د. فؤاد معصوم . . . رئيساً لجمهورية العراق
حظي رئيس جمهورية العراق مام جلال الطالباني بمقام متميز رفيع في المشهد السياسي العراقي وماتضمنه من حراك وحوارات وتنافس وصراعات واصبح علمابارزا ورقما صعبا في العملية السياسية الى درجة حق لبعض الشخصيات المعروفة التي تتمتع بحضور قوي في هذا المشهد ان تطلق عليه لقب : ( شيخ السياسيين في العراق الجديد ) الذي تلا الاطاحة بنظام القسوة والتخلف والجهل لاقامة واقع سياسي آخر يعيد للانسان فيه كرامته وحريته ويضمن حقوقه وحياته الطيبة الآمنة الطبيعية وللبلد مكانته وحركته الحيوية بين بلدان العالم المتمدن .
واذا لم يكن الاستاذ جلال الطالباني ( شيخ السياسيين في العراق الجديد !! ) فهو ــ بدون ادنى شك ــ أحد أهم بناة العملية السياسية فيه وابرز قادتها ورموزها الفاعلين الذين يمتلكون حضورا فاعلا ومؤثرا ومغيرا في الاحداث السياسية وسيرها بل انه صانع وراسم لجزء كبير من خطها وتوجهاتها العملية المتصلة بطبيعة التداول للسلطة في البلاد وشكل العلاقة بين الهيئات التشريعية والتنفيذية والقضائية ومساهم اساسي في تنظيم شكل الحكم في الواقع السياسي الجديد .
وقد اظهرت التطورات والاحداث التي شهدها العراق بعد عام ( 2003 ) درجة عالية من البراعة والمهارة لدى شخصية السيد جلال الطالباني من خلال الادوار التي قام بها والمهام التي انجزها على مستوى تاهيل البلاد وتأليف الروابط بين السياسيين الجدد وجمعهم عند اشتداد الازمات والتقريب بينهم في ايام التصادم والصراع وحثهم على استخدام الحوار واعتماده آلية لتذليل العقبات وتقريب وجهات النظر بينهم بل بين كل مايحويه الوطن من التيارات والتنظيمات والكتل السياسية والحزبية من مختلف الانتماءات العرقية والدينية لبلوغ درجة الرشد السياسي الذي يكفل تحقق الصورة السائغة والحالة المنسجمة في حركة الادارة السياسية والاجتماعية والثقافية ... حتى انه غدا المرجل المحرك لعملية الحل في كثير من الاوقات العصيبة التي تعقدت فيها الحياة السياسية وعصفت باطرافها ازمات حادة ... اذ وفر هو نفسه ــ بعد بذل الجهود المضنية ــ الشروط الموضوعية والظروف المناسبة التي تأسست للحلول الناجعة والاتفاقات الضامنة لانقاذ البلاد من انهيارات تامة للعملية السياسية ...
ولسنا نجانب الصواب اذا قلنا ان هذه القدرة على الامساك بخيوط الفنون واللعبة السياسية والمهارة في صناعة الحلول للازمات انما هي نتيجة طبيعية لمسيرة زاخرة بالنضال من اجل الحرية والمعاناة في طريق السعي لنيل الحقوقالمشروعة ... وخلاصة لمراس مديد للانشطة السياسية والعلاقات الحيوية بفعاليات واحزاب وكيانات سياسية عالمية وبرجالات السياسة المعروفين بالاضافة الى امكاناته الذاتية من ذكاء وهمة عالية وتحصيل علمي وقدرة على الصبر والاصرار على بلوغ الاهداف ...
لقد بات من الواضح ــ اليوم ــ ان فخامة الرئيس الطالباني لم يعد قادراعلى مواصلة اشغال ذلك الدور المفصلي الذي استعرضناه واشرنا اليه اعلاه في العملية السياسية ولا التصدي لمهام اي موقع في الادارة بعدما تعرض لأزمة صحية حادة ( عافاهالله ) ...
ويبدو ان رفاق السيد الطالباني منهمكون في عملية انتقاء البديل الذي يمكن ان يحل محله ويشغل مكانه ليؤدي الدور الهام الذي كان يصدع به على شتىالمستويات في الواقع السياسي والاجتماعي في وطننا العراق ... فالمتابع للاحداث يلاحظ حراكا سياسيا دائبا تشهده المنتديات السياسية عامة والكردية خاصة واروقة الاتحاد الوطني الكردستاني بنحو اخص ... ويرى ان ثمة تسريبات تترشح الى السطح كاشفة عن مقدار العناية والاهتمام الذي توليه تلك المجالس لحسم هذا الامر الحساس الذي سينسحب بتداعياته على العملية السياسية برمتها ويكون له الاثر البين على كثير من اللحظات السياسية المفصلية في الواقع السياسي بل على طبيعة المعالجة والتعامل والحراك في المنعطفات الحادة التي تجتازها مسيرة البلاد سياسيا واداريا واجتماعيا ...
واذا كنا سلمنا باهمية الدور والفعل الذي يمكن ان يصدع به مقام رئاسة الجمهورية وخطورته ودقته فانه من البداهة بمكان ان تتأكد الحاجة لتضافر الجهود وتضامن القدرات للمساهمة في اختيار الشخصية الوطنية الامينة التي تتميز بسماتالاتزان والحكمة وتتمتع بالقدرة على ان ترقى لتكون محورا تجتمع حوله التيارات المتقابلة والاتجاهات المتضادة وتلتقي في ظلال رعايته كل الاطياف والمكونات الاجتماعية والسياسية والفكرية في المجتمع العراقي لتتحاور وتتفاهم على العمل لبلوغ الصورة الواضحة وادراك الخيار الافضل الذي تتحرك على هداه وتمضي وفق اصوله من اجل النهوض بالبلاد الى اعلى مقامات الرقي والازدهار وهداية ابناء الشعبالى انجع الحلول لما يجابهونه من معضلات ويواجهونه من مصاعب في حركتهم الناهضة ومسيرتهم العتيدة في طريق بناء وطنهم واستثمار ثرواتهم والصعود الى الدرجات الرفيعة العزيزة التي تلتمع فيها مظاهر صيانة حرية الجميع دون تمييز او ترجيح وحماية حقوق الانسان ... وتشاد أعمدة الحياة السعيدة الرغيدة العذبة الرضية ... نقول اذا سلمنا باهمية الدور الذي يصدع به مقام رئاسة الجمهورية وضرورة اتصاف الشخصية التي تشغل هذا الموقع بما ذكرناه اعلاه ... فان المراقب الحصيف والمحقق الخبير لايخالف الحقيقة اذا أقر بان شخصية الدكتور فؤاد معصوم تتوافر على اقصى الشروط اللازمة وتتمتع باكبر قدر من المواصفات المطلوبة لتحقيق تلك الاغراض ...
فالدكتور فؤاد معصوم شخصية اكاديمية سياسية عراقية كردية معروفة بالاعتدال والرزانة والتمسك بالمعايير والضوابط ... كما اشتهر عنه انه يتجنب الصدامات والاحتكاكات والمماحكات والعداوات مع الكتل والاحزاب والتنظيمات بل انه معروف بتمتعه بعلاقات ودية طيبة مع العاملين في شتى التيارات السياسية والاجتماعية والدينية وخصوصا المرجعيات الدينية دون ان تكون تلك العلاقات قائمة على اساس الانتماء الديني او السياسي او العرقي ...
ويبدو ان ثمة عوامل هامة صقلت هذه الشخصية المخضرمة وساهمت في تكوينها ونسج كيانها وبناء الذهنية المنفتحة على الاخرين والعقلية المنزهة عن التعصب والتلوث بالافات العرقية والطائفية والحزبية الضيقة ...
فقد نشأ الدكتور فؤا د معصوم في بيت وطني أصيل متدين مستقر في ظلرعاية المرحوم والده ( الشيخ الملا معصوم ) الذي كان رئيس علماء كردستان ... وهو عالم دين معروف بنشاطاته الخيرة البرة ودعواته الى التقريب والتفاهم بين ابناء الدين الواحد والمجتمع الواحد الذي يرتبط افراده ومكوناته بمصير مشترك ومصالح متكاملة وظروف متماثلة الى حدود بعيدة ... وقد ساهم ازدحام الناس بمختلف طبقاتهم الاجتماعية على باب هذا البيت في منح افراد العائلة مستويات عالية من التجربة الاجتماعية وماتقتضيها من التمتع باللياقات الاخلاقية العالية والحس الانساني الرفيع والمحفزات القوية الباعثة على الاندفاع بطريق السعي في حاجات الناس والتعامل مع متطلباتهم الحياتية ومحاولات توفير فرص العيش الكريم والتعليم والتطور المهني والنمو والازدهار والرقي والتقدم ...
ان الادارة السياسية للمجتمعات تحتاج احيانا الى رجل عقل يمسك بمفاصلها ويدفعها وفق الضوابط والسياقات العلمية والمنهجية الصارمة ... وتحتاج احيانا الى رجل قلب يغدق على ابناء المجتمع فيوضا من حنوه ودفقا من عواطفه وانسانيته دون اغفال قوانين الادارة والسياسة وسياقاتها طبعا ... ولكن هناك مجتمعات تجتاح ظروفا خاصة وعسيرة وتحتاج الى رجل يمكن ان يقال عنه انه رجل عقل وقلب في آن واحد ... ولسنا نجانب الحقيقة اذا قلنا ان الدكتور فؤاد معصوم يعد مصداقا صحيحا لهذا النمط من الرجال السياسيين الحكماء الامناء المخلصين المثقفين الذين يلتزمون بالضوابط والمعايير العلمية والسياقات المنهجية المالوفة ولايبتعدون عن فضاءات الحس الانساني المرهف المنتج والعاطفة الفياضة البناءة ... وذلك كله يتحرك في اطار المؤهلات العلمية العالية والممارسة العملية المتراكمة في شخصية الدكتور فؤاد معصوم الذي انهمك في العمل السياسي والثقافي والاجتماعي والانساني على امتداد عقود من الزمن ... فهو باختصار : ــــ
** شخصية اكاديمية وثقافية محترمة ... حاصل على شهادة الدكتوراه في الفلسفة الاسلامية من جامعة الازهر عام 1975 وموضوع اطروحته ( اخوان الصفا فلسفتهم وغايتهم ) .
** والده المرحوم الشيخ الملا معصوم كان رئيس علماء كردستان ومن دعاة التقارب المذهبي والتعايش الديني .
** استاذ سابق في كلية الاداب في جامعة البصرة ومحاضر في كلية الحقوق وكلية التربية بجامعة البصرة ايضا .
. ** أول رئيس وزراء لحكومة كردستان العراق في مطلع التسعينيات
. ** أول رئيس للمجلس الوطني العراقي بعد سقوط النظام المباد
. ** رئيس مجلس كتابة الدستور العراقي في بدايته
** أحد مؤسسي الاتحاد الوطني الكردستاني عام 1975 .
** رئيس التحالف الوطني الكردستاني داخل البرلمان العراقي حاليا .
. ** له خبرة طويلة في المجال السياسي والاجتماعي والثقافي
** شخصية محبوبة لدى جميع الكتل السياسية العراقية وبالخصوص المستقلين منهم .
** علاقاته الاكاديمية مع جميع العراقيين جيدة وممتازة ولاسيماالوسط الاكاديمي ... حيث تعاون معهم خارج العراق في زمن النظام المباد قبل عام 2003 وشارك في العديد من الندوات والمؤتمرات التي كانت تتعلق بمستقبل العراق .
** شخصية سياسية حيادية ... ولم يعرف عنه تبعيته لاحدى الدول .
** له سمعة طيبة وعلاقات حسنة مع جميع دول العالم المتمدن الحر ويحظى باحترام متميز من قبل مسؤوليها وشخصياتها السياسية ونخص بالذكر الدول العربية والجارتين ايران وتركيا .
. ** شخصية محبوبة لدى جميع الاكراد وخاصة لدى عائلة البارزاني
. ** شخصية عرفت بنزاهتها واستقامتها واتزانها
** لم يدخل في صراعات مع الاحزاب والكتل السياسية العراقية ... سواءا كانت عربية أم كردية أم تركمانية أم غيرها .
** رفيق درب رئيس الجمهورية مام جلال الطالباني ( عافاه الله ) وقريب جدا الى منهجه في التعامل السياسي والموقف الحيادي مع جميع الاحزاب العراقية .

لهذه الاسباب وغيرها يحسن المبادرة الى اتخاذ خطوات ايجابية لتعزيز ترشيحه واختياره رئيسا لجمهورية العراق ... نسال الله تعالى ان يوفقنا جميعا للبر بأمتنا الطيبة الكريمة المؤمنة المظلومة وخدمتها في طريق الحق والعدل والانصاف .

منقول من الفيس بوك
د. المهندس المعماري / رؤوف محمد علي الانصاري ـ