شكونا لهم أحزاب العراق أم خراب العراق ؟

رحم الله من حرّف هذا البيت من الشعر :

شَكَوْنَا إِلَيْهِ خَرَابَ السَّوَادِ شكونا لهم أحزاب العراق أم خراب العراق ؟ space.gifفَحَرَّمَ فِينَا لُحُومَ البَقَرْ شكونا لهم أحزاب العراق أم خراب العراق ؟ space.gif

فَكَانَ كَمَا قِيلَ مِنْ قَبْلِنَا شكونا لهم أحزاب العراق أم خراب العراق ؟ space.gifأُرِيهَا السُّهَا وَتُرِينِي القَمَر

فغير كلمة
خراب إلى أحزاب فصارت مُجدية بحق ولكن المعنى لن يتغير فالناتج النهائي بلا شك سيكون " خراب "
السواد أو أرض السواد كما هو معروف كانت تطلق على بلاد ما بين النهرين أي العراق فرحم الله القائل.
كانت الحادثة أيام الحجاج أبن يوسف وتوليه للعراق ذلك الرجل المعروف بشدته وحزمه وبطشه ولم يسيطر رجل ما وعلى مر التاريخ ويحكم قبضته كما الحجاج ..... لكن فروقات وتفاوت :: ذهب الناس يشكون له قلة الزرع والحرث فماذا فسّرالأمر الحجاج أبن يوسف إذ لم يكن لديه برلمان ساعة وقتها يرأسه على سبيل المثال ( سليم الجبوري ) أو النجيفي أو كتل حزبية كتكلات اليوم ليعرض مشورته .... الأمر بسيط جدا قلة الزرع والحرث هذا لأن الناس تأكل لحوم " البقر " والحراثة في تلك الأيام كانت تحرث الأرض بواسطة البقر, فحرّم الحجاج أكل لحوم البقر فكان كما يقال (أريها السهى وتريني القمر ) والكلام الأخير مثل معروف هذا موجزه ( يضرب مثلاً لمن تخاطبه فيبعد في الجواب. المثل لابن ألغز، وكان عظيم الذكر، وقصته واقع امرأةً ذهب عقلها، فأنكرت المرأة ذلك، وقالت: سأجرب؛ فلما واقعها قال لها: أين السها؟ وهو كوكب صغير في بنات نعش قالت: ها هو ذا وأشارت إلى القمر فضحك، وقال: أريها السها وتريني القمر )
الفائدة : جماعتنا في الحكم لم يرونا لا السهى ولا القمر بل أرونا زحل وسط النهار فخاب ظننا فيهم وعلى أمد خمسة عشر عاما ... فلا هم في العير ولا في النفير يتشاغبون على المناصب والشعب يدفع ويأن وكل ما عندهم هو أن يلقوا بفشلهم وخيبتهم على هذا الشعب المغلوب لا بل حتى في ظاهرة عادية ( جفاف نهر دجلة ) يقولون المواطن يهول الأمر والمواطن يرى بعينه .....!!
ربما تذكرني القصة بقصة ذلك الأمبراطور الذي كان يهوى أقتناء الملابس الجديدة .... فأزعج الشعب والحاشية في طلباته سنة بعد سنة ويوما بعد يوم حتى جاء من ينقذهم ويخلصهم من شذوذه هذا فجاء حائكان لكنهما حاذفان متلاعبان يجيدان الأحاييل بجدارة فتظاهرا أنهم من أرقى من يجيد نسج القماش وصنع الألبسة ... بهر بهم الإمبراطور وسمع لهم ......
طلبا من الأمبراطور أن يكون سامعا ملبيا لهما في كل ما يطلبان ...... !! ففي كل يوم يقولان له ::
مولانا نحتاج كذا خيوط وأصباغ ووووو والأمبراطور يقدم لهم ويصرف من الميزانية العامة
أرسل لهم وزيره ليرى عن كثب أين وصل مشروع الملابس الجديدة !! الوزير لا يرى شيئا ....
يتظاهر النساجان انهما ينسجان ولا نول ولا خيوط !! انظر انظر أيها الوزير كم هو رائع !!
لم تصدق عيناه لكن خشي أن يذهب للإمبراطور ليقال عنه أنه مغفل !! وبالتالي كل الحكومة مغفلة
أرسل الأمبراطور في اليوم التالي مجموعة من حاشيته وجرى المشوار كما هو العادة مع الوزير تظاهرالنساجان بالتمثيل والنسج على الهواء ... ما أجمله وما أروعه من قميص يليق بالإمبراطور !
رجعوا وكالمعتاد أخبروا الأمبراطور عن جودة القميص ويعلمون أنهم لم يروا شيئا ولكن خشية أن يقال عنهم أنهم مغفلين إذ لو عكسوا الكلام وقالوا عكس ما نقل الوزير سيكون الوزير أذكى منهم فأنطلت الحيلة والخداع على الجميع والأمبراطور يترقب بلهفة القميص الجديد كي يلبسه في يوم المهرجان العام !!!
قرب يوم المهرجان ذهب الأمبراطور بنفسه هذه المرة وكالعادة تظاهر النساجان بالنسج على الهواء ... ما أجمله وما أروعه من قميص يليق بمولانا الأمبراطور المعظم !!
دهش الأمبراطور إذ لا يمكن له سوى التصديق فلو لم يُصدق لقيل عنه مغفل !! إذ كيف يقر الوزير والحاشية بجودة المنسوج والأمبراطور لا يرى شيئا !!... لا ..لا إنني مغفل لو لم أقل إني رأيت !! قال الإمبراطور في نفسه .....
ألبسوه الملابس الوهمية بكل حذاقة ..... ما أجملها .... ما أروعها ... أنظر انظر إلى المرآة يا مولانا ستعجبك الملابس بالتأكيد ... والأمبراطور عاريا لكن اللعبة تمت بذكاء إذ لو رفض التصديق لقيل عنه أنه مغفل !!
سار الموكب والناس قد أصطفت طوابيرا طوابيرا والكل يصفق ويهتف بحياة الإمبراطور والكل معجب بملابس الأمبراطور الجديدة خشية أن يقال عنه أنه مغفل !!..... حتى نهض طفل صغير من بين الجمع فصاح ::
الأمبراطور عارٍ عريان !!
الأمبراطور عار ٍ عريان !!
فأنتهت المأساة وتخلص الناس بفطنة وجرأة طفل صغير من كبرياء وغطرسة ذلك الأمبراطور وولى إعجابه بنفسه وإلى الأبد بصرخة طفولة ساذجة ...
مغزى القصة
الآن جماعتنا يريدون يبررون لو هم مصاليخ لو الشعب مصلخ .... ( عريان )