تلتفت الأنظار الآن إلى دولة الكويت الشقيقة والتى تستضيف القمة العربية المنعقدة فى 25 و26 مارس الجارى، حيث تأتى تلك القمة فى وقت بالغ الخطورة لما تعانيه الدول العربية من انعدام توازن وتغير معالم الخريطة السياسية، ليس فقط فى الوطن العربى وإنما فى قائمة حلفائه أيضاً.

وذكرت شبكة أخبار CNN الأمريكية فى تقرير لها أن القمة العربية تأتى فى أعقاب خلاف خليجى - قطرى بين السعودية، الإمارات والبحرين من جانب ودولة قطر من جانب آخر، إثر سحب الدول الثلاث لسفرائها من الدوحة لاتهامهم بتدخل قطر فى شئونهم الداخلية وتهديد أمنهم القومى.

وأكد نائب الأمين العام للجامعة، أحمد بن حلى، أن الخلاف لن يطرح على قائمة جدول أعمال القمة، وإن كانت هناك محاولة للمصالحة بين الدول الخليجية الأربعة خلف الأبواب المغلقة، انطلاقا من حرص القادة العرب على "تنقية الأجواء العربية".

وأشار التقرير إلى أنه كالعادة ستطرح القضية الفلسطينية على مائدة المفاوضات، والتى تشهد تطورات حثيثة فى ظل المفاوضات بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى برعاية أمريكية والتى بصدد طرح مبادرة لتقسيم الدولتين.

وتطرق إلى بدء الكويت استعداداتها مبكراً، لاستضافة الدورة الـ25 لاجتماعات القمة العربية، التى تستضيفها الدولة الخليجية يومى 25 و26 مارس الجارى، والتى تسبقها اجتماعات اللجان المعنية، ومجلس وزراء الخارجية، لإعداد مشروع جدول أعمال القمة، ومشروع "إعلان الكويت"، فى صورته النهائية.

و أكد الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربى أن وزراء الخارجية العرب قد اتفقوا على ترك ملف المصالحة الفلسطينى -الإسرائيلى لمصر، مشيراً إلى إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية فى قطاع غزة والضفة الغربية وفقاً لاتفاقية القاهرة فى مايو 2012 والذى وقعته الفصائل الفلسطينية.

ونوه التقرير إلى سوريا تأتى على قائمة الدول العربية المضطربة فى ثانى بنود جدول أعمال قمة الكويت، حيث أكد نبيل العربى على أن "كافة قرارات الجامعة العربية كانت تركز على الحل السياسى للأزمة"، منتقدا عجز المجتمع الدولى عن حل أكبر كارثة إنسانية فى القرن الـ 21 - على حد وصفه، كما يتم التشاور حول منح الائتلاف المعارض السورى مقعد سوريا أثناء القمة.

وقال التقرير إن الأزمة الليبية تلقى ظلالها على القمة الاستثنائية حيث عبر الأمين العام عن قلق الجامعة إزاء الأوضاع المضطربة فى ليبيا وعنف الفصائل المسلحة المتصارعة فى ظل غياب دور مؤسسات الدولة، مما يهدد وحدة ليبيا وسلامة أراضيها، مؤكداً أن الجامعة دشنت مكتباً لها فى طرابلس للمساهمة فى إعادة بناء مؤسسات الدولة.

ويناقش القادة العرب ـ بحسب cnn ـ تطوير ميثاق جامعة الدول العربية فى ظل الحاجة الماسة لذلك فى ظل ما تشهده المنطقة من اضطرابات وصراعات فى الآخر من عام 2010 وحتى الآن، حيث تعكف الجامعة على إعداد الميثاق، لكى تضطلع للقيام بدورها ومسئولياتها تجاه الدول العربية بجدارة.

وقال العربى إن دولة تشاد قد طلبت الانضمام إلى الجامعة فضلاً عن إقرار اللغة العربية لغة رسمية للبلاد، كما أن وزير خارجية دولة جنوب السودان طلب فرصة لمناقشة هذا القرار مع صناع القرار ببلاده أثناء مشاركته فى الاجتماع الوزارى الأخير.

وأردف التقرير أن القمة سوف تناقش فى آخر ملفاتها مبادرة مصرية مكونة من 6 نقاط للقضاء على الإرهاب فى المنطقة، وهى المبادرة التى طرحت فى اجتماع مجلس الجامعة العربية فى دورته الـ141 على مستوى وزراء الخارجية، فى 9 مارس الجاري، للتعاون العربى فى هذا المجال.

وتأتى المبادرة – بحسب التقرير - تفعيلاً للاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب الموقع عليها من ذ7 دولة عربية عام 1998، إلا أن مجلس وزراء الداخلية العرب قرر عقد اجتماع مشترك مع مجلس وزراء العدل العرب لبحث المبادرة المصرية.

ويظل العائق أمام القمة فى هذا الملف هو اختلاف الدول العربية حول مسمى جماعات المعارضة المسلحة فى بعض الدول مثل سوريا والعراق، والتى ينظر إليها النظام فى كل من الدولتين على أنهم جماعات إرهابية، فيما تتفاوض معهم دول أخرى باعتبارهم ممثلو المعارضة بل وتمولهم أحيانا، كما يحدث مع الجيش السورى الحر على سبيل المثال.



أكثر...