وثائق غزو الترك (المصريين ) لبني تميم في حوطة بني تميم ملحمة رهيبة
هذه الوثيقة محفوظة في دار الوثائق القومية بالقاهرة وتاريخ الوثيقة هو سلخ (نهاية) ربيع الثاني 1253 للهجرة , وقد كتبها قائد الجيش الميرلواء إسماعيل أغا وهاك نصها :



(يعرض عبدكم ما يلي : في اليوم الثامن والعشرين من شهر ربيع الأول الحالي , قمنا من الرياض نقصد الحوطة ونعام والحريق والحلوة من قرى نجد , التي جنح أهلها إلى العصيان .... ) ثم بدأ يفصل في ذكر الجيش فذكر من الرؤساء القادمين معه عبد الكريم أغا الغزولي وحسين أغا الداغلي زاده ومن رؤساء المشاة : عبد الله أغا , ونوري أغا , ومحمد أغا الكردي , وإبراهيم عبيدة أغا رئيس المغاربة , وأبو بكر أغا رئيس الهوارة يصحبهم رجالهم , وذكر أن بصحبتهم مدفعين ثم قال ( وقد بتنا تلك الليلة إلى جانب المياه المسماة ( الجزعة ) وفي مساء اليوم التالي , وصلنا القرية المسماة حاير ( الحاير ) إلى قرية ( السلمية ) فوصلنا إليها نحو الساعة الثامنة , وفي صباح اليوم التالي قمنا من هذه القرية وفي نحو الساعة السادسة وصلنا قرية ( الدلم ) وبما أن الشعير والقمح متوفران في هذه القرية فقد أقمنا فيها مدة عشرة أيام لشراء ما نحتاج إليه منهما وفي اليوم الثالث عشر من شهر ربيع الآخر قمنا من هذه القرية وأتينا قرية ( ذميكة ) – يقصد زميكة – حيث أقمنا فيها يوما واحدا وفي اليوم التالي غادرناها وأتينا المياه المسماة ( خفس ) وبما أننا استصوبنا الرحيل في اليوم التالي من هذه الجهة حوالي الساعة السادسة ومداومة السير طيلة ذاك اليوم , الليل أيضا , والسير في اليوم التالي على قرية ( الحلوة ...) – من قرى حوطة بني تميم ويسكنها بنو تميم – التي تقع بالقرب من الحوطة – يقصد بالحوطة هنا المحلات التي يسكنها آل مرشد وآل حسين من بني تميم وهم الرؤساء ذلك الوقت هم وبنو عمومتهم أهل الحلوة وإنما بدأ الترك بالحلوة لأنهم بأعلى وادي المجازة وآل مرشد وآل حسين بأسفله – نعود إلى نص الوثيقة : ( فقد برفقة القائم مقام خالد أفندي بن سعود – يقصد خالد بن سعود من آل سعود الذي كان مواليا للترك ضد الإمام فيصل بن تركي - , وبرفقته نحو ثلاثمائة من حملة البنادق من أهالي الرياض , وحسين أغا الداغلي زاده من رؤساء الأدلاء , عندما أشرقت الشمس ليكونوا طليعة أمام الجيش , وعندما كان الجيش على وشك الزحف خلفهم , كما هي العادة كان الأفندي – يقصد خالد بن سعود – والأغا المومأ إليهما , قد وصلا في نحو الساعة الرابعة إلى قرية الحلوة وألفيا الأشقياء – سمى بني تميم من أهل الحوطة أشقياء ليس لهم ذنب إلا أنهم اتبعوا المنهج الحق وقاوموا الظلم الجائر – قد أقاموا المتاريس في الجبال القائمة إلى جانب القرية وفي المضيق المؤدي إليها – يقصد الجبال الجنوبية الشرقية للحلوة - واستعدوا لقتالنا فحمل ابن سعود والأغا المذكورين عليهم , وأكرها الأشقياء على مغادرة المتاريس التي أقاموها هناك ثلاث مرات واستوليا عليها حيث تقهقر الأشقياء بعد ذلك وانسحبوا على سفح الجبل – يقصد الجبل الشمالي والحقيقة كان انسحابهم لأجل علمهم بالمدد القادم من أبناء عمومتهم ليفاجئوا بذلك الترك الأشقياء – وبينما كان الحال على هذا المنوال أحطنا علما بذلك فعمدنا إلى إرسال عبد الكريم أغا رئيس الأدلاء بجماعة حوالي الساعة التاسعة لإمداد طليعتنا وعند وصوله إلى القرية المذكورة – يقصد الحلوة – زحف الجميع على الأشقياء وطردوهم من المكان الذي اعتصموا فيه ولا كان الأشقياء قد انحدروا إلى الجبل , فقد سلمنا المدفعين مع بعض العساكر إلى البكباشي ألفي إبراهيم أغا , وأبقيناهم في المؤخرة حيث زحفت عبدكم – يقصد نفسه أي إسماعيل أغا وقد سمى نفسه عبدا – مع طائفة من العساكر إلى الأمام وعند وصولي إلى القرية الآنفة الذكر هاجمت الأشقياء بالمشاة والفرسان من العساكر واستولينا بعناية الله على قرية الحلوة وفي نحو الساعة العاشرة , لحق بنا إبراهيم أغا الألفي , بمن معه من العساكر والمدفعين , فسيرنا جميع العساكر على الأشقياء الذين اعتصموا بالبساتين وداخل القرية , فنكل بمن نكل منهم , وانهزم من تبقى منهم وتسلقوا الجبل القائم خلف القرية من الناحية الأخرى – الجبل الشمالي – وبينما كانت العساكر تتعقب الذين سلكوا طريق الجبل وتطاردهم , خرج من قرية الحوطة القريبة جدا من الحلوة – يقصد آل مرشد وآل حسين ومن معهم من الهزازنة أهل الحريق – طائفة كبيرة من أهاليها بقصد إمداد الأشقياء , فجيء بالمدفعين إلى خشم الجبل – المراد خشم المسميات – لضرب الأشقياء بينما كانت تطلق نيرانها عليهم , وكان فرساننا ومشاتنا مشتبكين في قتال مع الأشقياء في بطن الوادي , وإذ ذاك ظهرت طائفة أخرى من أهالي الحوطة وتقدمت إلى قتالنا من مكان يقع قبالة الخشم المركز فيه المدفعان , ولما كان مقر حملتنا يقع بالقرب من الجهة التي نحارب فيها وكانت بعض الأعمال قد أنزلت عن الجمال , والبعض الآخر على وشك الإنزال , عمد أصحاب الجمال إلى أنها من جمالهم بعثة , وفروا بها – يقصد أهل الخرج والدلم – ولما شاهدهم العساكر وهم يتهربون بالجمال , انسحب كل واحد ليلحق بالجمال , وتلك الآونة هاجم الأشقياء على المدفعين , فتقدم البكباشي إبراهيم أغا الألفي من ناحية , وعبدكم – يقصد نفسه أي إسماعيل – من ناحية أخرى , إلى إرجاع العساكر بالسيف , ودار قتال عنيف بالقرب من المدفعين , على أن الجمال كانت قد ابتعدت إلى مسافة شاسعة , فانهزمت عساكرنا بتقدير الله , ولم يبق إلى جانب المدفعين أحد فاستولى الأشقياء عليهما , واستشهد في هذه الموقعة عبد الكريم أغا الغزولي , من رؤساء الأدلاء , واليوزباشي المدفعي أحمد أفندي , والملازم الثاني المدفعي عارف أفندي – يقصد بالمدفعي أنه من رؤساء حرس المدفعين المتمركزين على الجبل – وفي نحو الساعة الحادية عشرة ونصف انسحبنا جميعنا من هناك وفي نحو الساعة السادسة من اليوم التالي وصلنا إلى ذميكة – زميكة – والدلم المار ذكرهما وهاتان القريتان كانتا قد أظهرتا نحونا الولاء والإخلاص عندما مررنا بهما في المرة الأولى , وابتعنا منهما مقادير من المؤنة نقدا ....) ثم ذكر أن أهالي الدلم غدروا بهم وقاموا بإطلاق النار عليهم ثم يتابع في وثيقته فيقول : ( وأخذنا طريقنا إلى الرياض رأسا حيث داومنا ذلك اليوم وتلك الليلة وفي صباح يوم 21 ربيع الثاني , في نحو الساعة الثانية عشرة وصلنا الرياض , ولئن كنا نقيم محصورين في قصر فيصل – يقصد الإمام فيصل بن تركي آل سعود – فإن أمر هذا الانكسار قد العربان الذين يحيطون بنا يشيحون بوجوههم عنا , ولقد كانت قوة المرحوم عبد الكريم أغا رئيس الأدلاء في الأمر 328 خيالا قتل منهم في الحوطة 50 خيالا وتبقى 271 خيالا , كما كانت قوة حسين أغا الداغلي زاده 240 خيالا قتل منهم في الحوطة 129 خيالا فتبقى منهم 111خيالا , وكانت قوة عبدالله أغا رئيس المشاة 215 عسكريا قتل منهم في الحوطة 163 نفرا وتبقى منهم 52 نفرا , وكانت قوة نوري أغا رئيس المشاة في الأمر 322 نفرا قتل منهم في الحوطة 251 نفرا فتبقى منهم 71 نفرا , وكانت قوة محمد أغا الكردي رئيس المشاة 346 نفرا قتل منهم في الحوطة 256 نفرا فتبقى منهم 70 نفرا , وجماعة إبراهيم عبيدة أغا رئيس المغاربة كانت في الأصل 307 نفرا قتل منهم في الحوطة 245 نفرا فتبقى منهم 62 نفرا , وجماعة أبو بكر أغا رئيس الهوارة كانت في الأصل 196 خيالا قتل منهم في الحوطة 66 خيالا فتبقى 130 خيالا أما عرب أغا رئيس الهوارة , فقد ظل في مهمة مع بعض عساكره وأصل الجماعة الموجودة هنا كانت 142 خيالا قتل منهم 76 خيالا فتبقى 66خيالا , وعساكر الفرسان والمشاة التي في معية العاجز – يقصد نفسه – كانت في الأصل 2073 نفرا قتل منهم في الحوطة 1245 نفرا فتبقى 828 نفرا , وقد قبعنا جميعنا في الرياض محصورين ونحن في غاية الضيق من ناحية الطعام , وعلف الخيل فخيول الفرسان تقتات من الحشيش بينما طعامنا نحن البلح وليس لدينا حبة واحدة من المؤنة , ولا قطعة واحدة من النقود ......) ثم وفي آخر الوثيقة يطلب أن يمدوه بالمؤن والرجال ويذكر تمرد القبائل عليه .


وفي وثيقة أخرى جاء ذكر بعض شيوخ القبائل الذين حضروا مع الجيش المصري أذكر منهم ما يلي :
سعد الشطير من شيوخ بني عمرو من حرب , وثواب بن نحيت شيخ مزينة من حرب , ومدوخ بن معيان من شيوخ حرب أيضا , وفهيد الصييفي من شيوخ سبيع , ومضف المريخي من شيوخ بريه من مطير , وقاسي بن عضيب من شيوخ قحطان , وماجد بن هندي من شيوخ عنزة , وشالح العتيبي شيخ الروقة من عتيبة , وجاء فيه أيضا ذكر أن أهل الحوطة أغاروا على إبل حرب وأخذوا منها 300 جمل ليتقووا بها على المعركة .


وجاء في تقرير لأحد حاشية إسماعيل أغا واسمه محمد ناصر المدني , أذكر بعض المقتطفات منه :

1)أن الطليعة التي كانت مع خالد بن سعود جميعها من الحضر من أهالي الرياض والوشم والخرج , وأنهم انهزموا شر هزيمة .
2) أنه لما زحف كامل الجيش على بني تميم أهل الحلوة وقبل أن يأتيهم المدد من أبناء عمومتهم كان الجيش قد قتل منهم زهاء 500 رجل من بني تميم
3) لما حمي الوطيس بين أهل الحلوة والعساكر كانت النجدة من بني تميم والهزازنة أهل الحريق زهاء أربعة آلاف نفر
3) أنه دار بين أهل الحوطة والعساكر قتال شديد حول المدفع أسفر عنه قتلى من الفريقين كثير كانت تلك لحظة رهيبة استمات فيها الفريقان جميعا
4) أن أعراب عتيبة ومطير وأهالي الخرج فروا بالجمال لما حمي الوطيس مما زرع الهزيمة في قلوب العساكر
منقوول