شعر عربي حديث

الشعر العربي الحديث كتعريف هو الشعر العربي الذي كتب في العصر الحديث. وصفة (العصر الحديث) يُقصد به الإطار الزمني الذي تتميز فيه معالم الحياة عن الأزمنة السابقة. هو إذا آخرً حلقة في السلسلة الزمنية التالية المتعلقة بالشعر (العصر الحديث - عصر النهضة - عصر الانحطاط - العصر العباسي - العصر الأموي - صدر الإسلام - العصر الجاهلي).
وقد درج مؤرخوا الأدب العربي على تصنيف الشعر العربي بحسب فترات زمنية تواكب العهودالزمنية للدول. كما يصنف أيضا بحسب الأمصار التي أنتج فيها من مختلف الأمصارالعربية والإسلامية.
بصفة عامة اعتاد دارسو الشعر العربي تصنيفه إلى فترتين أساسيتين: الشعر القديم والشعر الحديث. فالشعرالعربي القديم يقصد به كل شعر عربي كتب قبل عصر النهضة العربية, كما يقصد به كل شعر كتب على نمطه فيما بعد. ويمكن أن يسمى أيضا بالشعر التقليدي لكونه يسير في ركاب التبعية والتقليد، كما يسمى بالشعر العمودي نسبة إلى أسلوب كتابة أشطره المتناظرة بشكل عمودي.
والشعر العربي الحديث يقصد به كل شعر عربي كتب بعدالنهضة العربية. وهو يختلف عن الشعر القديم في أساليبه وفي مضامينه وفي بنياته الفنية والموسيقية وفي أغراضه وموضوعاته وفي أنواعه المستجدة والمختلفة.
جميع قصائد الشعر والدواوين التي وضعت في العصر الحديث هي شعر حديث بدءأ من أول قصيدة كُتِبَت إبان الحملة الفرنسية على مصر وبلاد الشام في الفترة ما بين 1798 – 1801 بأحد أقلام الرواد الأوائل - أعني رواد النهضة وانتهاءاً بآخر قصيدة كتبها شاعر في الوقت الحالي (عام 2010م أو 1431هـ).
صنوف الشعر العربي الحديث

يصنف الشعر العربي الحديث إلى مجموعة من الأصناف (كما يصنف الشعر القديم أصنافا متعددة) من بينها:

  • التصنيف حسب الأساليب، مثل: الشعر الحر، الشعر المرسل، شعر الحداثة، الشعر المعاصر، شعرالتفعيلة وقصيدة النثر.
  • التصنيف حسب الأجيال، مثل: شعرالستينات، شعرالسبعينات، شعرالثمانيناتشعر التسعينات شعر القرن الحادي والعشرين.

لكن بعض هذه التصنيفات قد لا تعني شيئا غير الرغبة في التصنيف، وأحيانا تكون مثارا لنزاعات متبادلة بين أطراف متصارعة من مبدعين ونقّاد, إلا أن الأهم من كل ذلك هو وجود بعض الخصائص الفنية والموضوعات المختلفة بين النصوص الشعرية لكل فئة من الفئات المذكورة.
نقاش في الشعر العربي الحديث

يقصد بهذا التعبير ما كتبه شعراء كثيرون على غير منهاج الشعر التقليدي أو الاتباعي (كلاسيك) في آداب لغاتهم. وقدظهر في الأدب العربي أواخر النصف الأول من القرن العشرين، ولاسيما على يد الريحاني والسياب والملائكة والمهجريين العرب في عدد من بلدان أوروبا التي قصدوها لللاستقرار فيها، وخاصة إيطاليا وفرنسا وبريطانيا ثم الولايات الأميركية. وكان من أبرز الاختلافات التي أثارها هذا الاتجاه ما أثير حول (الأصالة والمعاصرة) في كتابه وإنتاجه، على مدى عقود من السنوات، استغرقت حوالي قرن من الزمن. وقد لاحظ الناقد العربي السوري الدكتور (محمد ياسر شرف) أنه مرّت ثلاثون سنة على الشعر العربي ابتداء من النصف الثاني للقرن العشرين، وكتّـابه يتجاذبون الاتهامات حول الأصالة والمعاصرة. ثم انضافت تجاذبات أخرى بينهم حول التقليد والحداثة، ولم تلبث أن حدثت ثورة المعلوماتية التي انتهى القرن العشرون في طوايا إنجازاتها، وقد نشرت المعارف بين الناس وأتاحت أنواعاً جديدة من التواصل عبر القارات فاتحة الفضاء الإلكتروني دون حدود. ورأى الدكتور شرف أنه بينما اختلفت القضايا التقليدية المطروحة للمناقشة بين شعراء البلدان المتقدمة صناعياً باستمرار، بقيت الأغلبية العظمى من شعراء العرب عند مناقشة قضاياهم التقليدية بذاتها، لتنقل أقوال القرون الماضية التي سادت في مجادلات القرن العشرين إلى القرن الواحد والعشرين دون تغييرات جذرية أحياناً، وبعيداً عن منجزات العلوم الإنسانية والتجريبية الجديدة في أحيان أخرى أيضاً. وقرر الدكتور محمد ياسر شرف أن بعض المحلّلين المختصّين قد توصل إلى استنتاج يقول: إن تكرار المناقشات هو الذي منع الشعر العربي من التطور، وهذا ما تؤكده أرقام مبيعات كتب الشعر التي صدرت خلال الخمسين سنة الأخيرة، إضافة إلى ضعف مستوى الإنتاج الشعري نفسه وتكاثر الأدعياء وظهور أعداد كبيرة من الكتب المطبوعة ذات القيمة الفنية الهابطة.
وذكر الدكتور محمد ياسر شرف أن تصريحات كثير من الشعراء الروّاد والمعروفين بجودة إنتاجهم لدى النقّـاد تشير إلى أن الشعوب العربية فقدت اهتمامها بالإنتاج الشعري ـ بالدرجة الأولى ـ نتيجة التقدم العلمي وانصراف الناشئة والطلاب وخريجي الجامعات إلى متابعة العلوم الحديثة وحركة الاقتصاد واتجاهات سوق العمل، إضافة إلى جمود أفق الشعراء، وأدى هذا التأثير المزدوج إلى إضعاف تأثير التجارب القليلة الجيدة التي لا يمكن إنكار ظهورها في حركة التراكم الشعري للثقافة العربية.
ورأى الدكتور شرف أن حركة العشرية الثقافية العربية ماتزال بطيئة السير، بعد سنتين من ابتدائها ـ وتساءل هل ستستمر أوضاع الشعر العربي المجتمعية والاقتصادية والفنية سائرة باتجاه التدهور، أم إنّ عكس الاتجاه مايزال عملاً ممكناً،