المستقلة/ متابعة: بدأت أعمال مؤتمر باريس للسلام والامن في العراق للقضاء على تنظيم، اليوم الاثنين، بمشاركة 20 دولة، فيما أعلنت صحيفة “الغارديان” البريطانية أن السعودية والإمارات تخشيان من أن يفضي الإجهاز على تنظيم “داعش” إلى تقوية ايران وحلفائها او “وكلائها” في بغداد ودمشق. وافتتح المؤتمر الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، ويشارك في رئاسة مؤتمر باريس الرئيس العراقي فؤاد معصوم، ويحضره رئيس الوزراء حيدر العبادي وعدد من وزراء الخارجية العرب. كما يشارك وزير الخارجية البريطاني، فيليب هاموند. وكان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند دعا إلى المؤتمر لمناقشة سبل دعم الحكومة العراقية في مواجهة التنظيم المتشدد الذي يسيطر الآن على مساحات كبيرة من الأراضي في العراق وسوريا. وألقى الرئيس معصوم في المؤتمر كلمة طالب فيها الدول التي تشن ضربات جوية على مواقع تنظيم داعش في العراق الى استمرارها من اجل القضاء على هذا التنظيم، في خطوة عدّها مراقبون سياسيون بأنها خرق للدستور العراقي، الذي وصف رئيس الجمهورية بالساهر على ضمان الالتزام بالدستور والذي نص على لا تكون القوات المسلحة أداة لقمع الشعب، ووصفوا كلمته بأنها نوع من خلط الأوراق لن تؤدي إلا إلى مزيد من الخسائر البشرية التي سيدفع ثمنها العراقيون. وفي كلمة متلفزة، اتهم رئيس الحكومة حيدر العبادي الدول الاقليمية بتقديم دعم هائل للدولة الاسلامية، وقال: “الآن انقلب السحر على الساحر واصبح الجميع يشعرون بالخطر”. وأضاف: “طلبنا من حلفائنا  الضغط على الدول الاقليمية لإيقاف الدعم لتنظيم داعش وهناك استجابة سريعة لهذا  الطلب وايضا ايقاف تدفق الارهابيين للعراق لأنه يشكل خطرا على الجميع”. ودعا جميع الدول الإقليمية للعراق إلى التنسيق والتعاون فيما بينها  للوقوف بوجه داعش، وقال إن “علينا بناء علاقات طيبة مع دول الجوار ايران والكويت والسعودية وغيرها وعلينا تشكيل شراكات وتكامل اقتصادي وفتح اسواق جديدة  فيما بيننا وفق الاجواء الجديدة  وتطوير نشاط القطاع الخاص بيننا لنكون  قوة اقتصادية تواجه الارهاب”. وأوضح أنه علينا الاعتراف بأن الدول الاقليمية “سمحت بمرور الارهابيين من دول  العالم الى هذه المنطقة وصرفت مليارات الدولارات على هذه الجماعات لدعمها واسنادها وتسليحها بهدف استغلالها لمصالحها لكن هجوم داعش على العراق والاستيلاء على نينوى وجزء من صلاح الدين وديالى بسرعة كبيرة صعدت الانذار  الدولي بشكل كبير ان هناك خطراً حقيقياً واصبحت دول الخليج  مهددة  والاردن وتركيا”. في غضون ذلك كتب محرر شؤون الشرق الأوسط إيان بلاك تقريراً  في صحيفة “الغارديان” قال فيه إن السعودية والإمارات تخشيان من أن يفضي الإجهاز على تنظيم “داعش” إلى تقوية ايران وحلفائها او “وكلائها” في بغداد ودمشق. وتناول التقرير الصعوبات التي تحيط بمشاركة دول عربية في الغارات التي تستهدف تنظيم “الدولة الإسلامية” في العراق والشام، وأشار إلى أن الدولتين قلقتان بشأن ما إذا كان الرئيس الأمريكي باراك أوباما سيمضي في هذه المهمة حتى نهايتها، وذلك على ضوء موقفه من الحرب السورية وعدم قيامه بشيء بعد استخدام الرئيس السوري بشار الأسد الأسلحة الكيمياوية. وقال بلاك إن “مشاركة دول عربية في الغارات التي تقودها الولايات المتحدة لها أهمية رمزية في تبديد الانطباع بأن هذه حرب أمريكية أخرى في الشرق الأوسط”. لكنه أردف أنه “على الرغم من أن السعودية والإمارات وقطر لديها المئات من المقاتلات المتطورة، إلا إن دول مجلس التعاون الخليجي لا خبرة لديها تقريبا في العمل المشترك”. ولفت بلاك إلى أن بعض الصعوبات بدأت في الظهور بالفعل، مثل رفض تركيا السماح باستخدام قواعدها لشن غارات جوية. (انتهى) س.ش    

أكثر...