أخي الكربلائي حياك الله وبياك ـ أنا لم أقل في القرن السابع بل بعده ربما أول الثامن ، فابن المقرب العيوني ذكر كثير من اسماء العشائر الطائية من خلال فخره في صراع قومه ملوك الدولة العيونية مع تلك القبائل الطائية ، فاستفدنا منه معرفة تلك البطون الطائية والى من يعود نسبها وأين هم اليوم ـ لقد كانت تلك البطون عشائر قائمة بذاتها ، قبل أن يضمحل بعضها ويختفي بعضها ويتقلّص بعضها فمن ثم تجمعت تحتت ما يُسمى شمر اليوم ، وهذا طبيعي جداً فالدوام لله ، فقد ذكر ابن المقرب عشيرة بني مالك الطائية أخوة بني نبهان ، وقال عنهم : أنهم أحد جمرات العرب ، وكان فيها 600 فارس لا يقوم لهم الفين فارس ، ثم قال عنهم : أنهم بادوا جميعاً بسبب معركة قتلت الكثير منهم مع الدولة العيونية ، ثم جائت عليهم ليلة شتاء باردة وكان فيهم جراحة وضعف فأهلكتهم ، فلم يبقى منهم الا القليل وسقطوا بالعراق حسب زعمه ، ولم يبقى لهم على عهده بيت يذكر ، فحالهم كحال غيرهم من بقية القبائل ، الذي اعلمه جيداً أن القبائل اليوم والكبرى منهم في زمان ابن المقرب المتوفى حوالي منتصف القرن السابع لم يعرف لهم اسمائهم المعاصرة اليوم ، فهذه القبائل من المؤكد انها تشكلت في اوآخر القرن السابع وأول الثامن ، نتيجة فرار الكثير من بطون العرب من وجه المغول التتر بعد سقوط دولة الخلافة العباسية وعودة الكثير منها الى اصولها في جزيرة العرب ، وخصوصاً من لهم جذور يلتجون اليها من بني عمومة قائمة في جزيرة العرب ، ومن ثم عادوا الى جاهليتهم وتغير كثير من ثقافتهم الحضرية نتيجة الفلتان الامني وفقدهم الامان والاستقرار بعد ما فقدوا دولتين عربيتين في آن واحد وهم العباسية والعيونية ـ ولكن استفدنا من ديوان ابن المقرب أن المسعود والسلمان واللبيد ، وبني لبيد هم من يطلق عليهم اليوم في حائل أهل لبدة ، وقد بادوا في معركة عائلية بينهم ، وقتل منهم حوالي سبعين نفس كما ذكر ذلك المرشدي في تاريخ حائل وحدد مكان قبورهم ، وأصبحوا اليوم حيّ سكني يطلق عليه لبدة في مدينة حائل ، كذلك فهمنا ان تلك البطون الطائية السابقة ، هم طائيين يقطنون الجبلين وشمال نجد في ذلك الزمان بالاضافة الى عشيرة غزيّة الطائية ومنها بطن المسعود الشهير اليوم بالاسلم في زمان ابن المقرب ، وهم من غزية بالتأكيد ، ومن بطن بني حارثة بن ثوب من الغوث بن طي ،بولان بن عمرو بن الغوث ابن طي ، واخوتهم الذين يقال لهم اليوم في شمر أولاد أبا سيف وكذلك بني حارثة ، والذين تنسبهم العامة في شمر الى الحارث الشريف ابو سنجارة وهذا خطأ فادح عندما ذهبوا بحارثة وابنائه الى حارث ونسبوه شريفاً من بني هاشم ، وهذا غير صحيح بل الثلاثة ـ مسعود ، وسيف ، وحارثة كلهم ابناء أبي ابن غنم بن حارثة بن بن ثوب الغوثي الطائي كما أسلفت . وأما البطن الثاني الشهير بالمسعود وهم طائيين كثرة في العراق اليوم فهم من بطن المسعود بن عمرو بن معتر بن بن بولان بن عمرو بن الغوث الطائي ، وكانوا بطناً قائم بذاته على زمن ابن الكلبي المتوفى في سنة 204 ه وذكر ذلك في كتابه جمهرة العرب ـ نسب طيء ـ فبالتأكيد سوف يصبحون قبائل متناثرة بعد ما يقارب الف ومائتين سنة من الزمان ، عكس اخوتهم مسعود غزيّة والذين أصبحوا فيما بعد بطن من الاسلام ، فإنهم في منتصف القرن السابع عشيرة طائية فقط وتقلصت الى أن أصبحت فخذ من بطون الاسلم الطائية الشمرية اليوم ولا يزالون كما ذكرهم ابن المقرب في ديارهم ما بين الحدود الجنوبية العراقية الى جنوب حائل . ارجو ان اكون بينت ما يلزم حول الالتباس في كينونة القبائل اليوم وكيف تكتلت وتشكلت .