بسم الله الرحمن الرحيم :

وبعد :

مقال منقول من صحيفة البيان الأماراتية عن الرحال الأنجليزي ويلفريد ثيسيغر أو ويلفرد ثيسجر الملقب ب مبارك بن لندن و مع شهادة كل من الشيخ صالح بن مسعد الحتيش الصيعري أحد مرافقي مبارك بن لندن خلال عبوره الثاني للربع الخالي برفقة الشيخ صادر بن عجيان آل معــروف الصيعري -رحمه الله- و رجال من قبيلة أل كثير وهم "ابن كبينة" و"ابن غبيشة" و"ابن عمر" و"ابن كلوت" :
مصدر المقال :
مبارك بن لندن.. عابر الربع الخالي - البيان

المقال :
مبارك بن لندن.. عابر الربع الخالي



صداقات مع أبناء القبائل العربية :



لم يكن (ويلفرد ثيسيغر) الوحيد الذي قطع رمال الربع الخالي وعبرها، إنما سبقه الرحالة برترام توماس وهاري سانت جون فلبي، إلا أن مبارك بن لندن وحسب الرواة كان أكثر من وصف الربع الخالي وحدد طبيعته ووصف أهله، بل تعايش معهم إلى درجة أنه استبدل ملابسه التي كان يرتديها سابقا، بالثوب والغترة وتجرد من ملابسه الأوروبية وتحزم بالخنجـر العماني، أو ما يسمى بـ(الجنبية) عند بعض بدو الربع الخالي، وتعايش مع سكانه من البدو، وعقد معهم الكثير من الصداقات، وأحب فيهم الكثير من الصفات الإنسانية الحميدة كنبلهم وكرمهم وشجاعتهم.

استعان مبارك بن لندن في تنقلاته ورحلاته بالعديد من أبناء القبائل في الربع الخالي، ومنهم ضيف لقائنا الشيخ صالح بن مسعد الحتيش الصيعري أحد مرافقي مبارك بن لندن خلال عبوره الثاني للربع الخالي، حيث كانت رحلته من منطقة منوخ في بلاد الصيعر حتى الحسي قرب وادي الدواسر برفقة الشيخ صادر بن عجيان آل معــروف الصيعري -رحمه الله- من أجل حمايته من قبائل الربع الخالي.



مرافقو رحلات الشتاء السبع :



(سالم بن كبينة الراشدي )، أحد رفقاء درب ويلفريد ثيسيغر الذين رافقوه عبر صحراء الربع الخالي مرتين بين عامي 1945 و1950 للميلاد. كما رافقه رجلان اشداء من قبيلة الرواشد الهمدانية القحطانية التي تقع منازلها في صحراء الربع الخالي وهما "سالم بن غبيشة الراشدي" و"سالم بن كبينة الراشدي" وهما دليلان وأصحاب معرفه في رمال الربع الخالي.

ويقول: كنا أربعة أشخاص نرافق "مبارك بن لندن" رافقناه مدة سبع سنوات في فصل الشتاء فقط، فعندما يحل الشتاء في الإمارات كان يجيئنا "ابن لندن"، ويبدأ رحلته من حيث انتهت، وعندما يحل الصيف كان يعود إلى بلاده. ويضيف:"كان عمري 13 سنة عندما اختارني لمرافقته للرحلة، لأصبح فيما بعد المفضل لديه، كنت أذهب معه أربع مرات إلى "صحراء الربع الخالي" من الإمارات إلى عمان وبالعكس، وهنا أذكر استقبال المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لنا في مدينة العين، عندما دعمنا بالأموال والسلاح والزاد، وهو ما كان له الأثر الكبير في نجاح الرحلة".

منحه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وساماً تقديراً لجهوده الثمينة في اكتشاف المناطق العربية. ويرى "ابن كبينة" أن رحلة "ابن لندن" ورفاقه قد دخلت التاريخ من أوسع أبوابه لما لها من مكانة بين الاكتشافات الجغرافية في العالم.



مرجع تاريخي مهم :



يعد مبارك بن لندن مرجعا تاريخيا مهما للرحلة، قام بالتقاط صور نادرة للحياة اليومية في الامارات. ولعل كتاب هويدا عطا "عابرو الربع الخالي .. رجال مبارك بن لندن يتحدثون" يكتسب أهميته من كونه يعيد إلى الضوء هؤلاء الفتيان وهم في سن الشيخوخة ليدلوا بشهاداتهم، وهم محاطون بالأبناء والأحفاد الذين يسردون ولأول مرة؛

وقائع حية ويومية من تجارب هذه الرحلة الـــرائدة وهم "ابن كبينة" و"ابن غبيشة" و"ابن عمر" و"ابن كلوت".

وعن مغامرته في الصحراء العربية، قال: "إن حياة الصحراء القاسية أعادتني إليها، إنه الانجذاب نفسه الذي يعيد الرجال إلى القطب الجنوبي وإلى الجبال الشاهقة".



أسفاره غطت الشرق الأوسط :



ولد الرحالة البريطاني ويلفريد ثيسيجر في أديس أبابا عام 1910 وتوفي عام 2003. سافر إلى كل من الجزيرة العربية ــ السعودية والإمارات ــ والعراق وإيران وباكستان وغرب أفريقيا، وكتب عنها عدة كتب اشهرها كتاب "الرمال العربية"و"عرب الأهوار".

تلقى تعليمه في كلية إيتون، وكلية مغدلن بجامعة أوكسفورد، حيث حصل على المركز الثالث في تاريخها.

في عام 1930، ثيسيجر عاد إلى أفريقيا، والتي تلقى منها دعوة شخصية من قبل الامبراطور هيلا سيلاسي لحضور تتويجه. عاد مرة أخرى في عام 1933 في رحلة استكشافية، ممولة جزئيا من الجمعية الجغرافية الملكية، لاستكشاف مجرى نهر أواش.

بعد ذلك، في عام 1935، سافر إلى السودان ليعمل في دارفور وأعالي النيل. بعد ذلك، خدم ثيسيجر في الصحراء البعيدة المدى خلال حملة شمال أفريقيا.

لقد عبر ويلفريد ثيسيجر الربع الخالي مرتين بين عامى 1945 و 1950 للميلاد. وكان من أهم مرافقيه شابان من قبيلة الرواشد الكثيرية، وهما سالم بن كبينة الراشدي الكثيري، وسالم بن غبيشة الراشدي الكثيري إذ أطلق على نفسه مبارك بن لندن. اقتادته أسفاره إلى العراق وبلاد فارس (إيران حاليا)، وكردستان، وباكستان، وغرب أفريقيا، وكينيا. وعاد إلى إنجلترا في 1990م، وحصل على لقب فارس في عام 1995. ثيسيجر التقط صورا كثيرة خلال أسفاره، وتبرع بمجموعة واسعة من "السلبيات" أو الصور، بلغت أكثر من 25000 صورة إلى متحف بيت ريفرز، و أوكسفورد.



ثانية : خريطة قبائل شبة الجزيرة العربية و توضح موقع الربع الخالي و موقع قبيلتي الرواشد الكثيرية و قبيلة الصيعر كندة :