عدنان فرج الساعدي تواجه الصحف العراقية الورقية مشاكل واضحة في عمليات التوزيع والبيع في بغداد والمحافظات حيث تكاد هذه الصحف ان تغيب عن ايدي القراء الذين بدأوا يتناقصون باستمرار حتى وصلت اعدادهم الى بضع عشرات من الالوف حسب بعض الاحصائيات التي حصلت عليها من مصادرها مؤخرا. إن الاف المكتبات في العراق بدأت تتعاطى في بيع القرطاسية وبعض الكتيبات وملزمات الطلبة الدراسية وأنحسرت اعداد باعة الصحف والموزعين بشكل واضح إن الصحيفة الورقية في العراق واجهت وبعد أحد عشر عاما بعد سقوط الصنم تحديات كبيرة في التوزيع وفي البيع أدت بالنهاية الى غلق العديد منها ومغادرة عالم الصحافة بعد الخسائر الكبيرة التي لحقت بها نتيجة لتناقص اعداد قراءها وسؤء التوزيع ودخول الشبكة العنكبوتية التي جعلت الكثرة الكاثرة من العراقيين يتابعون الصحف والمواقع الالكترونية أكثر من اهتماهم بصحافة ( الكوبي بيست ) التي اصبحت سمة من سمات الصحف الصادرة في بغداد والمحافظات اليوم أن انتشار الفضائيات السريع وفتح أذاعات باعداد كبيرة اضافة الى تقنيات الموبايل أتاحت للملايين من العراقيين سرعة الحصول على الاخبار والتقارير والافلام الفيديوية بسرعة دون ان يتكلف شيء مع وجود فرق كبير بين مطالعة الصحيفة الورقية وبين الصحيفة الالكترونية او الموقع الالكتروني ان الصحف الورقية التي يطبع بعضها 1000 نسخة والبعض الاخر 1500 نسخة وقسم منها 3000 نسخة تراجعت بشكل كبير نتيجة رجوعها الى اداراتها دون ان تتوزع او تباع مع العلم ان غالبية هذه الصحف تباع مجانا في بورصة توزيع الصحف في بغداد بل قد تدفع الصحف الى الموزعين مبالغ خاصة لقيامها بتوزيع المطبوع بشكل شهري ولا شك ان الصحف التي تصدرها الأحزاب او المنظمات او غيرها تتحمل اعباءا مالية ضخمة نتيجة عدم وجود مردودات مالية حيث انها توزع مجانا بالرغم من تكاليفها الباهضة حيث يمكن تقدير تكلفة الصحيفة الشهرية التي تطبع ثلاثة الاف نسخة يوميا مع رواتب منتسبيها حوالي حمسين مليون دينار شهريا. والاغرب من ذلك انها ومع توزيعها مجانا يبقى ثلثيها عند مكاتب التوزيع او الباعة الجوالين ؟ ويشكل العديد من كبار الاعلاميين على الصحافة المنتشرة في العراق كونها تعتمد على اخبار الوكالات الاخبارية وتنسى التقارير او الاخبار الخاصة بها او استخدام ابواب جاذبة للقارئ العراقي مما ساهم كما يعزيه هؤلاء في خفض الاقبال على قراءتها ( كون أخبارها بايتة ) كما يقول العراقيون اليوم وهم يتصفحون الفيس بوك والوكالات الخبرية التي تنقل لهم الاخبار والتقارير أولا باول حيث لا يتجاوز عدد القراء العراقيين للصحف الورقية المائة ألف قارئ او يقلون عن هذا الرقم بالفعل نعم قد يقول البعض ان المشكلة ليست عراقية او عربية بل هي مشكلة عالمية حيث عمدت بعض الصحف الامريكية والغربية الى تقليل اعدادها المطبوعة بل الى الغائها ووقف صدورها الصحف العالمية كما حدث بالفعل لصحف او مجلات امريكية منها مجلة «نيوزويك» عندما اعلنت عن توقف نسختها الورقية، وهي المجلة التي كانت تبيع أكثر من ثلاثة ملايين نسخة في الأسبوع، وتحقق رقم إعلانات كبيرة جدا وختاما نؤكد ان الصحافة الالكترونية العراقية ستتقدم بشكل كبير على الصحافة الورقية ويوما بعد يوم تثبت الصحافة الالكترونية انها الاوسع والاكبر في استقطاب اعداد الزائرين لها في حين تتراجع الصحافة الورقية في هذا الامر

أكثر...