نسب قبيلة بني سُليـــــم


يرجع نسبهم إلى : سُلَيْم بن منصور بن عكْرمة بن خَصَـفة بن قيس عَيْلان بن مضر نِزار

بن مَعْـد بن عــدنان . ويتصل النسب إلى( إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام) ، ويدعى

أحدهم سُلَمي . وهي من أكبر القبائل العربية حيث ينتشر أفرادها

في معظم الدول العربية.

أيـــام بني سُليم في الجـاهــــليــــة


هزيمتهم لجيش الملك النعمان بن المنذر :


كان من أبرز أيامهم ، وهو يوم دفاعي محض بالنسبة لبني سُليم، اجتمع فيه عليهم جيشان: جيش النعمان بن المنذر، وجيش غطفان ،فهزموا الجيشين معاً . وتفصيل ذلك أن النعمان بن المنذر وجد على بني سُليم في أمور فأراد أن يخضد شوكتهم ، فبعث لهم جيشا لتأديبهم ، ومر هذا الجيش بإيعاز منه على غطفان ، جيران بني سليم وأبناء عمومتهم من قيس عيلان ، فقبلوا مزاملتهم في هذه الحرب الهجومية . ووقعت هذه الحرب الحاسمة بين الجانبين ، فانتصرت بنوا سُليم انتصارا مؤزرا ، وأسرت عمرو بن فرتنى مقدم جيش النعمان بن المنذر، فبعثت غطفان إلى بني سليم يطلبون منهم إطلاق سراح الأسير الكبير ، وناشدوهم بالرحم التي بينهم إلا ما أطلقوا سراحه ، فلم تستجب سليم لهذه المناشدة ، وأجابوا غطفان بأنهم لم يراعوا هذا الرحم ، كما لم يراعوا الصداقة والجوار التي بينهم ، حينما أعانوا عليهم جيش النعمان بن المنذر القادم إليهم .
وفي هذا قال أبو عامر جد العباس بن مرداس أبياتاً قال فيها :

لا نسـب الـيـوم ولا خـلة
أتسع الفتق على الراتق
لا صلح بيننا فأعلموه ولا
بـينكم ما حملت عاتقي
سيــفـي وماكنا بنجد وما
فرفر قمر الوادي بشاهق


يــوم ذات الـرمــرم


يــــــوم تـثـــليـــث



يـــوم بني نــصــر


يــــــوم عـــــكــــــاظ



يــــوم حــــوزة


يـــوم عدنية

يـــوم ذات الأثـــل

يـــوم الـكـديــد
يـــوم بـــرزة

يـــوم الـفيــفاء



بني سُليم في الإسلام

..........................


يقول الدكتور عبد الرحيم عسيلان عن بني سُليم في الإسلام:

أخـبـار بـني سُليم وأحداثهم وأدوارهم في التاريخ الإسلامي كثيرة ، ومتعـددة الجوانب ، ويكفـيـنا منها هـنا بعـض ما يعـطينا صورة مصغرة واضحة المعالم عن واقع بني سُليم بعد أن تقشع ظلام الجاهلية ، وعم الأرض نور الإسلام وهديه ، ويجب أن نذكر بادئ ذي بدء أن الإسلام وصل إلى ديار بني سُليم منذ وقت مبكر يحمله رجال منهم أسلموا قبل الهجرة ، ومنهم عمرو بن عبسة بن منقذ بن خالد كان صديقاً لرسول الله صلى الله علية وسلم في الجاهلية ، وأسلم قديما إثر إسلام أبي بكر وبلال ومنهم مجاشع بن مسعود وصفوان بن معطل الذي رمي بالإفك ، وسـليـم بن عـباد ، وعتبة بن غزوان الذي فتح الأبلة والبصرة ، أما إسـلام بـني سُـليـم كافةً فـقـد جاء مـتأخرا إذ لـم يسـلمـوا إلا عام الفتح ، وقد كانوا في جاهليتهم حرباً على الإسلام والمسلمين ، ويظهر أن الرسول صلى الله علية وسلم كان قد أرسل إليهم من يدعوهم إلى الإسلام قبل فتح مكة – الذي كان في السنة الثامنة – فـقـد وجـه إلـيهـم سـرية ابن ابي العوجاء في ذي الحجة من السنة السابعة ، ويحدثنا بن سعد عن هذه السرية فيذكر أن " الرسول صلى الله علية وسلم بعث بن أبي العوجاء السلمي في خمسين رجلاً إلى بني سُليم فخرج إليهم ، وتقدمه عين لهم كان معـهـم فـحـذرهـم فـجـمعـوا فـأتاهـم بـن أبي العـوجاء ، وهم معـدون له فـدعـاهم إلى الإسـلام فـقـالـوا لا حاجة لنا إلى ما دعـوتـنا ، فترامـوا بالـنـبـل ساعـة وجعـلـت الامـداد تأتي حتى أحـدقـوا بـهـم من كل نـاحـيـة ، فـقـاتل الـقـوم قـتالاً شديداً حتى قتل عامتهـم وأصـيـب ابن أبي العــوجاء جريـحـاً مع القـتـلى ثم تحـامل حتى بلغ رسـول الله صلى الله علية وسلم ، فـقـدمـوا المـديـنـة في أول يـوم من صفـر سـنـة ثـمـان "
والذي يـتـأمـل أحـداث هـذه السـرية يـحـس لأول وهـلـة بـقـسـوة بـنـي ســُليم ومـوقـفهـم العـدائي من دعـوة الـرسـول صـلى الله عــليـة وسـلـم ، ولـكـن هــذا المــوقـف لـم يـدم طــويـلاً ، فـقـد تــبـدل إيـمـاناً بالله وحـدياً عـلـى الإسـلام الـذي دخـل فـيـه بـنـي سـُلـيم أفـواجـاً عـام الفـتـح ، وإيـضـاح ذلك أنـه " قـدم عـلى رسـول الله صــلى الله عــليـة وسـلـم رجــل من بـنـي سـُليـم يـقـال له قـيـس بـن نسـيـبـة ، فسمـع كـلامـه وســأله عـن أشـيـاء فأجابه ، ووعـى ذلـك كـله ودعـاه رسـول الله صـلـى الله عــليـة وسـلـم إلى الإســلام فـأسـلـم ، ورجع إلى قومه بني سُليم فقال لهم : لقد سمعت ترجمة الروم ، وهينمة فارس وأشعار العرب ، وكهانة الكاهن ، وكلام مقاول حمير ، فما يشبه كلام محمد شيئاً من كلامهم ، فأطيعوني وخذوا بنصيبكم منه ، فلما كان عام الفتح خرجت بنو سُليم إلى رسول الله صلى الله علية وسلم فلقوه بقديد (الوادي المعروف بالحجاز) وهم تسعمائة ويقال كانوا ألفا فيهم العباس بن مرداس وأنس بن عياص وراشد بن عبد ربه ، فأسلموا وقالوا : أجعلنا في مقدمتك ، وأجعل لواءنا أحمر وشعارنا مقدما ، ففعل ذلك بهم ، فشهدوا معه الفتح والطائف وحنينا ، وهناك رواية أخرى تفيد بأن قدر بن عمار السلمي – الذي وفد على النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة وأسلم كان سببا في إسلام قومه وبدخولهم الإسلام فتحوا صفحة بيضاء ناصعة في تاريخهم إذ كان منهم صحابة أجلاء وقادة محنكون ، وعباد زاهدون ، وفقهاء متقنون وساسة حاكمون ، وكان منهم من شارك في الفتوح الإسلامية في العراق والشام ومصر وما وراء النهر ، والمغرب والأندلس زمن الخلفاء الراشدين وغيرهم ، ومنهم من ساهم قبل ذلك على عهد الرسول صلى الله علية وسلم في بعض الأحداث الإسلامية كسرية بئر معونة ، وسرية أبي العوجاء السلمي ، وشارك بعضهم في أحداث الردة إذ كانوا فريقين . فريقا ارتد وأخذ يحارب المسلمين وفريقاً ثبت على الإسلام وكلفه أبو بكر بمحاربة المرتدين من بني جلدتهم ومن أشهر أدوارهم في التاريخ الإسلامي وقوفهم إلى جانب عثمان في حادث الفتنة ، ودخولهم في الأحداث التي كانت بين الزبيريين والأمويين ، وتعاطفهم مع محمد النفس الزكية ، وانضمامهم إلى القرامطة سياسيا لا عقديا ، وإسهامهم في تنمية موار الدولة الإسلامية فقد استؤنف النشاط في معادنهم زمن خلافة أبي بكر، واستمر أستغلال مناجمهم في عهد الدولة الأموية، وكانت موردا له قيمته من موارد الدولة ، ولس ذلك كل شئ ، بل كان لبني سُليم أدوار أخرى يطول الحديث عنها وقصارى القول أن الإسلام أعلى منزلتهم ورفع شأنهم ، والحق أنهم كانوا صورة مشرقة ، ومثالاً رائعاً في نصرهم لدين الله ووفائهم للرسول صلى الله علية وسلم ، وطاعتهم له ، وقد سجل ذلك قائد هم وشاعر هم العباس بن مرداس السلمي حين قال :
وأنا مــع الهــادى الـنـبـي مـحمد وفـينا ولم يستوفيهــامعشر ألفـا
بفـتـيان صــدقٍ مـن سُليـم أعــزةٍ أطاعـوا فما يعصون من أمره حرفا

--------

أيام بني سُليم في الإســــــــلام


غـزوة بنـو سُليــم بالكـدر


أول ما نقلت استخبارات المدينة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم- بعد بدر أن بني سُليم وبعض قبائل غطفان تحشد قواتها للغزو على المدينة ، فباغتهم النبي – صلى الله عليه وسلم- في مائتي مقاتل في عقر دارهم ، وبلغ إلى منازلهم في موضع يقال له الكدر . ففر بنو سُليم وتركوا في الوادي خمسمائة بعير أستولى عليها المسلمون ، وقسمها الرسول – صلى الله عليه وسلم – بعد إخراج الخمس فأصاب كل رجل بعيرين ، وأصاب غلاماً يقال له (( يسار)) فأعتقه .
وأقام - صلى الله عليه وسلم – في ديارهم ثلاثة أيام ، في شوال سنة 2هـ. بعد الرجوع من بدر بسبعة أيام ، وأستخلف في هذه الغزوة على المدينة سباع بن عرفطة . وقيل : ابن أم مكتوم .


يـــــوم بـئـــر مـعـــــونة
..........................

قدم أبو براء عامر بن مالك ملاعب الأسنة الكلابي من بني عامر (هوازن) في السنة الرابعة من الهجرة على رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة ، وطلب من النبي – صلى الله عليه وسلم – وطلب من النبي أن يبعث رجالاً من أصحابه إلى أهل نجد ، ليدعوهم إلى الأسلام ، وقال أنا جار لهم . فبعث النبي – صلى الله عليه وسلم – المنذر بن عمرو في أربعين من أصحابه، فساروا حتى نزلوا بئر معونة ، فقام حرام بن ملحان حتى أتى إلى البيوت فاحتبى أمام البيوت وقال : يأهل بئر معونة ! ، إني رسول محمد إليكم ، إني أشهد إنه لا إله إلا الله وإن محمداً عبده ورسوله ، فآمنوا بالله ورسوله . فخرج إليه عامر بن الطفيل الكلابي من جانب البيت ومعه رمح ، فضربه في جنبه حتى خرج من الشق الأخر ، فقال حرام بن ملحان : فزت ورب الكعبة ، واتبعوا أثره حتى أتوا أصحابه ، و استعانوا عليهم بقبائل من بنو سُليم هي : عصية ورعل وذكوان ، وخرجوا جميعاً حتى غشوا القوم فأحاطوا بهم في رحالهم ، وقاتلهم المسلمون قتالاً عارماً حتى قتلوا عن أخرهم ، ماعدا كعب بن زيد النجاري ، فإنهم تركوه وبه رمق ، فارتث من بين القتلى وهو مثخن بالجراح وعاش حتى قتل يوم الخندق . وقد شق ذلك على ابي براء – مجير البعثة النبوية – مأحدثه عامر بن الطفيل وقال حسان بن ثابت رضي الله عنه شعراً يحرضه فيه على عامر بن الطفيل يقول فيه:
بني أم البنين ألم يرعكم
وأنتم من ذوائب أهـل نجد
تهكــم عــامـــر بأبي براء
ليخفره وما خطــــــا كعمد

فلما بلغ قول حسان مسامع أبي براء حمل على عامر بن الطفيل فطعنه ، فأخطا مقتله ووقع عن فرسه . وقد تأثر الرسول – صلى الله عليه وسلم – من مقتل اصحابه غراً فدعا على عصية ورعل وذكوان ونزل في ذلك أيات من القران الكريم . وكانت بئر معونة في شهر صفر سنة أربع من الهجرة .



يــــوم مـــرج راهــــط
.......................


يــــــــــوم البشــــــر

يــوم شـــرف الأثـايــة


الخيل عند بني سُليم

لقد قام الشيخ حمد الجاسر علامة الجزيرة ببحث قيم عن الخيل عند بني سُليم وقد أتى بأسماء الفرسان والخيول والأشعار التي قيلت في الخيل ، وماهو موجود في هذه الصفحة يعد جزء يسيرا من أعداد الخيل المشهورة عند العرب من خيل بني سُليم لأن العلماء الذين ألفوا لا يذكرون سواء مشاهير الخيل ( ولقد قيل جاء الأسلام والخيل عند بني سُليم أكثر منها بالحجاز ) . ومن مشاهير الخيل عند بني سُليم :

1- الأخرم: فرس نبشة بن حبيب السلمي
2-الأدهم : فرس أنس بن مرداس السلمي
3- الأزور : فرس عبد الله بن خازم السلمي
4- بذوة : فرس الحصين بن الحارث السلمي
5- بزخاء : لعوف بن الكاهن السلمي
6-برزة : فرس العباس بن مرداس السلمي
7-جلوى : فرس خفاف بن ندبة السلمي
8-جناح: فرس لبني سُليم ، قال أنس بن مرداس السلمي :
لـها صنـع وشـى فيـهـا جـنـاح
ومـمـطـور لـه فـيـهـا نـتــــاج
9- الجون : لمعوية بن عمرو بن الحارث بن الشريد .
قالت الخنساء:
ألا لا أرى كفارس الجون فارسا
إذا ما عــلتـه جــرأة وعـلانـيـه
بلينا وماتبلى ( تـمار) وما تُرى
عـلـى حـدث الأيـام إلا كما هيه
10- الحصاء: فرس سراقة بن مرداس بن أبي عامر السلمي.
وسماها – صاحب " تاج العروس" : الحقباء ، ولعلهاء فرس أخرى.

11-الحمالة: لبني سُليم قال العباس بن مرداس السلمي
بـين الحـمـالة والـقــريط فـقـد
أنـجـبـت مـن أم ومــن فـحـل
12- الحواء : كذلك هي لبني سُليم .
13-خذم : لمرداس بن أبي عامر السلمي .
14-الخطاف : لعمير بن الحباب .
15- الدبساء : فرس مجاشع بن مسعود السلمي من المهاجرين ، وكان يسابق عليها
ويقال انه أخذ في غاية واحدة خمسين ألف درهم .
16-زامل : فرس معاوية بن مرداس السلمي
17- زرة :
فرس كانت للعباس بن مرداس ، أخذتها منه بنو نصير، وكان يقال للعباس في الجاهلية فارس زرة ، ثم أسلم فحسن أسلامه وكان من قواد رسول الله صلى الله علية وسلم وكان في ميمنه يوم حنين ، وكان له ذكر في الإسلام وسابقة ، وكان يسمى فارس العبُيد ، لفرس له.

18-الزعفران : لعمير بن الحباب .
19-زورة : فرس للعباس بن مرداس .
20 –صاعد : لصخر بن عمرو بن الحارث بن الشريد السلمي
21- صدام : فرس قيس بن نشبة السلمي – حبر بني سُليم.
22- الصغاء :
فرس مجاشع بن مسعود السلمي ، وكانت من نسل الغبراء فرس قيس بن زهير العبسي ، وهي خالة داحس وأخته لأبيه ، فأشتراها عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعشر آلاف درهم ، ثم غزا مجاشع أي غزوه في فتوحات العراق ، فقال عمر : تحبس منه بالمدينة ، وصاحبها في نحر العدو وهو أحوج ؟! فردها إليه ، فأنجبت عند ولده ، حتى بعث الحجاج بن يوسف الثقفي فأخذها بعينها . وسمى صاحب (( تاج العروس )) هذه الفرس بالفاء .
23- الصموت :
24- صوبة : صوبة والصموت للعباس بن مرداس ويقول فيهما :
أعددت صوبة والصمـوت ومأرباً
ومـفاضة في الـدرع كالسـحل
25-الصيود : من مشهور خيل العرب ، قال العباس بن مرداس يفتخر بما صار إليه من نسلها :
أبوهـا للضبـيـب أو افتـلاهـــا
جـواد ا ُلمــخ مـن ال الصـيــود
26- الضخم : فرس لرحضة بن مؤمل السلمي
27-طلقة:
فرس صخر بن عمرو بن الشريد السلمي أخي الخنساء، وقالت الخنساء .
وخــيـل قــد دلـفت لهــــا بخـيـل
فـــــــدارت بــيــن كـبــــشــيـهـا
رحالهاتكـفت فضل سابغـة دلاص
خـيـفـــــــاة خــفــق حـشــــاها
فقد فقدتك طلقة فاستــــــرحت
فـلـيت الخـيـل فـــارسها يراهــا

28-العبيُد: للعباس بن مرداس السلمي قال فيها :
............
ولم أق عجلي في الصباح رماحهم
وحـق طـعـان الـقـوم من كان أول

29-علوى : لخفاف بن ندبة السلمي
30- الغمر : فرس جحاف بن حكيم السلمي
31- القريط : لبني سُليم ، قال العباس بن مرداس السلمي:
............
بـين الحـمـالة والـقــريط فـقـد
أنـجـبـت مـن أم ومــن فـحـل

32- كزاز : للحصين بن علقمة الذكواني السلمي وهو حصين الفوارس
33-اللكاع : فارسه زيد بن عباس بن عامر الرعلي .
34- مسفوح : لصخر بن الحارث بن عمرو بن الشريد السلمي
35- مُصاد : فرس نبيشة بن حبيب قاتل ريعة بن مكدم
36- المُصبح : فرس عوف بن الكاهن السلمي
37-الوَرْدُ :
لصخر بن عمرو بن الحارث بن الشريد السلمي
38- الورد :
لخالد بن صريم السلمي ، قال أخوه يمنُ عليه ، وأسره بنو النابغة من بني نصر بن معاوية ، فأنفلت على فرس لهم ، وأخذو فرسه


أفــضـل رجال الولايات في عهد عمر – مـن بنـي سُلـَيْم

حـــدث أن عــــــمـربن الخطاب - رضــي الله عـــــنـة- أرســل كـُــتــب إلــى ولاته على الكوفة والبــــصرة ومــــصر والــــــشـــــام أن ابــــعـــثـــوا إلي مــن كــــل بــــلـد بأفــضـلـه رجـلاً فبعث كل والي برجل من بني سُليم وهم كالتالي :

بـــعـث أهـل الــــشـــام:بـأبـي الأعــــــــــــــــور الـــسلمي .
وبـعـث أهـل البصـــــــرة: بـمـجا شع بـن مـــسـعـــود السلمي .
وبـعـث أهـل مـــصـــــــر: بمـعـن بـن يزيـد بـن الأخنــس السلمي .
وهذا إن كان يدل على شيء فإنما يدل على همة رجال بني سُليم العالية وتفانيهم في خدمة الإسلام والمسلمين .

--------

بني سُليم وفتح مكة :

لقد شارك بني سُليم في فتح مكه مع الرسول صلى الله عليه وسلم وقد التقـوا بني سُليـم بالـرسول صلى الله عليـة وسلـم وهــو يسيـر حـيـن هبــط المشـلل _ وادي قديد _ وبنو سُليم في آلة الحرب ، والحديد ظاهر عليهم ، والخيل تنازعهم الأعنة ، فصفوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى جنبه أبو بكر وعمر ، وكانت رايتهم حمرا فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : يا عيينة هذه بنو سُليم قد حضرت بما ترى من العدة والعدد . فقال عيينة : يا رسول الله جاءهم داعيك ولم يأتني . ثم حدث بينه وبين العباس بن مرداس كلام شديد .
وقد كان عدد بنو سُليم يربوا على الألف مقاتل وقد كان لواءهم أحمر وقدمهم الرسول صلى الله علية وسلم على القبائل وأمر عليهم خالد بن الوليد رضي الله عنه .
وفي هذا قال العباس بن مرداس رضي الله عنه :

فإن تـك قــد أمـرت في القوم خالـداً
و قـــــدمتــه فـــإنه قـــد تقــــدمــــا

بجنــد هــــــــداه الله أنــت أمـيـــــره
تصيب به في الحق من كان أظلمــا

حلفــت يمـيـنــــــاً بـــرة لمــحمــــــد
فأكملتهـا ألفــاً من الخيـــل ملجمــا

وقــــــال نبــي المؤمنيــن تقدمـــــوا
و حب إلينــا أن نكــون المقــــــدمــا





أهم شخصيات بنو سليم:.


الحجاج بن علاط السلمي (رضي الله عنه)
وكيف مكر بزعماء قريش
...............................................

قال ابن إسحاق : لما فتحت خيبر وأنزل الله هزيمته على من بها من اليهود كلم النبي – صـلى الله عـليه وسلم - الصحابي " الحجاج بن علاط البهزي السلمي" فقال : يا رسول الله إن لي بمكة مـالاً عـند صـاحبتي ( زوجته ) أم شيـبه بنت أبى طلحه القرشية وكانت عنده وله منها ولد أسمه معرض بن الحجاج ، وقال لي مال متفرق في تجار أهل مكة فأذن لي يا رسول الله . فأذن له رسول الله – صلى الله عليه وسلم- . فقال الحجاج : خرجت حتى إذا قدمت مكة وجدت بثينة البيضاء رجالاً من قريش يتسمعون الأخبار ويسألون عن أمر رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ، وقد بلغهم إنه سار إلى خيبر وقد عرفوا إنهاء قرية الحجاز ريفاً ومنعه ورجالاً، فهم يتحسسون الأخبار ويسألون الركبان فلما رأوني قالوا: الحجاج بن علاط ، ولم يكونوا علما بإسلامي – عنده والله الخبر- أخبرنا يا أبا محمد فأنه قد بلغنا إن القاطع قد سار إلى خيبر وهي بلد يهود وريف الحجاز. قال : قلت : بلغني ذلك وعندي من الخبر ما يسركم قال: فألتبطوا بجنبي ناقتي يقول : بعضهم : إيه يا حجاج ، قال: قلت : هزم هزيمتاً لم تسمعوا بمثلها قط وقتل أصحابه قتلاً لم تسمعوا بمثله قط و أسر محمد أسرا ، وقالوا (أي اليهود) : لا نقتله حتى نبعث به إلى أهل مكة فيقتلوه بين أضهرهم بمن كان أصاب من رجالهم . قال : فقاموا وصاحوا بمكة وقالوا : قد جاءكم الخبر وهذا محمد إنما تنتظرون أن يقدم به عليكم فيقتل بين أظهركم ، قال : قلت : أعينوني على جمع مالي بمكة وعلى غرمائي فإني أُريد أن أقدم خيبر ، فأصيب من فيئي محمد وأصحابه قبل أن يسبقني التجار إلى هناك . قال الحجاج فقاموا فجمعوا لي مالي في أسرع جمع سمعت به ، ثم جئت صاحبتي فقلت لهاء : مالي وقد كان لي عندها مال موضوع، لعلي الحق بخيبر فأصيب من فرص البيع قبل أن يسبقني التجار . قال: فلما سمع العباس بن عبد المطلب وجاءه عني ، أقبل حتى وقف إلى جنبي وأنا في خيمة من خيام التجار فقال يا حجاج : ما هذا الخبر الذي جئت به ؟ فقلت : هل عندك حفظ لما أضع عندك ؟ قال العباس نعم . فقلت له : فأ ستأخر عني حتى ألقاك على خلا فأني في جمع مالي كما ترى ، فأنصرف عني حتى أفرغ ، حتى إذا فرغت من جمع مالي كله في مكة وأجمعت على الخروج فلما خرجت لقيت العباس فقلت له : أحفظ عليه حديثي يا أبى الفضل فأني أخشى الطلب ثلاثاً ( ثلاثة أيام) ، ثم قل ما شئت ، قال العباس لي : نعم أفعل. قلت له : فإني والله لقد تركت ابن أخيك عريساً على بني ملكهم ( يعني صفية بنت حيي بن أخطب ) من اليهود في خيبر وانتثل أي استخرج ما فيها وصارت له ولأصحابه . فقال : ما تقول يا حجاج ؟ قال قلت : أي والله فأكتم عني ولقد أسلمت وما جئت إلا لآخذ مالي فرقا من أن أُغلب عليه ، فإذا مضت ثلاث فأظهر أمرك فهو والله على ما تحب . فلما مرت الثلاث أيام فجرها العباس في قريش فقالوا له : من جاءك بالخبر، قال لهم الذي جاء به ولقد دخل عليكم مسلماً فأخذ ماله فأنطلق ليلحق بمحمد وأصحابه فيكون معه . قالوا: يا لعباد الله انفلت منا آما والله لو علمنا لكان لنا معه شأن.
قصة الجحاف السلمي مع الأخطل الشاعرالتغلبي
كانت بنو تغـلب قـد قتلت عـمير بن الحباب السلمي (مـن بني سليم)، بعدها صادف أن قدم الأخطل التغلبي الشاعر الشهير على الخليفة عبد الملك بن مروان الأموي في دمشق وكان الجحاف بن حكيم السلمي جالساً عنده ، وقـد كان يجيد الشعـر ومـن الصحابة والفـرسان المشهورين ،فأنشد الأخطـل قائلاً :

ألا سائل الجحاف هل هو ثائر
بقتلى أصيبت من سليم وعامر ؟

عامر يقصد بن عامر بن صعصة من( هوازن بن منصور).

فلم يرد الجحاف السلمي بأي شعر أمام الخليفة، وقد عرف أن الرد لا ينفع إلا بحد السيف مادام قد عيره الأخطل علنا في حضرة الخليفة،فخرج الجحاف السلمي غاضباً يجـر مـطــرفه فقـال عبد الـملك بن مـــروان للأخطـل : ويحك أغـضبته به وأخلق أن يجلب عليك وعلى قومـك شراً ،فكتب بالجحاف عهداً لنفسه من عبد الملك ، ثم ذهب إلى قـومه من سليم ودعاهـم للخروج معـه ، فلما وصل مـعهم إلى البشر وهـو موضع لتغـلب نادى فرسان سليم وقص عليهم ماحدث له مـن الأخطل أمـام الخليفة ، ثـم قال لهـم : قاتلـوا عـن أحسابكم أو موتوا فأغاروا على بن تغـلب بالبشـر وقتـلوا منهـم مقـتلة عظيمـة ، ثـم قـال الجحـاف يجـيب الأخطل :

أبا مالك هل لمتني إذ حضضتنـي
على الثار أم هل لامني منك لائمي
متى تدعنني أخرى أجبك بمثلهـا
وأنت امــرؤ بالـحـق لـست بقــــائــم

فقدم الاخطل التغلبي على الخليفة عبد الملك بن مروان فلما مثل بين يديه أنشاء يقول:

لقـد أوقع الجحاف بالبشر وقعـة
إلى الله منها المشتكى والمعول
فـإن لم تغـيرهـا قريش بعد لـها
يكن عن قريش مستماز ومزحــل

فلما طلب عبد الملك بن مروان الجحاف السلمي ليقتص منه في قتلى بني تغـلب هـرب إلى بلاد الروم ثـم بعـد فترة استأمن ورجـع إلى قومـه، وقيل أنه تنسك نسكاً صحيحاً ومال إلى العبادة وتاب الله عليه.



شــاعــــرة بـني سـُليــــــم

الخـنـســــــاء – رضـي الله عـنهـــا
.......................................

هي تماضر بنت عمرو بن الحرث بن الشريد السلمية، ولدت سنة 575 للميلاد ، لقبت بالخنساء لقصر أنفها وارتفاع أرنبتيه. عرفت بحرية الرأي وقوة الشخصية ونستدل على ذلك من خلال نشأتها في بيت عـز وجاه مع والدها وأخويها معاوية وصخر، والقصائد التي كانت تتـفاخـر بها بكرمهما وجودهما، وأيضا أثبتت قوة شخصيتها برفضها الزواج من دريد بن الصمة أحد فـرسـان بني جشم ؛ لأنها آثرت الزواج من أحد بني قومها، فتزوجت من ابن عمها رواحة بن عبد العزيز السلمي، إلا أنها لم تدم طويلا معه ؛ لأنه كان يقامر ولا يكترث بماله،لكنها أنجبت منه ولدا ،ثم تزوجت بعدها من ابن عمها مرداس بن أبي عامر السلمي ، وأنجبت منه أربعة أولاد، وهم يزيد ومعاوية وعمرو وعمرة. وتعد الخنساء من المخضرمين ؛ لأنها عاشت في عصرين : عصر الجاهلية وعصر الإسلام ، وبعد ظهور الإسلام أسلمت وحسن إسلامها. وقد طغت شهرتها على النساء قديماً وحديثاً. وتوفية سنة 664
للميلاد
لعل هذه السيرة المختصرة للخنساء الشاعرة السلمية العظيمه تكون كافيه وموفيتها حقها .


سلطـان العلمـاء
العــز بن عبد الســلام السلمي
...................................

هو أبو محمد عز الدين ، عبد العزيز بن عبد السلام بن أبي القاسم بن الحسن بن محمد ابن المهذب الدمشقي ، الملقب بسلطان العلماء ، واشتهر بالعز بن عبد السلام ، والسلمي نسبة إلى بني سُليم إحدى القبائل القيسية المشهورة من مضر .
ولـد العـز بن عبد السـلام بدمشــق ونشــأ بهــا ، ومـولده كــان سنـة 577هـ أو 578هـ.
وقد وصف العز بن عبد السلام بأنه (( رزق قسامة في الوجه ونعومة الأسارير ، فهو مقبول الصورة ، وكان مع ذلك جليلاً ، وكان قوي الشخصية ، ومع ذلك كان متواضعاً في مظهره بعيداً عن التكلف ، لايتأنق لكذب الحشمة ومألوف الوقار ، حتى لم يكن يتقيد بلبس العمة على عادة العلماء والفقهاء ، بل ربما لبس قبع لباد ( طاقية الصوف ) وكان يحضر المواكب السلطانية به.
وقد روى الأستاذ خير الدين الزركلي أن من أمثال مصر القديمة قولهم : ( ما انت إلا من العوام ولو كنت ابن عبد السلام ) ، وقال عنه أبو محمد عبد الله بن سعد اليافعي في كتابة (( مراة الجنان)) : (ومرتبته في العلوم الظاهرة مع السابقين في الرعيل الأول).
وقد تفقه على فخر الدين بن عساكر ، والقاضي جمال الدين بن الحرستاني ، وقــراء الأصول على الآمدي ، وبرع في الفقة والأصول العربية ، وفاق الأقران ، والأضراب ، وجمع بين فنون العلم من التفسير والحديث والفقه واختلاف أقوال الناس ومآخذهم ، وقد بلغ رتبة الإجهاد في الفقه ، ورحل إلية الطلاب من سائر البلاد ، وصنف التصانيف المفيدة ، وروى عنة الدمياطي وخرج لة أربعين حديثاً ، وروى له ابن دقيق العيد ، وهو الذي لقبة بسلطان العلماء .
وقد تولى الخطابة والتدريس بزاوية الغزالي ثم بجامع الأموي ، وفي خطابته أزال كثيراً من بدع الخطباء ، ولم يلبس سواداً ولم يسجع في خُطبه ، كان يقولها مسترسلاً، وأجتنب الثناء على الملوك ،إنما كان يدعوا لهم ، وأبطل صلاة الرغائب والنصف من شعبان فوق بينه وبين (( ابن الصلاح)) بسبب ذلك ، وحينما سلم الصالح إسماعيل قلعة ( الشقيف ) و(صفد ) للفرنج ، نال منه الشيخ على المنبر ولم يدع له ، فغضب الملك مــن ذلك وعزلة وسجنة ، ثُم أطلقة ، فتوجة إلى مصر ، فتلقاة صاحب مصر الصالح نجم الدين أيوب وأكرمة وولاة القضاء ، فقام بهمات المنصب خير قيام ، ومكنة (( الصالح)) من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ثم أعتزل القضاء ، وعزلة السلطان من الخطابة ، فلزم بيتة يدرس الناس ،.
قال الشيخ قطب الدين اليونيني : كان مع شدته فيه حسن محاضرة بالنوادر والأشعار ، ولما مرض أرسل إلية الملك الظاهر يقول :إن في أولادك من يصلح لوظائفك؟ فقال :لا ).
وقد انتهى العز بن عبد السلام معرفة المذهب الشافعي مع الزهد والورع ، وقمعه للضلالات والبدع ، وكان قائماً خير قيام بالذب عن السنة ، ولا يقبل الهوادة أو المسايرة فـي ذلك مطلقاً مع أي إنسان ولو كان السلطان .
ولهيته العلمية في النفوس وصلاحه وورعه وتقواه لقب بسلطان العلماء .
وكانت وفاته يرحمه الله بالقاهرة في جمادى الأولى سنة 660هـ ومشى في جنازته الخاص والعام وشيعه الظاهر ، ولم بلغ وفاته السلطان قال : ( لم يستقـر ملـكـي إلا الساعة ، لأنه- أي العز بن عبد السلام – لو أمر الناس في بما أراد ، لبادروا إلي امتثال أمره).
-------------------------------------------------




عـمـــرو بـن عـبـسـة السـلمي

رابع من دخل الإسلام

هو عمرو بن عبسة بن خالد بن حذيفة بن عمرو بن خلف بن مازن بن مالك بن ثعلبة بن بهثة بن سُليم بن منصور . ويكنى أبى " نجيح" .





عتبة بن فرقد السلمي
فاتح شمال العراق وأذربيجان
...............................

إســلامه :
............
أسلم أبو عبد الله عتبة بن فرقد السلمي قبل غزوة خيبر ، وشهد هذه الغزوة مع رسول الله صلى الله علية وسلم وقسم له من الغنايم ، وكان يعطي منها لبني أعمامه عاماً ولبني أخواله عاماً ، وكانت غزوة خيبر في سنة سبع للهجرة ، مما يدل على أنه أسلم في هذه السنة أو قبله بقليل.
وقد غزا مع النبي صلى الله عليه وسلم غزوتين فقط ، ونال شرف الصحبة والجهاد مع المصطفى صلى الله علية وسلم .

جهـــاده :
..........
نهض عتبة بعد النبي صلى الله علية وسلم لجهاد المرتدين ؛ فلما عاد أهل الردة إلى الإسلام تفرغ عتبة للجهاد والفتح الإسلامي.
وقد تسلم منصب إمارة الموصل على الحرب والخراج سنة سبع عشرة خلفاً لعرفجة بن هرثمة البارقي الذي أمد به عمر بن الخطاب عتبة بن غزوان ، ولايمكن أن يتولى أحد مثل هذا المنصب الخطير مالم يكن قد بذل جهوداً مشرفة في الجهاد من قبل .
ولما أستقر عتبة بالموصل ، شرع في فتح مناطقها المجاورة وهي :
(شهر زور ) و( الصامغان) و( داراباذ) ؛ ففتح ( شهرزور) ، وصالح أهل (الصامغان ) و(دارا باذ) على الجزية والخراج ، وكان ذلك سنة اثنتين وعشرين للهجرة ، فلما أنجز ذلك كتب إلى عمر بن الخطاب : (( إن فتوحي قد بلغت (أذربيجان) )) فولاه إياها واعاد عرفجة بن هرثمة البارقي إلى الموصل .
وســار عتبة لفتح ( آذربيجان ) من (شهر زور) ، وهي مجاورة لمنطقة ( آذربيجان ) ، كما سـار بكير بن عبدالله لفتحها من (حلوان) ؛ فتح عتبة من ( آذربيجان ) الجهه المتاخمة ( لشهر زور) باتجاه تقدمه كما فتح بكير منها مايليه ، ولكن عمر بن الخطاب أصدر أمره إلى بكير أن يتوجه لفتح ( الباب ) وأمره أن يستخلف بكير عتبة على الذي فتحه من (آذربيجان ) ، فأقره عتبة سماك بن خرشة الأنصاري على عمل بكير ، إذ جمع عمر آذربيجان كلها لعتبة.
وكان قائد الفرس في تلك المنطقة يدعى ( بهرام) قد حشد جيشا لصد عتبة عن استكمال فتح آذربيجان ، لذلك تقدم عتبة بقواته إلى حيث عسكر جيش ( بهرام) فنشبت بين الطرفين معركة حامية خسرها الفرس ، فاستسلمت المناطق الأخرى من آذربيجان سلماً ، وأصبحت مناطقها كلها بيد المسلمين ؛ فكتب عنبة بينه وبين أهل آذربيجان أماناً لسهلها وجبلها وحواشيها وشفارها وأموالهم وشرائعهم على أن يؤدوا الجزية على قدر طاقتهم وهذا نص كتاب عتبة بن فرقد السلمي لآهل آذربيجان : ( بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا ما أعطى عتبة بن فرقد عامل عمر بن الخطاب أمير المؤمنين أهل آذربيجان سهلها وجبالها وحواشيها وشفارها وأهل مللها كلهم الأمان على أنفسهم وأموالهم ومللهم وشرائعهم على أن يؤدوا الجزية على قدر طاقتهم ، وليس على صبي ولاامرأة ولازمن ( أي مريض مرضاً مزمناً) ليس في يديه شيء من الدنيا ، ولامتعبد ليس في يديه من الدنيا شيء ، لهم ذلك ولمن سكن معهم ؛ وعليهم فرى المسلم من جنود المسلمين يوماً وليلة ودلالته . ومن حشر منهم في سنة وضع عنه جزاء تلك السنة ، ولمن أقام فله مثل مالمن أقام من ذلك ، ومن خرج فله الأمان حت يلجاء إلى حرزه ). وامتد فتح عتبة حتى مدينة ( أرمية ) الواقعة بالقرب من بحيرة ( أرمية ) .

.
عتبة في التاريخ :
..................
تلك هي مزايا عتبة القائد الإنسان ، وذلكح هو جهاده في سبيل إعلاء كلمة الله ، فلاعجب أن يفتح شرقي دجلة من شمال الموصل حتى الحدود العراقية – التركية – الإيرانيه وهي أقضية زاخو والعمادية ودهوك وعقرة من لواء الموصل بالإضافة إلى لوائى أربيل والسليمانية ، كما فتح معظم آذربيجان الواقعة في إيران والمتاخمة للحدود العراقية – التركية – الروسية ، ونشر الإسلام في كل تلك الربوع .
ذلك من آثار العقيدة الراسخة والإيمان العظيم ، والشجاعة النادرة والقيادة الحكيمة ممثلة في رهبان الليل وفرسان النهار من العرب المسلمين جنوداً ، وفي قائد الرجال وقاهر الجبال الصحابي الجليل عتبة بن فرقد السلمي رضوان الله عليه .


نصر بن الحجاج السلمي ...........................


كـان نـصــر فتى جميلاً ، وكان يـقـيم بالـمـدينة في خـلافـة عـمـر بـن الـخطـاب - رضي الله عنه- ، مما يدلنا على أن جاليـة سُلميـة كانـت تقيـم فيـها ربما قبل عهد الرسول – صلى الله عليه وسلم - ، .
وقـد حـدث أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه سمـع وهـو يـعـس بليـلٍ امـرأة تجهـر بأمنيتها الكمينة ويقال إنها أم الحجاج بن يوسف الثقفي ، فتقول :

هل من سبيل إلى الخمر فأشربها؟
أو هل من سبيل إلى نصر بن الحجاج

وكانت تقول أيضاً :
أنظـر إلى السحـر يجـري في نواظـره
وانظر إلى دعـجٍ في طرفـه الساجي
وانظــر إلـى شعــرات فـوق عـارضــــه
كأنـــهـن نمــال دب في عاجي

وكان يقول فيها نصر بن الحجاج :

ليـتـنـي في المــؤذنـيــن نهـاراً
إنهم يبصرون من في السطــــوح
فيـشـيــرون أو يـشـار إلـيـهــم
حبـــذا كــل ذات دل مــلــيــــــح

فلما أصبح سأل عنه عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فإذا هو من بنو سُليم ، فأرسل إليه فأتاه فــإذا هـو مـن أحـسن الناس شعراً وأحسنهم وجهاً ، فأمر عمر أن يحلق شعره ، ففعل ، فخرجت جبهته فازداد حسناً.

ثم سمعها عمر بعد ذلك تقول :
حلـقوا رأســه ليـــكـسـب قــبـحاً
غيرة مـــنـهــــم عـليـه وشـحـــا
كـان صـبـحـا عـلـيـه لـيـل بـهـيـم
فمحــوا لـيـلـه وأبـقــوه صـبـحـــا

فقـال عمـر : لا والذي نفسي بيده لا تجامعني بأرض أنا بها ، فأمر له بما يصلحه وسيره إلى البصرة .

وكان بالبصرة أقارب له من بنو سُليم اتخـذوهـا مـوطناً لهم عقب تمصيرها ، ولابد أن عمر أختارها (( منفى )) لنصر بن حجاج رأفة به ، إذ لا ذنب له ، وإنما هي سياسة درء المفاسد وسد باب الفتنة وحماية الأخلاق الإسلامية في بلد الرسول المصطفى - صلى الله عليه وسلم- وبعد نفيه من المدينة آواه أبو الأعور السلمي ، ثم رأى أبو الأعور امرأته تكتب في الأرض ، فكفأ جفنه على ما كتب ودعا من يقرؤه وإذا المكتوب : لاصبر عنك ، فطرده أبو الأعور . ونـصر بن الحجاج شاعــراً معـروف بشا عـريته وكان مولده أيام وشهد خيبر مع أبيه . وقـد نفى عــمـــر بن الخطاب – رضي الله عنه – بعد نفيه لنصر شاباً أخر اسمه أبو ذئب لقصة مشابهة لهذه وألحقه بابن عمه نصر بالبصر.


ديار سُليم الأصلية بالمملكة العربية السعودية
.........................................

مما هو جدير بالذكر أن ديار سليم التاريخية كانت كبيرة ومترامية الأطراف في نجد والحجاز وتمتد من شمال مكة إلى جنوب المدينة ومن البحر الأحمر في الغرب إلى اليمامة شرقاً في نجد . وقد تغلبت قبائل كثيرة على أغلب ديار بني سُليم بن منصور بعد هجرتهم الشهيرة في أواخر القرن الرابع الهجري إلى مصر وشمال إفريقيا ، وقد هاجر الكثير من أبناء بنو سُليم إلى الشام والعراق أبان انتقال الحكم الإسلامي إليهما وكذلك هاجر بعضهم إلى البحرين (الاسم السابق للمنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية ) وهاجرت قبيلة زعب في القرن الثاني عشر الهجري بعد حربهم مع شريف مكة وانظمام بعض القبائل إلى قبائل أخرى .



ومن أشهر ديار بني سليم في الحجاز

تقطن قبائل سُلَيْم في المنطقة الواقعة ما بين مكة المكرمة والمدينة المنورة وهما فرعــا (فتية و حبش ). ومنازلهـم في وادي ستارة و ساية ومـا حولهما مـن الديار ، وديار سليم الآن شمالي مكة المكرمة بحـوالي 140 كـم،ويحـدهم مـن الشـمال قبـيلتا عتيـبة ومطير ،ومن الجنوب قبــائل حرب وعتـيبة ، ومن الشرق عتيبة ومطير، ومن الغرب حرب ، وأكبــر محافظاتهم الكامل ، وأكبر أوديتهم ساية و ستارة .

وادي ستارة :
...............

وهو واد كبير ومن أكبر أودية الحجاز ويقع بين مكة والمدينة ويمتد بطول خمسة وسبعين كيلو متراً ويتفرع منه وادي آخر كبير هو وادي مرخ وفيهما قرى زراعية مأهولة ، وتسكن بها عشائر من فتية (( سُليم )) ويقيم بعض البوادي من فتية على أطراف الوادي وضواحيه ، ومن كبرى قراه الظبية والتي هي عاصمة ستارة كلها وبها مركز الأمارة والدوائر الحكومية ، وبها قرى مثل المنصى ، و المسماة ، والسليم ، والأبيار ، والمعالي ، والمديد ، ومخمرة ، والغروف ، وجليلة ، والدوارة .
وتزرع في وادي ستارة النخيل وبعض الموالح والخضراوات وتسق هذه المزارع إما بعيون جارية أو آبار عادية أو ارتوازية .

وادي ساية :
..............

هو وادي شهير من وديان سُليم القديمة ومازال باسمه منذ الجاهلية أي قبل الإسلام ما بين مكة والمدينة ، وهو أقرب إلى مكة وطوله حوالي سبعين كيلو متر تقريبا ، يبدى من محافظة الكامل والتي تعتبر عاصمة وادي ساية كله وهي اكبر محافظات بني سليم في الوقت الحاضر ، وينتهي ساية في ذره وحرة بني سليم ، وتقع في أعالي ساية من الشمال الشرقي ديار قبيلة بني عبد الله من قبيلة مطير من غطفان ، وأما حول وادي ساية من جميع الجهات الأخرى فتقع ديار بعض العشائر من سليم . وفيه قرى مهايع ، والمضحاة ، والمثناة ، وملح ، والغريفين ، والخديد ، والفارع ، والوقبة ، وحمضى ، واللصب ، والعقلة ، والشعبة ، والخدد .
وزراعات ساية أشهرها النخيل وأنواعه اللبان والمتلبن ، إلى جانب زراعة الليمون وبعض الموالح والخضر وتسقى بعيون في وادي ساية ، وتعتبر الزراعة في ساية مزدهرة .


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منقوول