التقى الموفد الدولى إلى سوريا الأخضر الإبراهيمى، أمس الخميس، وفدى النظام والمعارضة السوريين فى اجتماعين منفصلين استعدادا لبدء مفاوضات جنيف 2 رسميا قبل ظهر اليوم الجمعة فى محاولة للتوصل إلى حل للنزاع الدامى الذى أوقع أكثر من 130 ألف قتيل فى سوريا، والتقى الإبراهيمى بعد الظهر وفد المعارضة فى الفندق الذى ينزل فيه الوفد فى جنيف.

ثم اجتمع مساء مع وفد النظام برئاسة وزير الخارجية وليد المعلم الذى بدا فى الصور التى التقطها التليفزيون السورى الرسمى باسما وهو يسلم على الإبراهيمى، وتم اللقاء فى فندق آخر ينزل فيه الوفد الحكومى.

وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية إن المعلم والإبراهيمى بحثا فى "الترتيبات الإجرائية لإطلاق الحوار مع وفد الائتلاف المسمى المعارضة" وتبدو مواقف الطرفين مع انطلاق المفاوضات متباعدة تماما، ولا يبدو إى منهما مستعدا لأى تنازل.

إذ أن المعارضة التى يتراسها الائتلاف الوطنى لقوى الثورة والمعارضة السورية تصر أن الهدف من جنيف 2 هو تطبيق جنيف 1 الذى انعقد فى يونيو 2012 فى غياب سورى وأقر خطة لإنهاء الأزمة السورية تقوم على تشكيل حكومة من ممثلى النظام والمعارضة تتولى المرحلة الانتقالية، وتعتبر المعارضة بالتالى أن لا مكان للرئيس السورى بشار الأسد فى هذه المرحلة.

أما النظام، فقد أعلن مرارا أن مصير الرئيس يقرره الشعب السورى من خلال صندوق الاقتراع، وهو يشكك فى تمثيلية المعارضة التى يستعد للتفاوض معها.

وأوضح المتحدث باسم وفد المعارضة إلى جنيف منذر أقبيق فى حديث إلى الصحفيين أن وفدى المعارضة والنظام سيجلسان غدا "فى غرفتين منفصلتين، ويتحدثان بطريقة غير مباشرة عبر موفد الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية الأخضر الإبراهيمى".

وردا على سؤال عما إذا كانا مستعدين للجلوس معا فى غرفة واحدة، "إذا وجدنا أن هناك تقدما وأنه سيكون لمصلحة الشعب السورى الجلوس فى غرفة واحدة، ننظر فى ذلك".

وقبل ساعات من بدء المفاوضات، أعلن الائتلاف الوطنى لقوى الثورة والمعارضة السورية عن أسماء أعضاء وفده المفاوض، وهم 15، تسعة منهم رئيسيون: رئيس الائتلاف والوفد أحمد الجربا، وأعضاء الائتلاف بدر جاموس وهيثم المالح وهادى البحرة وأنس العبدة وعبد الحميد درويش (من المجلس الوطنى الكردى) ونذير الحكيم وسهير الأتاسى ولؤى صافى. بالإضافة إلى الكاتب المعارض محمد حسام حافظ.

أما السبعة الثانويون فهم: ريما فليحان (لجان التنسيق المحلية الناشطة على الأرض فى الداخل السورى) وعبد الأحد أسطيفو (ائتلاف) وعبيدة نحاس (الكتلة الوطنية، ومحمد صبرا (ائتلاف) وإبراهيم برو (حزب يكيتى الكردى) وأحمد جقل (ائتلاف).

وقد تغير بعض أعضاء وفد المعارضة عما كان عليه فى مونترو فى المؤتمر الدولى حول سوريا الذى انعقد أمس فى حضور أكثر من أربعين دولة ومنظمة، أما وفد الحكومة السورية فيبقى نفسه، وعلى رأسه المعلم.

ويتألف الوفد الحكومى من 16 عضوا، بحسب ما أعلن رسميا، بينهم تسعة مسئولين رسميين، وسبعة أعضاء يشاركون بصفة مستشارين.

وأعلن فقط عن أسماء المسئولين الرسميين، وهم بالإضافة إلى رئيس الوفد وليد المعلم، وزير الإعلام عمران الزعبى والمستشارة الاعلامية والسياسية لرئيس الجمهورية بثينة شعبان، ونائب وزير الخارجية فيصل مقداد ومعاون الوزير حسام الدين الا، والسفير لدى الأمم المتحدة بشار الجعفرى.

كما يضم الوفد رئيسة مكتب الإعلام والتواصل فى رئاسة الجمهورية لونا الشبل، ومستشار وزير الخارجية أحمد عرنوس، ومدير مكتبه أسامة على، وكان الوفد شارك الأربعاء فى المؤتمر الدولى فى مونترو الذى لم يحقق أى تقدم على صعيد ردم الهوة.

واعتبر الائتلاف السورى أن مؤتمر مونترو صب لصالحه، وأجرى رئيسه مؤتمرا صحافيا مساء الخميس فى فندق انتركونتيننتال اعتبر فيه أن الأسد تحول إلى "جثة سياسية".

وقال "أعتقد أن العالم قطع الشك باليقين أن الأسد لا يجب أن يبقى ولن يبقى، لقد اقتنعنا ومعنا العالم الحر بالأمس أن الأسد أصبح صورة من الماضى".

واعتبر عضو وفد المعارضة هادى البحرة الخميس أن المؤتمر الذى انعقد فى مونترو "صب فى صالح المعارضة" و"أظهر بلطجية" النظام.

وقال إن "المؤتمر كان بالتأكيد لصالحنا، وصلتنا أصداء أن التأييد فى الداخل السورى كان ممتازا، للمرة الأولى نشعر بمثل هذا الالتفاف حول الائتلاف"، فى المقابل، وجهت صحف سورية انتقادات إلى المؤتمر.

وقالت صحيفة "البعث" الناطقة باسم الحزب الحاكم إن جلسات الافتتاح أظهرت "محاولة أعداء الدولة الوطنية السورية والشعب السورى، وعلى رأسهم الرباعى الأمريكى الفرنسى السعودى التركى، فرض رؤية محددة تقوم على "تنفيذ بند الحكومة الانتقالية ذات الصلاحيات التنفيذية الكاملة".

أما صحيفة "الثورة" الحكومية فرأت أن المؤتمر فضح "مساحة المنافقين فيه، وهم يتدافعون خلف أكاذيبهم التى كشفت الزيف وأماطت اللثام عن الإرهابيين بهوياتهم الحقيقية، وهم ينطقون باسم الإرهاب، يحاضرون عن العدالة وحقوق الإنسان".

على صعيد آخر، دعا زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهرى فى رسالة صوتية نشرت على الإنترنت الخميس إلى وقف القتال بين "أخوة الجهاد والإسلام" فى سوريا، فى إشارة إلى معارك منذ مطلع يناير بين عناصر الدولة الإسلامية فى العراق والشام وتشكيلات أخرى من المعارضة السورية.

وأعلن المرصد السورى لحقوق الإنسان الخميس مقتل نحو 1400 شخص فى هذه المعارك، بين الثالث من يناير ومنتصف يوم أمس.

للمزيد من الاخبار العربية
وزير الدفاع العراقى: أى بيت أو مسجد يأوى المسلحين سيكون هدفًا


ترحيب نرويجى بالاتفاق على وقف إطلاق النار فى جنوب السودان


مقتل 4 جنود من الجيش الليبى وإصابة آخرين جراء قصف عشوائى بسبها



أكثر...