أذكر ونحن فى السجن أن بعضنا كان يخرج كل يوم علينا من نافذة الزنزانة الضيقة، ليقص علينا رؤاه وأحلامه بأن الفرج قريب، وأن النظام القائم سيزول، وكانت تلك الرؤى والأحلام تكثر فى أوقات التضييق على المسجونين. كان الشيخ كرم زهدى من أكثر الناس تأثراً بالرؤى لكونه متفائل وعاطفى جداً، وتلعب الآمال المبشرة آثارها فى نفسه، أذكر أننى التقيته فى عربة ترحيلات، وكنا لا نزال نحاكم فى قضية الجهاد الكبرى، وقلت إنه لن يكون هناك إعدام لأحد منا، بينما كانت التوقعات تتحدث عن أكثر من خمسين، وكنت فى سجن الاستقبال بينما كان بقيتنا فى سجن طرة، وحين عاد الشيخ كرم بشر بتوقعى هذا، وسادت موجة تفاؤل كبيرة بين المسجونين. ...

أكثر...