الوالدين والعائلة يستطيعون بناء الطريق للتعامل مع هذا الطفل ، بمعرفة قدراته والتعامل في حدودها ، وعدم الطلب منه فوق قدراته ، فتلك لها إنعكاسات سلبية ، وإن بناء قدراته تعتمد على العائلة التي تستطيع جعله في وضع أفضل بالتدريب والصبر ، وان الحب والحنان جزء مهم لزيادة الترابط.

ماذا تستطيع العائلة عمله ؟
الأم مدرسة إذا أعددتها ….. أعدت شعباً طيب الأعراق
إذا كانت مثلاً للطفل الطبيعي فإنها حقيقة للطفل المتوحد، فحتى مع وجود المعهد والمدرسة المتخصصة فإن العبء الأكبر يقع على الوالدين في تعليم المهارات الأساسية والتدريب على السلوكيات المرغوبة ، ولكن الطفل التوحدي له خصائصه ولا يمكن تدريبه كالطفل الطبيعي، كما أن لكل طفل توحدي مشاكله الخاصة به، لذلك فعلى الوالدين معرفة إعاقة طفلهم والمعوقات التي تعترض طريقه، وطلب المساعدة من المتخصصين وأهل الخبرة لرسم البرنامج التدريبي الخاص به وكيفية القيام به ومعرفة الأولويات لذلك، وأن يكون التدريب مركزاً على مشكلة واحدة في نفس الوقت، والصبر في ذلك للحصول على النتائج المرجوة ، وهنا لابد من ذكر بعض القواعد الأساسية في التدريب :
o الأطفال يميلون إلى تعلم السلوك المتبوع بمكافئة، وأغلى مكافئة هي الشعور بالمحبة.
o تعلم المهارة الجديدة يكون أسهل إذا جزئت إلى خطوات وأجزاء صغيرة.
o كل مهارة يجب أن تسبقها مهارة أخرى ( يجب أن نتعلم المشي قبل الجري )
o التشجيع والحث على أداء التجربة الجديدة وعدم إظهار الخيبة
o إستخدام المهارة التي أكتسبها الطفل في وقت سابق وأتقنها كعامل مساعد لإكتساب مهارة جديدة.
o الإستمرارية والتكرار والصبر أساس النجاح.

تعليم الاسم :
جميع الآباء يحبون تدليل أطفالهم ويطلقون عليهم الكثير من الأسماء تدليلاً لهم، والطفل يتجاوب مع هذا التدليل ، ولكن الطفل التوحدي لا يفهم ذلك ومن الأفضل إستخدام أسم واحد لكي لا يختلط عليه الأمر، ويمكن ترسيخ الاسم في ذاكرته من خلال استخدامه مع شيء محبب له ( خالد - الأكل ) لكي يعرف أن الغاية من ذلك هو لفت انتباهه ، كما يجب عدم ذكر الاسم في حالة الغضب والنهي ، ويفضل عدم تكرار أسمه عند الحديث مع الآخرين في وجوده.

تعليم الأوامر والنواهي :
الأوامر والنواهي جزء أساسي ومهم من التدريب السلوكي، في البداية يجب ربط الكلمات بالتلامس الجسدي وإظهار التعبيرات، وأن تقال كلمة (لا) بحزم (لا تلمس) وأن تكون الجملة قصيرة، وعند تطبيق الأمر وانتهائه بإعطاء الطفل المكافئة وإظهار الحب والامتنان، ولكن بعض الأطفال التوحديين يقاومون التواصل الجسدي كما اللفظي، ويرغبون أن يكون التفاعل معهم بشكل عنيف (حيث يجدون متعة في ذلك) لذلك يجب عدم مجاراتهم في ذلك، وتغيير هذا السلوك يتم عن طريق إجتنابه، وتكرار الأمر والنهي حتى يتم تطبيقه .

تعليم العناية بالذات :
وذلك يشمل ارتداء الملابس، الإغتسال، تنظيف الأسنان، التعود على قضاء الحاجة ( الحمام)، وغيرها من أساسيات الحياة اليومية، الطفل الطبيعي يقوم بتقليد والديه ومجتمعه لإكتساب المهارات والعادات، ولكن الأطفال التوحديين تنقصهم مهارة التقليد والمحاكاة، كما أن لديهم نزعة مقاومة التدريب والتعليم، وقد يكون التدريب مصدر قلق لهم مما يؤدي إلى هياج الطفل وصراخه، والتدريب على هذه المهارات لا يتم عن طريق شرح الأمر لهم ولكن عن طريق إشعارهم بكيفية الأداء عملياً عبر خطوات وحركات ثابتة، وأن يتم التكرار بنفس الطريقة مرات ومرات، وقد يحتاج الأمر إلى تجزئة المشكلة إلى خطوات صغيرة.

تعليم الأكل وأساليبه :
الطعام مهم لنمو الجسم والوقاية من الأمراض ، والطفل التوحدي لديه مشاكل مع الأكل ومنها النمطية ورفض بعض الأطعمة، لذلك ينصح بإستخام طاولة الأكل لجميع الوجبات، وقد يستخدم الطفل نفس الكرسي في نفس المكان وبنفس الأدوات والأطباق، وقد يتعود على وجود نفس الأشخاص في جميع الوجبات، كما قد يرفض وجود آخرين بسبب النمطية، وتكمن المشكلة في تعوده على نفس النوع من الأكل ورفض التغيير، وهنا يكون دور الوالدين في تغيير هذه السلوكيات ( حلول المشاكل ) .

التدريب على الحمام :
بعض الأطفال التوحديين يتقنون إستخدام الحمام في نفس العمر كأقرانهم الطبيعيين، وآخرون تكون لديهم صعوبات في ذلك مما يسبب قلقاً وإزعاجاً لوالديهم ومن يعتـني بهم في المنزل والمدرسة، وقد يعتمدون على الحفّاضات، وهنا ننصح بتغييرها حالما تبتل حتى لا يعتاد على البلل، وعند التدريب يجب معرفة شعورهم بالأمان وأن لا يكون هناك شعور سابق مؤذي للطفل، وأن يكون التدريب في وقت محدد من اليوم ( بعد الوجبات مباشرة) ليتعود على الوقت، وأن يترك على المرحاض لمدة معينة تزداد تدريجياً، وأن تكون المكافئة وإظهار الحب هي نهاية النجاح اليومي ( حلول المشاكل ).

التدريب على اللعب :
اللعب مهم جداً لحياة الطفل وتنمية مهاراته الحركية والفكرية، ولكن الطفل التوحدي لديه ضعف في القدرة الإبتكارية والتخيلية، لذلك فإن اللعب نفسه قد يكون مشكلة بدلاً من أن يكون متعة، وبعضهم يقوم باللعب بطريقة مكررة ونمطية وقد ينظر إلى اللعبة وقت طويل، كما أن البعض يرفضون الألعاب المحبوبة مثل الأرجوحة وكرة القدم، وقد تكون اللعبة نفسها خطراً على الطفل، وعند التدريب فقد يحتاج إلى جهد مضاعف، فتدريب دراجة ذات ثلاث عجلات يحتاج إلى شخصين أحدهما لتدريب الأرجل على الحركة، واللعب قد يكون هو الوسيلة التعليمية المناسبة وإستخدامها كرمز عند التدريب على السلوكيات الجديدة .

تعليم اللغة والتواصل اللغوي :
تختلف القدرة اللغوية والتواصل اللغوي من طفل لآخر ، كما أن بعض التوحديون يظهرون كأنهم صم ، والبعض لديهم صعوبات بسيطة ، وآخرون غير قادرين على إصدار النبرات الصوتية ، وتعليم اللغة ليس أمراً سهلاً ، لذلك فعلى الوالدين معرفة قدرات طفلهم والصعوبات التي تواجهه ، وأن يتلقوا تدريباً خاصاً على كيفية التدريب من متخصص في النطق ، وبعض الأطفال لديهم مشاكل كالترددية وعكس الكلام كما عدم فهم التشبيه والكناية وغيرها ، ومن المهم عدم تثبيط همة الطفل أو ترهيبه ، والصبر والمثابرة هي طريق النجاح.

معرفة صحة الطفل ومرضه :
ضعف القدرة على التواصل اللغوي وغير اللغوي من أساسيات التوحد ، لذلك فمن الصعوبة تعبير الطفل عن آلآمه أو الإشارة إلى موضع الألم ، لذلك فمن المهم على الوالدين ملاحظة طفلهم والإنتباه لوجود أي تغيرات مهما كانت بسيطة قد تدل على تغير حالة الطفل الصحية ، ومن أمثلة ذلك تغير أو إضطراب النوم ، ضعف الشهية للطعام ، وجود طفح جلدي ، إرتفاع درجة الحرارة ، وقد يكون الفحص الطبي مشكلة لدى الطفل التوحدي ، لذلك يجب إستخدام اللعب وتقليد الطبيب كطريق لأدائه ، وإذا تطلب الأمر إدخال الطفل إلى المستشفى فإن وجود والدته معه ضروري جداً .
اطفال الخليج