الملكة عالية do.php?img=8536

الملكة عالية

بقلم :خالد محمد الجنابي

ولدت الملكة عالية يوم 19 كانون اول 1911 في حارة القشاشية بمكة المكرمة وكان أبوها الملك علي بن حسين حينها في إحدى الغزوات خارج مكة. وعندما بلغت اليوم السابع من عمرها سماها جدها الشريف حسين بن علي عالية وعندما بلغت الأربعين يوماً من عمرها أخذت كعادة أهل مكة للطواف بها في البيت الحرام.
في 25 يناير 1934 تم زفاف الملكة عالية لابن عمها غازي الأول ملك العراق. وأذاع مجلس الوزراء العراقي بياناً بهذه المناسبة جاء فيه:

بمنته تعالى لقد تم قران صاحب الغازي الأول على حضرة صاحبة الملكة غالية بنت عمه الملك علي ملك الحجاز السابق في القصر الملكي العامر في عاصمة ملكه العراق.
وكانت مراسيم عقد القران للملكة عالية والملك غازي قد تمت بعد عشرة أيام من تتويجه وذلك يوم 18 أيلول عام 1933 ولقد اقتصر حضور الحفل على أقارب العروسين حيث كانت حالة الحداد معلنة بمناسبة وفاة الملك فيصل الأول ، وقد تم الزفاف ببساطة واكتفى العروسان بدعوة رؤساء الوزارات السابقين وأعضاء الوزارة القائمة آن ذاك وبعض الشخصيات لتناول العشاء على مائدة الملك ووزعت النقود على الفقراء والمحتاجين في سائر أنحاء العراق.

وبعد زواجها انتقلت الملكة عالية إلى مقرها الجديد في قصر الزهور حيث أخذت تتلقى دروسا في العلوم والثقافة والآداب من قبل مدرسين ومدرسات أكفاء.
في يوم الخميس 2 ايار 1935 ولدت الملكة عالية ابنها الوحيد فيصل وقد كرست الملكة عالية نفسها لتربية طفلها الوحيد فيصل فكانت العين الساهرة عليه لاتتركه بعيدا عنها قط وكان فيصل من طفولته المبكرة يناديها بكلمة (ستي) أي سيدتي كما يخاطب مربيته بكلمة (ماما) ورغم حبها الجم لابنها إلا إنها منذ الأيام الأولى لولادته أصرت على ان يعامل ابنها كأي طفل أخر دون خضوع له من المقربين حواليه.. وقد حدث مرة وان خاطبه أحد المرافقين بكلمة جلالتكم وحين سأل لماذا استعمل هذه الكلمة أجاب المرافق لأنك أنت مليكي..

توفيت الملكة عالية في 21 كانون الأول من عام 1950 بمرض السرطان ودفنت في المقبرة الملكية في منطقة الأعظمية في بغداد، هذا ولم تر إبنها الملك فيصل الثاني حين وفاتها لأنه كان نائماً وأوصت بعدم إيقاظه، وقالت لخالته أن تقبله بالنيابة عنها وأوصت بالاهتمام به .