صرح السفير قيس العزاوى مندوب العراق الدائم لدى جامعة الدول العربية، أن القوى الغربية تسعى لطمس الهوية القومية العربية من خلال استغلال ثورات الربيع العربى، مشيرًا إلى أن مصر كانت تحتاج لثورة تصحيح لمسار ثورتها الأولى فى 25 يناير.
وأوضح السفير خلال كلمته فى الندوة التى نظمتها اللجنة المصرية للتضامن، برئاسة الدكتور حلمى الحديدى وزير الصحة الأسبق، مساء اليوم الاثنين، لبحث آفاق وحقيقة وتحديات "الربيع العربى"، أن الثورة التونسية تسير بشكل سليم، لأن قوى الأغلبية رفضت استئثار كل شىء وقدمت تنازلات لكافة الأطراف والقوى السياسية الأخرى سعيا للوفاق، وهو الأمر الذى لم يحدث فى مصر لأن قوى الأغلبية فيها لم يرغبوا فى تقديم أى تنازلات، سعيا للهدف المنشود وهو الوفاق الوطنى، مما دفع المصريين إلى النزول للميادين مرة أخرى من أجل تصحيح مسار ثورتهم الأولى.
وأضاف السفير، أن القوى الخارجية إذا تدخلت فى الثورات تدمر البلاد وهو ما حدث فى العراق، حيث لم تتمكن هذه القوى من إزاحة صدام حسين فقط، بل أزاحت الدولة العراقية بأكملها متمثلة فى جيشها وأجهزتها الأمنية ومؤسساتها الوطنية، مما جعل العراقيون يدفعون فاتورة باهظة مازالت تُسدد حتى اليوم.
واستطرد مندوب العراق الدائم لدى جامعة الدول العربية قائلا: "إن السيناريو العراقى تكرر أيضا فى النموذج الليبى ومن الممكن أن يتكرر أيضا فى النموذج السورى نظرا لأن 70 % من المعارضة السورية من التيار المتشدد لديها ميليشيات مسلحة، ومن ثم فإن البديل أسوأ إذا تم إزاحة الرئيس المستبد بشار الأسد".
طالب السفير العراقى قيس العزاوى، الشعب المصرى بالصبر من أجل بناء نظام جديد، نظرا لأن الثورة المصرية زرعت روح القومية والوطنية لدى المصريين، وهو ما تفتقده الثورات الأخرى التى اندلعت بمساعدة وتدخل القوى الأجنبية.



أكثر...