نبذة تعريفية عن الأمة العفرية من المعلوم والثابت لدى المؤرخين والمهتمين بدراسة التاريخ أن العفر هم المعافرة وهي بطن من زيد بن كهلان من القحطانية من همدان باليمن راجع (تأريخ بن خلدون، ونهاية الإرب للنووي) وفي معظم البلدان العربية وخاصة في اليمن وشرق السودان يسمونهم بالدناكل، ونسبةً إلى ملك كان يحكم المثلث العفري اسمه دنكلي بن ملكان، حتى أنه كان للعفر بئر خاص في اليمن يعفر ببئر الدناكل. نزح العفر من اليمن إلى القرن الإفريقي منذ أكثرمن4000 سنة واستقروا في تلك المنطقة (إرتريا، أثيوبيا، وجيبوتي)، كانوا يدينون بالوثنية قبل الإسلام، ثم أصبحوا جميعا من المسلمين بعد مجيئ الإسلام، فكانوا هم أول من أمنوا، والهجرة الأولى كانت إلى الحبشة فدخلوا المسلمين على رأسهم جعفر الطيار عبر الإقليم العفري الساحل البحر الأحمر، كتب في ذلك العلامة الأمير شكيب أرسلان في كتابه (مسلمو الحبشة) كما كتب عنهم أحمد بن علي بن عبد القادر بن محمد المقريزي في كتابه (الإلمام بأخبار من بأرض الحبشة من ملوك الإسلام)، وكان للعفر سلطنات وإمارات تحكم قبائل العفر المترامية الأطراف، وكانت هذه الإمارات مستقلة استقلال تاماً عن الحبشة حتى أن بعض الدول الأجنبية والعربية كانت تعقد معهم الاتفاقيات المباشرة بينها وبين هؤلاء السلاطين، مثل مصر والسودان واليمن إلا أن هذه الاتفاقيات والتاريخ فقدت من يدونها كغيرهم من شعوب هذه المنطقة. إذاً أن الشعب العفري هم أقدم شعب شهدت وجوده منطقة القرن الإفريقي ويعتبر من أقدم الشعوب الحامية التي انتشرت في القرن الإفريقي على امتداد سواحل البحر الأحمرعلى جانب الإفريقي وهضبة الحبشة منذ آلاف السنين.
وان الاصل من اثىوبيا اللغة: هي اللغة العفرية فإذا تأملنا ورجعنا إلى اللغات القديمة التي كانوا يتحدثون بها أجدادهم منذ آلاف السنين قبل الميلاد، والشواهد تقول بأنها لغة سامية إلى حد ما، أنها وإن كانت أقرب إلى لغة المعين في اليمن هي اللغة السامية إلى حد ما، وهناك من يرى أن لغتهم تنتمي إلى الكوشية نسبة إلى حام بن كوش، فلغة العفر إذا ما قورنت باللغة العربية فإننا نجد معظم ألفاظها متطابقة لها، مما جعل دخولهم في الإسلام سهلاً، ولذا أصبحت اللغة العفرية تضم الألفاظ العربية الدينية التجارية وكتبت العفرية بالعربية، وحولت باللاتينية من السبعينات.
مكان تواجد العفر: يتواجد العفر في كل من جيبوتي وإرتريا وأثيوبيا على امتداد ساحل البحر الأحمر من الجانب الإفريقي إلى هضبة الحبشة، ويقدر تعدادهم إلى أكثر من سبعة ملايين نسمة.
الأسماء التي تطلق على العفر: 1- دناكل : يعتبر هذا الاسم من أشهر الأسماء التي أطلقت على العفر وشاع استعمالها عند العرب. 2- ادال: وهوالاسم الذي أطلقه الاحباش في العصور الوسطى نسبة إلى سلطنة عدل والتي اتحدت مع سلطنة ايفات الإسلامية. 3- عدعلي: وهذا الاسم أطلقتة بعض القبائل الصومالية المجاورة للعفر وهي ماخوذه من سلطنة عدل من قبيلة عد علي المعروفة تاريخيا.
الحياة الاجتماعية للعفر: يحترف العفر الرعي والزراعة وصيد الاسماك واسخراج الاحجارالكريمة من منطقة البحر الأحمر، أطلق اسم الشهرة على العفر بربان البحر الأحمر نسبة لمهارتهم في مجال عمل البحر. ان الشعب العفري عرف بكرمه وزهده وشجاعته وتعامله الطيب مع من يحيطون به.
دخول الإسلام إلى الأراضي العفرية : جعل الموقع الجغرافي الاستراتيجي الذي يشغله العفر على البحر الأحمر وباب ا المندب ان تكون ميناء(معدر) العفرية معبرا للفوج الأول من الصحابة رضوان الله عليهم إلى ديار ملك النجاشي ويرجع الفضل للعفر لسلامة هذه البعثة كان ذلك في بداية نور الإسلام على الأراضي العفرية التي عمها فيما بعض حيث يعتبر الشعب العفري من الشعوب الذي لايوجد بينهم من يدين بدين غير الإسلام وكلهم سنيون على مذهب الشافعي والحنفية واذ انتشار الإسلام بين العفرمن الهجرات العربية من منطقة عمان واليمن والحجاز إلى الأراضي العفرية إضافة إلى العلاقات التجارية التي كانت تلعب دورا هاما لبناء العلاقات الاجتماعية والاقتصادية بين بلاد العرب وسواحل البحر الأحمر وكانت مناطق العفر من أهم المناطق دخل مناها لإسلام إلى هضبة الحبشة.
دور العفر في نشر الإسلام في منطقة القرن الأفريقي: تحمل العفر اعباء نشر الإسلام في ربوع المنطقة حتى وصل الإسلام إلى منطقة القرن الأفريقي وانشاؤا سبع سلطنات أو سبع مماليك وكانت هذه السلطنات عفرية عربية وقامت بدور كبير في نشر الإسلام في القرن الأفريقي وهضبة الحبشة ودخلت هذه المماليك في العصور الوسطى حروبا طويلة مع الاحباش المسيحية التي كانت تغزو المنطقة بسبب أو لاخر وكانت العفر تتبادل فيها النصر والهزيمة، واخذت هذه الحروب المتكررة طابعا دينيا لأن الأحباش كانت تشن دائما حروب صليبية ضد هذه المماليك والسلاطين العفرية الإسلامية وحيث انتهى هذا الصراع بنهايته المتوقعة له بعد أن تتكاتف الغرب الصليبيين مع مكلوك الحبشة في القضاء على جهاد المماليك الإسلامية والزيلع ضد صليبية الاحباش, وكانت مماليك زيلع الإسلامية تجاهد وتقاتل الأحباش واحدة تلو الأخرى فاذا انهارة أحدهما قامت دولت أخرى ورفعت لواء الجهاد وحمل لواء الجهاد الامام أحمد إبراهيم الذي يلقبه العفر(أحمد جرى الأشول) واستطاع ان يتصدى عدوان الأحباش النصارى وتم الهجوم عليهم في عقر دارهم واتسمت غزواته بالسرعة والمفاجئة والحماسة والشدة واعتمد الامام في جهادة ضد الاحباش على العفر والتي كانت تشكل غالبية جيشه ومن هنا يتضح لنا مدى دور العفر في نشرالإسلام الذين بذلوا بارواحهم واموالهم في سيل خدمة هذا الدين واعلاء كلمته مماجعلهم هدفا من قبل الغزاة والقوة الاستعمارية لتفتيتهم وتقسيمهم إلى ثلاثة دولة ليكونوا فريسة سهلة.
الخاتمة الشعب العفري كما اسلفنا يعتبر من أقدم الشعوب التي استقرت في منطقة القرن الأفريقي منذ آلاف السنين.ويتواجدون في كل من جيبوتي واثيوبيا وارتريا وهي قومية مشتركة لايفصلها الا حدود مصطنعه وهمية، صنعها الاستعمار وعندهم نسيج اجتماعي وتمازج قومي تجمعهم صلة الرحم والدين واللغة والعادات والتقاليد والثقافة ويواجهون ظروف عديدة قاسية واجتمعت عليهم كوارث طبيعية وبشرية نظرا ظروفهم الاجتماعية والسياسية والدينية ولموقعهم المتميزعلى الساحل البحر الأحمر وهضبة الحبشة وانعزالهم عن العالم العربي والإسلامي الذي ينتمون إليه رغم أنهم مسلمون 100%
نسبهم

هذه القبيلة من القبائل العربية القديمة التي نزحت من جنوب الجزيرة العربية إلى أفريقيا الشرقية ويسميها الاحباش مرة باسم ((الدناكل)) ومرة باسم ((العفار)) والعفر اسم قبيلة مشهورة في اليمن. كان موطنها في جنوب الجزيرة العربية مما يلي حضرموت وعدن وعلى أثر قيام حروب بينها وبين أحد ملوك اليمن وتشديده الخناق عليها بالحرب والدمار اضطرت للهجرة إلى الحبشة منذ عهد قديم واستوطنت فيها، ويحتمل أن يكون هؤلاء العفاريون من مملكة (أوسان) التي كانت مزدهرة في جنوب اليمن استمر حكمها من عام 1000 ق.م حتى 540 ق.م وبعد هجرتها إلى الحبشة سمت عاصمتها الجديدة الكائنة في بلاد العفار أوسا طبقا لعاصمتها القديمة في جنوب الجزيرة وهم ينتمون إلى قبيلة زيد بن كهلان. وجميع أفرادها مسلمون منذ القرن العاشر الميلادي. يتحدث العفر لغتهم العفرية، وهي لغة كوشية. والعفر لهم قرابة بشعوب أورومو، وسيداما والصومال والأگاو والبجا. - قبيلة قحطانية، يتصل نسبها إلى عفار بن مهرة بن حيدان بن عمرو بن الحاف بن قضاعة بن ‏مالك بن حمير بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن هود النبي عليه السلام.. ‏والمفرد : العفاري‏ وذكر في بعض الدراسات ومنها الدراسة الجينية التي في كتاب (جغرافيا الجينات) وهي من أحدث الدراسات وأشهرها والتي تنسب العفار إلى قبائل البجا وهي القبائل الممتدة من جنوب مصر إلى شرق السودان وأن هذه القبائل العفار والبجا تتحدث نفس اللغة الكوشية
صفاتهم

العفاريون معتدلو القامة غليظو العضلات ذوو بشرة سوداء ضاربة إلى الاحمرار, وأنوف دقيقة، وشفاه رقيقة، وشعر مجعد كثيف، ومن سجاياهم : الزهد, وشظف العيش والصبر على المكارة، ويمتازون بالقوة البدنية والشجاعة النادرة، ويميلون بفطرتهم إلى القتال، وهم صيادون ماهرون، ويحترفون رعاية المواشي من الابل والغنم، فينتجعون المراعي، متنقلين من مكان إلى آخر، في طلب الكلأ. نمط حياة وثقافة ورغم أن بعض الأفارية هاجروا إلى المدن واعتمدت أسلوب الحياة الحضرية، فإن غالبية قبيلة عفار ظلت من الرعاة الرحل، الذين يرعون الابل والماعز والأغنام والماشية في الصحراء. خلال موسم الجفاف، وتمثل الجمال أكثر وسائل النقل لديهم
ويسكن العفاريون في خيم مصنوعة من الحصير مغطاة وتقع على عاتق النساء العفاريات مهام الغذاء من حلب الابقار والاغنام وتزويد المياة للبيت وبيع الملح المستخرج من الصحراء إلى جانب الحليب والجلود في الأسواق القريبة.
ويتم تنظيم العشائر والأسر، وإلى فئات في القبيلة ويمارس الختان للبنين والبنات في القبيلة.، ويسمح للفتيان بالزواج من الاختياري وإن كان يفضل أن يتزوج من المجموعة العرقية الخاصة بها.
الديانة

شعب عفار جميعهم مسلمون وبدأ التحول إلى الإسلام في القرن 10الميلادي بعد الاتصال مع التجار العرب من شبه الجزيرة العربية.
[عدل]مناطقهم وأماكن تواجدهم

القبائل العفرية ممتدة على امتداد السلطنة العفرية أو ما يسمى بالمثلث العفري وهي على شاكلة مثلث فلذلك سميت بالمثلث العفري وتبدأ من أثيوبيا فنسبة العفر فيها 4% ويعيشون في منطقة أوسا، وفي أريتيريا يمثل العفر نسبة 10% ويعيشون في منطقة دنكلاليا من مصوع إلى حدود جيبوتي طولا، وفي جيبوتي يمثل العفر نسبة 50% ويسكنون غالبية مناطق جيبوتي تاجورة وأبيخ ودخيل ولكن بفعل الزحف الصومالي على جيبوتي يكاد يكون العفر الاقلية مع كثرة عدد المهاجرين من الصومال وأيضا بعل السياسة الحاكمة للبلاد التي تتهم بانها تمارس العنصرية الخفية تجاه الشعب العفري، فالعفر شعب يعيش في منطقة القرن الأفريقي ويبلغ تعداد سكانه أكثر من سبعة ملايين ويتواجد العفر في كلا من إثيوبيا وجيبوتي وإرتريا. وهو شعب له تاريخ قوي وراسخ في منطقه القرن الإفريقي حيث أن السلطات العفرية المتعاقبة كونت ما يسمي بإمارات الطراز الإسلامي التي خاضت حروبا عنيفة مع ممالك الحبشة في الهضبة الحبشية التي هي جزء من أثيوبيا في يومنا الحاضر. وهذه الثوابت المشهودة مدونة في تعرف مناطق العفر على الخرائط ويأتي سردها :
.المناطق التي يسكنها العفر في دولة إريتريا المآشر إليها باللون الأخضر، الشعب العفري في إريتريا قدم الكثير من التضحيات من أجل استقلال إريتريا. استعمرت جيبوتي من قبل فرنسا 120 سنة واستقلت من الاستعمار عام 1977م وكان رئيس الدولة قبل الاستعمار كسلطة وطنية السلطان علي عارف أبوبكر باشا وهو عفري من السكان الأصليين. منطقة العفر المعروفة أيضا بمنطقة دناكيل والواقعة شمال شرق إثيوبيا ،تشتهر بمناظرها الصحراوية والبركانية. وصحراء دناكيل التي تعتبر من المناطق الأكثر حرارة في العالم وتقع على ارتفاع مئة متر تحت سطح البحر، منقسمة بين أثيوبيا واريتريا وجمهورية جيبوتي.وهذه المنطقة المأهولة من قبائل العفر معروفة بمناجم الملح وبراكينها وحيواناتها البرية ولكن أيضا بأنها مهد للإنسانية حيث اكتشف الهيكل العظمي الشهير الذي يعود إلى 3.2 مليون سنة وعرف باسم لوسي. ويتوجه مئات السياح كل سنة إلى هذه المنطقة في إطار رحلات منظمة تحت إشراف وكالات سفر مقرها في إثيوبيا أو في أوروبا.والمورد الرئيسي لهذه المنطقة منذ آلاف السنين هو الملح الذي يستخرج من بحيرات مالحة كبرى

منقول من هنا