السائل: بطرس من مصر
سؤال: هل يوجد الفريسيون والصدوقيون اليوم؟ هل هناك طوائف يهودية وما هي؟

جواب: إن اليهود في جميع أنحاء العالم طائفة واحدة يؤمنون بالله الواحد وبالتوراة التي أنزلت على سيدنا موسى كليم الله. قبل تدمير البيت المقدس الثاني كان يوجد أربع وعشرون طائفة في أرض إسرائيل (التلمود الأورشليمي "سنهدرين" 29ج من أقوال الحاخام يوحنان) ومنهم الفريسيون والصدوقيون والسامريون أيضاً. ولكن لا يوجد أبداً اليوم من الفريسيين والصدوقيين.

بعد تأليف كتبي التلمود صار مذهبين عند اليهود. إن أهل الشام من اليهود يتبعون التلمود الأورشليمي أمّا يهود أهل العراق فإنهم يتبعون التلمود البابلي وكلاهما لهما جوهر واحد وهي المِشنا. في القرن الثامن بعد الميلاد نشأت فرقة القرائين من اليهود بالاعتماد على الكتاب المقدس العبري دون الرجوع إلى التوراة الشفهية وتفاسير وشروح وتعليمات الحاخامين على التوراة. واتخذوا تقويماً قمرياً يختلف نسبياً عن التقويم القمري اليهودي. ولم يتخلّ اليهود عن القرائين[1] واستمرّوا بتزويج أبنائهم وبناتهم لبعضهم بعضاً. لم نجد فرقاً كبيراً بين اليهود والقرائين فهم يقدّسون يوم السبت ولا يتناولون الأطعمة المحرمة ويحفظون جميع وصايا التوراة المكتوبة. ومنذ التاريخ كتب القرؤون تفاسير باللغة العربية عن التوراة وقواعد اللغة العبرية. يعيش كثير من القرائين اليوم في أرض إسرائيل ولهم مركز ديني في مدينة الرملة.

في القرون الوسطى سُمي اليهود الذين يعيشون في أوروبا المسيحية وخاصة في ألمانيا «اليهود الأشكنازيم» وسُمي اليهود الذين يعيشون في أسبانيا «اليهود السفاراديم» بالمعنى يهود الأندلس. وقد عاش اليهود الذين جاؤوا من بلاد الأندلس بعد تهجيرهم من أسبانيا المسيحية عام 1492م مع أخواتهم اليهود الذين كانوا يعيشون في منطقة الشرق الأوسط وحوض البحر المتوسط زمن العثمانيين واختلطوا فيما بينهم، وأطلق عليهم جميعاً اسم «اليهود السفاراديم». ويهود اليمن ويهود إثيوبيا ليست لهم علاقة مع المهجرين من أسبانيا ولا يسمهم «اليهود السفاراديم».

في بداية القرن الثامن عشر استقر إسرائيل بن إليعزر مؤسس حركة الحسيدية في أوكرانيا التي ما زالت حتى يومنا هذا. لليهود «الحاسيديم» مذهب خاص بهم، وهم ينتمون لليهود الأشكنازيم. وفي بداية القرن التاسع عشر نشأت الفرقة الإصلاحية في ألمانيا وانتشرت في غربي أوروبا ثم انتقلت إلى الولايات المتحدة. يؤمن الإصلاحيون بوحدانية الله وبأنهم من اليهود ولكنهم ابتعدوا عن قسم من الطقوس والتقاليد اليهودية. وقد قام اليهود المتدينون في أوروبا والذين يُطلق عليهم «الأرثوذكسيون» بالرد عليهم بوجوب العودة إلى التوراة والدين اليهودي المتوارث عن الأجداد والآباء. وقد حدث ذلك الاختلاف في أوروبا فقط، ولم تنتقل آثاره إلى منطقة الشرق وشمالي إفريقيا.

يؤمن اليهود جميعاً بما قال الحاخام هيلل (التلمود البابلي "سبت" 31ب) بأن الأخلاق الجيدة والعيش بسلام مع الآخرين من أهم وصايا التوراة.



-----

[1]قد اكتشفت مخطوطات عهد الزواج التي تشهد على ذلك. مثلاً كُتب عهد الزواج في مدينة صور في بداية القرن الحادي عشر الميلادي واكتشف في الفسطاط (القاهرة القديمة) في إحدى الكنس المسمى «كنيس ابن عزرا». فيها نجد رجلا عريساً تبع التوراة الشفهية والعروس كانت من أهل القرائين. وطُبعت هذه المخطوطة في كتاب الباحث موردوخاي عاقيبا فريدمان «الزواج اليهودي في فلسطين» (أورشليم، 1981م باللغة الإنكليزية) المجلد الثاني صفحة 287- 301 Antonin 637r,v

منقوول