ترتبط بعض الأمراض بالشعوب وبالمناطق الجغرافية وهو ما ينطبق على "حمى البحر المتوسط"، المنتشر فى الدول العربية وفى تركيا وإيطاليا وإسرائيل!

من جانبه، يوضح الدكتور عبد الهادى مصباح، استشارى المناعة والتحاليل الطبية وزميل الأكاديمية الأمريكية للمناعة, أن حمى البحر المتوسط، هو أحد الأمراض المناعية, والتى تحدث نتيجة لطفرة جينية فى الكرموسومات بجسم الإنسان, وغالبا ما تبدأ أعراض المرض تظهر عند الأطفال من عمر خمس سنوات حتى 15 عاما.

ويشير دكتور عبد الهادى إلى أنه قديما كان من الصعب تشخيص حمى البحر المتوسط، حيث كان يتم تشخيص المرض عن طريق استبعاد كل الأمراض الأخرى من خلال تتبع كل الأعراض, ولكن الآن بات الأمر أسهل عن طريق إجراء بعض الفحوصات المعملية فى مرحلة الطفولة.

ويبين أنه من الصعب تحديد الأسباب المؤدية لحمى البحر المتوسط, إلا أنه مرض وراثى ويرتفع نسب الإصابة به فى حالات زواج الأقارب, أو فى وجود تاريخ عائلى يفيد بإصابة أحد أفراد العائلة بالمرض, كما أن هذا المرض ينتشر فى بعض الأجناس عن غيرها, حيث يزداد فى العرب واليهود والأرمن والأتراك.

وتشمل أعراض نوبة الحمى سخونة تصل إلى 30-40 درجة وآلام عامة فى الجسم، والشعور بتكسير بالجسم, مع وجود آلام متكررة فى البطن, حيث يقوم المرض بعمل التهابات بالغشاء البريتونى المبطن، لتجويف البطن, فضلا عن آلام المفاصل, وتستمر تلك النوبة من يومين إلى سبعة أيام متصلة!!

ويوضح أن آلام البطن المصاحبة للحمى تشبه آلام الزائدة الدودية , وقد يخطئ الطبيب فى التشخيص فى بعض الحالات, بل ويقوم بإجراء عملية الزائدة الدودية للمريض لتشابه الأعراض!!!

وتشير الدراسات إلى أن ما يقرب من 15% من مرضى حمى البحر المتوسط، يعانون من تضخم فى الكبد, كما قد يؤدى المرض إلى الإصابة بالالتهاب الكلوى الحاد كأحد المضاعفات الخطيرة.

ويقول دكتور عبد الهادى إن 95% من مرضى حمى البحر المتوسط يتعافون من الحمى عن طريق دواء الكولشسين , وتكون الاستجابة فى خلال شهر واحد من العلاج , حيث يقلل من تكرار الألم ونوبات الحمى, كما أن الأعراض الجانبية للمرض ضئيلة, بينما يظل 5% فقط لا يستجيبون لهذا الدواء وينصح لها باستخدام عقار ألفا إنترفيرون .

ويؤكد هنا أن جرعات الدواء تختلف من شخص لآخر وفقا لعمر المريض، ودرجة المرض لديه، ونسبة الطفرة الجينية بالجسم, ويؤكد دكتور عبد الهادى أنه فى حالة وجود أى مضاعفات من جراء تناول العلاج, فهذا يعنى أن الجرعة زائدة أو ناقصة عن حاجة المريض, وقد يصاب المريض بالإسهال كأحد أعراض عدم انضباط جرعة العلاج له.

ويؤكد أنه يجب تناول الدواء مدى الحياة، لأنه يقوم بإزالة الأعراض وتقليل مضاعفات المرض, ولكنه لا يقوم بالشفاء النهائى منه.
ويحذر دكتور عبد الهادى من خطورة التوقف عن تناول العقار والانتقطاع عنه, حتى لا يتعرض المريض لمضاعفات خطيرة بالكلى، والكبد ونمو الجسم بشكل عام.
ومن الضرورى توعية الأطباء قبل المرضى بأعراض المرض ليكون فى قوائم تشخيصهم للجسم, حتى لا يتم الخلط فى التشخيص, كما يجب فحص الأطفال كل عام للتأكد من خلوهم من المرض.


اخبار متعلقة ..

الإهمال فى التهابات الأسنان يجعلها مزمنة ويسبب آلاما فى العصب

كيفية تكبير الثدى من خلال الجراحة

الصيدلى هو الخبير الأول بالدواء والأقرب إلى المريض




أكثر...