المصطلحات الحديثة..دولة فاشلة..دولة بالوكالة..وكلت امورها لسفارات اجنبية لاتبحث الا عن مصالحها..بينما نرى مصلحة العراق ضائعة وسط هذا الصراع الاقليمي المحموم.

في الثورات ..وحركات التغيير التاريخية..لابد ان ينبثق من رحمها قادة مفكروت ..والسياسة بلا فكر مثل اليابسة بلا ماء.




أكثر...