رأى الكاتب البريطانى ديفيد جاردنر أن محاولات واشنطن جمع الطرفين الإسرائيلى والفلسطينى داخل إطار من الاتفاق لإنهاء صراعهما، انتهت إلى طريق مسدود هذا الأسبوع.

وتعجب جاردنر - فى مقال نشرته صحيفة الفاينانشيال تايمز البريطانية - من عدم الوصول لتلك النتيجة قبل هذا التوقيت، فى ظل المسار الذى اتخذه وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى ورئيسه باراك أوباما إلى تلك المحاولات.

ولكن هذه النتيجة تثير القلق بشأن المعتقلين الفلسطينيين، وهو ما يبرر برأى الكاتب عودة الرئيس الفلسطينى محمود عباس إلى طاولة المفاوضات على الرغم من إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو على رفض إيقاف النشاط الاستيطاني.. وبهذا تستمر إسرائيل فى التهام ما تبقى من أراض من المفترض بحسب المفاوضات أن يقيم عليها الفلسطينيون دولتهم التى طال الحديث عنها.

ورصد الكاتب البريطانى توقيع عباس هذا الأسبوع 15 إتفاقية أممية بما يضفى على فلسطين سمات الدولة، وأشار جاردنر إلى أن عباس كان قد وعد واشنطن بإرجاء التوقيع على تلك الاتفاقيات طالما استمرت المفاوضات.

وتأتى هذه الخطوة من جانب عباس ردا على رفض حكومة نتنياهو إطلاق سراح آخر دفعة من المعتقلين فى موعد حدده الجانبان من قبل.. ولفت جاردنر إلى أن هؤلاء المعتقلين كان من المفترض إطلاق سراحهم منذ 20 عاما بحسب اتفاقيات أوسلو.

ومن جانب آخر رصد جاردنر أحاديث حول استعداد واشنطن للإفراج عن جونثان بولارد، المحكوم عليه بالسجن المؤبد لتجسسه على أمريكا عسكريا لصالح حليفتها إسرائيل، واعتبر ذلك بمثابة محاولة من جانب واشنطن لتحفيز نتنياهو على إطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين فى السجون الإسرائيلية.

وقال الكاتب البريطانى إن هذا النوع من التعامل يتناسب مع النسق الذى تتبعه أمريكا مع حليفتها المتمردة إسرائيل التى طالما انتهزت بدورها هذا النسق فى الابتزاز مقابل آلامها.

وضرب صاحب المقال مثالا على صحة ما يقوله بإعادة الأذهان إلى عام 2009، عندما غض أوباما الطرف عن رفض نتنياهو الكف عن التوسع الاستيطانى على الأراضى الفلسطينية، ثم جاء عام 2010 وعرض أوباما منح إسرائيل وادى الأردن بالضفة الغربية - الذى ليس ملكا له حتى يهبه لغيره - وذلك بعد توقف إسرائيلى لم يدم طويلا عن النشاط الاستيطانى، إلا أن نتنياهو رفض الهبة الأمريكية.

وقال جاردنر إن واشنطن تلعب دور المحامى المخادع بدلا من الوسيط الأمين ؛ إذ تضغط على الطرف الفلسطينى الضعيف لاستئناف المفاوضات بينما إسرائيل مستمرة فى نشاطها الاستيطانى على الأراضى المحتلة..

ورأى إن أمريكا بذلك تسمح لإسرائيل ببالاستمرار فى أفعالها، وأضاف أن نتنياهو لم يعد فى مقدوره تحمل المزيد من القلق الناجم عن تقارير ترده مفادها أن أوباما بصدد العودة للمحادثات لدعم وزير خارجيته كيرى فى مساعيه.

وأكد جاردنر أنه من الصعب رؤية الفرق الذى يمكن عن تسفر عنه تلك المساعى بينما واشنطن تركز على سير العملية أكثر من تركيزها على الجوهر.

ورجح جاردنر أن واشنطن تخطط لأن تحتفظ إسرائيل بكافة مستوطناتها تقريبا، بما يعادل ثلاثة أرباع القدس الشرقية بالإضافة إلى وادى الأردن.. فى المقابل، سيتعرض الفلسطينيون لضغوط واشنطن للاعتراف بإسرائيل دولة يهودية، وليس الاقتصار على اعترافهم منذ زمان طويل بدولة إسرائيل وحقها فى الوجود.



أكثر...