عادل عبد المهدي سنراوح مكاننا ولن نغير شيئاً وسنستهلك انفسنا مرة اخرى، ان بقي الماضي القريب والبعيد يشدنا الى مواقع الخصومة والجهل والتعطيل.. فنعيش عقده واحقاده وتسقيطاته.. فلا نتقدم بل يتقدم الاخرون.. لتصبح الفارقة بيننا والاخرين نوعية وليس حسابية او كمية.. فيخترقنا “العطل البنياني”، اي اننا نقدم التضحيات والخسائر لكننا نبقى اسرى معادلة يتعذر الخروج منها.. فمبانيها ومفاهيمها وعلاقاتها المتبادلة ومصالحها لا تنتج سوى العنف والضعف والخصومة والجهل والتعطيل. الامم التي ارتقت وترتقي تتعلم دروس ماضيها البعيد والقريب.. وتجعله رصيداً لحاضرها ومستقبلها.. ليس في مجالات السياحة والاثار او الزيارات الدينية فقط، بل في مجال النظم والقيم والتقاليد واساليب التعايش. فالتقاليد المحافظة في بريطانيا او اليابان او الصين كامثلة لم تمنع تلك الدول في الانفتاح على ظروفها الجديدة، وهضم ما يمكن اطلاق حركة الحاضر والمستقبل. ايران المحافظة والاسلامية ورئيسها الشيخ روحاني لديه نظرة خلاقة مشدداً اهمية “قدرة استشعار الاحداث السياسية” وان “لا مجاملات مع الاخرين، بل علاقات متوازنة”.. و”كل ما يمس الامن الوطني خط احمر، وغير ذلك مسموح” وان “الشعب يكره التطرف ويريد الاعتدال.. والتفاعل مع العالم.. ولا يرغب في خلافات داخلية ويسعى الى تضامن ومصالحة وطنيين” وان “حل طرف رابح واخر خاسر لن يستمر طويلاً” وتابع “قال لي احدهم ان علينا خداع الطرف الاخر، فقلت له ان هذا العالم ولى، وبعضهم متأخر 50 سنة عن التاريخ”. وفي مرحلتنا للانتقال لعهد اخر، يجب ان نخرج جميعاً رابحين.. فلا غالب ومغلوب.. نستشعر حاضرنا وتطوراته واحداثه، بعيداً عن الافكار والممارسات الفاشلة، المعاصرة والقديمة.. فالعلاقات بيننا او مع غيرنا قائمة على التوازن والمصالح المتبادلة.. وضمان حقوق طرف مرتبط بضمان حقوق الاخرين. الخط الاحمر امن العراق وسيادته وثوابته الدينية والوطنية.. فنرفض العنف والارهاب وكل اشكال الاعتداء والظلم.. عدا ذلك، فجميع القوى الوطنية، بغض النظر عن مذهبها ودينها وقوميتها مكونات متعايشة تحل خلافاتها بالود والتوازن المتبادل.. والامر نفسه مع الدول العربية والاسلامية ودول العالم. فلقد استهلكنا انفسنا في نظريات المؤامرة والعداء والخيانات، واستحضرنا كل صراعات التاريخ والسنوات الماضية لندمر حاضرنا ومستقبلنا.. فلم نمنع عن انفسنا المؤامرات الحقيقة.. وحولنا علاقات الاخوة والجيرة لعداوت حقيقية، لا تبنى بها الاوطان، وترتقي بها الشعوب.

أكثر...